نواصل الموضوع:

وبعد أن وعينالجوهرالدين المتثل بأصوله، ومن ثم مظهرالدين المتمثل بفروعه، ومن ثم أخلاقيات الإسلام المتمثلة في معاملاته.

ندرس الممارسات الحياتية للفرد، ونرى كيف يؤثرالدين في رسم الممارسة، لتأتي متوافقه مع مصلحة الفرد والمجموع.

بداية الإيمان بالله ووحدانيته ومن ثم عبوديته. يوحد البشركلهم على أن ينظرواللحق المطلق والكمال المطلق، فهوالمهيمن على كل شئ في الكون، هوالله رب العالمين. وعندمانعرف االمطلق نكون قدعرفناالنسبي. بمعنى كل مافي الكون والوجود من محسوسات ومعرفات، آثارمن نعم الله. فهي نسبية مرتبطة بظرفهاوزمانها، وخاضعة لهيمنة الجبارالمتعال.

وهذاوحده يكفي لكي يرفع المسلم هامته عالياوشامخا، بإن له رب يعبده ولاعبودية لسواه.

في نهايات القرن التاسع عشر، وقف الإحراري غلادستون، رئيس وزراء بريطانياالعظمى،والتي كانت تحكم العالم بأسره،أمام مجلس العموم. وبعد مقتل عميل المخابرات البريطاينة في السودان غوردون باشا. وقف صارخاورافعا لكتاب الله وقائلا:

لايمكنناحكم المصريين، وهم يمسكون هذاالكتاب بأيديهم.

ثم رمى الطاغية الكافر، بكتاب الله تحت قدميه.

وهذاالإيمان الرافع من قيمة الإنسان وقدره أمام نفسه، كان من مظهره(الصلاة وبخمسة أوقات محددة) بإن يقف الجميع سواسية، السلطان والغلبان، وبصف واحد ليركعواويسجدواأمام الرب الواحد الأحد.

الله أكبر، والله ماأعظمه من دين يسموبالبشرية إلى عنان السماء إنصافاوعدلاومساواة.

وألآن نأتي إلى المبدأ الثاني المتمثل بالنبوة، وكرحمة بالبشر. حيث يرسل الله الإنبياء مبشرين ومنذرين، للحد من تخبط الإنسان وبحثه عن طريق للخلاص، مماهو فيه من أنانية وإثرة. وطريق الخلاص هودين الله الذي يبلغه الإنبياء لعامة الناس،فينسجمون على صراط مستقيم واحد. ووحدة الصراط وإستقامته تتطلب الطاعة المطلقة لنبي الله، والإمتثال لأوامره ونواهيه. وأي خروج على أوامرالنبي ونواهيه، كفيل بتشرذم الأمة إلى شيع وأحزاب.

لذلك كانت المركزيةوالحاكمية لنبي الله قائدالأمة، دون سواه من البشر. لكونه مسدد من قبل الله في التبليغ بالرسالة.وأي غمز ولمز بنبي الله، في محاولة لإضعاف مركزيته وقائميته على الأمة، أمرمستهجن مرفوض، لكونه يتصادم مع أمرالله بطاعة الرسول(ص) في كل الأحوال، كمانص كتاب الله.(وماآتاكم الرسول فخذوه، ومانهاكم عنه فأنتهوا...)

ومن الإيمان بمبدء النبوة يتفرع مبدء الإيمان بالإمامة. بمعنى لكل نبي وصي، يوصيه برعاية الأمة من بعده، إن أحتاجت لمن يشرح لهاماأشكل عليهامن فهم الشريعة وكتاب الله.وبعيدا عن الخلافات المذهبية.ألأحداث التي مرت على الأمة الإسلامية، بعد وفاة الرسول(ص)أثبتت بمالايقبله الشك، في إن الإمام علي(ع)كان أعلم الناس بتفسيركتاب الله، وشرح مقاصد السنة الشريفة، حيث كان الملجأ والمقصد. يقصده الخلفاء في كل نازلة نزلت بهم، ليعلن الخليفة الثاني عمر.

ماكنت لمعضلة، ليس لهاأبوالحسن.
أوإذاحضرعلي المسجد لايفتي إلا هو
و..و...الخ.


ولم تحدثناكتب السيرة والأخبار، إحتياج الإمام(ع) لأحد في حل معضلة أوفهم آية شريفة من كتاب الله. ولم تحدثناكتب السيرة قول نبي الله(ص) هذا لأحدغيرالإمام(ع):

أنامدينة العلم وعلي بابها. فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.

وهكذأصبح باب مدينة علم الرسول(ص) الوصي على الرسالة، وإن إستبعد من الخلافة والزعامة.

وللموضوع بقية: