شعيب أحمد مذكوري - الدار

بلد سكانها مليون نسمة.. نجد فيها ما يلي:

«حضر، بدو، شيعة وسنة..» تجالس حضرهم فتلحظ كيف يفاضلون فيما بينهم، فتجد من يقول (شلِك فيهم هذول نيادة) آخر لا تعجبه الجلسة مع «الزبارة» على حد قوله - فيما يرى البعض من حضر الكويت أصحاب الأصول السعودية أنهم أفضل من (جناعات العراق) والعكس!!

تأتي إلى البدو يكاد يكون الولاء لدى البعض منهم للقبيلة لا للدولة، ووصل حد التفاخر في هذه القبائل الى امتناعها عن تزويج فتياتهم الى أي طارقٍ للباب من خارج القبيلة يستقر العديد منهم في الكويت مثل مطير، عنزة، عوازم، شمر، رشايدة، حروب وفضول.. الخ.

ما يلفت النظر في هذه القبائل (بطونها) التي يتفاخر ابناؤها بانتمائهم لها ويصنفون انفسهم تحتها فيتقابل اثنان من أبناء قبيلة واحدة فيسأل أحدهم الآخر فيقول له (من وين؟) ويقصد البطن فيجيب الآخر إنه من البطن الفلاني، فعلى سبيل المثال تجد قبيلة مطير تضم تحتها سبعة بطون وفي كل بطن تجد عدداً من الأفخاذ وفي كل فخذ هناك عدد من الفصائل والعوائل.

أما شيعة الكويت وغالبيتهم (العيم) ويأتي بعدهم الأخوة من منطقة الإحساء (الحساوية) وبحارنة البحرين، تدخل في أغوار (العيم الكويتيين) فتجد (لور، تراكمة، تنقسيرية، بيرمية، اشكنانية.. الخ) وكل هذه الأسماء جاءت ليصنف (عيم) الكويت بعضهم البعض حسب القبيلة أو المنطقة التي نزحوا منها إلى الكويت، وصل حال بعض المتعصبين منهم دينياً أن يقيّم الآخر حسب مرجعيته الدينية.

وسنة الكويت وضعهم مشابه لشيعتها من الناحية العرقية فمنهم من ينتمي إلى الجزيرة ومنهم (عيمي) من ايران، ولكن وضعهم أقل تعقيداً كونهم يرمون العديد من حمولة التصنيفات على البدو والحضر فنجد أبرز من يغذي هذه الصورة السنية هم الاخوان والسلف فهذا (اخونجي) وذاك (سلفي) كما يأتي على لسانهم عندما يتراشقون فيما بينهم..

إذا أردنا الارتقاء بوضع هذا البلد فعلينا ان ننسى كل ما سبق من التقسيمات والتصنيفات هذا فضلاً عن المسميات التي نطلقها على الآخرين مثل (اصيل)، (بيسري)، (ماعندهم لبج ولا حمولة).

وآخر صيحات الموضة لفظ (طرثوث) الذي وضح ان الغالبية من الذين يندرجون تحت هذه التقسيمات يرى نفسه مواطناً والاخرين (طراثيث)..

آخر حجوة:

الدين لله والوطن للجميع..

twitter: mathkouri_kw