تساؤلات واقعية ..

الحلقة الاولى


شبكة العراق الثقافية : محمد باقر



بسم الله الرحمن الرحيم

(ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

كل عمليات التغيير التي اعترت الامم والمجتمعات كانت تنطلق من ثقافات وافكار ونظريات, ابتداءا من الديانات وحتى الافكار العلمانيه . ومن هذه النظريات ما استمر ومنها ما عفى عليها الزمان. فكل امة تنهض بمستوى افكارها ونظرياتها وتنام او تموت بمستوى ضعفها واضمحلالها وعدم امكانية مواكبة متغيرات الحياة ومتطلباتها . ومن هنا يأتي السؤال الكبير , هل ان نهاية الحضارات والامبراطوريات السابقة كان لضعف في افكارها ونظرياتها ام لفساد اعترى زعمائها ومفكريها , ام ان قيود الزمان والمكان هي التي نخرتها ولم تستطع ان تواكب الحياة فكانت نهاياتها الى الموت والفناء (ولكل امة اجل )
فالاسلام كفكره ونظريه نمت وترعرعت في ظل عصمة الرسول وقيادته حتى بلغت المشرقين ودامت ثلاثة عشر قرنا رغم مظاهر الملك والوراثة التي اعترت مسيرتها بعد الخلافة (الراشده) وحتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي . فما هي اسباب ضعف وانهيار الحضارة الاسلامية, وبأعتباري شيعيا اماميا نرجع سبب هذا الانهيار الى انحراف الرساله عن مسارها الذي اختطه لها الرسول والرساله من خلال خروجها الى (الخليفه ابو بكر ) ولم تستمر بخط الرساله الى الامام علي (ع) بأعتقاد الشيعه ومن خلال ذلك مكنت معاويه من ان يصل الى الحكم ويؤسس الدوله الامويه والنظام الوراثي الذي استمر الى نهايه القرن التاسع عشر الميلادي , فكامت الفتره الامويه من اخطر المراحل التي التي تخللت الرساله الاسلاميه والتي اسست لتمزيق المسلمين ونشوء المذاهب .
ورغم ذلك انطلقت الرساله الاسلاميه الى ان عمت المشرقين .
وهنا نريد ان نشير الى مرحلة الدوله الامويه ونقول ان معاويه قد اخذ بالنظريه الاسلاميه وانطلق بها ولم يتبنى نظريه غير النظريه الاسلاميه ومن هذا فقد اقبل العالم وقت ذاك على ان يدين بهذه النظريه الاسلاميه ويترك ما كان يدين به او يرفض ما مان موجودا غيرها . واليوم نرى المسلمين قد اصبحوا ضعافا يكاد يتخطفهم الناس من حولهم , فلماذا هم بهذا الضعف والوهن هل هناك عجز في نظريتهم ام اننا دائما نلقي بهذا الضعف على الحكومات والطغات وندين بنظريه المؤامره في انها السبب المباشر في ما وصلنا اليه .وكاننا دما لاحيلة لها في ان تبعد الاخطار من حولها أو ان تقاوم من اجل وجودها ,الم يشر الامام الحسين (ع) في خطابه الذي رفعه ايام نهضته في زمن يريد حيث قال (لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ,بل خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ان آمر بالمعروف وان انهى عن المنكر ) ان الامام قد حدد الخلل في الامة ولم يشر بخطابه الى يزيد , لان الاصل هنا الامة وان يزيد هو ظاهرة افرزها ضعف الامه (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (كيف ما تكونوا يولى عليكم ) والامة هنا ليس الناس وحدهم بدون دور للفاعلين منها واصحاب الفكر والنظر الذين يحركون الامة ويمارسوا دورهم في توعيتها وتثقيفها لتقف في الاتجاه الآخر مقابل الطغات والحكومات الظالمة, فمن ياترى كان السبب في ضعف الامة وهوانها .
نحن نعيش الآن فترة العلوم الظنية بأعتبار غياب المعصوم منذ اكثر من الف سنه , ومن ذلك الحين والاجتهاد قائم والحكومات تتوالى والانظمة تتغير والنظريات تتداخل ,فهل كنا معصومين من ان ندخل الخلل في النظريه من باب الاجتهاد (والمصيب له اجران والمخطئ له اجر ) وما اكثر الاجتهاد الذي ادى الى كوارث في التأريخ الاسلامي في ظل غياب المؤسساتيه ومراكز الابحاث التي ترصد وتقيم المسار التأريخي لحركتنا في نجاحاتها واخفاقاتها . ان الرسول (ص) قد حذرنا من وعاظ السلاطين واخوف ما اخاف على امتي العلماء والامراء اذا فسدوا .
فهل لنا ان نتسائل او نسائل ولاة الامر منا ومن هم في قمة الهرم ومن يعطونا هدانا في حياتنا , هل تحملوا مسؤلياتهم تجاه الله والامه أم اكتفوا بأسقاط الواجب وأبراء الذمه حسب تعبيرالشائع .
نحن اليوم نعيش تحت رحمة الظلم والاضطهاد والتشرد والتشرذم بسبب كل الضعف والوهن فهل بالامكان ايقاف هذه الرحى التي سحقتنا وهل بالامكان انبعد هذا الشبح عن ابناءنا والاجيال القادمة اعتقد ان هذه المهمة مناطه بالمثقفين والمفكرين والعلماء من ان يتحملوا مسؤلياتهم ويبحثوا عن عن الضعف في ثقافتنا التي انتجت امة سادت عليها كل الامم,نحن لانجيد قراءة تاريخنا ولا نتعظ بالاخرين الذين سبقونا واصبحوا يتطلعون الى المستقبل ولا يلتفتوا الى الماضي الا لأخذ العضه والعبره اما نحن فما زلنا نتفاخر بالماضي وبالعنتريات ولا نرمق المستقبل ولا نعيش الحاضر ,حياتنا في ظل كل هذا القهر ان نجلس لنندب حضنا ونجتر الماضي