السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

أولا / السيد فضل الله عالم مرجع مجاهد ولا يخاف في الله لومة لائم وهو تراب أقدم أمير المؤمنين عليه السلام الذي سبوه أكثر من 50 عام .

ثانيا / السيد جعفر العاملي ادعى أمورا كثيرة على سماحة السيد لا حقيقة لها وراجعوا ما كتبه في كتبه لتتاكدوا من كلامي .

ثالثا / الميرزا جواد التبريزي ارتكب خطأ كبيرا في تضليله لأحد كبار مراجع المسلمين المؤثرين في العالم وخصوصا في صفوف الإسلاميين الحركيين في العراق ولبنان وتركيا والسودان وغيرها .

رابعا / السيد من أفضل المراجع في العالم فهو الذي ضحى بحياته من اجل الإسلام الأصيل الواعي البعيد عن الخرافات والتخلف .

خامسا / عقيدة سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله حفظه الله هي نفسها وقد نذر حياته للدفاع عن الإسلام الأصيل وقد كلفه ذلك الكثير ، وتلقى الكثير من الاتهامات والسباب من المخابرات الأمريكية والصهيونية والعربية وبعض المعممين والجهلة ، وقد كانت الكثير من كتبه موجود قبل أن تفرض الظروف الموضوعية تصديه للمرجعية وكان يقرأها الجاهل والعالم وبعد أن تصدى للمرجعية بدأت الحملة التضليلية ، والسيد لا يتوقف عندها وهو سائر في طريق ذات الشوكة . ولمعلوماتكم أيضا كان سماحة السيد فضل الله من الطلاب البارزين في تحصيلهم العلمي ، ويُذكر في هذا المجال أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر قد أخذ تقريرات بحث السيد فضل الله إلى السيد الخوئي لكيّ يُطلعه على مدى الفضل الذي كان يتمتع فيه سماحته، هذا الأمر الذي انعكس فيما بعد ثقة كبيرة من المرجع الإمام لخوئي تجاه السيد فضل الله، فكانت وكالته المطلقة له في الأمور التي تناط بالمجتهد العالم .
و أحب أن أؤكد أنه يجب علينا أن نتقي الله في كلماتنا ، وأن لا نستعجل في الحكم واتخاذ المواقف سواء على جهة أو شخص إلا بعد أن نكون متيقين ، فالله عز وجل في يوم القيامة سوف يحاسبنا حسابا دقيقا عادلا . وسوف يسألنا الله عز وجل اتخذت هذا الموقف ما هو دليلك هل تقول له سمعت ، سيسألك ممن سمعت وكيف سمعت ، لنتقي الله عز وجل في كلماتنا .

سادسا / السيد علمنا أن نحب الناس وأن لا نظلم الناس وأن لا نحقد على الناس وهو القائل (( يقول الله تعالى في كتابه المجيد: " إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".. في البداية أحب أن أحمد الله وأشكره على ما أولاني من نعمه وفضله لأني عدت إليكم ، لأنني أحبكم جميعاً وأحب أن نعيش معاً من أجل الأخوّة في الله ، لنتعاون على أن يكون الحب للجميع ، أن نحب كل الناس ، أن نحب الذين يتفقون معنا لنتعاون معهم والذين يختلفون معنا لنتحاور معهم. أيها الأحبة: لقد حمّلتني هذه الفترة مسؤولية أكثر ، لقد حمّلتني كل نبضات قلوبكم ، في كل الحب الذي شعرت به من كل إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي ، مسؤولية أكبر ، حملتني مسؤولية أن أبادلكم حباً بحب وخيراً بخير ، وأسأل الله تعالى أن يساعدني على أن أخدمكم أكثر، وعلى أن نتعاون معكم في سبيل الله أكثر. وقد تحدثت ولا أزال أتحدث أني لا أضمر في قلبي أيّ حقد على مؤمن ، ولا أحمل في قلبي سوءاً على أحد ، حتى الذين لا يعيشون الحب للناس ، لأن الله تعالى علّمنا ذلك ، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام علّمونا ذلك)) .

وهو ليست مشكلته أن يتحدث الناس عنه أو أن يوافقوا على كلامه أو لا يوافقوا فهو قال : (( ليست مشكلتي أن ترضوا عني أولا ترضوا عني ، ليست مشكلتي أن توافقوا على ما أقول أو لا توافقوا ، مشكلتي أني أدين الله بأن أرضي الله وأن أنطلق في حياتي معكم من موقع المسؤولية ، ما أعتقد أني مسؤول أمام الله أن أقوله لكم سأقوله لكم حتى لو رجمني الناس بالحجارة وحتى لو شتمني الناس وحتى لو وقفت كل الدنيا ، ليست القضية أنني أريد أن أقف في حال استعراض للقوة أنا أقل الناس لكن أريد أن أقف معكم من خلال مسئوليتي الشرعية ))، وأيضا قال سماحته دام ظله (( أيها الأحبة، عشت هذه الحياة، وأنا أشعر بأن الحقيقة أمانة الله عندي، وكان الناس الذين يلومونني يقولون، لماذا تتحدث بشيء لا يعجب الناس؟ ولماذا تفتي ببعض الفتاوى التي يستغربها الناس؟ لماذا تثير الناس من حولك؟ جاملهم ولا تقل الحقيقة، ولكني كنت أقول: إنّ حساباتي ليست معكم، بل هي مع الله، إن الله هو الذي حمّلنا مسؤولية أن نكون الصادقين في أداء الرسالة، وأن لا تأخذنا في الله لومة لائم، كانت المسألة عندي، أن موقعي واسمي لا يمثّلان عندي شيئاً، ليسبّني من يسبّ، وليشهّر من يشهّر، وليكذب من يكذب، وليحرف الكلام عن موضعه من يريد أن يحرّف، لكن الله وحده هو الذي يدافع عن الذين آمنوا، والذي كنت أرجوه من الله هو أن يرزقني الإخلاص في عملي، وليس لديَّ مشكلة، وإني أتمثّل بقول الإمام الحسين عليه السلام :"هوّن ما نزل بي أنه بعين الله". ولذلك فما دام الله ينظر إليَّ فلا مشكلة )) .

ويقول سماحة السيد (( إن للمسلمين اجتهاداتهم و " للمجتهد أجران إن أصاب وأجر واحد إن أخطأ " فلماذا هذه التعقيدات ، فقد تخطىء أنت على أساس قاعدة اعتبرتها قاعدة للحكم ، وقد أخطء أنا ، لكن قد يكون خطأي مبررا عندي وقد يكون خطؤك مبررا عندك ، فلماذا لا تكون المسألة هي أن أحاول أن أدلك على خطأ هنا وتدلني على خطأ هناك . إن مشكلة الواقع الشرقي كله المرتكز على الانفعال والعصبية هو أن كل واحد منا يدعي أنه يملك الحقيقة المطلقة ، ولكن المسألة الواقعية هي أنني أدركت ما أعتقد أنه الحقيقة من خلال المعطيات التي بين يدي وقد لا تكون موجودة عندك ، وأنت أدركت الحقيقة في معتقدك من خلال المعطيات التي بين يديك ، فالمسألة هي أنه ليس هناك معطيات مطلقة في عالم الحوار وإن كان هناك معطيات مطلقة في عالم الواقع يصيبها من أصابها ويخطؤها من أخطأها )) .

وقد علمنا أيضا مما تعلمه من أهل البيت عليهم السلام أن الإنسان الذي يحمل الرسالة لا يمكن أن يعيش في قلبه الحقد ولا العداوة ولا البغضاء فقال : (( أيها الأحبة، في هذا الخط الإسلامي والإنساني، خط الحب لله، الذي نشأت عليه منذ طفولتي الأولى، حين كنت في جوار علي عليه السلام ، هذا الحب لله الذي عاش في عقلي وقلبي وحياتي، هو الذي جعلني أشعر بأن حياتي لا بد أن تكون في خطِّ الرسالة، في خط رسالة الإسلام، لأنها أمانة الله ورسوله في أعناقنا، ولذلك حاولتُ منذ أكثر من خمسين سنة، أن أدرس ما يعرّفني بالله وما يقرّبني إليه، وما يطلُّ بي على أسرار الإسلام في القرآن، وفي السنّة، وفي كل المفاهيم، في كل الحياة والواقع، وقد عشتُ الصراع المرير منذ ذلك الوقت مع كل الذين يعيشون الكفر بالله، ويعيشون الشرك بالله، ويعيشون التخلّف والغلوّ، كانت المسألة عندي هي أن الله علّمنا من خلال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن نحب الناس، وكنتُ منذ الطفولة أحبّ كل الناس، ولم يدخل في قلبي ـ والله شاهد على ذلك ـ الحقد على إنسان، ولا العداوة، كنت ولا أزال أحب الذين أتفق معهم على تأكيد الرسالة، وأحب الذين أختلف معهم، لأتحاور معهم لأفتح قلوبهم على الحق، كنت أشعر أن الإنسان الذي يعمل ويحمل الرسالة، لا يمكن أن يعيش في قلبه الحقد، ولا العداوة أو البغضاء، لأن الحقد على الناس يغلق القلوب، ولقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعيش القلب المفتوح والعقل المفتوح واللسان المفتوح {فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك} {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم} )) .

سابعا / أنصح أخواني أن يتبينوا مما يطرح هنا وهناك ، قال تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسؤولا )) فمن كانت نيته حسنة فعليه أن يسأل تعلما والتعلم له آداب منها عدم الافتراء وعدم التسرع وعدم التجرؤ على العلماء والطعن بهم . ومن كانت نيته سيئة فهو يسيء إلى الإسلام لا إلى شخص سماحة السيد محمد حسين فضل الله دام ظله الشريف فقط ، من هنا قال سماحة السيد حفظه الله بأنه لا يسامح هؤلاء لا من جهة ذاتية بل لأنهم أربكوا الواقع الإسلامي ، وعلى المسلمين أن يملكوا سعة الأفق بمعرفة خلفيات الأمور وعواقبها ، فالإساءة لعلماء الإسلام ورموزه هي طعن للجسم الإسلامي والدم الذي ينزف من جسم الإسلام أشد مسؤولية وعقوبة من دماء أجسادنا الشخصية . والحوار العلمي لا يكون بالفوضى والغوغاء وإثارة عواطف الناس بل بالمنهج العلمي وليس بطريقة لعبة كرة القدم وكان كل شخص يريد أن يسجل هدفا على الآخر ، ولا أستنكر أن يكون هناك شخص لا يقتنع ببعض آراء سماحة السيد دام ظله بعد التأكد مما يطرح أنه صحيح . ولكن أن تقتنع بأمر هذا شيء وأن تلزم الآخرين وتفرض عليهم إرهاب فكري وتضللهم شيء آخر ، فلك أن تقدم البرهان على ما تعتقد (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) ، وعلينا أن نتعلم كيف ندير الخلافات وأن لا يحطم بعضنا البعض لعقدنا الذاتية .
وأقول للذين لا يعرفون كيف يختلفون مع الآخر .. كيدوا كيدكم واسعوا سعيكم وحشدوا جنودكم فو الله لن توقفوا مسيرة العقل والتفكير والوعي ، نحن نريد أن نقول للناس أن تفكر لا أن تجمد عقولها ، نحن لا نعبد العمامة ، أئمتنا المعصومين عليهم السلام فقط هم المعصومين والأنبياء سلام الله عليهم . و شخصيا لا يهمني إذا فلان أوعلان أيد السيد ، فمادام السيد يسير في طريق الصراط المستقيم فنحن معه ومع غيره من العاملين المؤمنين ، حتى لو رفضه كل العالم ، لأننا تعلمنا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف كان وحده وكان العالم كله ضده إلا أنه لم يسقط واستطاع أن ينصر أمة الإسلام .

وأخيرا يقول سماحة السيد حفظه الله (( انتبهوا في الكثير من الحالات لا بد لأي منكم أن يقف ليقول " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " إن الكثير من الناس يريدون أن ينطلقوا إليك لترد عليهم ، لتدخل معهم في معركة ، لأنهم سوف يحصلون من خلال الدخول في المعركة على ما يريدون .. )) .

لننشغل بالقضايا الكبرى بدلا من أن نتبع أساليب الانفعال في مناقشاتنا وبدلا أن ننشغل بتمزيق الممزق .


حفظ الله علماءنا العاملين المخلصين