الأحد، 20 شباط/فبراير 2011

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مشيمع يدعو لإطلاق المعتقلين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (cnn)-- شن المعارض البحريني، حسن مشيمع، الأمين العام لحركة "حق"، هجوماً لاذعاً على سائر قوى المعارضة التي وقعت على بيان يقدم إشارات إيجابية للحوار مع الحكومة، وقال مشيمع إن الشعب البحريني لن يقبل "الانتهازية"، ومطالبه واضحة بـ"إسقاط النظام"، معلناً نيته العودة بعد أيام للمنامة، متحدياً أمر الاعتقال الصادر بحقه.

وقال مشيمع، في اتصال معcnn بالعربية من العاصمة البريطانية لندن، التي قصدها للعلاج وظل فيها بعد اتهامه بالتورط في نشاطات شبكة وصفتها المنامة بأنها "إرهابية"، وكانت تخطط لهجمات في البلاد، إنه لم يكن في يوم من الأيام ضد الحوار، "ولكن العائلة المالكة لم تستجب"، على حد تعبيره.

وأضاف مشيمع: "النظام أعلن اليوم استعداده للحوار لأن الوضع فرض نفسه على الأرض، بسبب المظاهرات والاحتجاجات الكبيرة، ولكن هذا النظام عودنا على كلمات حوار خالية من المضمون، لأن الهدف منها ليس سوى تهدئة الأوضاع وإعادة الناس إلى بيوتهم وإخلاء الشوارع."

وعن دعوة ولي العهد البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، للحوار مع المعارضة قال مشميع: "لقد وجه ولي العهد دعوة للحوار، لكنه لم يقم بخطوات جدية في سبيل ذلك، فهناك أكثر من 400 معتقل، وهناك قتلى سقطوا في الشوارع، فما هي بالتالي مباني هذا الحوار؟"

وشكك مشيمع في مدى استجابة القوى المعارضة داخل البحرين للسقف السياسي الذي حدده الشارع، قائلاً: "الشعب شعاره إسقاط النظام، والمضمون قد يكون الملكية الدستورية، وقد يكون بالفعل إنهاء حكم آل خلفية، لأن الناس لا تثق بهذا النظام، ونحن اليوم أمام فرصة ذهبية للتغيير."

وتابع: "لا نريد أن نتعرض للخداع من جديد، الشعب هو الذي أطلق المظاهرات وقدم التضحيات والشهداء ومن المعيب على الجمعيات التفاوض نيابة عن الناس الذين قدموا الدم..نحن لا نريد انتهازية سياسية من المعارضة كما حصل من قبل، ونضالنا الأساسي اليوم هو ضد النظام وضد الجمعيات التي تريد أن تستغل الوضع الحالي."

وكشف مشيمع أنه قرر العودة للبحرين "خلال يومين أو ثلاثة"، متحدياً قرار توقيفه بقضية الشبكة الإرهابية، قائلاً: "سأعود للمنامة، وسنرى ما إذا كان النظام جدي في دعوته للحوار وما إذا كان سيعتقلني أم لا."

وكانت سبع جمعيات بحرينية معارضة، على رأسها جمعية الوفاق، كبرى الحركات الشيعية في البلاد - والتي كان مشيمع أحد رموزها قبل انشقاقه منذ سنوات - وجمعية العمل الوطني، وجمعية العمل الإسلامي، قد أصدرت بياناً الأحد وجهت فيه التحية للمحتجين البحرينيين الذين عادوا إلى ميدان اللؤلؤة، وطالبت الحكومة بالكشف عن مصير المفقودين منذ الخميس الماضي.

وذكرت الجمعيات أن على الحكومة القيام بالمزيد من الإجراءات الإيجابية "التي تعزز الأرضية المناسبة لبدء حوار وطني جاد يثمر إصلاحات جذرية،" ودعت إلى سرعة الإفراج عن جميع المساجين والمعتقلين في القضايا ذات الأبعاد السياسية ووقف الشحن الطائفي في وسائل الإعلام الرسمية، مع تأكيد التشاور مع القوى الشبابية للمحتجين.

ولم تشر الجمعيات إلى المطالب السابقة ذات السقف المرتفع، مثل استقالة الحكومة، علماً أن ذلك كان من شروط الحوار بالنسبة لها.

إلى ذلك، بدأت الجمعيات السنيّة في البحرين برفع الصوت ضد ما يجري على الأرض، وبرز في هذا الإطار موقف النائب الشيخ عادل المعاودة، رئيس جمعية الأصالة الإسلامية، ذات الطابع السلفي، والذي دعا "كل من يحب البحرين إلى تحكيم العقل والتوقف عن أي نشاط من شأنه زيادة الشحن وتوتير الأوضاع."

واعتبر المعاودة أن دعوة ولي العهد للحوار "مست قلوبنا وعقولنا،" واعتبرها "أكبر دليل على صدق القيادة وحرصها وخوفها على البلد"."

وختم المعاودة بالقول: "لنعلم جميعا أن البحرين ليست حكرا على فئة أو طائفة بعينها دون غيرها، ولا يحق لأحد أن يتحدث باسم الشعب أو يرفع شعارات باسمه دون تفويض منه.. أناشدكم يا إخواني أن ترفقوا بهذا البلد الطيب الآمن، وأن تعودوا لطاولة الحوار قبل أن يفوت الأوان وتعضوا على أصابعكم في وقت لا ينفع فيه الندم!"

من جانبه، ثمن عبد اللطيف الشيخ، الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي (مقربة من الإخوان المسلمين) مبادرة ولي العهد للحوار، وشدد على ضرورة الوحدة الوطنية، وأكد الشيخ أن التجربة البحرينية "في التعايش بين الطائفتين الكريميتن السنية والشيعية تجربة فريدة وهي نموذج للتعايش على مر العصور وينبغي أن تستمر."

وناشد الشيخ جميع الأطراف "الاستجابة السريعة للجلوس على طاولة الحوار والاستماع إلى نداء العقل والمنطق حقناً للدماء ودرأ للفتن التي ستأتي على الأخضر واليابس، مطالباً من يحاولون إشعال الموقف وسكب البنزين على النار بأن يتقوا الله وأن يسعوا للم الشمل والحرص على البلاد من دخول أتون حرب أهلية."

يشار إلى أن القلق من احتمال تطور الصراع في البحرين إلى نزاع مذهبي حاضر في أذهان جميع القوى على الساحة، فقد تضمنت دعوة ولي العهد تحذيراً من الوقوع في "الفتنة،" بينما كانت قوى المعارضة حريصة على الإشارة نفي الطابع المذهبي لتحركها، خاصة بعد المظاهرات الحاشدة التي خرجت تأييداً للعائلة المالكة.