هل أكون قد جانبت الصواب عندما أقول أن القرآن الكريم قد إستخدم كلمات وعبارات توصف بأنها شتائم ...... فهناك الآية الكريمة الواردة فى سورة الأعراف ( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث ، أو تتركه يلهث ) وأيضا الآية الكريمة الواردة فى سورة الجمعة ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) وفى آية أخرى نجد الكلمات التالية فى سورة القلم ( عتل بعد ذلك زنيم ) وكلمة زنيم تعنى الولد ( الدعى ) وقد وصف الله به الوليد بن المغيرة الذى إدعاه أبوه بعد ولادته بثمانى عشرة سنة ... ...إذاً إستخدام الكلمات النابية فى مواقعها الصحيحية ضد أدعياء التدين من أمثال الخرسانى والتبريزى ، هذه الكلمات لا يمكن أن نطلق عليها شتائم ، لأنها تصف الشخص المناسب بالصفات التى يستحقها !!

هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد فى سيرة الصحابة الأخيار والأئمة الأبرار كلمات عجيبة يتم استخدامها ، ففى واقعة عاشوراء يخاطب أحد أنصار الحسين ( ع ) شخصا فى معسكر عمر بن سعد فيقول له ( يابن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب إنما أنت بهيمة ، والله ما أظنك ُتحكم من كتاب الله آيتين ) وفى مورد آخر يقول حبيب بن مظاهر مخاطبا شخصا من أتباع يزيد ( زعمت أنها لا تقبل - يقصد الصلاة - من آل الرسول وتقبل منك يا حمار ) وإذا تمعنا أكثر فى السيرة الواردة المكتوبة عن حروب الإمام عليا عليه السلام ، نقرأ كلمات قيلت من أصحاب الإمام على ضد أنصار معاوية والخوارج ، بحيث لا يتصور أن تصدر منهم هذه الكلمات مثل ( يا عاض ....أبيه ) ، ولعل عدم كتابتى للكلمة التى إستبدلتها بالنقاط سببه إلى عدم تقبل الناس حاليا فى زماننا لهذه الكلمة فى الوقت الذى كانت العبارة دارجة آنذاك بين الصحابة والأتباع ويمكن مراجعة بعض الكتب المعنية خصوصا كتاب بحار الأنوار .

والسؤال المطروح هو ...كيف يجيز بعض أدعياء التدين من المعممين وأتباعهم لأنفسهم شتم من يشاؤون عن طريق إستخدام منابر الحسين ومنتديات الإنترنت والمناشير والإفتراءات.... وعندما يرد عليهم أصحاب الحق والمظلومين يقال بحقهم أنهم قليليين أدب ؟؟

شاكر الموسوى الحسينى