عبد اللطيف الدعيج

ارجو الا يفهم من هذا المقال انه موجه للتجني على الشيعة، او حتى للاعتراض على عقائدهم، فانا شخصيا اعتقد ان المواطن حر في الاعتقاد بمن يشاء وبما يشاء، لكن اجد في حرص الشيعة على التميز بعناد عن السنة حرصاً لا معنى ولا مبرر له. خصوصا في حالتي الصوم والفطر. الملاحظ ان الشيعة - ونحن معنيون بمواطنينا من شيعة الكويت ولا يعنينا امر غيرهم - يصومون ويفطرون حسب جدول خاص بهم يخالف في كل السنوات مواقيت الحكومة وجداولها.

انا اتفهم ان تكون للشيعة اختلافات دينية تختص بالفرائض والعقائد، فهذا في الواقع ما يميز بين المذاهب والاديان. ويبدو هذا الاختلاف مبررا لدى كل طرف خصوصا ان لدى الجميع اسانيد ووقائع تثبت صحة النهج او الحكم الذي يعملون بموجبه. لكن عندما يختص الامر بالصوم والفطر فان مجال الاختلاف يبقى محدودا او هو في واقع الامر معدوم، فالشيعة مثل السنة يؤمنون بضرورة الصوم والفطر لرؤيته، اي الهلال.. والله لم يخلق الا هلالا واحدا يهل مرة وليس مرتين في الشهر، ويطلع مرة وليس مرتين في اليوم.لذا فان المفروض ان يتفق السنة والشيعة على الصوم والفطر في يوم واحد. قد يعترض احد هنا مستشهدا بان الكثير من الدول الاسلامية تختلف في موعد الصيام والفطر، وهذه حقيقة في الواقع يفرضها بعد المسافات وغياب التنسيق وتحكمها الصراعات السياسية مع الاسف. لكن نحن هنا في الكويت، مواطنون لدينا مرجعية «دنيوية» واحدة هي حكومتنا الوطنية، وانا استخدم هنا مرجعية «دنيوية» وليس دينية فأنا اؤمن بحق الشيعة او السنة، وحتى المسيحيين، في الاختلاف دينيا مع الحكومة. لكن بزوغ الهلال امر دنيوي وتأكيد رؤيته قضية علمية فلكية ليس من المفروض الاختلاف حولها.

انا لا اثق كثيرا بدعاوى الحكومة، ولا اصدق الا بعضا من تصريحات او تأكيدات المسؤولين، لكن رؤية الهلال قضية ليس للحكومة او اي طرف مصلحة او نفع في تحويرها او الكذب بخصوصها. لذا فانني لم اهضم بسهولة خبر ارسال السيد المهري «وفدا لاستطلاع هلال رمضان» ثم تأكيد الوفد والمهري معهم بان الهلال لم يطلع وان بيان حكومة الكويت عن رؤيته لا يعتد به.

كما بدأت، ليس هذا انتقادا للشيعة او تعريضا بهم، ولا حتى حرصا على توحيد الصوم، فانا لا يعنيني ان يصوم الشيعة رمضان او حتى رجب.. ولكن نحن معنيون بتقريب الاديان وباحلال الود والتفاهم بين المواطنين والاتفاق على رؤية الهلال امر تحكمه حسابات ورضوخ لاولي الامر ولا علاقة له بمذهب او معتقد.