آخـــر الــمــواضــيــع

الشرطة البريطانية تلقي القبض على المعارض الكويتي البارز سلمان الخالدي بقلم رستم باشا :: رئيس وزراء بريطانيا: يواجه العالم توترات نووية لم يسبق لها مثيل منذ أزمة الصواريخ الكوبية .. فيديو بقلم راشد البناي :: السيد نصر الله: المقاومة التي تقاتل اليوم هي نتيجة تراكمية لتضحيات المقاومين بقلم الراي السديد :: قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي: نهاجم قلب الاستكبار دون خوف بقلم النسر :: كنعاني: حقوق الإنسان الأمريكية والصهيونية وجهان لعملة واحدة بقلم النسر :: الإمام الخامنئي يزور معرض طهران الدولي للكتاب لسنة 2024 بقلم النسر :: الحج هذا العام هو حج البراءة بقلم الناصع الحسب :: علاج الخمول والإرهاق المستمر بدون فيتامينات وتحدي.... د.أحمد رجب بقلم بو عجاج :: افتتاح مضيف الإمام علي بن موسى الرضا و السيدة فاطمة المعصومه عليهم السلام في مدينة المطلاع بقلم لن انثني :: الإمارات تتمسك بحدودها البحرية مع السعودية ... وثائق بقلم بو شلاخ ::
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: «الشيخ» معروف الكرخي .. المتسامح المضيء

  1. Top | #1

    «الشيخ» معروف الكرخي .. المتسامح المضيء

    رشيد الخيُّون**
    باحث عراقي

    في حياة وممات الشيخ معروف بن فيروز الكرخي أكثر من دلالة، تشير بوضوح إلى التنافذ والتعايش الديني والمذهبي بين الناس، فهو الصابئي، وقيل المسيحي، ثم المسلم الشيعي ثم السنَّي فالمتصوف، والراقد في دير تحول بالكامل إلى اسمه. دخل الإسلام عن طريق الإمام علي بن موسى الرضا، وظل قائماً على بابه، بهذا يكون قريباً من الشيعة بالمسافة نفسها التي قرب بها من السنَّة، بعد أن تحول إلى باب الإمام أحمد بن حنبل. قال الأخير بحقه رداً على مَنْ نعته بعبارة «قصير العلم»:

    إمسك! «هل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف»؟ حسب ابن نباتة في «سرح العيون»، شيعت بغداد في ساعة واحدة زاهداً كبيراً وشاعراً كبيراً، الكرخي وأبا نواس، وربما دُفنا في مكان واحد. قال أبو العتاهية الشاعر: «توفي (أبو نواس) ببغداد سنة مائتين، هو ومعروف الكرخي في يوم واحد، فخرج مع جنازة معروف ثلثمائة ألف، ولم يخرج مع جنازة أبي نواس غير رجل واحد، فلما دفن معروف، قال قائل: أليس جمعنا وأبا نواس الإسلام! ودعا الناس فصلوا عليه، فرئي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بصلاة الذين صلوا على معروف وعليَّ».

    من بين أضرحة بغداد سلم ضريح الشيخ معروف من التخريب، الذي تناوبه العثمانيون والإيرانيون، بعد أن سلم قبلها من موجات المجتاحين لبغداد. ولعلَّ في ذلك إيماءة أخرى إلى أن صاحب الضريح ظل معروفاً بين الناس فوق الميول والاتجاهات. هذا ما شهد به أبو حيان التوحيدي في «مثالب الوزيرين» وهو يذكر الوزير الصاحب بن عباد، موضحاً موقفه من المتكلمين:

    «ما قولي هذا فيهم إلا قولك يوم اجتماعنا في مقبرة معروف الكرخي لبعض الشيعة»، أي أن الضريح كان يستضيف مناظرات بين مختلفين فكراً ومذهباً، وليس هناك ما يحجب الشيعة من زيادة ضريح الكرخي، مثلما هو الحاجز النفسي التام اليوم. نحسد نحن أبناء الألفية الثالثة أهل زمان معروف الكرخي على وجوده بينهم، فهو المتسامح المضيء، بينما ابتلي زماننا بعقول لا تحسن غير صناعة الظلام والتكفير. قال أبو القاسم القشيري في رسالته:

    «سمعت إبراهيم الأطروش يقول: كنا قعوداً ببغداد مع معروف الكرخي على نهر دجلة، إذ مر بنا قوم أحداث في زورق يضربون بالدف ويشربون ويلعبون، فقلنا لمعروف: ألا تراهم كيف يعصون الله مجاهرين؟ أدع الله تعالى عليهم، فوضع يديه وقال: إلهي كما فرحتهم في الدنيا ففرحهم في الآخرة، فقلنا: إنما سألناك أن تدعو عليهم! فقال: إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم».

    وحسب ابن الجوزي في المناقب، عبر راهب الدير المجاور لقبر الكرخي عن شعور المسيحيين الطيب نحو معروف الكرخي، بالقول وهو يتأمل كثرة مشيعي جنازته: «لو أن أحدكم فعل فعله لكان مثله». ويذكره الباحث المسيحي يعقوب سركيس في «مباحث عراقية»، وهو يتحدث عن عمارة مسجده، دون مجاملة لأحد «قدس الله روحه». وقال الحنفي في «الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية»: لما أعترض أحد مريدي الشيخ معروف على أسفه لعدم تمكنه من الصلاة على جنازة الإمام أبي يوسف بقوله:

    «أنت تأسف على رجل من أصحاب السُّلطان يلي القضاء، ويرغب في الدنيا إن لم تحضر جنازته»؟ أجابه بالقول: «رأيت البارحة كأني دخلت الجنة، فرأيت قصراً قد فرشت مجالسه، وأرخيت ستوره، وقام ولدانه، فقلت لمن هذا القصر؟ فقالوا ليعقوب بن إبراهيم الأنصاري أبي يوسف، فقلت سبحان الله بما استحق هذا من الله؟ فقالوا: بتعليمه الناس العلم، وصبره على أذاهم.

    «أليس لما تقدم صلة بفضاء التسامح عند الشيخ معروف، وقربه من الجميع؟».
    لو قُدر وفتحت مقبرة الشيخ معروف تاريخها، وهو دفينها منذ السنة المائتين من الهجرة، يوم كانت مقبرة للجلاثقة، وحتى هذه اللحظة وهي خاصة بأموات البغداديين من أهل السنَّة، فما ستتحدث عن تبدل العصور وتلاقي الأضداد، وكيف اختصرت تاريخها بقبر واسم الشيخ معروف؟

  2. Top | #2

    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.37
    المشاركات
    2,441
    التسامح ايامنا هذه اصبح عملة نادرة بسبب مشايخ الانغلاق والتكفير

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قصة ملا عبود الكرخي وملا زبالة وعطية المسودن
    بواسطة سمير في المنتدى منتدى الخطباء والعلماء
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-28-2009, 10:48 PM
  2. عبدالحميد دشتي يهاجم عماد بو خمسين وكاكا فؤاد الكردي .....لماذا تعتذر للسعوديين ؟؟
    بواسطة 2005ليلى في المنتدى منتدى الكويت والسياسة المحلية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-19-2008, 06:03 PM
  3. الامام الخمیني وسر مظروف النقود
    بواسطة جمال في المنتدى منتدى الخطباء والعلماء
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-20-2007, 12:35 AM
  4. التحول من الموكيت إلى السيراميك لظروف اقتصادية
    بواسطة فاطمي في المنتدى المنتدى العام الجديد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-16-2005, 05:08 PM
  5. في لقاءه بالوفد الكردي-السيستاني:للمرة الاولى في حياتي أسمح بالتقاط صور لي مع الوفود
    بواسطة سيد مرحوم في المنتدى السعودية واليمن في صدارة الأحداث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-22-2004, 07:05 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان