اراك اجمل من قصائدي ... من روائع ابو طه
اراك اجمل من قصائدي
قلبي يعذّبُني فمَنْ لي سواكــا *** وجوانحي شبّتْ بنارِ هواكــا
ومدامعي مسفوحةٌ شوقاً لكـمْ **** وحُشاشتي هيَ موضعٌ لرباكـا
إنْ شئتَ تعذيبي بنارِ جهنــم **** عذّبْ ففيها مايروقُ رضاكــا
فهيَ السلامُ ولاأرى مِن حرَّهـا **** الاّ النعيمَ وفاض مِن آلاكــا
إن كان مايُرضيك أبقى خالـداً **** فيها فاني طالبٌ جَدواكـــا
فرِضــاكَ عني بُغيتي وسَعادتي **** فبهِ أرومُ وأدنو مِنْ قُرباكــا
فتّشْ فؤادي هلْ ترى مَن غيرُكم **** كلاوحاشا أن يكونَ لذاكــا
فلقد حويتَ نياطهُ وشغافـــهُ **** وحللتَ في قلبي فما أحلاكـا
إني مَدحتُ العارفينَ وغيرَهــم **** وكَسيتُهمْ حُللاً وما أدراكــا
لكنْ عييتُ بأنْ أُوصّفَ شخصَكم **** ووقفتُ مُنحَسِراً لوصفِ سماكا
فأراك أجملَ مِن قصائدي كلّهـا **** وأرى جمالَكَ جاوزَ الأفلاكـا
فالشمسُ والقمرُ المنيرُ ومَنْ يكنْ **** بضيائهنْ لايَرتقي لضياكــا
وإذا إحتجبتَ عن العبادِ فأنهـمْ **** في ظلمةٍ لاتَجتلي بِسواكــا
قد كان يُضربُ في المحاسنِ يُوسفٌ **** لكنّهـم ماشاهدوا رؤياكـا
فاذا تجلّت مِن ضيائكَ ومضــةٌ **** خرّوا سجوداًَ كلَّهم لسناكـا
فحذاري إنْ رمق العبادُ ظهورَكمْ **** فلسوفَ تُفتتنُ الورى بلقاكـا
وستصبو أفئدةٌ ويقتلُها الهــوى **** وسيُدخِلونَ الشركَ والإشراكا
فأطل عليهم كي تُريحَ نفوسهـم **** وأفضْ عليهم كي ينالوا وِلاكا
يامن له ذاتٌ تحيّرت الـــورى **** وصفاً وأعيا العالمين ذُراكــا
كلُّ الجواهرِ لاتشعُّ بنورهـــا **** الاّكمُ شعتْ فكنتَ لذاكــا
فمحمّدُ إبنِ رؤوفِ قد جاز الورى **** وعلا وفاق الخلقَ والأملاكـا
سِرْ وامتطي فالخلقُ طوعَ بنانكـمْ **** واجهرْ بقولكَ فلتمُتْ أعداكا
أحييتَ في فقه الشريعةِ فقهَنــا **** ولقد أجدّتَ وبُورِكتْ يمناكا
فالناسُ صنفانٌ فأمّا عاشـــقٌ **** فيكمْ وأمّا مبغضٌ لعُلاكـا
وأراكَ في زمنٍ كانكَ أمـــةٌ **** والمرجعُ الأعلى ونحنُ فداكا
لو شئتُ أنْ أفتي الانامَ بقولـةٍ **** وأقولها عَلَناً ولاأخشاكـا
مَنْ كانَ يتّبعُ الإمامَ محمــداً **** فلقد نجا والحقُّ في فتواكا
كم مِن حقودٍ أو حسودٍ شيّدوا **** كِذباً وربُك رافعٌ بُنياكـا
هذا لأنكَ لم تكنْ مِنْ سنخهمْ **** هيهاتَ شَوكٌ شابهَ الأراكا
تحية الى سماحة اية الله العظمى
السيد محمد حسين فضل الله
أبـــــو طــــــه
2004\1\15
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
صدق الله مولانا العلي العظيم
سورة الفرقان آية رقم 43
المفضلات