قصة البحرين : السعوديون يبحثون عن متنفس

[القلم]

قصة البحرين : السعوديون يبحثون عن متنفس





محمد غانم

m_ganim2001@yahoo.com





لم تعد البحرين تلك الجزيرة الهادئة على ضفاف الخليج ، فإضافة إلى النشاط السياسي الدخلي الذي وجد فرص ظهوره بعد وفاة الأمير السابق وتولي الملك الحالي لمقاليد الحكم ، ومارافقه من عودة الأحزاب المعارضة إلى البحرين وإنطلاق أنشطتها السياسية والإجتماعية ، تأخذ البحرين في الأعوام القليلة الماضية أهمية متقدمة عند الأشقاء السعوديين ، الذين وجدوا فيها متنفسا خياليا لم يتوقعوه للتعبير عن إحتياجاتهم المختلفة بعيدا عن عين الرقيب المحلي .



(زكي.ح) بائع في السوق المحلية يعتقد أن وجود الأشقاء السعوديين في البحرين له فوائد طيبة على الإقتصاد البحريني ، فهم من أكثر رواد السوق البحرينية ، ويتبضعون دون مشاكسة كبيرة على الأسعار التي تعتبر بالنسبة لهم يسيرة ، أماالمشتري البحريني فله وضعه الخاص نظرا لغياب فرص العمل ، والرواتب غير المجزية .



ويؤكد هذا الرأي (م.حسين) الذي يعمل في قطاع العقارات ويشير إلى أراضي المنطقة الغربية من البحرين ، وهي تشهد اقبالا ملحوظا من السعوديين على تأجير وشراء عقارات أدى إلى ارتفاع الاسعار بنسبة 15 في المئة تقريبا.



ويبلغ عدد السياح السعوديون ما نسبته 66% من إجمالي السياح القادمين إلى البحرين ، وتشير الإحصاءات إلى أن السياح السعوديون انفقوا في عام 2003 م ما يتجاوز الـ 800 مليون دولار.





حريات ليلية




(ع.الحايكي) يرفض ما يدعيه البعض من إنفاق سواح السعودية اموالهم في العقار والتبضع ، ويعتبر أن أكثر الإنفاق يتركز في الصرف على الحفلات والملاهي الليلية، وهدر الأموال على الراقصات وفتيات شرق آسيا .



ويعتبر السعوديون في الحرية الممنوحة لهم في البحرين فرصة لا تعوض لإستغلالها كبديل مفتوح للراغبين بالهرب من صرامة الأنظمة في المملكة ، وللتزود من المسموحات قبل أن تغلق أمامهم.



وتجد النساء السعوديات فرصة لممارسة حياتهم بصورة طبيعية ومن دون قيود ، فسيدة الأعمال السعودية ( خلود .غ ) تأخذ قسطا من الراحة في البحرين لتمارس هوايتها المفضلة في قيادة السيارات ، وتشعر بتجوالها خلف المقود فترة كافية لإستعادة نشاطهاوالشعور بأنها إنتصرت على الممنوعات المحلية، لتعود إلى مملكتها المحببة ولكن بروح أكثر نشاطا وتفاؤلا.





حراك سياسي وثقافي




وهناك سبب آخر للإقبال السعودي على البحرين يشرحه (عماد.ل) بقوله : في البحرين هامش كبير من حرية النشر والطباعة ، ونحن نستثمر ذلك لطباعة ونشر الإنتاج الفكري والأدبي السعودي الذي لا يجد فرصة داخل المملكة، هنا الأسعار مناسبة والكل متعاون ، وألأهم أنها مطابقة للقوانين الرسمية في البحرين .



أما (راشد.م) فيكتفي بزيارة سريعة كل شهر لمتابعة آخر الإصدارات الثقافية والسياسية ، وهو لا يتوانى عن التخلص منها قبل عودته للسعودية ، يقول : إنها فرصة للإطلاع على آخر ما توصلت له العقول في العالم ، أعشق القراءة ولا أجد ضالتي في بلدي ، وهنا كل شيئ متوفر ، لكن أخشى من أخذها معي إلى هناك فأرميها في أقرب سلة قمامة.



ويرى السعوديون في البحرين مساحة جيدة للتواصل مع النخب السياسية والرموز الدينية ، والتحاور معهاحول مختلف المسائل دون خوف أو تردد ، فالجميع هنا يستمع ويحاور ، ولا تشعر بالقلق من تنصت البعض عليك .



(سعيد.ق) لا يخفي إرتياحه النفسي من حالة البحرين ، لأنهم يقبلون الحوار ولا يتهموك بالكفر والبدعة إذا تجرأت وأعربت عن رأيك بصراحة ودون رتوش ، ويردف بكثير من المرارة : هناك لا يتحدثون معك إذا عرفوا أنك تنتمي إلى مذهب آخر.



تمتلئ صالات العرض بعشرات السعوديين عند إفتتاح ندوة شعرية ، أو محاورة أدبية ، أو في حال إستضافة شخصية أدبية أو فكرية بحجم الشاعر البحريني المعروف عبدالرحمن الرفيع ، إنهم يتفاعلون ومن السهل أن تميزهم عن الحضور من أهل البلد .



مساحة الحرية الإعلامية ، والنشاط السياسي داخل البحرين ليسا وحدهما العناوين الجاذبة للسائح السعودي ، وإنما مجمل النشاط الإجتماعي والثقافي ، فعدد لا بأس به من السعوديين ينشطون في مجالات حقوق الإنسان والعمل المؤسسي والنشاط الثقافي ، ويحضرون دورات تدريبية تساهم في رفع مستوى كفائتهم وقدراتهم، إنهم في النهاية مواطنون يحملون الحب لمملكتهم لكنهم يبحثون عن فرصة للتعبير عن هذا الحب دون عنف .

منقول

[القلم]

أجمل ما في الموضوع المقارنة بين الاهتمامات الليلية والاهتمامات الثقافية ، والظاهر انها واحدة عند بعض الشعوب