الارهاب في العراق : حكومة علاوي والارهاب الدموي في العراق وجهان لعمالة واحدة

أرض السواد - سليم حيدر الموسوي

11/09/2003

في خضم حرب المدن العراقية القاسية على العراقين التي تشنها قوات الاحتلال الامريكية وقوات اجنبية اخرى مسنودة من قبل الحرس الوطني والشرطة العراقية التي اساسهاالميليشيات والتي بعضهم يقدم خدمات جلية للمحتل (يستثنى الذي دخل في هذه المؤسسات لجهله بالامر ولكسب رزقه بسبب الحالة المتردية الاقتصادية وفقدان فرص العمل من جراء الحروب والحصار, وبدون التفكير بأذى شعبه) تتصاعد وتيرة المقاومة العراقية ضد المحتل بشكل مذهل و بأعتراف الخبراء العسكرين والاستراتيجين الامريكين نفسهم . وذات الوقت تتصاعد حملة موازية ارهابية دموية وبشعة من منظمات مشبوهة تتدعي اسلامية زرقاوية ومن تسميات غريبة عن تاريخ العراق كله القديم والحديث والمعاصر .
قبل الدخول في موضوع المحتل ومقاومته وحكومة علاوي والمنظمات الارهابية ثمة تسائل فكري لنا وللقارئ الكريم لكي نفهم ميكانيكية التحليل والحكم فيما بعد . الكل يعرف البديهة انه احتلال امريكي غير شرعي وحتى الامريكان يعترفوا بهذا والكل رأى عساكره ورجال استخباراته في شوارع بغداد والمدن الاخرى ولكن لا احد رأى الموساد في ذات الشوارع ومع ذلك وجود الموساد في العراق يكون شئ بديهي . من الممكن ان تكون بديهة حتى ولو لم نستعمل الحواس الخمسة لمعرفة ذلك اي ببساطة الأستدراك العقلي حكم على الامر بما أن هذا احتلال امريكي للعراق وبما ان اسرائيل الحليف الاعمق لامريكا ويهمها الامر لانها قريبة من العراق وان الامريكين يحتاجوا الى الخبرة العسكرية الاسرائيلية في فلسطين نظرا لتشابه المجتمعين العراقي والفلسطيني وهناك اساطير توراتية تحكي ان ارض اسرائيل من الفرات الى النيل وغير الكثير من الدلائل التي تشير الى ان ثمة وجود موسادي و عسكري اسرائيلي في العراق دون الحاجة لرؤيتهم او لتصريحاتهم للتأكد عقليا, ولكن للتاريخ والحقيقة يجب العمل على توثيق الشهادات والاحداث وهي اليوم بدأت تتوالى و تدون . يبقى معرفة كيفية وجودهم واعمالهم واهدافهم في العراق كل هذا يتطلب ارجاع اشرطة التسجيل التاريخي الى الخلف مرات ومرات لكي نجمع اجزاء الحقيقة لتكون لنا صورتها منها نستنتج المصدر الفعلي للأرهاب الدموي في العراق والتهم الملقاة عمدا او اعتباطا على المقاومة العراقية. أما بالنسبة الى الأرهاب المنسوب الى المنظمات التي تدعي اسلامية وزرقاوية وغيرها لا حواسنا الخمسة تتحسسه اي بمعنى لم يكن هناك اي شهادة ملموسة من ارهابي واحد قد مسك واعترف او برهان واحد لكي نثبت ولو جزئيا ذلك ولا العقل يتقبل وجود هكذا منظمات في العراق لانه ببساطة ان المجتمع العراقي في مختلف عصوره لم يتبنى النهج الارهابي العنيف او لا العنيف والجميع قد تفاجئ به وكأنه فعل ساحر وقع بعد الاحتلال , فيبقى الحكم في محل احتمالات ضعيفة او يحتاج لدلائل ومسببات اكثر من المثال السابق لكي تتماسك نظرية "ارهاب المنظمات العراقية او غير العراقية الاسلامية" . اللهم إلا إذا حُركت عمدا في سيناريو مدروس بقصد خلط الاوراق لايصدقه إلا المستغفل او الذي انتمائيا يؤمن ان الاخرين من "الانتماء المعاكس" انهم هم سبب الارهاب في العراق فهنا ان حكمه لا يحتاج لدلائل دامغة لأن المسسببات مرسومة مسبقا دوغماتيا في دماغه .

في هذا البحث المتواضع سنستخدم بعض الروابط لشبكة الانترنت لمصادر متنوعة , من معاهد متخصصة ومؤسسات اعلامية لها وزن عالمي وغيرها , امريكية وغربية واسرائيلية والقليل من العربية لكي يكون هذا البحث مدعوم من شواهد اهلها .

نتذكر ,ايام تلت الاحتلال, المظاهرات السلمية لأهالي الفلوجة في 29 و30 نيسان 2003 تطالب خروج القوات الامريكية التي تمركزت على سطوح بنيات حكومية للمراقبة وخلها لأعراف المجتمع الاسلامي وكان الرد اطلاق النار على هذه المظاهرات السلمية مرتين من قبل الجيش الامريكي وكان ضحيتها 20 قتيل عراقي من ضمنهم 12 طفل وعشرات من الجرحى. هذه الحادثة كانت السبب ان تدفع اهالي وعشائر الضحايا بالثأر وبدورها اشعلت اول شرارة لأنطلاقة المقاومة العراقية وكان الرد اذ القى مقاومون من اهالي الفلوجة في الأول من مايس 2003 قنبلتين يدويتين على مقر الجيش الامريكي وقتل وجرح 7 من المارينز وهو اول يوم اعلن فيه الرئيس بوش انتهاء العمليات العسكرية في العراق وبعدها المقاومة اخذت اطوار معقدة ومتسارعة - من بضعة عشرات العمليات الهجومية في الاشهر الأولى ضد القوات الامريكية الى 2700 عملية فقط في شهر آب الماضي 2004 , احصائيات صادرة عن معهد ذي بروكينكز الامريكي The Brookings في الرابط ادناه (1) - تكبد كثيرا الامريكان في الارواح والمعدات وزعزعت خططهم ومن ثم هيبة امريكا وجعل ادارتها في مأزق سياسي وعسكري واقتصادي صعب . من هنا ردد الاعلام وكارهي المقاومة عبارة مستحدثة لم يعرفها العراق سابقا "المثلث السني" المصدرة حينها من واشنطن تعني بها المنطقة الغربية من العراق والمقاومين هم من فلول صدام والعرب والسلفين .

لم تكن اي عمليات ارهابية سُجلت من النمط الدموي الذي نعرفه اليوم تسمع في العراق منذ بداية المقاومة الا بعض العمليات التخريبة المشبوهة كتخريب انابيب المياه و النفط ومحطات الكهرباء بقوا مرتكبيها مجهولين كالعادة , و بعد بالكاد مرور اربعة اشهر على تنامي المقاومة العراقية التي تستهدف الجيش الامريكي كانت هناك نقلة نوعية وخطيرة في الهجومات المدني العراقي كان مستثى منها طيلة هذه الفترة , ماعدا قتل العراقين من المارة والراكبة برصاص الجيش الامريكي , الا وهي الانفجاران الكبيران في مقر الامم المتحدة تاريخ 19 أب 2003 و تلاه بعد عشرة ايام الانفجارالكبير في مدينة النجف الاشرف الذي اودى بحياة المرجع الديني السيد محمد باقر الحكيم وخلف ضحايا بالعشرات . وبعد هاتين العمليتين تلتها عمليات تستهدف المدنين اجانب اوعراقين في العام الماضي وهذا العام ولكن اضيفت لها منظمات جديدة تدعي انها اسلامية اغلبها ذو طابع سلفي متشدد . تخصصت في خطف الاجانب والعرب وحتى العراقين والتهديد بقتلهم وذبحهم اذا ما لم تنفذ مطالبهم .

للوصول الى حكم معقول على من المسبب المباشر والغير مباشر في الارهاب الدموي الذي يعيشه العراق والعراقيون علينا معرفة الحلقات الرئيسة المؤثرة في العراق .

الحلقة الاولى المنظمات والمجموعات العسكرية الغير نظامية العراقية والاجنبية

هنا لايعنينا بالجيوش المتعددة الجنسيات المحتلة ولا كذلك الحرس الوطني والجيش العراقي والشرطة اساس مادتها البيشمركة الكردية وتليها قوات بدر وثم باقي المسلحين المزكين من قبل الاحزاب التي تشكل الحكومة المؤقتة .

المليشيات العراقية المعترف بها من الحكومة المؤقتة : بالرغم من وصفها لا منطقيا انها نظامية كبيشمركة الطالباني والبرزاني التي تعتبر اكثر المنظمات عدة وعدد , اذ حلت الفراغ الذي خلفه حل الجيش العراقي وتتكون من حوالي 80,000 مقاتل . منهم اكثر من 20,000 بيشمركة يعمل في بغداد .

قوات بدر عددها حوالي 11 الف مقاتل في عام2003 ربما انخفظ هذا العدد كثيرا بعد دمج منتسبيها الى الحرس الوطني والشرطة ومنهم ما انتقل الى الحياة المدنية السياسية اوالتجارة والبعض الاخر قيل انخرط في جيش المهدي . تأسست هذه القوات في بداية الحرب العراقية الايرانية بتمويل وتدريب وامكانيات عسكرية لوجستية من قبل الحكومة الايرانية لتقابل جيش مجاهدي خلق الايراني الذي اعتمد عليه النظام السابق في العراق ضد ايران وقمع الانتفاضات الشعبية العراقية .

ميليشية القوة العراقية الحرة التابعة لاحمد الجلبي تعد حوالي بين الـ 800 والف مقاتل او ربما اكثر بقليل , اضافة لميليشية اياد علاوي حوالي الالفين مقاتل وباقي المليشيات لحزب الدعوة وحزب الله العراقي والحزب الشيوعي وحزب الاسلامي العراقي .اجمالي هذه المليشيات يشكل حوالي 100 مقاتل . سيدمج 90 % منهم في الجيش والشرطة, منهم 60% سيعمل في الاجهزة الامنية , بحلول كانون الثاني 2005 حسب تصريحات مسؤولي الحكومة المؤقتة .

الجيش المهدي : عكس المنظمات الميليشيوية السابقة فهي هيكليا جيش عقائدي غير مدرب اكاديميا على طريقة الميليشية ذات العدد المحدد فهم ناس مخيرين عقائديا في الانظمام اليه . عددهم غير معروف ببساطة لانهم من الناس المدنين العادين يملكون السلاح وقد يتراوح عددهم حسب الحالة من 5 الاف مقاتل الى نصف مليون مقاتل ظرفيا .

ممكن ان ندرج ايضا مسلحي العشائر العراقية مع هذه المجموعات المسلحة العراقية وعددهم غير معروف .

عناصر وحدات المقاومة : المتواجدة في غرب وشمال وشرق العراق وفي بغداد العدد نظري يتراوح ما بين 20 الف الى 50 , او ربما اكثر, عنصر مقاتل مدرب كعسكري سابق وغير المدرب (2) .

المتظمات الاسلامية المسلحة : تنتشر في اكثر من مكان وعددها غير معروف ولا مكوناتها من اين ومن ومتى اسست . كل الذي نعرفه تأسست حوالي عشرون منظمة بعد الاحتلال ( ماعدا انصار الاسلام المتواجدة في شمال العراق وهي اقل تشددا من تلك حديثات التأسيس ) وخصوصا سنة 2004 ومن اشهرها الجيش الاسلامي السري وجماعة التوحيد والجهاد التي زعما يتزعمها ابو مصعب الزوقاوي , واخيرا انصار السنة .

المجموعات الاستخباراتية والملسحة الاجنبية

فهم اولا كل المنظمات الاستخباراتية والانتليجيسيا الامريكية من مخابرات مركزية والمباحث الفدرالية وغيرها وعددهم حوالي الثلاث الاف امريكي وهو عدد موظفي السفارة الامريكية في العراق مضاف اليها جميع مخابرات الدول المشاركة عسكريا , وخصوصا الموساد ومنطمة ميستارافيم Mistaravim(كلمة تعني المستعربين بعد تحويلها للعبرية , وهؤلاء ليس فقط يشبهوا العرب شكلا ويتكلموا بطلاقة العربية وحتى العامية وانما يشبهوا العرب نمطا وحياتا اي ممكن ان يدخلوا في المجتمع العربي بكل سهولة حسب تصريحاتهم) المئات منهم متواجدون في شمال العراق حسب تقرير الصحافي المخضرم سيمور هيرش , انظر الى رابطهم نفسيا دعائي (3), اضافة الى مخابرات دول الجوار المعنية بالامر لاغراض واهداف مختلفة او متعاكسة مع بعضها عددهم غير معروف .

الحراس والمرتزقة الاجانب الذين اتوا الى العراق بعقد مع قوات الاحتلال و شركات دولية ومؤسسات خاصة خبيرة و متخصصة بتدريب المرتزقة بـ الكفائات العسكرية والاستخباراتية ( خبراء اغلب انواع الاسلحة والمتفجرات والقتل) وتزويدهم بـ احدث التقنيات العسكرية والاتصالية وما شابه ومنها شركة بلاك وتر BlackWater (4) الذي قتل منهم اربعة حراس ينتمون لهذه الشركة في الفلوجة في مطلع هذا العام المنصرم . يتواجد ايضا 30 الى 40 مجموعة استرالية في العراق تضم المئات من الاسترالين المدربين جدا لحماية الشخصيات المهمة وكذلك الهجوم والمباغتة والحرب على المقاومة والخطف وتدمير ممتلكات. جاء هذا التقرير في الصحيفة الاسترالية هيرالد صان اواخر الشهر الماضي (5). عدد الحراس والمرتزقة في العراق حوالي الـ 20 الف فرد ولكن تقارير اخرى تزعم 60 الف فرد وسيزداد عددهم في الايام القادمة حسب التصريحات الجديدة لسفير امريكا في بغداد جون نغروبونتي وصرف جزء اكبر من الميزانية بعد اقتطاع جزء اكبر منها و المخصصة للاعمار في العراق لاجل توطيد الامن المتدهور حسب تصريحاته الاخيرة . مهامهم الاساسية لهؤلاء المرتزقة حراسة الشخصيات العسكرية والمدنية والامكنة المهمة لسلطات الاحتلال . لايوجد عليهم اي رقابة قانونية ان تحد من اعمالهم وتصرفاتهم في العراق .

اخيرا جيش منظمة مجاهدي خلق : في شهر تموز هذا العام اصدرت القوات المتعددة الجنسيات بيانا جائت فيه :- تمتع أفراد منظمة مجاهدي الموجودين في معسكر (مزار أشرف) في العراق بالحماية القانونية وفقا لمعاهدة جنيف الرابعة و بموجب ذلك ترفع القيود والرقابة عن أفراد المنظمة على أن تبقى حماية المعسكر على عاتق القوات الأميركية . ولكنها رسميا كمنظمة تبقى منزوعة السلاح حسب ادعائات مسؤولي قوات المتعددة الجنسية وحسب نفس اتفاقية جنيف .

اليوم العراق اصبح ارضا لكوكتيل عسكري استخباراتي لم يشهدها تاريخ البشرية منذ ان اصبح القرد انسان .

الحلقة الثانية الشخصيات الامريكية والعراقية التي اثرت وتؤثر في القرار السياسي لمصير العراق

جي كارنر (6) : جنرال ركن متقاعد امريكي قاد عملية"اغاثة Provide Comfort Operation " العراقين الاكراد في شمال العراق بعد حرب الكويت عام 1991 واشترك في بناء الهئيات العسكرية والمخابراتية الكردية للبيشمركة بمساعدة خبراء ومخابرات امريكان واسرائيلين لاجل تأسيس كيان اثني سياسي معزول عن الحكومة المركزية في بغداد و لفصل شمال العراق عن باقي ارضه تحت المنع الجوي المعروف الذي شل الطيران العراقي انذاك . كان صديق حميم لأسرائيل وسياستها العنصرية اتجاه الفلسطينين وكذلك كان محسوب على رجالات وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد . لم يمكث طويلا كحاكم عسكري لسلطة الاحتلال وبعد بضعة اسابيع لدخول الجيش الامريكي لبغداد استبدل ببول بريمر كحاكم مدني جديد بعد تدخل كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية الذي رأى فيه عدم الخبرة الكافية لادارة الاعمار في العراق وتخوفا من فضائح مستقبلية بسبب عقود اراد جي كارنر ان يجريها مع شركات ذويها يكونوا من محيط علاقته.
لويس بول بريمر (7): الحاكم الثاني لسلطة الاحتلال في 6 مايس 2003 من مواليد 1941 من عائلة يهودية امريكية, تقلد عدة مناصب ومسؤوليات مع كبار صانعي القرار في امريكا احدى هذه المناصب المهمة التي شغلها سفير متجول في مكتب الرئيس الاسبق رونالد ريغان لمكافحة الارهاب عام 1986 . في 13 تموز 2003 شرع بتأسيس مجلس الحكم المؤقت الذي قام على توزيع الكراسي بحصص اثنية ودينية وطائفية .على عاتقه رسمت جميع الخطط لاعمار العراق (لاحتلال العراق) السائرة ليومنا هذا , لكنها اصطدمت وبشكل لايقبل الرجوع بالمقاومة العراقية التي جعلت من بريمر بدل ان يكون حاكم لمشروع اعمار العراق اصبح حاكم لادارة الازمات اليومية والاسبوعية . انهى اعماله في العراق 28 حزيران 2004 ( فرار بريمر عند البعض. واتهمه بعض اعضاء مجلس الحكم بأنه كان دكتاتور وسرق مليارات الدولارات العراقية قبل نهاية فترته) قبيل تسليمه الملف العراقي لسيئ السيط " السفير" الامريكي الجديد جون نغروبونتي وان تأخذ الحكومة المؤقتة حيز سلطتها الناقصة السيادة في 1 تموز 2004 . شهدت فترة بريمر تصاعد ملحوظ للمقاومة العراقية وكذلك انتفاضة شعبية في شهر نيسان 2004 عمت اغلب المدن العراقية بما فيها بغداد . تدخل الجيش الامريكي وبعنف لاقماعها وانتهت بهدنة . وكذلك ارتفاع في العمليات الارهابية بشكل ملموس على اكثر من صعيد .
جون ديمتري نغروبونتي (8): السفير الامريكي السيئ الصيت عند الكثير من المنظمات الدولية لحقوق الانسان من ضمنها الامريكية . عُين نغروبونتي سفيرا في الهندوراس في عهد ريغان من 1981 الى 1985. المهام المناط بها حينها هو تأسيس عصابات اجرامية مدربة كالكونتراس لاجل ضرب الحركات الثورية كما في نيكاراكوا وغيرها . اتهم بقتل المئات من شعوب تلك المنطقة وتدمير قراهم ومدنهم وخلق جو من الرعب في شعوب تلك المنطقة .اكتشفت مقابر جماعية هناك واحدة منها وجدوا فيها 185 من الرفاة قتلتهم عصابات نغروبونتي ومن هذه الرفاة كان مواطنين اثنين من الولايات المتحدة الامريكية . متهم في تجارة المخدرات مع اعتى عصابات الناركوتيك والمخدرات في امريكا الاتينية . عينه بوش سفيرا عام في الامم المتحدة 2001 الى تاريخ 1 تموز 2004 ليستلم حقبية سفير اكبر سفارة في العالم ويود حسب الخطة الجديدة فتح قنصلية امريكية في كل محافظة عراقية حيث بدأ فتح بعضها في كركوك والموصل والبصرة لاجل مراقبة كل العراقين من قبل استخبارته الموزعين في كل هذه القنصليات ان كانوا من المقاومة او الشعب المعارض للاحتلال او مراقبة جميع موظفي حكومة علاوي من مدنين او عسكرين واعطائهم الاوامر كلا من محافظته وهذا لم يحدث في تاريخ الاعراف الدبلوماسية في العالم. تضم سفارة الولايات المتحدة الامريكية 1200 الى 3000 موظف جميعهم دربوا عسكريا وعلى الجودو والكراتيه لمدة 8 اشهر في امريكا قبل ان يصبحوا دبلوماسين- عسكرين .

اما الشخصيات العراقية النافذة في القرار السياسي بعد الامريكان والمدروجين حسب اهميتهم عند المحتل , ولتكن الصورة متكاملة ارجو من القارئ الجليل ان يراجع مقالات الكاتب السياسي المعروف سمير عبيد فهو خير مطلع على اورقة الحكومة المؤقتة .

جلال الطالباني ومصطفى البرازاني: هما الاكثر موضع اعتماد في استراتجيات الادارات الامريكية والحكومات الاسرائيلية التي تخص العراق والمنطقة وهذا منذ مطلع الستينات للقرن الماضي اذ استغلا كحصان طروادة ( بغل طروادة حسب مجلة اسرائيلية اسبوعية 19 اذار 1992 Hello Israel Magazine لانهما لم يقيسا بعملهما ان يجرا شعوب المنطقة ومن ضمنها شعبنا الكردي الابي الى الويلات بسبب تعاطيهما وبأستخفاف لهذا الملف الخطير ظنا منهما انهما يديرا سياستهما في الطريق الصحيح وبصورة ذكية ) في مشروع الشرق الاوسط الكبير عند ساسة الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل .
لقد تم نشر مقالين نهاية العام الماضي وقبل حوالي ثلاث اشهر بخصوص القيادات الكردية والتدخل الاسرائيلي في العراق للصحفي العالمي المعروف منذ حرب فيتنام وفاضح قضية سجن ابو غريب الامريكي سيمور هيرش اذ يكتب ان شارون ادرك تورط الامريكان في العراق. بعد شهرين من الغزو الأمريكي للعراق، بدأ الاسرائيليون بالضغط على الأمريكيين لمواجهة إيران، بحجة ان هذه الاخيرة تدعم "المتمردين العراقيين". وفي نهاية العام الماضي، توصلّ الاسرائيليون الى قناعة بأن واشنطن لن تقف في وجه طهران، وأنها أيضا لن تكون قادرة على تحقيق الاستقرار أو الديموقراطية في العراق. وبالتالي ستحتاج إسرائيل الى خيارات أخرى . هنا ولدت "الخطة – ب" الاسرائيلية. فقد قرر أرئيل شارون، رئيس الوزراء الاسرائيلي، انه يجب حصر الاضرار التي تسببها الحرب العراقية للموقع الاستراتيجي الاسرائيلي، من خلال توسيع العلاقات القديمة القائمة مع أكراد العراق، ونشر وجود إسرائيلي بارز في منطقة الحكم الذاتي الكردستاني، برغم ان ذلك يتضمن كلفة مالية باهظة.
مئات عناصر الاستخبارات والجيش الاسرائيليون يعملون بهدوء الان في كردستان العراق، ويقومون بتدريب وحدات الكوماندوس الكردية، بهدف دفع هذه الاخيرة الى قتال كل من الميليشيات الشيعية العراقية، خاصة تلك المعادية لأسرائيل، والميليشيات السنّية في حال استعادت هذه الاخيرة السيطرة. ونسق التدريب هو نفسه المطبق في وحدات الكوماندوس الاسرائيلية التي يطلق عليها "ميستارافيم الانفة الذكر"، وهو يتضمن في المرحلة الاولى التوغل في صفوف "العدو" وجمع المعلومات، وقتل قيادات المقاومة السنية والشيعية.
كما تنطلق ّ الاستخبارات الاسرائيلية من شمال العراق لتنفيذ عمليات سرية داخل المناطق الكردية في سوريا وإيران بمساعدة الكوماندوس الكردي. وهي نصبت مجسات وأنظمة حساسة أخرى قرب منشآت نووية إيرانية. انقر الموقع (9) .

اياد علاوي (10 و 11): رفيق صدام في السجن واحد كباره في الحكم خدم وبرع في استخبارات النظام المخلوع انشأ جهاز اغتيالات وتعذيب اسمه حنين والذي ادار عمليات ابو طبر في بغداد ومدن عراقية في مطلع السبعينات والمتهوم بعمليات تفجير لمدارس واسواق وقتل وجرح ابرياء في بغداد في التسعينات بعد انشقاقه عن النظام السابق وارتباطه في المخابرات الامريكية والبريطانية واخرى , واتهمته جريدة استرالية بقتل 6 عرب بعد اطلاق نار على رؤوسهم بمسدسه الخاص قبيل تنصيبه لرئاسة للوزراء 1 تموز2004 .وحسب اعترافه كان يتعامل مع 14 وكالة ومنظمة مخابراتية دولية . رئيس وزراء الحكومة المؤقتة اي انه مؤقت سياسيا بعدما تقضي فترة هذه الحكومة القائمة على قمع انتفاضات الشعب العراقي ضد الاحتلال وتشريع انتخابات واتيان بـ حكومة ظاهرها ديمقراطي ولكنها حكومة رشاوي عقود شركات عالمية مافيوية سيقضي اياد علاوي .

احمد عبد الهادي الجلبي ( 12 و 13) : شخصية محيرة لعديد من المراقبين .رحل صغيرا الى خارج العراق عام 1956 ورجع بعليجة جاي كارنر في وقت احتلال العراق . لقبه السري في اورقة السي اي ايه هو كيورفبال Curveball تعني بتدور ضربة كرة التنس او ما شابه لكي تؤثر في مسارها تصعب على المنافس صدها . اسمه قورن بكثير من القضاياه الاستخباراتية والعمليات المالية المشبوهه. ولقبه الثاني عند العراقين "الدجال الزئبقي لانه لايمسك قانونيا ويلمع " . مؤسس حزب المؤتمر الوطني وزعيمه , كان احد اعضاء الهامين لمجلس الحكم ولكنه ابعد من قبل الحاكم المدني بريمر بسبب تهمة تورطه مع الاستخبارات الايرانية . تبقى اهمية الجلبي عند الامريكان واضحة بسبب علاقاته الوطيدة مع كبارالمحافظين الجدد وخدماته لهم رغم اقصائه , هو وابن اخيه سليم الجلبي المتهم بجريمة قتل , من صدارة القرار .

موفق الربيعي (14 آ) : مستشار الامن القومي منذ تموز الماضي بعدما كان عضو في مجلس الحكم المؤقت . كان يعمل كمعارض تحت اسم ماو بيكر Mow Baker عندما كان طبيبا في بريطانيا .فصل من حزب الدعوة الاسلامي بسبب تعامله مع منظمات استخبارتية عالمية. مع انه يملك اللقب الربيعي فأن عشائر ربيعه لم تعرفه ولم يعرف اصله ليومنا . تتجلى اهميته وخدماته عند الامريكان بـ تنسيق شبكات استخباراتية عراقية مع عملاء المخابرات الامريكية وغيرها. انظر الى الموقع (14ب) . ينافس مع اياد علاوي على منصب اتخاذ القرارات ولكن هل الاخير سيقبل بهذه المنافسة وخصوصا هو خريج العهد الصدامي الدكتاتوري ؟

هؤلاء اهم الشخصيات السياسية العراقية المرموقة في القرار السياسي بعد نغروبونتي الذي تلى بريمر .

في مقابل هذه القوى المذكورة اعلاه تقابلها قوى وطنية وشعبية واسعة ومتطورة في ايجاد حلول لانهاء الاحتلال عكس تلك القوى المذكورة اعلاه التي تهون يوم بعد يوم بالرغم من امكانياتها المهولة . وهي التيار الصدري المتوسع ليس في المناطق التقليدية التي خرج منها وحسب وانما كل اطياف العراقين . نرى هذا التيار ينتهج خطى حزب الله في لبنان الذكية والمرنة والمنفتحة .لقد اصبح رقما جدا صعب في العراق وكل مرة يشنون عليه حملة قمعية دموية كل ما صلب عوده وامتلئ نسغه . ولكن نصيحة لقيادي هذا التيار لا ضير من الصيانة على النفس مع العمل السياسي كما هو وارد عند السيد نصرالله ومناصريه. واخوة التيار الصدري الهيئات والمؤسسات الدينية الاخرى كهئية علماء المسلمين وغيرهم من شخصيات دينية تلعب دور هام في المجتمع العراقي والسياسي كالشيخان الجليلان الخالصي والضاري وكثير من الشخصيات الوطنية والديمقراطية والقومية المهمة التي يتجاهلها الاعلام العراقي والعربي عمدا .