عندما يتظاهر الهمج الرعاع
كتابات - علي البغدادي
بالأمس بثت بعض الفضائيات مشاهدا لمظاهرة جابت شوارع النجف قام بها بعض أبناء النجف كما جاء في الأخبار طالبوا فيها برحيل مقتدى الصدر وأتباعه عن المدينة وكعادته قام موقع النجف الأشرف بنشربعض الشعارات التي رددها المتنظاهرون والتي تعكس وبوضوح هويتهم وثقافتهم وتعليقا على تلك التظاهرة أود الأشارة الى مايلي:
أولا- كنت على الدوام ومن خلال مقالاتي أوجه النقد الى مقتدى الصدر وتياره ومن منطلق النصح والنقد البناّء والإيمان والقناعة بأن إسلوب الحوار الموضوعي هو الكفيل بحل المشاكل وتقريب وجهات النظر وتوحيد الصفوف
إن ما حدث في النجف بالأمس شيء مؤلم ومؤسف أن تصل الأمور الى هذا الحد من الأنحطاط فخروج مجموعة من الهمج الرعاع الذين يدعّون الإنتساب الى مدينة النجف الأشرف ومطالبتهم برحيل مقتدى الصدر عن مدينة آبائه وأجداده ومحاولة مهاجمة مكتبه وإضرام النار فيه لولا تدخّل الشرطة أمر دبّر في ليل وبصمات محافظ النجف ومدير شرطتها واضحة وجليّة في الإعداد له وتنفيذه والشعارات التي كتبت على اللافتات من تلاحم أهالي النجف مع الشرطة والحرس الوطني دليل واضح على دور هذه الجهات في إخراج هذه التظاهرة
ثانيا - لا أعتقد بأن المرجعيّة وعلى رأسها آية الله السيد السيستاني ترضى بمثل هذه النماذج أن تكون قاعدة لها فقاعدة المرجعية رأيناها عندما لبّت النداء وتوجهت الى النجف الأشرف بصحبة مرجعها وهم من خيرةأبناء العراق وعشائره ووجهائه من أجل إنقاذ الحرم العلوي الشريف بعد أن كان وزير الدفاع العراقي قاب قوسين أو ادنى من إقتحامه وهتك حرمته كما إن المرجعية مدعوّة الى متابعة كل ما يجري على الساحة النجفيّة وخاصة تطبيق بنود المبادرة التي تبنتها وتم بموجبها وقف القتال وعدم السماح لأي طرف من أطراف النزاع أو جهات أخرى خرق هذه الإتفاقيّة وإثارة المشاكل والفتن
ثالثا - إن مثل هذه التظاهرات و الأفعال المشينة ستؤدي الى تأجيج الصراع وإثارة الفتن من جديد ومن خطط ونفّذ إنما يهدف الى تفجير الوضع ولا يعمل لصالح العراق وشعبه بل ينفّذ مشاريع مشبوهة تهدف الى بقاء الوضع الأمني متأزما لتحقيق مصالحه ومآربه فعلى أبناء النجف الشرفاء والغيارى أن يكونوا بأعلى درجات الحذر وعدم الإنجرار الى هذه المعارك الجانبيّة بل وعدم السماح الى شلّة من المشبوهين والغوغاء أن يعّرضوا المدينة وسكانها لخطر جديد
والوقت هو وقت للتهدئة ومداواة الجروح وإعادة بناء ما دمرّته الحرب والعمل بتوجيهات المرجعية فهي من أنقذتهم من محنتهم الأخيرة وليس محافظ النجف وعصابته التي تنفّذ إرادة الشعلان والنقيب نعم فإحترام القانون أمر جيد والتعاون مع الشرطة من أجل بسط النظام والأمن شيء جميل أما التظاهرات المشبوهة والتحريض ضد هذا وذاك فلن ينفع وسيأتي بالضرر على الأخضر واليابس .
http://www.kitabat.com/r24503.htm
المفضلات