ابي فراس الحمداني - الشافيه

الدين مُخْترمٌ والحقُّ مُهتضَمُ
وفئُ آلِ رسُولِ اللهِ مُقْتسَمُ
***
والنَّاسُ عندك لا ناسٌ فَيُحفِظُهُم
سَومُ الرُّعاةِ ولا شاءٌ ولا نَعَمُ
***
إنِّي أبيتُ قليلَ النَّومِ أرَّقني
قلبٌ تصَارَعَ فيهِ الهمُّ والهِمَمُ
***
وعزْمةٌ لا ينامُ الليلَ صاحبُها
إلاَّ على ظَفَرٍ في طيّه كَرَمُ
***
وفِتيةٌ قلْبهُمْ قلبٌ إذا ركبوا
يوماً ورأْيُهُمُ رأيٌ إذا عَزموا
***
يا للرجالِ أما للَّهِ مُنتصِفٌ
من الطُّغاةِ أما للدّين مُنتقِمُ
***
بَنو عليً رَعايا في دِيارِهِمُ
والأمرُ تملِكُهُ النِسْوان والخدمُ
***
أتفْخَرون عليهم لا أبا لكُمُ
حتَّى كأنَّ رسُولَ الله جَدُّكُمُ
***
وما تَوازَن يوماً بينكُمْ شرفٌ
و لا تساوتْ بِكُم في موطنٍ قدَمُ
***
ولا لكمْ مِثلهم في المجدِ مُتَّصلٌ
ولا لجدكُمُ مِعشارُ جدّهِمُ
***
قامَ النَّبيُّ بها يوم الغديرِ لهمْ
والله يشهدُ والأمْلاكُ والأممُ
***
حتَّى إذا أصبحتْ في غير صاحِبها
باتت تنازعها الذؤْبان والرَّخمُ
***
وصُيرتْ بينهُم شُورى كأنَّهمُ
لا يعرفون وُلاة الحقِ أيَّهُمُ
***
تالله ما جَهِل القوامُ موضعها
لكنهمْ ستروا وجْهَ الذي علِموا
***
ثُمَّ ادَّعاها بنو العباسِ إرْثَهمُ
وما لهم قدمٌ فيها ولا قِدَمُ
***
بِئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني حسنٍِ
أبوهمُ العلمُ الهادِي وأمُّهُمُ
***
لابيعةٍ رَدعتكُم عن دِمائهمُ
ولا يمينٌ ولا قُربى ولا ذِمَمُ
***
هلاَّ كففتم عن الديباجِ سوطَكمُ
وعن بناتِ رسولِ الله شتمكُمُ
***
ما نال مِنهم بنو حَرْبٍ وإنْ عَظُمتْ
تِلك الجَرائرُ إلاَّ دُون نَيلِكمُ
***
كم غَدرةٍ لكم في الدّين واضحةٍ
وكم دمٍ لرسول الله عِندكُمُ
***
أَأَنتم آلُهُ فيما ترون وفي
أظفارِكُم من بنيهِ الطاهرين دَمُ
***
هَيهاتَ لا قرَّبت قُربى ولا رَحِمٌ
يوماً إذا أقْصتِ الأخْلاقُ والشّيمُ
***
باؤوا بقتلِ الرّضا من بعد بيعَتهِ
وأبصروا بعض يومٍ رُشْدَهُمْ وعَمُوا
***
أبْلِغْ لديك بني العبَّاسِ مألُكةً
لا تدَّعُوا مُلكَها مُلاَّكُها العَجَمُ
***
أيُّ المفاخِرِ أمستْ في مَنابِرِكُمْ
وغيرُكُمْ آمِرٌ فيهنَّ مُحْتكِمُ
***
خلُّوا الفَخَارَ لعلاَّمين إنْ سُئلوا
يوم السُّؤالِ وعمَّالين إنْ عَلِموا
***
لا يغْضبُون لِغيرِ اللهِ إنْ غَضبوا
ولا يُضيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حَكمُوا
***
تَبدوا التِلاوةُ منْ أبياتِهِمْ أبداً
وفي بُيُتِكُمُ الأَوتارُ والنَّغَمُ
***
مِنكمْ عُليَّةُ أمْ منهُمْ وكان لكُمْ
شيخُ المُغنيينَ إبراهيم أمْ لهُمُ
***
أمْ منْ تُشادُ لهُ الألْحانُ سائرَةٌ
عَليُّهمْ ذو المعالي أمْ عَليُّكمُ
***
إذا تَلوا سُورةً عنَّى إمامُكُمُ
قَفْ بالديارِ التي لمْ يَعفُها القِدَمُ
***
ما في دِيارِهِمُ للخمرِ مُعْتصرٌ
ولا بُيُوتُهُمُ للسُّوءِ مُعْتصَمُ
***
ولا تَبيتُ لهم خُنْثى تُنادِمُهُمْ
ولا يُرى لهم قِردٌ له حَشَمُ
***
الرُّكْنُ والبيتُ والأستارُ مَنزِلُهُم
وزَمْزمٌ والصَّفا والحِجْرِ والحَرمُ
***
وليس مِنْ قَسَمٍ في الذّكرِ نعرفُهُ
إلاَّ وهم غير شكٍ ذلك القسَمُ
***
صلَّى الإلهُ عليهِمْ أينما ذُكِروا
لأنهم لِلورى كَهْفٌ ومُعْتصَمُ