ثامناً: موقفه من الإمام الصادق صلوت الله وسلامه عليه

ومن العجيب أن ابن تيمية ينكر تعلم أبي حنيفة من الصادق عليه السلام ولا مسألة واحدة، مع اعتراف علماء قومه بتتلمذه على الإمام، وهو يدعي تعلم الإمام أمير المؤمنين عيه السلام من أبي بكر، ولا يذكر في مقام الإثبات إلا حديثا واحدا فقط يروونه، وفيه ما فيه ! !
قرن بن تيمية أبا حنيفة بالإمام الصادق عليه السلام ومشهور أن أبا حنيفة قد أخذ عن الإمام الصادق وهذا مالا يختلف عليه إثنين إلا النواصب فقال (منهاج السنة 7 / 532):" إن هذا من الكذب الذي يعرفه من له أدنى علم، فإن أبا حنيفة من أقران جعفر الصادق، توفي الصادق سنة 148، وتوفي أبو حنيفة سنة 150، وكان أبو حنيفة يفتي في حياة أبي جعفر والد الصادق. وما يعرف أن أبا حنيفة أخذ عن جعفر الصادق ولا عن أبيه مسألة واحدة ".

وقال أيضا (منهاج السنة 3 / 140):
" وجعفر بن محمد هو من أقران أبي حنيفة، ولم يكن أبو حنيفة يأخذه عنه مع شهرته بالعلم ".

مختصر التحفة الإثنا عشرية: 8:
قال الآلوسي " هذا أبو حنيفة - وهو من أهل السنة - يفتخر ويقول بأفصح لسان: لولا السنتان لهلك النعمان " يعني اللتين جلس فيهما لأخذ العلم من الإمام جعفر الصادق ".
قال إمامهم أبو حنيفة (جامع مسانيد أبي حنيفة 1 / 222، تذكرة الحفاظ 1 / 157) :
" ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. لما أقدمه المنصور بعث إلى فقال: يا أبا حنيفة: إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من المسائل الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلى أبو جعفر - وهو بالحيرة - فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه وأومأ إلي، فجلست، ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة. قال جعفر: نعم. ثم أتبعها قد أتانا - كأنه كره ما يقول فيه قوم إنه إذا رأى الرجل عرفه - ثم التفت المنصور إلي فقال: يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد من مسائلك. فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا. فربما تبعناهم وربما خالفنا جميعا. حتى أتيت على الأربعين مسألة. ثم قال أبو حنيفة: ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ".

قال ابن حبان (الثقات وعنه تهذيب التهذيب 2 / 89) :
" كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا ".

قال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (تهذيب التهذيب 2 / 88) :
" لا يسأل عن مثله ".
قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 1 / 291) :
" كان من سادات آل البيت، ولقب بالصادق لصدقه، وفضله أشهر من أن يذكر".

قال أبو الفتح ا
لشهرستاني: " جعفر بن محمد الصادق، هو ذو علم وأدب كامل في الحكمة، وزهد في الدنيا وورع تام عن الشهوات. وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم. ثم دخل العراق وأقام بها مدة، ما تعرض للإمامة قط، ولا نازع في الخلافة أحدا. ومن غرق في بحر المعرفة لم يقع في شط، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط ".
قال النووي (تهذيب الأسماء واللغات 1 / 155) :
" إتفقوا على إمامته وجلالته ".
يتبع بأذن الله