كتابات - عبد الرزاق الربيعي
من خلال تتبعي للتراجيديات لاحظت ان في طيات كل تراجيديا عظيمة ثمة كوميديا تكسر حدتها , حينا وتعمق الماساة حينا اخر , وفي تراجيديا ( الحواسم ) كان الصحاف هو المسحة الكوميدية التي خففت من هول الحرب واعطت للحرب طابعا كوميديا جعلها اكثر ماساوية , وكنت اتساءل عن اللمسة الكوميدية في حرب ( وادي السلام ) التي اشتعلت في النجف الاشرف ولم يطل انتظاري , فقد جاءت سريعا , وممن ؟ من مقتدى نفسه !!!
ستسالونني : كيف ؟
اقول عند ظهوره على الفضائيات,بعد مسرحية اصابته ,اطلق مفردة سببت لنا –نحن العراقيين المقيمين في الخليج حرجا شديدا , رغم انها عادية في الدارجة العراقية ولاتعني سوى الاردا والمفردة جاءت في وصفه لاياد علاوي ,و رغم ان الخليجيين يعرفون معناها , الا انهم كانوا يسالوننا من باب تلطيف الاجواء والسؤال كان عن معنى هذه الكلمة باللهجة العراقية !!
ولكي لااطيل عليكم فالمفردة هي ( اطكع )
قلت لهم : انها تعني اردا او اسوا كما ترجمتها وكالات الانباء العالمية , لكن الخليجيين يعرفون ان للمفردة معنى اخر , غير لائق , ولااعرف كيف تفوهت به (سماحته! )
فالشائع في شمال الباطنة بسلطنة عمان والامارات والكويت ان مفردة ( يطكع وينكع ) تعني ان يخرج الريح المصحوب بصوت
وخلال بحثي بين المواقع وجدت في موقع( النيلين) السوداني تفسيرا:
" هي مشتقة من اطلاق الريح بصوت ورائحة (الفساء المصحوب بصوت)، ويراد من استخدامها بيان سوء الشيء أو الأشخاص، وهي تستخدم بهذه الصيغة في الخليج والعراق دون غيرها من البلدان العربية
ويضيف الخبر "تركت المجالس والديوانيات الخليجية كل المعاني السياسية الواردة في تصريحات مقتدى الصدر، وأخذت تردد جملته الغريبة، وتتسامر عليها، وتتندر وتتفكه بها، لطرافتها خاصة وأن مستخدمها يقود تياراً تصنفه الأخبار الواردة من العراق بأنه قوي ولا يستهان به، ويستند على خلفية دينية ومذهبية في قيادته هذه. وتحولت تصريحات السيد الصدر إلى طرفة تتناقلها الهواتف النقالة عبر الرسائل النصية، بالإضافة إلى صناديق البريد الألكتروني. ولفتت العبارة التي استخدمها الصدر، الى حداثة تجربة الزعيم الشاب، وضعف مستواه اللغوي، حيث لم يجد ألفاظاً أكثر مناسبة وملائمة لأداء المعنى الذي أراد التعبير عنه سوى انتقاء لفظة تخدش الحياء العام "
ورغم ان المفردة في العراقية الدارجة لاتخدش الحياء العام ,كما جاء في الفقرة الا ان بنفس الوقت لايليق برجل دين ان يقولها
فالجواب هو :
انها الكوميديا وسط هذه التراجيديا القاسية !!
المفضلات