عنصرية عمر بن الخطاب أدت إلى قتله ..



عساسي عبدالحميد
assassi64@hotmail.com




في زمن خلافة الطاغية عمر بن الخطاب منع هذا الأخير دخول البالغين من المشركين إلى مكة والمدينة لكي لا تدنس بقعة طاهرة بنجاسة المشركين وهي التي فضلها الله على جميع بقاع الأرض و خصها بوحيه الخاتم وبنبي آخر الزمان.

وأما الذي سموه بأبي لؤلؤة المجوسي فلم يرفع خنجره على عمر ظلما و عدوانا ولم يكن معتوها ولا معتديا، بل مناضلا ذا أنفة، ويدا تبدع فنا رفيعا، فقد كان نجارا و نقاشا ماهرا إلى جانب إتقانه لحرف أخرى كالحدادة وصنع الرحى، وعنصرية عمر هي التي مست هذا الشاب الفارسي في إنسانيته فالخليفة كان عنصريا بدرجة لا يمكن وصفها ولنا في ذلك أمثلة عديدة سنأتي على ذكر بعض منها ... ومن صفاته أيضا أنه كان دائم العبوس وكانت الغلظة والفظاظة والتأنيب خصال التصقت به طيلة حياته كما كانت ملامح وجهه تدعو للكآبة والهم والغم ...

كان الفاروق لا يأذن لسبي قد احتلم من دخول المدينة إلى أن كاتب والي الكوفة المغيرة بن شعيبة عمر يذكر له عبدا فارسيا ماهرا متوقد الذهن يتقن عدة صناعات منها النقش والنجارة والحدادة وسيكون ذا إفادة للمسلمين في المدينة إن هو أقام في يثرب وعمل هناك، فوافقه عمر وكتب عليه المغيرة خراجا بمائة درهم في الشهر وهو مبلغ جد زهيد مقارنة بصنعة العبد الفارسي المملوك فالصنعة المتقنة هي أساس رقي الأمم، ولما اشتكى الصانع للعادل عمر ضيق حالته زجره هذا الأخيرة بعنجهية ورد عليه بأن خراجه كثير على حرفته ، وهذا ليس بغريب على عمر الذي لا يقدر فنون الصناعة ولا يمتلك أي حس أو ذوق اتجاه الابداع الفكري وخير مثال على هذا فقد سبق لعمر أن أعطى أوامره للإرهابي عمرو بن العاص بحرق مكتبة الإسكندرية مدعيا أن ما جاء في القرآن خير بما تزخر به برديات ومجلدات المكتبة وقد استعملت دخائر هذه المعلمة الإنسانية كوقود لحمامات الإسكندرية طيلة ستة شهور، وكما هو معلوم وموثق أيضا أن الفاروق أمر الإرهابي سعد بن الوقاص بحرق كتب الفرس باعثا له خطابا يقول فيه "إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله”.

وعودة لمناضلنا الفذ أبي لؤلؤة فما كان منه إلا أن تربص بعدو الله في ركن من أركان المسجد لينهال عليه بثلاث طعنات معتبرة، هذا هو الجهاد الحقيقي وإلا فلا، فعندما يمس المرء في كرامته و إنسانيته عليه أن يطعن الطواغيت من أمثال الفاروق. وحتى وهو في آخر دقائقه في هذا الدنيا فقد كان عمر يصر و يلح بالسؤال عمن قام بقتله فقيل له أبو لؤلؤة المجوسي العبد المملوك لأبي المغيرة فقال الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجني بلا إله إلا الله يوم القيامة. أما إني قد كنت نهيتكم أن تحملوا إلينا من العــلــوج فعصيتموني. تأملوا معي العبارة،﴿...نهيتكم أن تحملوا إلينا من الــعلــوج فعصيتموني...﴾ كلمات تقطر حقدا و جهلا وعنصـــــرية يتلفظ بها الخليفة و هو يلفظ آخر أنفاسه ليحجز مكانه بجهنم .

ومن أمثلة عنصرية عمر أنه منع الولاة في البلدان المفتوحة من توظيف النصارى واليهود ككتاب ومحاسبين ومستشارين في دواوين و أجهزة الدولة ولو كانوا من أبناء هذه البلدان ...لأنه حسب عمر فقد أذلهم الله ولهذا عليهم امتهان حرفا يستفيد منها المسلمين واستخلاص الجزية منهم وهم صاغرون، كتب عمر إلى عامله على البصرة، يحثه على عدم الاستعانة بالنصارى (لا تدنيهم إذ أقصاهم الله، ولا تأمنهم وقد خوّنهم الله، ولا تعزهم بعد أن أذلهم الله) (أحكام أهل الذمة لابن القيم، ج1، ص 210).

كما اشتهر عمر بالعهدة العمرية "العهدة العنصرية" حيث تظهر عنصرية عمر بكامل تجلياتها في عهدته لنصارى الأمصار المفتوحة

فحين احتل المسلمون بلاد الشام اشترط عمر بن الخطاب على نصاراهم ما يلي:
الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب،
ولا يجدِّدوا ما خُرِّب،
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم،
ولا يؤووا جاسوساً،
ولا يكتموا غشاً للمسلمين،
ولا يعلّموا أولادهم القرآن،
ولا يُظهِروا شِركاً،
ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا،
وأن يوقّروا المسلمين،
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس،
ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم،
ولا يتكنّوا بكناهم،
ولا يركبوا سرجاً،
ولا يتقلّدوا سيفاً،
ولا يبيعوا الخمور،
وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم،
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا،
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم،
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين،
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم،
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً،
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين،
ولا يخرجوا شعانين،
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم،
ولا يَظهِروا النيران معهم،
ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم،
وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق،


كما اتسم عهده الزاهر بتعذيب كل من استعمل عقله في فهم القرآن فقد بلغ الخليفة عمر أن رجلا من العراق اسمه " صبيغ " يسأل عن متشابه القرآن فسأل عمر عن "الذاريات ذروا " فأخذ عمر عرجونا من عراجين النخل فضربه حتى دمى رأسه‏ و ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ثم عاد فضربه ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود فقال له " صبيغ " ‏:‏ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً. فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري‏:‏ لا يجالسه أحد من المسلمين‏.‏

عمر هذا كان يحث المسلمين على عدم تعلم لغات الشعوب ويعيب دخول المسلم للكنيسة " إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم) رواه أبو الشيخ الأصبهاني ورواه البيهقي بإسناد صحيح..

هذا غيض من فيض من عنصرية العلجوم المذموم ، وفضلا عن عنصريته فقد كان أحمقا و وخبيثا وخليعا فقد كان سيفه يسبق عقله فقد دخل ذات مرة مدارس يهود يثرب وقام بصفع أحد أحبارهم، في عقر دارهم يصفع عمر رجلا مسنا وهذه هي المروءة وقد اكتملت هذه المروئة و ظهرت جليا بأكبر عملية تطهير عرقية عرفتها الجزيرة عندما تم طرد و ذبج اليهود وقد شارك الفاروق في كل هذه الملاحم ....
ومما جاء في الأثر كذلك أن عمر استل سيفه عندما أبلغوه بموت ﴿زعيمه﴾ وقد كان كالثور الهائج و البصاق يتطاير من شدقيه وهو يصيح: من قال إن محمداً قد مات لأقتلنه بسيفي هذا، إنما رُفع إلى السماء كما رُفع عيسى بن مريم وسوف يعود بعد أربعين يوماً كما عاد عيسى.﴿الزعيم﴾ كان يحتضر و كان يلعن النصارى واليهود، نعم، لم يسلموا من لعناته حتى في آخر ثواني حياته.
وقد سبق لعمر أن شق رأس أحدهم لأنه تخاصم مع شريك له و لم يرض بحكم محمد.

عمر هذا التي فاقت عنصريته و طغيانه نازية أدولف هتلر وفاشية موسوليني ما زال محط إعجاب و تقدير من طرف علماء الأمة وفي مقدمتهم شيطان مكة ذميم القلب والصورة ومفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ ويحظى كذلك بتبجيل علاجيم الوهابية التي تتمتع بحصانة وحماية آل سعود من أمثال الجبرين و العثيمين واللحيدان و العبيكان والطنطاوي و القرضاوي وهناك منهم من يفتخر بنسبه الذي يصل للخليفة عمر، ونعم النسب.