في أحد المنتديات تناولنا في النقاش هذا المقطع من تفسير السيد فضل الله (دام ظله) في كتاب ((من وحي القرآن)

ونلاحظ على ذلك، أنَّ ما ذكره لا يلازم ما ذكره من العصمة عن الخطأ في التبليغ، فإنَّ هداية النّاس إلى حقّ الاعتقاد وحقّ العمل، كما أنَّ الحديث عن «أنَّ اللّه إذا أراد شيئاً فإنما يريده من طريقه الموصل إليه من غير خطأ وإذا سلك بفعل إلى غاية، فلا يضل في سلوكه» لا يقتضي إلاَّ أن يصل الوحي إلى النّاس لهدايتهم كاملاً غير منقوص، وهذا ما يؤكد وصوله عن طريقه من غير خطأ، ولا ملازمة بين ذلك وبين العصمة، فإنَّ من الممكن ـ من الناحية التجريدية ـ أن يخطىء النبيّ في تبليغ آية أو ينساها، في وقت معين، ليصحح ذلك ويصوّبه بعد ذلك، لتأخذ الآية صيغتها الكاملة الصحيحة. وإذا قيل: إنَّ احتمال الخطأ والنسيان إذا كان وارداً في الحالة الأولى، فهو موجود في الحالة الثانية، ما يؤدي إلى فقدان الأساس الذي يحصل من خلاله الإيمان بواقع الآية في الوحي المنزل، فلا يصير الإنسان إلى يقين بذلك؟! فإنَّ الجواب هو: من الممكن تقديم القرائن القطعية في الحالة الثانية، التي تؤدي إلى اليقين، تماماً كما قيل في مسألة سهو النبيّ، في رأي الشيخ الصدوق على أساس بعض الرِّوايات التي أوضح النبيّ فيها القضية من دون لبس بالطريقة التي اقتنع فيها النّاس بأنَّ المسألة كانت سهواً ـ كأي سهوٍ آخر مما يحدث للنّاس ـ لو صحّت الرِّواية.

إنَّ قضية الغرض الإلهي في وصول الوحي إلى النّاس، لا يستلزم إلاَّ الوصول في نهاية المطاف من غير خطأ، ولكن لا مانع من حدوث بعض الحالات التي يقع فيها الخطأ، لا ليستمر، بل لينقلب إلى صواب تؤكده القرائن القطعية التي توحي بالحقيقة في وجدان الإنسان. ويتابع العلاّمة الطباطبائي حديثه في العصمة ليشمل ـ في استيحاء هذه الآية مع آية ثانية ـ العصمة عن المعصية في العمل فيقول: «يمكن تتميم دلالتهما على العصمة من المعصية أيضاً بأنَّ الفعل دال كالقول عند العقلاء. فالفاعل لفعل يدل بفعله على أنه يراه حسناً جائزاً كما لو قال: إنَّ الفعل الفلاني حسن جائز، فلو تحقّقت معصية من النبيّ وهو يأمر بخلافها، لكان ذلك تناقضاً منه، فإنَّ فعله يناقض حينئذ قوله، فيكون حينئذٍ مبلغاً لكلا المتناقضين. وليس تبليغ المتناقضين بتبليغ للحقّ، فإنَّ المخبر بالمتناقضين لم يخبر بالحقّ لكون كلّ منهما مبطلاً للآخر؛ فعصمة النبيّ في تبليغ رسالته لا تتمّ إلاَّ مع عصمته عن المعصية وصونه عن المخالفة كما لا يخفى»[5].
http://www.bayynat.org/bayynatsite/b...n/bakara63.htm

اذ كانوا يقولون ان السيد فضل الله يقول بعدم عصمة النبي في تلقي الوحي
وعندما قلنا لهم أن السيد كان يناقش تفسير صاحب الميزان أثاروا عدة تسأولات أرجوا الاجابة عليها
فأين وجد السيد فضل الله الضعف الضعف ؟
وما هو دليله ؟
ما هو دليل فضل الله على العصمة التبليغية في المقطع الذي كان يناقش فيه رأي السيد الطباطبائي؟
وأنا عندي سؤال أيضا:
لماذا السيد انتقد استدلالات الطباطبائي ولم يضع استدلالات أخرى للعصمة التبليغية؟

أرجوا من الأخوان أن يفيدوني وبالخصوص السيد مرحوم لأن استدلالاته قوية وأرجوا ذكر المصادر اذا أمكن أقوى للحجة واذا هناك وصلات يكون أفضل

تحياتي وخالص حبي
نمير العشق