مشاركة: عميد آل الصدر ... حسين الصدر يعود نهائيا إلى العراق
اخوتي الاكارم انقل لكم هذه الحادثة التي حصلت امامي في المركز الاسلامي في لندن (ممثلية السيد الخامنه ئي) ...
كنا في اجواء الاربعين نعيش حالة تفاعل مع انتفاضة التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر ضد ما قام به الاحتلال من رشق المتظاهرين سلميا على اغلاق جريدة الحوزة و اعتقال الشيخ مصطفى اليعقوبي بالنار و تأججات المسألة في مدينة الصدر و البصرة و النجف و كربلاء و الناصرية... كنا بين المؤيد و المعارض ... بين من يقول هذا البطل هو اشرف اهل العقد في العراق ... و بين من يقول هذا الطفل هو اخبل اهل الحل في العراق ... و كان اللهجة تتصاعد مع ازدياد الموقف اضطرابا ... فكلما زاد عدد القتلى قال البعض مقتدى طفل و مدى يفتهم شي ... و يرد عليهم البعض قائلا موقفه من الاحتلال اشرف من الدعوة و المجلس ... و هكذا ...
و كان الوضع في العراق ليلة الاربعين الحسينية مرتبكا جراء هذه الانتفاضة الصدرية المباركة ...
جلست مع الجالسين في المركز الاسلامي على شارع مايدا فايل انتظر بدأ المجلس الحسيني ... جلست منتظرا السيد مضر الحلو الذي عاد للتو من البحرين بعد ان اقام مجلس بن خميس هناك .. و السيد مضر خطيب فصيح و لبق في الكلام و الاسلوب ... كما ان الليلة لها وقع على قلوب المؤمنين فكان الاحتشاد يليق بهذه المناسبة ... و في انتظاري بدأ الفعاليات اخذت شجوني تستغرق في كلام لاحد السادة الخطباء الذي القى مجلس حسينيا ليلة البارحة في مركز الامام علي عليه السلام (التابع للسيد السيستاني و بوكالة مرتضى الكشميري) ... كان كلام السيد يصب في ان علينا التزام المرجعية و عدم الخروج عليها و على امرتها و كان التلميح واضحا على السيد مقتدى الصدر بانه قليل الخبرة و شباب و ما اليه ... و اترك للقارئ الكريم الرأي في هذا الكلام ...
و انا في شجوني و اذ باعلان من المايكروفون يقول بان السيد حسين الصدر يريد القاء كلمة!
علت همهمت الحضور و اندهش الناس بما فيهم الفقير الى الله محسوبكم .. فكما علمت ان للسيد حسين الصدر موقفا ليس بجيد من الاحتلال فقد نقل لي البعض ان السيد كان قد صرح و في التلفزيون انه ممنون جدا من الامريكان لتحريرهم العراق و انه طالب بان يحكم العراق العراقيين .. و هذا ما امتدحه عليه سيد يوسف الزلزلة في مقال له مبررا موقفه من الحرب ... النقل لم يوضح لي حقيقة السيد حسين الصدر و بدا التصريح متناقضا ... على ما اظن ... لان الاحتلال لا يرحب به من قبل من يريد الاستقلال!
لحظات و اذا بسيد يتخطى الحضور الى المنصة ... وحين استقر على كرسيه بدأ بكلمات ذكر الناس فيها باباء الحسين و شهادته ... ثم انطلق يتكلم عن الاحداث الجارية .. ندد بالاحتلال و استنكر افعالهم في رمي المتظاهرين سلميا بالنار و اشار الى انه لو كان الامريكان يريدون اذلال العراقيين فهيهااات منا الذلة ... قالها بصوت عال هز الجموع ... و قال ان الجماعة لم يبدؤوا القتال بل المحتل الذي بدأ و ان الله تعالى يقول "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" ... و كانت الكلمة بشكل غام تصب في دعم موقف التيار الصدري و السيد مقتدى الصدر ... و انهى السيد الصدر كلامه حين دخل موكب و بدؤوا يطبلون و ما اعرف ايش من هذه العادات الغريبة عن اجواء الحزن ... فكيف يكون الطبل و المزمار تعبيرا عن الحزن! ... ثم لماذا يحملون سيوف و يقولون حيداااااار ... دون ان يطبرون لان هذا مركز السيد الخامنه ئي ...
على اي حال كان كلام السيد حسين الصدر في ذاك اليوم رائعا و كان صوت الحق العالي في جموع المغتربين الذي على فيهم صوت الباطل تحزبا و تعصبا و غرورا ... بينما الخطباء الاخرين مع شديد الاسف اخذوا جانب فلسفي تارة و البعض اخذ يلوم التيار الصدري بطريقة غير مباشرة ...
و ليت سيد يوسف زلزلة يكتب مقال يمتدح فيه كلام السيد حسين الصدر الذي قاله باربعين الحسين عليه السلام في لندن !
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
صدق الله مولانا العلي العظيم
سورة الفرقان آية رقم 43
المفضلات