اعتقال مهندس اتصالات «القاعدة» أدى لكشف خطط مهاجمة نيويورك وواشنطن بشاحنات مفخخة

معلومات مفصلة عثر عليها مع أبي طلحة بينها أساليب الاتصال وتوزيع الرسائل بين شبكة القاعدة


كشف مسؤولون أميركيون أن اعتقال بعض العناصر المهمة في تنظيم «القاعدة» في باكستان اخيرا أدى إلى الحصول على معلومات محددة عن مخططات التنظيم التي تم على ضوئها رفع درجة التحذير في مواقع معينة من نيويورك وواشنطن. وقد شددت المراقبة الأمنية أمس حول المؤسسات المالية في واشنطن ونيويورك خوفا من اعتداءات محتملة. واعلن وزير الأمن الداخلي توم ريدج أمس على شبكة «سي ان ان»، «ان الاعمال مستمرة اليوم».

واضاف ريدج «آمل ان ارى الاسواق المالية تتقدم اليوم (أمس) وبهذه الطريقة سوف نرسل اشارة لبن لادن وفريقه». وقال ريدج ان هذه الاشارة تترجم بالشكل التالي: »انتم الارهابيون اذكياء ولكننا اذكى، انتم اقوياء ونحن اقوى، انتم مصممون ونحن اكثر تصميما». وقال «كان لدينا اقتصاد قوي قبل محاولتكم زعزعتنا عندما جلبتم الرعب والدماء في 11 سبتمبر (2001)، وسيكون لدينا اقتصاد اقوى عندما نكون قد احلناكم امام العدالة».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر امس عن مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم أن الباكستاني محمد نعيم نور خان المكنى «بأبي طلحة» والبالغ من العمر 25 عاما وهو مهندس كومبيوتر اعتقلته المخابرات الباكستانية في الثالث عشر من يوليو «تموز» الماضي وكان مسؤولا عن اتصالات تنظيم «القاعدة» عبر الرسائل الإلكترونية قد يكون المصدر الأول للمعلومات عن خطط «القاعدة» لشن هجمات انتحارية على مقري البنك الدولي وصندوق النقد في واشنطن ومؤسسات وول ستريت في نيويورك. واستبعدت المصادر أن يكون المعتقل التنزاني أحمد خلفان جيلاني هو مصدر تلك المعلومات المهمة. ووصف مسؤولون باكستانيون المعتقل خان بأنه يتحدث الانجليزية بلكنة بريطانية وقد أبلغ المحققين أنه زار الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى وكان ضمن آلاف الباكستانيين الذين تدربوا في معسكرات ابن لادن في عقد التسعينات.

وقال مسؤول استخباري بارز إن المعلومات التي تم الحصول عليها كانت مفصلة ومحددة بصورة لم يسبق له أن رأى مثلها طوال 24 عاما من حياته المهنية.

وأشار مسؤول آخر إلى أن المعلومات التي تم العثور عليها أخيرا فتحت نافذة مهمة لمعرفة أساليب الاتصالات وتوزيع الرسائل داخل شبكة "القاعدة"، وأنها تمثل كنزا مدفونا لا مثيل له. وقالت المصادر ذاتها لـ«نيويورك تايمز» إن الوثائق المشار إليها نقلت محتوياتها بصورة عاجلة من باكستان إلى واشنطن بعد ظهر يوم الجمعة الماضي وتطابقت مع معلومات سابقة حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية عقب القبض على عناصر تابعة للقاعدة في باكستان وأفغانستان و السعودية.

وتشير الأدلة الجديدة إلى أن تنظيم «القاعدة» كان يهتم منذ سنوات بجمع معلومات عن أسهل الطرق للوصول إلى المباني المستهدفة والأوقات التي يتجمع فيها أكبر عدد من البشر، كما بحث التنظيم إمكانية الاستيلاء على شاحنة لنقل وقود السيارات واستخدامها لتفجير أحد المباني لمضاعفة الأضرار علاوة إلى بحث أفضل السبل لتدمير المباني المستهدفة كليا وتسويتها بالأرض.

من جانبها قالت المصادر الباكستانية إن المعتقل خان أوضح للمحققين كيفية إيصال الرسائل من زعيم تنظيم «القاعدة» بن لادن وساعده الأيمن أيمن الظواهري من مخبأهما إلى أنصارهما في العالم. وقال خان إن بن لادن يعتمد على الرسائل المكتوبة أو المسجلة على أقراص مدمجة لإيصالها يدويا إلى أنصار له في شمال باكستان ومن ثم إلى خان في مدينة لاهور شرقي البلاد حيث يقوم بدوره بترميزها وبثها عبر الإنترنت أو توزيعها إلكترونيا. وأكد خان أثناء استجوابه أن العناوين الإلكترونية لأعضاء تنظيم "القاعدة" في العالم يتم تبديلها من آن إلى آخر ولا تستخدم إلا مرات معدودة كما أنه كان يقوم بمسح الرسائل من الكومبيوتر عقب إرسالها إلى الجهات المستهدفة تحريا للسرية.

كما أبلغ خان مستجوبيه أنه كان يتلقى من تنظيم «القاعدة» مائة وسبعين دولارا شهريا تكاليف إيجار منزله في لاهور إضافة إلى تسعين دولارا أخرى شهريا تكاليف المعيشة حيث أنه عاطل عن العمل. ولدى سؤاله عن مكان وجود بن لادن أجاب خان بأنه حتى كبار قادة «القاعدة» لا يعرفون مكان بن لادن أو الظواهري.

يذكر ان ان الحزب الجمهوري سيعقد في نيويورك مؤتمره من 30 اغسطس (آب) الى الثاني من سبتمبر ايلول يحضره الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني.واوضح توم ريدج وزير الأمن الداخلي الاميركي ان الحكومة رفعت مستوى التاهب الى «مرتفع جدا» (برتقالي) فيما بقيت حالة التاهب في سائر انحاء الولايات المتحدة على مستوى «مرتفع» (اصفر).