بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أتمنى للجميع أن يكونوا بصحة و عافية .. و أن يوفقهم الله بما يحب و يرضى .. أشارك في هذه السلسلة في عدد من المنتديات .. و أحببت أن أضيف منتداكم إلى تلك المنتديات . لتعم الفائدة .. فأرجو من الله أن أكون أخاً و صديقاً خفيفاً عليكم .

مع ملاحظة : لا شك باننا في هذا العصر مبتلين بالعديد من الفتن و الصراعات .. و هذا الشيء معروف و لا يحتاج مني إلى توضيح .. و لذلك أحب أن أنوه بأني أحياناً أنقل فقرات من بعض الكتب ، و التي لا يتفق فكر أحدكم معه .

فأرجو عدم اعتبار ذلك استفزاز أو تصغير أو تحقير لأحد .. و كل المسألة بأني أقرأ للجميع .. و أحترم الجميع .. و أنقل ما أراه مفيداً .

و أود هذا اليوم عرض ما كتبه سماحة العلامة الشيخ الشهيد مرتضى مطهري في كتابه : الملحمة الحسينية ص 555 .. عن الخدمة العظيمة التي يقدمها الشهداء لمجتمعاتهم :

إن كل الذين قدموا الخدمات للبشرية لهم حق عليها ، سواء أكانوا من أهل الصناعة ، أو الفن ، أو أخل الاكتشاف و الاختراع ، أو الحكمة و الفلسفة ، أو الأدب و الأخلاق ، أو أهل أي شيء كان . لكنهم جميعاً لا يصلون إلى مستوى شهداء طريق الحق . و لهذا أيضاً ترى أن رد فعل البشرية ، و تعاطفها مع أولئك الشهداء ، أكثر من تعاطفها مع أية جهة أخرى ، ذلك أن العدل و الحرية بالنسبة لمحيط المجتمع البشري ، و الروح الإنسانية ، بمثابة الهواء المطلوب للرئتين ، و الذي لا يمكن للحياة أن تستمر بدونه .
يقول رسولنا الكريم محمد (ص) : ( الملك يبقى مع الكفر ، و لا يبقى مع الظلم ) .
إن المجتمع مدين للعالم بعلمه ، و للمكتشف باكتشافاته ، و للمعلم أو المربي بتوجيهاته الأخلاقية ، و للحكيم بحكمته ، و للفيلسوف بفلسفته ، و كل هؤلاء مدينون للشهداء بأعمالهم ، بينما لا يدين الشهداء لأحد من الناس .
فالشهداء هم الذين كانوا السبب في خلق أجواء الحرية للآخرين حتى يتمكنوا من إظهار نبوغهم ، و إبراز تفوقهم .
و الشهداء في الحقيقة هم الشمعة التي تحترق من أجل إضاءة محفل البشرية .