أقول والحمد لله ها أنتم تقرون بأنكم تعرفون السيد وقد كان في الحوزة ، ولم يكن في الهند يتعلم السحر بأمر من صدام ، أخزاكم الله من كاذبين لا تتورعون .
أما عن قراءة القبانجي لكتب الدعوة فلا دليل عليه لأن أكثر ما يظنها إشكالات جوابها موجود في كتب الدعوة ، فليقرأ الكتب جيداً إن كان قد قرأها أصلاً . وأما استهزاؤه بالرؤيا فهو استهزاء بالغيب وبملكوت الله ، وليعلم أن بعض الأنبياء كانت كل نبواتهم رؤى ، أ بآيات الله يستهزأ القبانجي ، ولا يهزأ بالدستور الذي وضعته لهم أمريكا ؟
ويقول : ((
1- دعوة الناس للارتباط به فقط وقطع الارتباط من كل الفقهاء الآخرين لأنهم منحرفون فسقة خونة، نحن نقول لو كانت المسألة فيزيائية، أو كيميائية ممكن يقول قائل ماذا تفعلون بالأشخاص وخذوا فكراً، لا بل لو كانت القضية فكراً ليست مشكلة وقد وزعوا كتباً ورأيناها وغير ممنوعة، بل القضية الارتباط بشخص يقول أنا إمام وواجب الطاعة وجميع من لا يطيعني يدخل جهنم إذن الارتباط بك ليست مسألة ارتباط بنظرية وتقول أتبعوا هذه النظرية الفلسفية كي نعرف هذا الفيلسوف أو لا نعرفه، بل هنا مسألة ميدانية قيادية تقول محورها الارتباط به وقطع العلاقة مع جميع الفقهاء في الإسلام السنة والشيعة بل والقول ان أولئك خونة وفسقة وعلماء سوء وعلماء شيطان .
أقول مر جوابه فيما تقدم ، أما قوله إن الفقهاء ( أي فقهاء آخر الزمان ) فسقة وخونة فهذا هو قول رسول الله فيهم ، والواقع يشهد عليه ، وحري بك أن تراجع أحاديث أهل البيت بهذا الشأن قبل أن تتنطع بكلمات لا تؤمن بها أكيداً . ويقول : (( هذه المقولة جميع الكتب التي لديهم لا تحارب شيئاً لا يهودية ولا نصرانية ولا صدام ولا أمريكا بمقدار ما تركز على قضية العلماء ان الخطر من هؤلاء الكل بدون استثناء، وفي بعض النصوص يقول العلماء الغير عاملين وفي البعض يقول الكل)) .
أقول أولاً نحن لم نأتي لحرب أحد ولذلك كانت دعوتنا على الدوام تقوم على الدليل والحجة ، وكان تركيزنا على الشيعة لأن المشتركات بيننا أكثر ، على الرغم من إننا لا نهمل الديانات والمذاهب المختلفة فدعوة الإمام المهدي (ع) دعوة عالمية ، أما فضحنا لفقهاء السوء فلأنهم – كما تفعل الآن – استخفوا الناس وأخرجوهم من دين الحق باتباعهم الدجال الأكبر ، فلأجل دين الناس نحاول فضح من يغش الناس . أما قولك إننا لم نحارب أمريكا فنحن وحدنا لم نرتض دين أمريكا ، بينما فقهاء السوء الخونة مثلك ومثل أسيادك السيستاني والحكيم (لعنهما الله ) قد وضعوا أيديهما بيد بوش وبريمر ، وارتضوا دين الديمقراطية الجديد . أما صدام فالسيد أحمد هو الوحيد الذي انتفض على تنجيسه للقرآن بدمه بينما لاذ الخونة الجبناء من فقهاء السوء بالصمت المخجل وارتضوا الذل والمهانة كما هي عادتهم ، قبحك الله أ نحن من لم يحارب صدام أم سيستانيكم الجبان ؟
ويقول : (( والمقولة الثانية: ضلال الشيعة وعموم المسلمين، وان كلهم من أهل جهنم إلا مجموعة ارتبطت به فقط يقول: إلا تعتقدون ان الإمام هو الصراط المستقيم وان من لا يطيعه يدخل جهنم صحيح يقول إذن كل الشيعة يدخلون جهنم، لماذا لأنه هو الإمام ولا نطيعه، ولكن أثبت لنا إنك الإمام كي نعرفك وهو يستشهد عن ذلك بآيات وروايات وهي عامة ولكنه يطبقها على نفسه وهي نازلة في رسول الله(ص) أو الإمام علي(ع)، وفي كتابه(أنصار المهدي العدد 43 صفحة15) ان الناس بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة استحقوا النار فارقوا منهج أهل البيت(ع)، ثم يقول فمعشر الشيعة سوف يمحصوا بإمام زمانهم-ويقصد نفسه- ويفارقوا المسير ويستبدلوا بقوم آخرين )) .
وجوابه إن السيد أحمد يقول إن الإمام هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) وإنه مرسل منه ومن ينكر الرسول ينكر المرسل حتماً ، والمنكر للإمام خارج من رحمة الله بالتأكيد ويستحق جهنم وبئس المصير هذا هو ديننا أما دين السيستاني والحكيم وأمريكا فلا شأن لنا به . وأنت لو كنت تملك ذرة من التقوى لاستعرضت أدلتنا على مستمعيك عسى أن يميزوا الناقة من الجمل .
ويقول : (( المقولة الثالثة: وكذلك بطلان وكفر العملية الانتخابية في نظرهم والتي قادتها المرجعية الدينية والشعب العراقي وان هذا هو الضلال بعينه وممكن ان نقول ان هذا خطأ ونناقشه سياسياً، ولكنه يقول إنها عملية ضالة وليست من منهج أهل البيت(ع) وان هذا خلاف القرآن الكريم وهو منهج مذاهب أخرى وليس منهجنا وهو يقول إن المنهج هو حاكمية الله على الأرض، وكيف نرتبط بالله يقول ارتبطوا بي أنا رسول رسول الله ، وهذا يعني نصب الناس وهذا خلاف منهج أهل البيت(ع) وان الانتخابات طريقة غربية. والجواب على ذلك قد الإنسان البسيط يقول هذا كلام صحيح حاكمية الله وهؤلاء حاكمية الناس يا أخوة نحن حينما دعونا إلى انتخابات أيضاً دعونا إلى حاكمية الله والقرآن والسنة والذي ننتخبه هو عضو برلمان ولم ننتخب إماماً معصوما ولا حجة الله على الأرض، وانتخبنا مجلس محافظة نقول له عمر لنا المدينة فقط كما تنتخب أنت مقاول من المقاولين هل هذا ضلال عن دين الله تعالى ثم أنت تقول ان هؤلاء المراجع هم دعوا إلى هذا السلك الشيطاني، وأنت في كتابك تقدر الإمام الخميني وتعتبره مرجع عامل وإيران أول دولة إسلامية في الانتخابات ولديهم ثمانية انتخابات رئاسة جمهورية ولديهم مئات الانتخابات لمجالس البلدية وأربع انتخابات لمجلس الخبراء، وأنت تعتقد بالإمام الخميني فهل سار هو على منهج السنة والإمام الخميني لم يدع إلى انتخاب إمام بل رئيس جمهورية وأعضاء برلمان، هذا خلط وضحك على الناس، نحن نعتقد ان الإمام بالنص وليس بالانتخابات ولا نعتقد ان الوزير بالنص ولا عندما ننتخب إننا ننتخب معصوما )) .
هذا الكلام فيه الكثير من المغالطة والتضليل ، فالإنتخابات تعني تحكيم آراء الناس وهي بخلاف حاكمية الله وحاكمية الله تعني الإرتباط بمن نصبه الله ، أي الأوصياء المنصوص عليهم والسيد أحمد الحسن منصوص عليه في وصية رسول الله (ص) فإذا أردت مناقشة قضيته عليك قبول وصية رسول الله ، أو رفضها كما فعل عمر لعنه الله لا أن تنشر الأكاذيب فمتى قال السيد أحمد (ع) إنه رسول رسول الله ؟
أما قولك إنكم دعوتم الى حاكمية الله فهو قول يضحك الثكلى فهل دعوتم الى الإمام المهدي وهل دعوتم الى تطبيق القرآن وشريعة سيد المرسلين أم اخترتم دستورأ أمريكاً يؤمن بمبادئ الليبرالية والعلمانية ؟ والله لا أدري أيها الناس حتى متى يستحمركم أمثال هذا المفتري ؟
قال رسول الله (ص) محذراً من الإنتخابات التي دعاكم لها السيستاني وأضرابه من فقهاء السوء الخونة : (( الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى ، فسئل عنهما فقال : أما الشورى الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب حق أخي وابن عمي ... وأما الشورى الصغرى فتنعقد في مدينة الزوراء في الغيبة الكبرى لتغيير سنتي وتبديل أحكامي )) [مئتان وخمسون علامة : للطبطبائي ] وهاهم فقهاء السوء قد عقدوا شورى الزوراء وبدلوا أحكام الله ورسوله ، بينما يقول هذا المعتوه إنهم دعوا الى حاكمية الله . أما الوزراء وغيرهم فينصبهم الحاكم ، ثم إنهم قد انتخبوا الحاكم والرئيس وليس الوزير والمحتفظ كما يكذب جهاراً نهاراً .
أما قوله : (( وأنت تعتقد بالإمام الخميني )) فهذا الكلام غامض والسيد (ع) يقول عن الخميني والصدرين إنهم لديهم شئ من الحق فقط ، فليس كل ما يصدر عنهم صحيحاً .
ويقول : (( أما المنهج الطريف الذي يستدل به هؤلاء يقول أيها الناس أن جميع ما تستدلون به على ولاية علي(ع) هو يدل عليّ!! كيف يقول القرآن الناطق تحاججوا به يدل علي، يقول في أحد كتبه قوله تعالى : (( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ))171(( إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ))172(( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)) كيف ان المقصود بها هو أحمد الحسن يقول أحسب احمد الحسن ستجده يساوي ((وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)) وكلاهما يساوي رقم(40) بحساب الجمل والأرقام إذن جندنا الغالبون هم احمد الحسن أي ان نصر الله ونصر الإمام المهدي لا يتحقق إلا بمجيء هذا الشخص إلى العالم الجسماني...ألخ
ويقول كذلك في الآية الثانية (( أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ)) يقول أنه أنا كيف؟ يقول إلا تقرأوا القرآن فأنه يدل علي، كيف تدل عليك مجرد آية قرآنية يقول فمن هو هذا الرسول الذي يرسل بين يدي العذاب؟ ثم يقول إلا ترون هذا العذاب القتال والفيضانات والزلازل والحروب هذا عذاب والقرآن يقول عذاب بلا رسول لا يحدث إذن أنا الرسول لأن العذاب ينزل بسبب تكذيب الناس لهذا الرسول وكلمة رسول مبين لم تأت في القرآن إلا مرة واحدة وأحسب أحمد الحسن ستجده رسول مبين بحساب الأرقام والجمل فتبين لك ان أحمد الحسن هو الرسول المبين المذكور في سورة الدخان.
وهكذا فهو يستدل بأدلة كنت أرفع نفسي عن قراءتها مثلا يقول علاماتي الشخصية الواردة في الروايات والعلامات المحددة للشخصية من جملة تلك العلامات ان الإمام المهدي يناقش بالقرآن وأنا أناقش بالقرآن والعلامة الأخرى ان اليماني يخرج من البصرة وأنا بصراوي وهكذا يذكر خمسة علامات لليماني، ويستعرض بعد ذلك(11) دليل ومنها يقول الرؤى التي أراها في المنام وفلان امرأة رأت فلان عالم هكذا قال لها والثالث إنني أشعر ان عندي علوم لا توجد عند غيري وغيرها الكثير وقس على هذا، فهل تريد ان تربط جمهور الأمة بك بهذه الإدعاءات والرؤى والمنامات وعدم معرفة الشخصية والناس اليوم غير مستعدين ان يتعاملوا مع طبيب وهم لا يعرفوه أو مقاول، ونحن على ثقة بأن أمتنا تملك وضوحا كافيا وأهل البيت أعطونا منهجاً في الأرتباط بعلمائنا وفقهاءاً (من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعاً لأمر مولاه) هذا الذي نرتبط به فللعوام ان يقلدوه والحمد لله هذه زوبعة انتهت وهي بالمجمل بخيرنا إنشاء الله ولابد من ظهور هذه الفقاعات اليوم يوم انتصار أهل البيت وشيعة العراق استغفر الله ربي وأتوب إليه )) .
أقول السيد أحمد (ع) يقول دائماً هناك قانون عام يُعرف به حجة الله في كل زمان وهذا القانون بينته روايات أهل البيت (ع) ، وقد وضعناه للقارئ في مقدمة هذا الرد ، وبهذا القانون يُعرف رسول الله (ص) ويُعرف علي (ع) وبه أيضاً حاولوا معرفة وصي ورسول الإمام المهدي ، هذا ما يقوله وقد أنصفكم تماماً فلماذا هذا الإفتراء عليه وتوزيع النكات السمجة ، أما الأدلة التي عرضها السيد أحمد (ع) فكانت الموضوعية تقتضي من القبانجي أن يستعرضها كما هي دون تحريف ، ولكن أنى له ذلك وهو المرتزق المعتاش على أموال الخمس المسروقة . أما فقهاؤكم فمن منهم صائناً لنفسه مطيعاً لأمر مولاه ؟ بل كلهم خونة بالدليل الشرعي والواقعي ، ثم إن الفقيه الورع أيضاً تنتفي زعامته - أنتم جعلتوها زعامة – عند حضور النائب الخاص فكيف إذا حضر القائم نفسه ؟ أما حديثك عن الفقاعات فكأنك تتحدث عن نفسك وعن أسيادك ( موعدهم الصبح أ ليس الصبح بقريب ) .
رد على المقال الحادي عشر
يقول صاحب المقال : (( رغم وجود افراد و مسارات منحرفة وخطوط تدعو إلى الانحراف من بداية المسيرة الإسلامية في طريق هداية البشرية جمعاء إلى صراط الله المستقيم إلا أن خط الهداية النير والواضح شق هذه الظلمة وبددها على طول الخط فملاحظة سريعة لمجريات الاحداث سواء ما كان في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو في زمن الأئمة (عليهم السلام) يجد المتتبع أن هناك خطوطاً تخرج لتحرف الامة عن مسارها بين الفينة والاخرى وهذه الخطوط الانحرافية تتقمص عادة لباس الدين وتتدرع بهدف حماية الدين والحفاظ عليه بل اننا نجد في بعض الاحيان أن هؤلاء الذين يمثلون النموذج الانحرافي هم أصحاب مكانة علمية مرموقة كأحد ابن هلال العبرتائي أو الشلمغاني أو غيرهم ممن شهدت لهم المسيرة التاريخية بالانحراف حتى مع كونهم أصحاب مرتبة علمية كبيرة، وهذا ليس بمستغرب على من يعيش الاجواء القرآنية التي تعكس لنا صوراً من انحراف أشخاصٍ كانت لديهم آيات الله كما عبر القرآن الكريم عن ابن باعورا بقوله تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) فان هذا النموذج الانحرافي الذي شهد له القرآن بانه كان ممن أوتي آيات الله أيام استقامته إلا انه انسلخ من هذه الآيات وكان من الغاوين، وذلك لأنه اتبع هواه فصار مثله كمثل الكلب )) أقول هذه نصيحة جيدة لمقلدي فقهاء آخر الزمان فاعرضوا تصرفات وسلوك مراجعكم على القرآن وحديث أهل البيت (ع) لتكتشفوا إنحرافاتهم الخطيرة .
ويقول : (( إلا اننا نريد أن نؤكد أنه على الرغم من وجود فئات منحرفة على طول خط الهداية سواء كانت هذه الفئات التي تمثل هذا الخط المنحرف تتشكل بأفراد أو جماعات إلا أن خط الاستقامة وخط الهداية والنور بيّن وواضح، لذلك نجد أن وجدان الانسان بشكل عام يتجه صوب هذا الطريق المستقيم ويكون طالباً له ويرغب في أن يكون سالكاً ويرغب أن يكون ممن يسلكه إلا أن المنافع والمصالح الآنية التي بتوهمه أنها أهم تدعوه إلى الانحراف والانحياد عن طريق الهداية، هذا ما تؤكده وجدانيات الانسان بشكل عام، ولنا في قول الله تعالى: ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)) شاهد على أن المعتقدات الحقة التي تمثل ركائز طريق الهداية والاستقامة حتى وإن استيقن بها الانسان إلا أنه في بعض الاحيان يجحد بها ويكون ظالماً لنفسه بسبب هذا الجحود وخروجه عن طريق الهداية إلى طريق الانحراف وأكدت جملة من الروايات التي رويت عن أهل البيت (عليهم السلام) هذا المعنى فمما جاء في كتاب الكافي للشيخ الكليني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والتنويه أما والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات, قتل, هلك, بأي وادٍ سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه، ولترفع اثنتا عشرة رايةً مشتبهةً, لا يدرى أي من أي, قال: فبكيت ثم قلت: فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس قلت: نعم, فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
هذا الحديث الذي يجسد لنا الواقع الذي نعيشه في أيامنا المعاصرة يؤكد على أنه رغم وجود رايات كثيرة مشتبهةً ومتشابه وكل هذه الرايات رايات ضلال وانحراف وتمثل طريق الظلام إلا ان هناك راية واحدة مستقيمة تمثل خط الهداية والوضوح، وهذه الراية في ضمن هذا المعترك والتشابه حالها أبين من الشمس، فكيف مع هذا الوضوح الذي يفوق وضوح الشمس وبيانها يدعى أن أمر أهل البيت (عليهم السلام) امراً خافياً وأمراً ضبابياً وغير واضح المعالم مع ان رواياتهم عليهم السلام تؤكد وضوحه بل إنه أوضح من الشمس كما في النص )) .
ونحن نشاركه هذا القول ونضيف على الناس فقط أن يعرفوا صاحب راية الحق من خلال دليله الشرعي ، وهذه دعوة نوجهها للجميع للإطلاع على اصدارات أنصار الإمام المهدي (ع) لمعرفة حجتهم ودليلهم وعدم الإكتفاء بسماعها من المغرضين .
ويقول : (( اذن رغم وجود خطوط وتيارات وجهات تدعو الى الانحراف على مر الازمنة إلا أن خط الاستقامة وطريق الهداية طريق الصراط المستقيم طريق واضح بيّن وبيانه أبين من الشمس, لذلك عندما نقول إن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عندما يظهر يكون ظهوره مقروناً بالحجة البالغة والمحجة الواضحة والأدلة الظاهرة محفوفاً بعناية الله سبحانه وتعالى مؤيداً بنصره حتى يكون أمره غير خاف على مؤمن وحتى تكون حجته واضحةً لا يضل معها طالب للحق عن سبيله, فان قولنا هذا لم يأتِ عن فراغ ولم يأتِ لحسابات شخصية، وإنما جاء عن وضوح شكلته جملة من الأدلة التي شكلتها روايات أهل البيت عليهم السلام فلا يتصور البعض إننا ندعي دعاوى عارية عن الدليل والصحة، لذلك فمن استعجل في أمر الإمام المهدي فلا يضلّن إلا نفسه لان الله سبحانه وتعالى لا يعجل بعجلة عباده كما أكدت هذا المعنى نصوص وردت عن أهل البيت عليهم السلام.
فالنتيجة التي نتوخاها مما تقدم من حديث أن لا نستكثر ولا نتهيب وجود أشخاص ينحرفون عن مسير الهداية والاستقامة لان هذه سنة قد جرت في الامم التي سبقتنا بل فيمن هم على ملتنا من اسلافنا الذين سبقونا وقد أكد القرآن الكريم وتبعاً له ما روي عن أهل البيت عليهم السلام ان الكثير من الناس سينقلبون على أعقابهم وسيتبعون سنن المنحرفين إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه، فخط الاستقامة والهداية شاخص واضح بين على طول الخط، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في أن حجة الله سبحانه وتعالى بالغة على عباده وانه تعالى يقطع حجة من يدعي التباس الامر عليه لانه كما ذكرنا طريق الهداية والاستقامة والصراط المستقيم طريق واضح بين بل هو اوضح من الشمس )) . وهذا الكلام لا بأس به على الجملة شرط أن يحذر القارئ مما فيه من إيحاء باطن بترك البحث وإنتظار ما تجود به أفواه الفقهاء التي لم تألف النطق ، بل لا بد من البحث في أدلة الدعوات لتمييز الحق من الباطل ، فقد ورد عنهم (ع) : إن أمرنا بغتة .
تابع تكملة الموضوع
رد على المقال الثاني عشر
يقول صاحب المقال : (( قيام الضرورة عند الطائفة الحقة على انقطاع النيابة والسفارة والتمثيل في نقل الاحكام الشرعية عن الإمام المهدي مباشرة إلى الناس مما لاشك فيه, وهذه الضرورة تصاغ في كثير من الاحيان كدليل مستقل على انقطاع النيابة وتصاغ في احيان اخرى كشاهد يقوي الادلة التي ذكرت في مقام الاستدلال على انقطاع النيابة ومنها توقيع السمري .
فالتفصيل في ذكر أن للإمام المهدي عليه السلام غيبتين يستدعي أن تكون هناك خصوصية, وليست هي إلا انعدام التمثيل المباشر عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف)) .
وجوابه :
ومن الادلة الاخرى التي تصاغ على لسان العلماء في إبطال ادعاء النيابة الخاصة عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف عدم انعكاس (فيما لو كانت النيابة الخاصة في الغيبة الكبرى ممكنة) ذلك إلينا بأدلة عن أهل البيت عليهم السلام وهو بحد ذاته يشكل دليلاً على انقطاع النيابة والسفارة الخاصة عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ونحن سوف نحاول في جولات لاحقة أن نسلط الضوء ونتحدث في الادلة التي ذكرت سواءً على لسان روايات اهل البيت عليهم السلام مباشرةً أو على لسان العلماء فيما استفادوه من سيرة اهل البيت وألسنة رواياتهم عليهم السلام.
إلا إننا وفي هذا القول نريد أن نتحدث عن دليل الضرورة القائم على انقطاع النيابة عن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وهذا الدليل له صياغات متعددة ونحاول أن نصيغ هذا الدليل بصياغة تتناسب واذواق جمهور الشيعة حتى نستفيد من هذا الدليل في دحض دعوى من يدعي الارتباط المباشر بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من ثم التمثيل عنه للناس.
لابد لنا أن نذكر ابتداءً أن فقهائنا المتقدمين قد كفروا من ادعى السفارة والنيابة الخاصة كما ذكر ذلك الشيخ الطوسي حاكياً فتوى بن قولويه في صفحة 421 تحت الرقم 385 وهذا نص ابن قولويه صاحب كتاب كامل الزيارات المتوفى سنة 368 هـ اخذنا منه محل الشاهد (قال: لان عندنا إن كل من ادعى الامر بعد السمري رحمه الله فهو كافر منمس ضال مضل) وينبغي الاشارة هنا إلى ان الكفر المراد به في كلام بن قولويه رحمه الله هو المقابل للإيمان لا المقابل للاسلام لدخوله في مطويات بحث الإمامة.
نعود إلى تقرير دليل الضرورة القائم عند الطائفة الحقة على انقطاع النيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
إن اتفاق الفقهاء المأمونين على الدين يشكل بحد ذاته وضوحاً على موضوع الاتفاق وهو انقطاع النيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فان هؤلاء الفقهاء سواء من كان منهم عاصر اواخر الغيبة الصغرى أو من كان في بدايات الغيبة الكبرى والذين لا نشك في تدينهم بل ان اغلب ما ورد الينا عن اهل البيت عليهم السلام هو عن طريق مجموعة محدودة من هؤلاء الفقهاء فالتشكيك في وثاقة هؤلاء ينعكس سلباً على موروثنا الديني وهذا مما لا يمكن التمسك به فضلاً عن أن وثاقتهم وتدينهم وعدالتهم وتورعهم قد وصل الينا على مستويات عدة سواء منها ما كان على نحو التوثيق في كتب التراجم أو ما كان منها على نحو الوضوح الذي يعد بحد ذاته دليلاً على موضوع بل ان دليليته تشكل عنصراً أوسع من أي دليل آخر يقام على اثبات الموضوع وهو توثيق هؤلاء الثلة من العلماء والذين نقصد بهم من عاصروا أواخر الغيبة الصغرى ومن كانوا في أوائل وبدايات الغيبة الكبرى.
إن اتفاق هؤلاء العلماء وانعكاس هذا الاتفاق سواءً على مستوى الفتوى أو على مستوى تقرير من أفتى, اتفاقهم على انقطاع الغيبة الصغرى وذلك بانقطاع النيابة الخاصة والتمثيل المباشر للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يشكل وضوحاً على بطلان من يدعي السفارة والنيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فضلاً عن من يدعي اطاراً اوسع من ذلك.
ويمكن ان نقرب هذا الدليل بصياغات اخرى كما اشرنا ولنأخذ تقريباً من هذه التقريبات.
فانه ينبغي منا ان نسأل ممن يدعي التمثيل المباشر والنيابة الخاصة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فنقول:
.
المفضلات