بقلم سيد احمد العباسي ( نقلاً عن شبكة العراق الثقافية )

اخواني اخواتي يشهد الله ورسوله وانا اكتب لكم تترقرق الدموع في عيني من شدة الحزن وألألم من كثرة المصائب التي تحل علينا بين يوم واخر . لقد ضاق صدرنا وكثر بلائنا وانحبست صرخاتنا وزادت اهاتنا ونحن نكتب ونحن نشجب ونستنكر على مايحدث في ارض الوطن . ولكن اناشدكم بالله كونوا موضوعيين يامن تعارضون الحقيقة والشمس لايغطيها الغربال . لقد قلت مرار ان اهلنا واخوتنا من التيار الصدري عمود العراق وسنده وهيبته وله مكانة في قلوبنا جميعا وقد تعلمنا من سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وأله وسلم وال بيته عليهم السلام ان لانكره وان نحب . ونرجع الى حديث النبي (ص) واله وسلم : المسلمون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . ونحن كشيعة يجب ان نتوحد لاان تفرقنا الآراء وألأهواء والمصالح السياسية والنزعات ألأنانية . الحملة التي تجري الان في البصرة ليس القصد منها ألأساءة الى التيار الصدري ولاالنيل منه كما يعتقد البعض . هناك عصابات خارجة عن السيطرة وغير منضبطة التي تقتل ألأطباء والنساء وتسرق اموال الناس وتهرب النفط وتبيع المخدرات وألأسلحة ماعلاقتها بجيش المهدي اخواني . هناك خلط بالمفاهيم والموضوع برمته من ألأساس . وهذه العصابات هي المستهدفة وقد اخذت من جيش المهدي غطاء شرعيا لها وسيد مقتدى منها براء وقد اعلن ذلك عدة مرات . ولو كانت اي حكومة غير حكومة المالكي كانت ستعالج الموقف بنفس الطريقة اذا مو أكثر . هؤلاء المارقين عاثوا فسادا في البصرة وقانون الدولة لايسمح لكل من هب ودب ان يرفع السلاح في وجه الحكومة . اكرر الموضوع حصرا على العصابات المسلحة وليس جيش المهدي وهذا معروف للجميع ولااعرف البعض كيف يغير الكلم عن موضعه ومن يغير الكلم عن موضعه مسؤولا امام الله سبحانه وتعالى يوم الحساب ويوم ينادي المنادي . ليكن مثالنا وقدوتنا بالكلام سيد الموحدين وامام المتقين . نستلهم منه العبر والحكم وان لانأكل بعضنا بعضا . كفانا دماء . وكفانا نزاع وان اختلفت ألأهواء والاراء . يجب ان نضع يدنا بيد البعض الآخر ونأخذ مركب العراق الى شاطي الأطمئنان وبر الأمان ونزع فتيل هذه الشدة وألأزمة . اكتب وفي قلبي لوعة وفي صدري حسرة . مهما اختلفنا فنحن اخوة واحبة ويجمعنا مذهب واحد ونشترك كلنا في حب العراق ولكنني اقول الى بعض الذين كانوا بالأمس يذمون التيار الصدري واليوم يمجدون به !! سبحان الله ماهذا التغيير ؟ وماحدا مما بدا كما يقال . البارحة شيء واليوم شيء اخر . اليس هذا تناقضا ؟ اليست هذه مفارقة ومخالفة لقانون الله وكتابه الحكيم ورسوله ألأمين ؟
اذن البعض من هؤلاء يشعل فتيل الحرب الأهلية . ولاادري كيف يضعون عمة رسول الله فوق رؤوسهم . من يؤجج بلهجة تصعيدية على القيام بمظاهرات مبطنة وظاهرها مسلح ماذا سيقول لربه يوم الحساب ولاادري كيف سيبرر ذلك للأمة ولاادري ماذا تخفي وماذا تعني في معانيها . ومن المسؤول عن اراقة دماء الشيعة اليوم في الجنوب ؟ من يتحمل وزر هذه الأعمال الوحشية ؟ كائن من كان . كل قطرة دماء سقطت على ارض العراق اغلى من المصالح الخاصة والفئويات وألأطماع والأنانيات .
اليس من ألأجدر على الشيخ المالكي او غيره ان يكون من اهل الحل والعقد وان يكون حلا وسطا ويهديء من روع الأمة بدول وضعها في اتون حرب اهلية نحن في غنى عنها . يافرحة الضاري اليوم وعلاوي والدليمي والكبيسي وصالح المطلك وغيرهم فينا . لماذا هذا التصعيد ؟
العراق اليوم يجلس على بركان من نار . ولاادري ماذا جنى شيخ المالكي من وراء هذه العملية وهذا التسجيل الذي استفادت منه الشر قية تجاريا وخسر هو سمعته منه .
من يقف خلف هؤلاء ؟ الخالصي والمؤيد وفاضل المالكي ؟ وغيرهم الكثير .
ماهي المصلحة من حرق الأوراق وخلطها وصب الزيت على النار ؟
الاتوجد حرمة للدماء التي تراق على ارض العراق ؟
اين هؤلاء الذين يطبلون في الفضائيات من حرمة هدر الدم العراق حين اجتمع نحو 400 من العلماء والمفكرين والشخصيات الاسلامية على تشديد حرمة الدم العراقي والتاكيد على وحدة العراق ونبذ الطائفية ومطالبة المؤسسات الاسلامية، ومراكز الافتاء في العالمين العربي والاسلامي ببيان حرمة العمليات الارهابية بكافة اشكالها التي تطول المدنيين ودعم العملية السياسية ومشروع المصالحة الوطنية . والذي طالب فيه العلماء بتحقيق وحدة مستقلة من السنة والشيعة للاصلاح في مختلف المجالات، مؤكدين ضرورة ان يصدر علماء العراق بجميع قومياتهم وانتماءاتهم فتاوى بتحريم قتل الانسان في العراق، واهمية محاربة الاعلام المدمر للامة ومحاربة التمزق والتشرذم .
هذا الأستهتار بالدم العراقي الى متى ؟ وهذا الأستخفاف بالاخرين وبكل القيم التي اوصانا الله بها تعالى ورسوله الكريم . كل هذا يجري بأسم الدين وبأسم التشيع وبأسم المقاومة التي تقتل ابناء العراق من شيب وشباب ونساء واطفال بعمر الزهور . من من هؤلاء الذين يتشدقون على ابناء العراق بأشكال التصريحات والبيانات ويدعون بأنهم رجال سياسية ورجال دين وينصبون انفسهم الحاكم القادر وألأب الروحي لأبناء العراق لكي يحقرقوه بتصريحاتهم ويحركوه كما يشاؤون بغير وجه حق . فأين احترام دم ألأنسان وحرمته وعصمته ؟ واين شرائع الله ومفاهيم الدين والقران في جمع كلمة المسلمين ؟
الايعلمون كلام رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم : لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم .
لكم مني جزيل الشكر وألأحترام .
تقبل تحياتي .
ودمتم بخير .