بقي أن نقول بأنه إذا كانت كنية علي إبن أبي طالب هي "أبو تراب"، فإن الحسن والحسين قد أعطوا أباهما كنية أخرى، وهي "إبن الفاجرة"، إذ أن عائشة هي أم المؤمنين بأمر من الله، وعلي إبن أبي طالب هو أمير المؤمنين، فهي أمه أيضا، وحيث أن آل البيت قد قالوا بأن عائشة "فاجرة"، فإن كنية علي إبن أبي طالب تكون "إبن الفاجرة".
خسئت أيها السلفي الناصبي.
فهذه آراء العلماء من الطرفين في معنى أمهات المؤمنين ..... فلاتكرر أيها الببغاء السلفية الغبية:
قال الله تعالى { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } سورة الأحزاب – 6 .
عبّر القرآن الكريم عن أزواج النبي بأنهن أمهات المؤمنين .
فهل معنى ذلك أنها أم حقيقية للمؤمنين و يجوز النظر إليها بدون حجاب مثلاً كما ينظر المؤمن إلى أمه ؟.
و هل بنات أزواج النبي يعتبرن أخوات المؤمنين ؟ .
و هل أخوة أزواج النبي أخوال المؤمنين ؟ .
**************************************
اختلف العلماء في معنى أمهات المؤمنين إلى رأيين :
الرأي الأول : المقصود هو أنه يحرم الزواج بهن كما يحرم الزواج بالأم .
قال الله تعالى {..... وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} سورة الأحزاب – 53 .
الرأي الثاني : المقصود هو الاحترام و التعظيم و الإجلال .
**************************************
- المبسوط - الشيخ الطوسي ج 4 ص 158 :
أزواج النبي صلى الله عليه وآله أمهات في معنى العقد عليهن ، وليس أمهات حتى تحرم بناتهن وأمهاتهن لأنهن ليست بأمهات على الحقيقة نسبا أو رضاعاً فيكون بناتهن أخوات ، وأمهاتهن جدات
**************************************
- بلغة الفقيه - السيد محمد بحرالعلوم ج 3 ص 206 :
تنبيه : اعلم أن للام إطلاقات ثلاثة :
1- أمهات النسب .
2- وأمهات الرضاع .
3- وأمهات التبجيل والعظمة ، وهن زوجات النبي صلى الله عليه وآله .
**************************************
- كتاب الأم - الامام الشافعي ج 5 ص 151 :
( قال الشافعي ) رحمه الله وقوله ( وأزواجه أمهاتهم ) مثل ما وصفت من اتساع لسان العرب وأن الكلمة الواحدة تجمع معاني مختلفة ومما وصفت من أن الله أحكم كثيرا من فرائضه بوحيه وسن شرائع واختلافها على لسان نبيه وفي فعله فقوله ( أمهاتهم ) يعنى في معنى دون معنى وذلك أنه لا يحل لهم نكاحهن بحال ولا يحرم عليهم نكاح بنات لو كن لهن كما يحرم عليهم نكاح بنات أمهاتهم اللاتى ولدنهم أو أرضعنهم .
( قال الشافعي ) رحمه الله : فإن قال قائل ما دل على ذلك ؟ فالدليل عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج فاطمة بنته وهو أبو المؤمنين وهى بنت خديجة أم المؤمنين زوجها عليا رضي الله عنه وزوج رقية وأم كلثوم عثمان وهو بالمدينة وأن زينب بنت أم سلمة تزوجت ، وأن الزبير ابن العوام تزوج بنت أبى بكر وأن طلحة تزوج ابنته الأخرى وهما اختا أم المؤمنين وعبد الرحمن بن عوف تزوج ابنة جحش أخت أم المؤمنين زينب ولا يرثهن المؤمنون ولا يرثنهم كما يرثون أمهاتهم ويرثنهم ويشبهن أن يكن أمهات لعظم الحق عليهم مع تحريم نكاحهن.
( قال الشافعي ) رحمه الله وقد ينزل القرآن في النازلة ينزل على ما يفهمه من أنزلت فيه كالعامة في الظاهر وهى يراد بها الخاص والمعنى دون ما سواه .
( قال الشافعي ) رحمه الله والعرب تقول للمرأة ترب أمرهم أمنا وأم العيال , وتقول ذلك للرجل يتولى أن يقوتهم أم العيال بمعنى أنه وضع نفسه موضع الأم التي تربّ أمر العيال وقال تأبط شرا وهو يذكر غزاة غزاها ورجل من أصحابه ولى قوتهم :
وأم عيال قد شهدت تقوتهم * إذا احترتهم أقفرت وأقلت
تخالف علينا الجوع إن هي أكثرت * ونحن جياع أي أول تألت
وما إن بها ضن بما في وعائها * ولكنها من خشية الجوع أبقت
قلت : الرجل يسمى ( أماً ) وقد تقول العرب للناقة والبقرة والشاة والأرض هذه أم عيالنا على معنى التي تقوت عيالنا .
**************************************
- مختصر المزني- اسماعيل المزني ص 163 :
فأبانهن به من نساء العالمين وخصه بأن جعله عليه الصلاة والسلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم قال أمهاتهم في معنى دون معنى وذلك أنه لا يحل نكاحهن بحال ولم تحرم بنات لو كن لهن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج بناته وهنّ أخوات المؤمنين .
**************************************
- المجموع - محيى الدين النووي ج 61 ص 145 :
قال الشافعي . معنى قوله تعالى ( وأزواجه أمهاتهم ) في معنى دون معنى وأراد به أن أزواجه اللاتى مات عنهن لا يحل لأحد نكاحهن ومن استحل ذلك كان كافرا . أما إذا تزوجها ولم يدخل بها ثم فارقها كالكلبيه التي قالت أعوذ بالله منك . فقال لها لقد استعذت بمعاذ الحقي بأهلك ، فقيل انه تزوجها عكرمة بن أبى جهل في خلافة الصديق أو خلافة عمر فهم برجمها ، فقيل له انه لم يدخل بها فخلى عنها وقيل إن الذي تزوج منها الأشعث بن قيس الكندي . وقال القاضي أبو الطيب الذي تزوجها المهاجر ابن أبى أميه ولم ينكر أحد ذلك فدل على انه إجماع .
**************************************
- فتح الباري - ابن حجر ج 1 ص 17 :
قوله أم المؤمنين هو مأخوذ من قوله تعالى وأزواجه أمهاتهم أي في الاحترام وتحريم نكاحهن لا في غير ذلك مما اختلف فيه على الراجح وإنما قيل للواحدة منهن أم المؤمنين للتغليب و إلا فلا مانع من أن يقال لها أم المؤمنات على الراجح .
**************************************
- تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج 8 ص 122 :
( وأزواجه أمهاتهم ) المعنى : إنهن للمؤمنين كالأمهات في الحرمة ، وتحريم النكاح . ولسن أمهات لهم على الحقيقة ، إذ لو كن كذلك لكانت بنتاه أخوات المؤمنين على الحقيقة ، فكان لا يحل للمؤمن التزويج بهن . فثبت أن المراد به يعود إلى حرمة العقد عليهن لا غير ، لأنه لم يثبت من أحكام الأمومة بين المؤمنين وبينهن ، سوى هذه الواحدة . ألا ترى أنه لا يحل للمؤمنين رؤيتهن ، ولا يرثن المؤمنين ، ولا يرثونهن .
**************************************
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 61 ص 277 :
وقوله : ( وأزواجه أمهاتهم ) جعل تشريعي أي أنهن منهم بمنزلة أمهاتهم في وجوب تعظيمهن وحرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي التصريح به في قوله ( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا . فالتنزيل إنما هو في بعض آثار الأمومة لا في جميع الآثار كالتوارث بينهن وبين المؤمنين والنظر في وجوههن كالأمهات وحرمة بناتهن على المؤمنين لصيرورتهن أخوات لهم وكصيرورة آبائهن وأمهاتهن أجدادا وجدات وأخوتهن وأخواتهن أخوالا وخالات للمؤمنين .
**************************************
- جامع البيان - إبن جرير الطبري ج 12 ص 147 :
21597 - حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال في بعض القراءة : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وذكر لنا أن نبي الله ( ص ) قال : أيما رجل ترك ضياعا فأنا أولى به ، وإن ترك مالا فهو لورثته . وقوله : وأزواجه أمهاتهم يقول : وحرمة أزواجه حرمة أمهاتهم عليهم ، في أنهن يحرم عليهن نكاحهن من بعد وفاته ، كما يحرم عليهم نكاح أمهاتهم .
**************************************
- معاني القرآن - النحاس ج 5 ص 325 :
11 - ثم قال جل وعز وأزواجه أمهاتهم آية 6 أي هن في الحرمة بمنزلة الأمهات في الإجلال ولا يتزوجن بعده صلى الله عليه وسلم وروي أنه إنما فعل هذا لأنهن أزواجه في الجنة .
**************************************
- أحكام القرآن - الجصاص ج 3 ص 465 :
وقوله تعالى وأزواجه أمهاتهم قيل فيه وجهان .
أحدهما : أنهم كأمهاتهم في وجوب الإجلال والتعظيم .
والثاني : تحريم نكاحهن .
وليس المراد أنهن كالأمهات في كل شيء لأنه لو كان كذلك لما جاز لأحد من الناس أن يتزوج بناتهن لأنهن يكن أخوات للناس وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم بناته ولو كن أمهات في الحقيقة ورثن المؤمنين وقد روي في حرف عبد الله وهو أب لهم ولو صح ذلك كان معناه أنه كالأب لهم في الإشفاق عليهم وتحري مصالحهم كما قال تعالى جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم .
**************************************
- تفسير القرطبي - القرطبي ج 41 ص 123 :
الثالثة - قوله تعالى : ( وأزواجه أمهاتهم ) شرف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمهات المؤمنين ، أي في وجوب التعظيم والمبرة و الإجلال وحرمة النكاح على الرجال ، وحجبهن رضي الله تعالى عنهن بخلاف الأمهات .
وقيل : لما كانت شفقتهن عليهم كشفقة الأمهات أنزلن منزلة الأمهات . ثم هذه الأمومة لا توجب ميراثا كأمومة التبني . وجاز تزويج بناتهن ، ولا يجعلن أخوات للناس . وسيأتي عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آية التخيير إن شاء الله تعالى .
واختلف الناس هل هن أمهات الرجال والنساء أم أمهات الرجال خاصة ، على قولين : فروى الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لها : يا أمة ، فقالت لها : لست لك بأم ، إنما أنا أم رجالكم .
قال ابن العربي : وهو الصحيح .
قلت : لا فائدة في اختصاص الحصر في الإباحة للرجال دون النساء ، والذي يظهر لي أنهن أمهات الرجال والنساء ، تعظيما لحقهن على الرجال والنساء . يدل عليه صدر الآية : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ، وهذا يشمل الرجال والنساء ضرورة . ويدل على ذلك حديث أبي هريرة وجابر ، فيكون قوله : " وأزواجه أمهاتهم " عائداً إلى الجميع .
ثم إن في مصحف أبي بن كعب " وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " .
وقرأ ابن عباس : " من أنفسهم وهو أب [ لهم ] وأزواجه [ أمهاتهم ] " .
وهذا كله يوهن ما رواه مسروق إن صح من جهة الترجيح ، وإن لم يصح فيسقط الاستدلال به في التخصيص ، وبقينا على الأصل الذي هو العموم الذي يسبق إلى الفهوم . والله أعلم .
**************************************
- تفسير ابن كثير - ابن كثير ج 3 ص 476 :
تعالى : ( وأزواجه أمهاتهم ) أي في الحرمة والاحترام والتوقير و الإكرام والإعظام ولكن لا تجوز الخلوة بهن ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع وإن سمى بعض العلماء بناتهن أخوات المؤمنين كما هو منصوص الشافعي رضي الله عنه في المختصر وهو من باب إطلاق العبارة لا إثبات الحكم .
وهل يقال لمعاوية وأمثاله خال المؤمنين ؟ فيه قولان للعلماء رضي الله عنهم ونص الشافعي رضي الله عنه على أنه لا يقال ذلك.
وهل يقال لهن أمهات المؤمنات فيدخل النساء في جمع المذكر السالم تغليبا ؟ فيه قولان صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لا يقال ذلك وهذا أصح الوجهين في مذهب الشافعي رضي الله عنه . وقد روي عن أبي بن كعب وابن عباس رضي الله عنهم أنهما قرآ ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ) وروي نحو هذا عن معاوية ومجاهد وعكرمة والحسن وهو أحد الوجهين في مذهب الشافعي رضي الله عنه حكاه البغوي وغيره.
**************************************
- الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 5 ص 182 :
أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله( وأزواجه أمهاتهم ) قال يعظم بذلك حقهن .
وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ( وأزواجه أمهاتهم ) يقول أمهاتهم في الحرمة لا يحل لمؤمن أن ينكح امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته إن طلق ولا بعد موته هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة أمه .
وأخرج ابن سعد وابن المنذر و البيهقي في سننه عن عائشة أن امرأة قالت لها يا أمه فقالت أنا أم رجالكم ولست أم نسائكم .
وأخرج ابن سعد عن أم سلمة قالت أنا أم الرجال منكم والنساء .
المفضلات