جمع 40 مليون دولار من أجور الخطابة خلال 6 سنوات


واشنطن: جون سولومون وماثيو موسك *

جمع الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي وصل البيت الابيض بدخل محدود وخرج منه مدينا، 40 مليون دولار في السنوات الست الماضية من اجور الخطابة، طبقا لمقابلات صحافية والبيانات التي تقدمت بها زوجته السناتور هيلاري كلينتون.
ففي العام الماضي، الذي يعتبر واحدا من اكثر السنوات ربحا له، حصل كلينتون على ما يتراوح بين 9 و 10 ملايين دولار من المحاضرات. وبلغ متوسط خطبه باليوم 352 خطبة في العام الماضي. ولكن 20 في المائة فقط من الأجور كانت لدخله الخاص. والباقي تم التبرع به الى صندوق وليام كلينتون، وهو مجموعة لا تسعى للربح تتابع بعض القضايا الاجتماعية مثل الحرب ضد الإيدز.

وتشمل اجور المحاضرات التي حصل عليها 150 الف دولار مقابل الظهور امام جماعات اصحاب العقارات وشركات التقنية البيولوجية وشركات توزيع الاغذية، يالاضافة الى خطب في انجلترا وايرلندا ونيوزيلندا واستراليا حصل منها على 1.6 مليون دولار. وفي يوم «جيد» في كندا، حصل كلينتون على 475 الف دولار مقابل خطابين، وهو ضعف مرتبه السنوي كرئيس.

وذكر كلينتون امام مجموعة من المستمعين في كنتاكي «لم أحصل على سنت واحد إلا بعدما خرجت من البيت الابيض، وانا الان مليونير، الشخص المفضل للجمهوريين في واشنطن».

وتصل قيمة كلينتون وزوجته ـ الذي ترك البيت الابيض بدين قانوني قدره 12 مليون دولار بسبب حملة وايت واتر وقضية مونيكا لونسكي ـ الى ما يتراوح بين 10 ملايين الى 50 مليون دولار طبقا للاعلان الرسمي لهيلاري كلينتون. وهو يرجع اساسا الي اجور الخطب وعقود الكتب التي تصل قيمتها الى عدة ملايين وقعها كلينتون وزوجته بعد مغادرة البيت الابيض.

وتجدر الاشارة الى ان تلك الثروة تمنح كلينتون واسرته ضمانة لاول مرة، وتسمح لهم بالاستفادة من تلك الثروة لحملة هيلاري كلينتون الانتخابية، اذا ما تخلت عن التمويل العام.

والعديد من خطابات بيل كلينتون التي تصل اجورها الى مبالغ ذات 6 ارقام ألقيت امام شركات كان العديد من موظفيها واللجان السياسية فيها من بين مؤيدي هيلاري كلينتون في رحلتها للفوز بمقعد في الكونغرس. فقد دفع مصرف غولدمان ساكس للاستثمار 650 الف دولار مقابل 4 خطب في السنوات الاخيرة. كما قدم العاملون في المصرف ولجنة العمل السياسي لها 270 الف دولار منذ عام 2000 ـ وهو ما يضعها في قائمة اكثر المتبرعين لها كرما.

بينما دفع مصرف سيتي غروب الذي يعتبر العاملون فيه ولجنة العمل السياسي فيه من اكبر موارد التبرعات لحملتها، 320 الف دولار، بينما دفع المصرف لزوجها 250 الف دولار في فرنسا عام 2004. وفي العام الماضي تبرع المصرف بـ 5.5 مليون دولار لمبادرة كلينتون العالمية للمساهمة في تشجيع الثقافة المالية وقطاع الاعمال بين الفقراء.

في العقدين الماضيين، اصبح إلقاء الخطب في مقابل مالي، ولا سيما امام المستمعين الاجانب، امرا عاديا بالنسبة للرؤساء السابقين لتحقيق الضمان المالي. فقد اثار رونالد ريغان الدهشة عندما حصل على مليوني دولار في اليابان بعدما ترك السلطة في عام 1989. كما سافر جورج بوش الاب وجيمي كارتر كثيرا لالقاء محاضرات مقابل الحصول على اجر.

وكان بوش الاب، وهو رجل ثري قبل ان يصبح رئيسا، ناشطا في مجال إلقاء الخطب بعدما غادر البيت الابيض. في عام 2004 تردد انه حصل على ما يتراوح بين 125 الى 150 الف دولار مقابل سلسلة من الخطب في الصين. كما شغل عدة مناصب في مجالس ادارات الشركات.

ويوضح مارك ابدغروف مؤلف كتاب عن نشاطات الرؤساء السابقين ان كلينتون لا يزال يجذب الجماهير حتى بعد مرور 6 سنوات على مغادرة البيت الابيض.

وتجدر الاشارة الى ان ثلثي دخل الرئيس السابق من الخطب جاء من مصادر اجنبية. فالعملاء خارج الولايات المتحدة على استعداد لدفع اموال لرؤيته يتحدث، وكلينتون يمكنه في نفس الوقت ادارة نشاطه الخيري الخاص بالايدز وتجنب منافسة زوجته في الحياة السياسية الاميركية.

ويشمل العملاء الاجانب شركة جينغ جي للتطوير العقاري، التي يديرها مسؤول محلي في الحزب الشيوعي الصيني دفعت 200 الف دولار مقابل كلمة. بينما دفعت مجموعة ميتو سيت للابحاث السياسية، وهو مركز دراسات ياباني لكلينتون 400 الف دولار مقابل كلمة القاها عام 2002 عن السياسة.

وبالاضافة الى غولدمان ساكس، فإن اكبر شركتين دفعتا اموالا لكلينتون في السنوات الست الماضية هي شركات اجنبية. فشركة غولد سرفيس انترناشونال وهي شركة تنظيم مناسبات في العاصمة الكولومبية بوغوتا احضرت كلينتون لاميركا اللاتينية في صيف 2005 مقابل 800 الف دولار. بينما دفعت شركة «باور وذين» في تورونتو لكلينتون 650 الف دولار مقابل خطابات في كندا في عام 2005، وعاد مرة اخرى في العام الماضي مقابل مبلغ غير معروف. وقد اسس «باور وذين» سليم خوجا وهو مهاجر كيني حكم عليه قبل سنوات بالتزوير في الاوراق المالية ومنع من العمل في هذا المجال للابد.

ويعتمد مبلغ 40 مليون دولار على التقرير السنوي الذي يجب تقديمه للجنة الاخلاقيات في مجلس الشيوخ سنويا، والذي يكشف ان زوجها حقق 30 مليون دولار من القاء كلمات منذ عام 2001 الي 2005. بينما تقدير المبلغ الذي حصل عليه في العام الماضي ويتراوح بين 9 الى 10 ملايين دولار فيعتمد على مقابلات مع منظمي تلك المناسبات.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»