كتبت ريم الميع

لم تكن زيارة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى المركز العلمي اول من امس مجرد زيارة رسمية عابرة لمسؤول بارز، كما جرت العادة، قدر ما كانت زيارة لمواطن عراقي عاش في الكويت قبل الاحتلال، ثم عاد اليها بعد ان تحرر كلاهما.

صباح اول من امس، انتظر مسؤولو المركز العلمي يتقدمهم رئيس مجلس ادارته المهندس مجبل المطوع زيارة نائب الرئيس المقررة، لكنه تأخر نحو ثلاثة أرباع الساعة بسبب ازدحام برنامج لقاءاته.

وما ان وصل الهاشمي حتى سأل عن سمكة الزبيدي، وعندما شاهدها في قلب «الأوكواريوم» صاح «الله هذه السمكة والا بلاش»، وحين راح مرافقه المستشار ضاري العثمان يشرح له فخامة وجودة هذا النوع من الاسماك، رد عليه نائب الرئيس العراقي: أعرفها باهظة الثمن، اذ يصل سعر الكيلو منها إلى نحو الدينارين او الدينارين والنصف ربما، وعندما اوضح له المطوع ان سعر الكيلو وصل إلى عشرة دنانير ثم تراجع إلى سبعة... فوجئ.

واثار استغراب نائب الرئيس العراقي فضول مرافقيه للسؤال عن معرفته بالكويت ليكشف انه عمل فيها في الثمانينات، ولم يكشف الهاشمي عن مجال عمله السابق في الكويت لكنه بدا مولعا أو لنقل مهتما بشغف بالقطاع النفطي.

ففي قاعة الاستكشاف اطلع نائب الرئيس العراقي على معروضات النفط والغاز ليسأل أسئلة دقيقة عن درجة الضغط واختلاط الغاز بالنفط وانفصال الماء عن النفط وغيرها من الاسئلة التقنية، ما دفع مرافقيه إلى السؤال: هل تخصصك بترولي؟ فأجاب: بل اقتصاد، لكن المهنة التي عملت فيها علمتني هذه الامور من دون ان يوضح طبيعة مهنته.

والهاشمي الذي فاجأ مسؤولي المركز العلمي بسعة اطلاعه فوجئ من تمتع حصان البحر بخاصية قدرة الذكر على الحمل والولادة والتكاثر بدلا من الاناث، فأكثر من ذكر الله وعلق: «هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه».

ولم يكتف نائب الرئيس العراقي بطباعة توقيعه على سجل الشرف لانها طبعت في ذاكرته اصلا، فأراد استنساخ المركز العلمي وجلبه إلى بلاده، عندما أسر للمطوع برغبته ان يكون للعراق مركز مشابه يكون نسخة طبق الاصل عنه، بعد استقرار الاوضاع وطلب إلى المطوع الاشراف على ذلك بنفسه.

وغداة زيارة نائب الرئيس العراقي للمركز العلمي اول من امس زاره امس شقيق الرئيس الاميركي جورج بوش الابن نجل بوش الاب الذي تميز عن والده وشقيقه الرئيس بوسامته فأبهر صبايا المركز العلمي على الرغم من ان جولته في المركز كانت سريعة تنقل فيها بين «الاكواريوم» وقاعة الاستكشاف التي اثارت اهتمامه بالجانب التعليمي لمعروضاتها، وهو الذي يزور الكويت بهدف تسويق منتج تعليمي فيها يرافقه وكيل هذه المنتجات سعود النشمي.