نتابع حديث الغربة والتغرب:
--------------------------
كلي( قل لي) الفارك(الذي يفارق) الأحباب من له
كلبي(قلبي) بكورة الحداد ملوه(أحرقوه)
صديج(صديق) الكثرالجيات(المكثرللزيارات) ملوه
جفوه بصبح وبعصرومسية.
يتميزالريف العراقي بفن غنائي أصيل ينفرد به دون سائرالأرياف العربية إلا وهوإنشاد الأبوذيات. وهذا الفن الأصيل الذي أختص به الريف العراقي ، له طابع مميز تظهر في مفرداته الحكمة والعبرة والطرب وقول العجب!! كماتتكاثر به أشعارالنعي الشعبية لذكرى المآساة وقراءة المصيبة الحسينية!! وهنايبلغ الأبداع ذروته في تهييج العواطف وإشعال الحرقة والأسى على مامر على سبط الرسول(ص) وسيد الشهداء وآل بيته، وصحبه الموافي في يوم العاشر من المحرم.
في الأبوذية التي تصدرت هذا الحديث من أحاديث الغربة والتغرب.البيت الأول يتساءل عن الإغتراب والفراق ومفارقة الأحباب! ثم يعقب بالبيت الثاني ليشبه حرقته وألمه بمثل كيرالحداد الذي يحرق الحديد والقلب المريد، وهكذا تعمل اللوعة والأسى لتتجاوب بالأرنان والزفرات كمايعبر شاعرأهل البيت دعبل الخزاعي في تائيته الخالدة ومرثيته الشاهدة على طول التاريخ الشيعي والتي يقول مطلعها:
تجاوبن بالأرنان والزفرات..........نوائح عجم اللفظ والنطقات
يعبرن بالأنفاس عن سرإنفس......أسارى هوى ماض وآخرآت
هذي المرثية البكائية التي بكى لهاالرفيع والوضيع من الناس في شرحها للمصائب والمحن التي مرت على آل بيت الرسول(ص).
ثم يواصل البيت الثالث ليعبرعن حكمة بالغة نعيشهاجميعا في تعاملنااليومي وكيف تصبح اللجاجة والإكثارمن التواجد مصدرا للملل، وعدم الراحة من التردد الكثيروالمخل، بأداب الضيافة وحسن السلوك والقيافة.
موقفين مختلفين، موقف تفتقد فيه الصديق الحبيب والخليل القريب، وموقف يضعك فيه لجوج ممجوج، لايكل ولا يمل، عن الزيارة وطلب الإستشارة، والخوض في أمورليس لك فيهارأي أوإستخارة.
من يعايش ساحات الحواريلاحظ هذه الظاهرة، واضحة فاضحة، لمحاورين معروفين، تاركين للقارئ تمييزمن وصفناهمابالوصف اللائق في إسلوب تواجدهماعلى الساحة!!
أوقف إشتراكي في ساحة الأنبارللحوار!! وهذه الساحة لسلفيين عراقيين ومن أشد المتعصبين ضد الشيعة لكنهم في نفس الوقت يدعون بإنهم يمثلون كل شرائح المجتمع العراقي. وقد يتبادر إلى الذهن بإن إيقافي جاء نتيجة لتهجم أوقدح باحد الخلفاء صدر مني!! ولكن والله شاهد لم يحصل أيامن ذلك !! أوقف إشتراكي لهدوء قاتل مارسته لجملة من السبابين والشتامين، يثيرإسم الشيعي عندهم قريحة السب والشتم بدون سبب فقط لكون إسمي يوحي بإنني شيعي!!
حتى القصائد الأدبية لم تنجو من تذييلها بالسباب والشتائم!! فبعد أن نشرت قصدية( سنعود.......سنعود) وهذه القصيدة سياسية لا علاقة لها بالمذهبية أوالسنة والشيعة من قريب أوبعيد!! عقب أحدهم عليها بجملة من الآيات القرآنية في عنوان عدالة الصحابة والآخرسيل من السباب للشيعة وإنهم من جلب أمريكا بالتوطؤ معها لغزو العراق!!
في مثل تلك اللجاجات والمماحكات المقرفة والمملة يحن الفرد لهجر ومافي هجر من إريحية ونفس حواري متميز وإحترام للمحاورحتى وإن قسى أوشط في التعامل!! وأيضا يمل من حرف الموضوع إلى السباب والشتائم!! ومن الطريف حقا هناك من يشتمك ويقول لك إشتم إنا في إنتظار شتائمك!! والمشرفون لايحركون ساكنا، ولايوقفون ماجنا!! ومن أجل الهدوء والأبتعاد عن المجارات في السب والصخب تم إيقافي من المشاركة.
قد لايصدق من يسمع ولكن أناأدعو من يحب أن يجرب تلك الساحة فليفعل وليراجع مواضيعي إن لم تكن قد ألغيت!! بالمناسبة حتى القصيدة الأدبية مسحوها، بعد أن أستحسنها القلائل!!!
وعلى ذكرقصيدة (سنعود...........سنعود) نشرتها في ساحة أسرارفأستحسنها مشرف الأدبية وأثنى عليها وسألني إن كانت لي أونقلتها فأجبته، فدخل قرناس الحربي (سلفي) تتذكره الأخت شموخ الزهراء والتي كانت تشارك بإسم سلام ليذيل القصيدة بمجموعة كبيرة من الصور للمطبرين وأيام عاشوراء مثيرا بذلك قرف الحاقدين على كل مايسمى شيعي وهناأيضا ألغيت القصيدة وطرد السيد مهدي من الساحة.
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإلى حديث آخر.
المفضلات