لو كان ذلك المكان فرعا لجمعية الاصلاح او مقرا للجنة من لجان احياء الثراث الاسلامي ، فهل كانوا سيقدمون شكواهم هذه ؟
لو كان ذلك المكان فرعا لجمعية الاصلاح او مقرا للجنة من لجان احياء الثراث الاسلامي ، فهل كانوا سيقدمون شكواهم هذه ؟
هل الهدف هو المحافظه على نموذجية المنطقة ام عنصرية المنطقة ؟
الطائفية سوف تحرق هذا البلد اذا لم تتدارك الحكومة الامر وتقلل من دعمها للجماعات المتعصبة وعلى الحكومة محاربة ثقافة التعصب المغلفة بالدين .
خلصنا من الكنيسة المرقصية جاءتنا الحسينية البهرية..!!
كتب:حسن علي كرم
وبينما لم تزل البلاد منقسمة، تعيش سخونة الكنيسة المرقصية التي رخصت لها الحكومة لتقام في منطقة خيطان ثم تراجعت عن قرارها تحت ضغط الاحتجاجات والرفض من قبل ثلة متعصبة تهبط علينا حكاية الحسينية البهرية التي يقال انها ستبنى في ضاحية «حطين» التي تعد من المناطق السكنية الحديثة وغالبية سكانها من الاسر الكويتية الشابة، ففي الاخبار الصحافية المنشورة قبل ايام ان اهالي حطين رفعوا رسالة احتجاجية الى المسؤولين في البلدية على موافقتها التصريح لعدد من الباكستانيين من الطائفة البهرية بتشييد الحسينية في ضاحيتهم، مع ما قد يؤدي وجود هذه الحسينية الى مشاكل امنية، ومرورية وخلافية، ولعلنا بادىء ذي بدء علينا ان نعذر اهالي حطين على تحفظهم على وجود الحسينية عندهم، فمنطقتهم نموذجية وغالبية سكانها من الاسر الكويتية التي لا علاقة لها باللغة الاوردية والتي هي اللغة المتداولة لدى معظم الباكستانيين وطائفة البهرة التي معظمها ينتمي لدولة الهند وللعلم فللبهرة حسينية معروفة مبنية في منطقة العارضية في ليالي العاشوراء من المحرم الحرام تجدها عامرة بابناء الطائفة الذين يتوافدون عليها من كل مناطق الكويت.
والبهرة ولاؤهم للسلطان الحالي برهان الدين الاعظم الذي هو الامام الثاني والعشرون في ترتيب ائمة البهرة، وهو رجل طاعن في السن تجاوز عمره التسعين وقد زار الكويت في العام الماضي ومكث فيها وبين ابناء طائفته قرابة الشهرين والبهرة وسلاطينهم على علاقة طيبة ووثيقة بالقيادة السياسية والحكومة الكويتية، وهم شيعة اسماعيلون يختلفون في بعض التفاصيل عن الشيعة الامامية «الاثنى عشرية» وهؤلاء الاسماعيلون غير الاسماعيليين الذين ينتمون لطائفة الاغاخان التي لا تحمل المشروعية المذهبية او الدينية وزعيم الطائفة الحالي هو كريم خان والبهرة الشيعة علاقتهم تمتد الى عقود طويلة بالكويت ويوجد ما بين عشرين الى ثلاثين الف بهري في الكويت يعمل معظمهم في قطاعات التجارة خاصة تجارة الملابس الجاهزة والمواد الكهربائية والالكترونية وهم اناس طيبون يتصفون بالامانة والصدق والتماسك فيما بينهم، ونأمل من اهالي حطين الذين حملوا رايات الاحتجاج والرفض على ابناء الحسينية البهرية في منطقتهم الا يتجاوز احتجاجهم عن العذر الامني او المروري فان تجاوزوهما الى امور خلافية معناه اننا دخلنا مرة اخرى في نفق الاختلاف والخلاف ورفض الاخر وهذا ما ينبغي ان نترفع عنه ونربأ بانفسنا عنه، فلا يليق ولا يجوز كلما سمحت الحكومة لطائفة من الطوائف التي تقيم في الكويت بتشييد معبد او كنيسة او حسينية او مسجد لتمارس شعائرها او طقوسها الدينية او المذهبية فيحتج بعض المتشددين والغلاة المتطرفين ويفسدون على الحكومة وعلى الطائفة تلك المشروعية وكأن الكويت ملكية خاصة لهم لا يحق لغيرهم ان يمارسوا حقوقهم العبادية والعقائدية.
ولا نحتاج هنا ان نذكر او نكرر ان الدستور الكويتي هو الضامن الاكبر لكل فرد ان يمارس حقوقه الدينية والعقائدية، وايضا لا نحتاج ان نذكر او نكرر ان هذه الارض الطيبة والمباركة ما كان لها ان توطأ او تعمر لولا وجود حرية العقيدة والاعتقاد والتسامح والتعايش المشترك بين كافة الطوائف والمكونات الاثنية، من هنا فقد وجد المسجد ووجدت الكنيسة ووجدت الحسينية ثلاثية الشعار الديني والمذهبي والعقائدي فلم يزاحم المسجد الكنيسة ولا تعدت الكنيسة على الحسينية وانما تعايش الجميع على مبدأ الاخوة الانسانية وان الدين لله وان لا اكراه في الدين.
ان الكويت ليست ولن تكون ملكية خاصة لفئة تزعم انها فقط على حق وغيرها على ضلالة وانما الكويت مثلما كانت، ستبقى ملاذا للاحرار ومكانا يتسع لكل الاديان والمذاهب والعقائد، فلا تضيقوا الكويت، فالكويت كبيرة وصدرها ارحب..
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/10/2006
لا حظت ان عند كل خرق امني يقوم به السلفيون في الكويت ، يثير طرف منهم الطائفية بهدف التغطية والشوشرة على الخرق الامني ، وآخر خرق امني سلفي كان دخول الارهابي المعروف ابو عمر العراقي الى الكويت ومكوثه اكثر من ثلاثة اسابيع ثم ذهابه الى العراق للقتال هناك .
وقضية الحسينية البهرية والصحيفة السجادية داخلان في هذا السياق المضلل .
الحكومة لدينا ضعيفة وتتسول الدعم والتأييد من السلفيين ومستعدة لصنع اي شىء لمراضاتهم
اذا كانت غير قادرة على الحكم فلتتنحى بدلا من هذا التخبط
في الوقت الذي يتطور فيه العالم الحر فكريا وعلميا واقتصاديا وينطلق الى آفاق واسعة في الحياة والحوار الحضاري ، نجد ان الشعب العربي والمسمى بالاسلامي لدينا ينحدر الى المزيد من التعصب والانغلاق والتقاتل الطائفي ، على المتاجرين بالدين ان يعرفوا ان الصلاة والصوم والحج والاذكار كلها مظاهر بسيطة للدين ، والدين الحقيقى هو العمل والتعاون والانجاز والحضارة وهو اخر شىء متوفر لدى المسلمين والعرب .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات