محمد الشرقاوي من القاهرة



- محجبات يغطين رؤوسهن ويكشفن أجسادهن
- الفنانات المحجبات فرضن أنفسهن على الشاشة الصغيرة.
- في مصر مذيعات خلف الكاميرات بسبب ارتدائهن الحجاب.
- راي الدين : الحجاب يجب ان يكون فضفاضا وما هو موجود اليوم ليس بالحجاب.


ظاهرة غريبة بدأت تظهر في مصر هذه الأيام خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم البعض اعتبرها أنها أولى الطريق للهداية والبعض الأخر اعتبرها موضة ستأخذ وقتها ثم تذهب من حيث أتت...الظاهرة التي رصدتها " إيلاف " هي اتجاة نسبة كبيرة من الفتيات المصريات الى الحجاب والنقاب أيضا باشكالة المتنوعة البعض اعتبرها تجارة رابحة وبدأ يتجار فيها من خلال الإعلان من الحين والأخر ان هذه المحال متخصصة فقط في ملابس المحجبات والبعض الثاني خصص لها مجموعه من الماكياجات والإكسسوارات مدعين انها أيضا للمحجبات.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تجولنا في الشوارع سمعنا..رصدنا مايدور بين هؤلاء الفتيات من خلال طريقة تفكيرهن و أسلوبهن في الحوار ومدى قناعتهم بما يرتدونة وجدنا أفكارا مختلفة البعض يتحدث من قناعته بالحجاب بل وبالنقاب أيضا في حين نجد البعض الآخر من الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب في إطار انه يجعل شكلهن أفضل من دونة.

سالت الفتيات عن تعرضهن للمعاكسات من الشبان الجميع أكد أنها موجودة وأنها ظاهرة لم يتخلص منها المجتمع بعد، سالت الفتيات المنتقبات من وراء ستار عن وضعهن في المجتمع أكدن أنهن يتعرضن للمضايقات خاصة في أوقات تشديد الاجرءات الأمنية مشيرات الى ان وضعهن يمر عادة بمراحل تأزم ثم مراحل انفراجة إلا انهن اكدوا مدى قناعتهم الكاملة بما يقومون به.

شوارع القاهرة وازقاتها باتت تعلن عن نفسها فتجد هناك محال مخصصه فقط للمحجبات والمنتقبات واسعار الملابس فيها ليست بالمرتفعة وليست بالمنخفضة فهي باتت في متناول الجميع يقبل عليها الغني والفقير ومن يريد العفة – بدأنا نبحث في الموضوع ونجمع جميع حيثياتة رصدنا نوع آخر من الفتيات يرفضن بشدة ما يطلق عليه حجاب الموضة لأنه – على حد قولهن- يظهر أكثر مما يستر.


التقينا ببعض البنات والسيدات كل على شاكلتة ليقص لنا تجربتة أولا كانت الآنسة مي لطفي مسئولة علاقات عامة بشركة هيل اند نولتون مصر وتقول ان الحجاب والصلاة علاقة بين العبد وربة مشيرة الى ان الفتاة او السيدة غير المحجبة ليس معناه أنها بعيدة عن ربها مشيرة الى ان هناك فروقا بسيطة بين ملابس الفتاة المحجبة وغير المحجبة خاصة في الوقت الذي تظهر وتتعدد فيه أشكال الحجاب بما يطلق عليه حجاب الموضة.

وعن الأسباب التي دفعتها للابتعاد عن الحجاب خاصة مع ارتفاع اسعارة قالت بالعكس هناك ملابس يكون فيها سعر ملابس غير المحجبة أغلى بكثير من ملابس المحجبة.
وأضافت ان هناك بعض أصحاب الأعمال الذين يشترطون خلع الحجاب إلا أنني إذا كنت محجبة سأرفض خلع الحجاب ارضاءا لصحاب العمل وإغضاب ربي، مؤكدة ان هناك بعض الشباب المقبل على الزواج لدية عقدة في عدم الارتباط بفتاة غير محجبة وهذه ظاهرة موجودة في مصر.

سألتها عن ظاهرة معاكسة الفتيات في الشوارع المصرية قالت ان أكثر الفتيات يتعرضن للإيذاء ومثل هذه المعاكسات هن المحجبات ولا تدرى السبب في ذلك رغم ان الحجاب أو النقاب فضفاض راجعة السبب في ذلك الى ثقافة المجتمع.

التقيت مع سحر نور بكالوريوس تجارة وإحدى الفتيات المنضمات حديثا الى طابور المحجبات وتقول وجدت راحة نفسية كبيرة عقب ارتدائي الحجاب الذي بدأ بخطوات منها الحجاب العصري مشيرة الى انه ليس هناك أي فروق في الأسعار بين اللبس العادي ولبس المحجبات إلا ان لبس المحجبات يكون أكثر احتشاما.
ووصفت الإسدال بأنه ليس حجابا لكنها ملابس حشمة للمراة خاصة في ظل الظروف الحالية.
وعبرت عن عدم ارتياحها للنساء المنتقبات مشيرة إلى ان هناك فرق في الملبس وبين المظهر حتى لا يكون أكثر اصطناعا.

نموذج ثالث مختلف كانت تدعى شيماء فريد وهي فتاة منتقبة بكلية الآداب جامعة القاهرة وقالت أنها ترى ان النقاب عفة للمراة المسلمة وتدين وأمر به القران الكريم كما انه يعد وقاية للمراة المسلمة من ان تتعرض للأذى إلا ان الكثيرات في المجتمع يحاولن تشوية صورته من خلال العمليات الإرهابية والتي يصورها التليفزيون المصري في هذه الصورة من ان النساء المنتقبات متشددات في أفكارهن ومعاملاتهن.

واعترفت بأنها تتعرض للمضايقات سواء داخل سور الجامعة أو خارجة من خلال ما أطلقت عليه بالحصار الأمني واتهام المنتقبات بأنهن وراء الكوارث البشرية

يا تليفزيون يا
التليفزيون بات القاسم المشترك في كل منزل وهناك اتجاة عام لدى بعض الفنانات لاعتزال التمثيل وارتداء الحجاب آخر هذه الحالات كانت الفنانة حنان ترك التى ارتدت الحجاب وبدأت في اختيار أدوارها بعناية فائقة بما يتناسب مع ملامح هذه المرحلة بعد الهداية والإصلاح، ترك لم تكن الأولى ولكن يقف في طابور المحجبات من الفنانات كل من حلا شيحة، صابرين، سهير البابلي، سهير رمزي، شهيرة، عفاف شعيب، عبير صبري وبدت الفنانات المحجبات تمتنع عن تصوير بعض الأعمال والمسلسلات التي تنطوي على ما يخالف الدين، المفرح في هذا الأمر ان التليفزيون المصري تنبه لهذا الأمر سريعا حيث تشارك بعض الفنانات المحجبات في خمسة مسلسلات سيتم عرضها في شهر رمضان الكريم وهذا يؤكد ان عودت هؤلاء الفنانات معناها ان هناك جمهور بات مستعدا لمتابعة أعمالهن وعلى الجانب الأخر رضخ المنتجين رضخوا بعد رفض كبير ان يشركهن في هذه المسلسلات ومن المسلسلات إلى الإعلانات التليفزيونية فهناك إعلان على شبكة ART تقدمة دعاء عامر تخاطب به المرآة المحجبة من خلال شامبو المحجبات بالاضافه لظهور مجلة تحمل اسم " محجبة " وهي مجلة شهرية يصل سعرها إلى اقل من دولارين شهريا (10 جنيهات مصري ) والتى تشارك في موضوعاتها الصحفية بعض محلات الأزياء الخاصة بالمحجبات وتظهر على غلاف المجلة مذيعة او ممثلة.

أما موضوع المذيعات اللاتي رفعن قضايا عاجلة لعودتهن للعمل داخل مبنى ماسبيرو كانت سابقة تعد الأولى في تاريخ التليفزيون المصري ومن بينهن كانت : هالة المالكي، رانيا رضوان، غادة الطويل وهن مذيعات بالقناة الخامسة في التليفزيون المصري اقترحوا عليهم بالظهور على الشاشة من خلال الظهور الصوتي فقط أو التواجد في برامج أسبوعية لا تزيد مدتها عن عشر دقائق.

قصة حجاب المذيعات قديمة وحديثة في ذات الوقت وبدأت في سبعينيات القرن الماضي بعد أن قررت المذيعة كاريمان حمزة ارتداء الحجاب والسماح لها بإعداد برنامج غير دوري ذا طابع ديني وساد عرف في التليفزيون المصري ان من يريد ان يرتدي الحجاب عليه الابتعاد عن البرامج الجماهيرية والاكتفاء بالبرامج الدينية فخلال السنوات العشرة الماضية أقدمت 30 مذيعة على ارتداء الحجاب داخل التليفزيون.

عبير صبري الممثلة لها تجربة شخصية تكاد تقصها إذا تطرق الحديث عن الحجاب والمشاكل التي تواجة المحجبات في هذا المضمار وقالت أن هناك مطاعم في مصر تمنع دخول المحجبات وبدأت تقص حكايتها مع أصدقائها الذين حاولوا الترفية عن أنفسهن على ظهر احد المراكب النيلية ألا أنهن فوجئن أن هذا المركب محظور علي دخوله المحجبات ومن هنا قرر أصحاب وصديقات عبير صبري تغيير المكان على الفور.



إرهاب المنتقبات
صورة أخرى ننقلها من داخل أوساط المجتمع المصري حيث بات الجميع يتأكد بلا شك ان كل امرأة منتقبة ما هي إلا إرهابية خاصة بعد الحادث المأساوي الذي قامت به الفتاتان المنتقبتان (نجاة و إيمان ) في ميدان السيدة عائشة فللمرة الأولى التي تنخرط فيها فتيات في عمليات إرهابية بل وقيامهما بالتصفية الجسدية لكلتيهما وهذا معناة أنهما مدربتان على فنون القتال، قابلنا البعض وواجهنهم بهذه المعلومات وان البعض قد يسيء التفكير فيهن إلا أنهن نفين ان تكون كل منتقبة إرهابية وتحمل في جعبتها سلاحا تنقض به على من حولها مشيرة إلى أن هناك البعض الذي يحاول بشتى الصور تشوية صورتهن وتشوية صورة الإسلام الذي أمر بهذا النقاب هذا ما قالته لي – ام احمد -


للدين راي
وعن راي الدين يقول فضيلة الشيخ ماهر الحداد مدير عام شئون المجمع الإسلامي ولجانه أن النصوص القرآنية واضحة وصريحة ففي سورة الأحزاب يخاطب المولى عز وجل الرسول (ص) قائلا " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنيين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين " مشيرا إلى أن الحجاب هو كل شيء يستر المرأة عدا وجهها وكفيها وستر الشيء بحيث ألا يشف أو يصف ما تحته وهذه تعاليم الدين الحنيف.

وأضاف ان ما يوجد اليوم من لبس للفتيات والسيدات ليس بحجابا والحجاب يجب ان يكون فضفاضا وألا يجسم ويصف ما تحته فطالما ستر الحجاب جميع بدن المراة فلا ضرر منه خاصة ما ظهر هذه الأيام وأطلق عليه " الإسدال"، مشيرا إلى أن ما ترتدية بعض السيدات ويقولون عليه حجابا ليس بالحجاب ولكن يجب علينا أن نترك كل وفقا لنيتة.

ونفى الحداد ان يكون هناك حجاب شرعي وحجاب آخر للموضة مشيرا إلى أن الحجاب معروف منذ قديم الأزل وفقا لنصوص القران الكريم، مؤكدا أن بعض الشركات باتت تتخذ الإسلام والحجاب وسيلة للتجارة والتربح وتقوم بتصميم بيوت أزياء للمحجبات وما يرتدين ليس بحجاب.

وأوضح أن هناك فروقا بين الحجاب والنقاب مؤكدا أن الحجاب فرض أما النقاب فليس بفرض وإذا حدث ما يقال هذه الأيام من قيام بعض الرجال بارتداء النقاب للتخفي والقيام بأعمال منافية للدين فان النقاب في هذه الحالة ليس بجائز خاصة إذا تعرضت النساء من ورائة لأذى.