هذا كلام المراقب صاحب الموضوع

خلفيات مذبحة الحجاج الكويتيين سنة 1989

ستة عشر حاجا كويتيا أصغرهم فى السادسة عشرة من عمره ، تم نحرهم وذبحهم بجوار بيت الله الحرام ظلما وعدوانا ، الكل يعتقد أن السلطات السعودية أجرمت بحق بيت الله الحرام عندما أقدمت على إرتكاب هذه الجريمة ، والأمر كذلك ، إلا أن إلقاء نظرة على خلفيات المسألة وكيفية نجاة البعض ومقتل الحجاج الستة عشر ، تكشف حقائق رهيبة قام بإخفائها من له مصلحة فى ذلك .

ثلاثة اشخاص سلموا رقاب أصحابهم إلى المجزرة وهم ( عدنان عبدالصمد ، محسن جمال ، حسن حبيب ) والمعروف أن هؤلاء الثلاثة كانوا من ضمن مجموعة المعتقلين فى موسم الحج فى ذلك الوقت ، إلا أنه تم الإفراج عنهم بعد أن عقدوا صفقة بهذا الشأن مع السلطات السعودية ، والتى كانت مصممة بأى شكل على إعدام مجموعة من الكويتيين الشيعة من محبى الإمام الخمينى وذلك إنتقاما من الجمهورية الإسلامية التى كانت علاقاتها مع المملكة تمر بأسوء الأوقات .

ولما كان هؤلاء الثلاثة( عدنان عبدالصمد ، محسن جمال ، حسن حبيب ) من ضمن حملة الحج ، فقد تم إعتقالهم والضغط عليهم لتقديم أية معلومات ممكنة بخصوص وجود تنظيمات سرية كويتية ضمن الحجاج ، وحيث أن المذكورين معروف عنهم تقلب المواقف وأصحاب أملاك كبيرة لا يمكن لهم التخلى عنها فى سبيل مبادئهم ، فقد باعو آخرتهم بدنياهم وظهرت معادنهم الحقيقية فى هذه المحنة ، فاعترفوا على أخوتهم الحجاج فى مقابل ضمان سلامتهم الشخصية ، وتم ترتيب الأمر بحيث لا يتسائل الناس لماذا فقط تم إطلاق سراح عدنان عبد الصمد ومحسن جمال وحسن حبيب لذا فقد تم إطلاق سراح بعض الحجاج الآخرين كى تتم التغطية على الصفقة المخزية .

العجيب فى الأمر أن الناس قد صدقت القصة ورجع هؤلاء الثلاثة إلى مجالس العزاء فى الكويت ( يهنئون عوائل الشهداء بشهادة أولادهم ) وعندما يرجعون إلى بيوتهم وأولادهم ( يهنئون أنفسهم بعدم الشهادة ) والخروج من السجن ،

ويتبقى على عوائل الشهداء معرفة المجرمين الحقيقيين ومطالبتهم بدماء أولادهم المسفوكة ظلما وعدوانا ، وفضح هؤلاء حتى يعرفهم القاصى والدانى فقد إستمر تمثيلهم دور المظلوم على الناس فترة طويلة .

لقد حان الوقت كى تقوم السلطات السعودية بالمبادرة إلى كشف الحقائق كاملة أمام الرأى العام الكويتى وكشف أماكن الشهداء الأبرار وحتى يعرف الناس من هم هؤلاء الثلاثة .