أبتاه هذا السامري و عجله تبعا *** و مال الناس عن هارون
الشاعر الشيخ صالح الكواز
ينظم في رثاء فاطمة الزهراء (ع)
هل بعد موقفنا على يبرين***أحيا بطرف بالدموع ضنين
واد إذا عاينت بين طلوله***اجريت عيني للحسان العين
فتخال موسى في انبجاس محاجري***مستسقياً للقوم ماء جفوني
طلل نظرت نؤيَّه محجوبة***نظر الاهلة في السحاب الجون
تحنى على سفع الخدود كأنها***سود الاماء حملن فوق سفين
لم تخب نار قطينه حتى ذكت***نار الفراق بقلبي المحزون
الدهر اقرضه العمارة برهة***ثم انتحاه بخلسة المديون
وابتاع جدَّته الزمان بمخلق***ورمى حماه بصفقة المغبون
قال الحداة وقد حبست مطيهم***من بعد ما اطلقت ماء شؤوني
ماذا وقوفك في ملاعب خرّد***جدَّ العفاء بربعها المسكون
وقفوا معي حتى اذا ما استيأسوا***خلصوا نجيّا بعد ما تركوني
فكأن يوسف في الديار محكم***وكأنني بصواعه اتهموني
ويلاه من قوم اساء واصحبتي***من بعد احساني لكل قرين
قد كدت لولا الحلم من جزعي لما***القاه اصفق بالشمال يمين
لكنما والدهر يعلم انني***القى حوادثه بحلم رزين
قلبي يقلّ من الهموم جبالها***وتسيخ عن حمل الرداء متوني
وانا الذي لم اجزعن لرزية***لولا رزاياكم بني ياسين
تلك الرزايا الباعثات لمهجتي***ما ليس يبعثه لظى سجين
كيف العزاء لها وكل عشيّة***دمكم بحمرتها السماء تريني
والبرق يذكرني وميض صوارم***اردتكم في كف كل لعين
والرعد يعرب عن حنين نسائكم***في كل لحن للشجون مبين
يندبن قوماً ما هتفن بذكرهم***الا تضعضع كل ليث عرين
السالبين النفس أول ضربة***والملبسين الموت كل طعين
لو كل طعنة فارس باكفهم***لم يخلق المسبار للمطعون
لا عيب فيهم غير قبضهم اللوا***عند اشتباك السمر قبض ضنين
سلكوا بحاراً من دماء اُمية***بظهور خيل لا بطون سفين
ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكوا***نصباً بيوم بالردى مقرون
حتى اذا التقمتهم حوت القضا***وهي الاماني دون خير امين
نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها***كالنون ينبذ بالعرى ذا النون
فتخال كلا ثمّ يونس فوقه***شجر القنا بدلاً عن اليقطين
خذ في ثنائهم الجميل مقرّضاً***فالقوم قد جلوا عن التأبين
هم أفضل الشهداء والقتلى الالى***مدحوا بوحي في الكتاب مبين
ليت المواكب والوصي زعيمها***وقفوا كموقفهم على صفين
بالطف كي يروا الالى فوق القنا***رفعت مصاحفها إتقاء منون
جعلت رؤوس بني النبي مكانها***وشفت قديم لواعج وضغون
وتتبعت اشقى ثمود وتبع***وبنت على تأسيس كل لعين
الواثبين لظلم آل محمد***ومحمد ملقى بلا تكفين
والقائلين لفاطم آذيتنا***في طول نوح دائم وحنين
والقاطعين اراكة كيما تقيل***بظل أوراق لها وغصون
ومجمّعي حطب على البيت الذي***لم يجتمع لولاه شمل الدين
والداخلين على البتولة بيتها***والمسقطين لها اعزُّ جنينِ
والقائدين إمامهم بنجاده***والطهر تدعو خلفه برنين
خلوا ابن عمي أو لا كشف للدعا***رأسي وأشكو للاله شجوني
ما كان ناقة صالح وفصيلها***بالفضل عند اللّه إلا دوني
ورنت الى القبر الشريف بمقلة***عبرى وقلب مكمد محزون
قالت واظفار المصاب بقلبها***غوثاه قلَّ على العداة معيني
ابتاه هذا السامري ***تبعا ومال الناس عن هرون
أي الرزايا اتقي بتجلد***هو في النوائب مذ حييت قريني
فقدي أبي ام غصب بعلي حقه***ام كسرَ ضلعي ام سقوط جنيني
ام أخذهم ارثي وفاضل نحلتي***ام جهلهم حقي وقد عرفوني
قهروا يتيمك الحسين وصنوه***وسألتهم حقي وقد نهروني
باعوا بضائع مكرهم وبزعمهم***ربحوا وما بالقوم غير غبين
ولربما فرح الفتى في نيله***ارباً خلعن عليه ثوب حزين
واذا أضلّ اللّه قوماً ابصروا***طرق الهداية ضلة في الدين
________________________________________
36 النؤي بالتشديد وضم النون وكسر ما بعدها. والنؤي كهدي ـ الحفر حول الخباء والخيمة يمنع مسيل الماء وانأى الخيمة عمل لها نؤيا (ق) وارق منه قول العلامة السعيد الحبوبي:
يطلب الرسم فلا يعرفه***كهلال الشك يبدو ويزول
37 الصواع لغة في الصاع وهو مكيال يسع اربعة امداد وجاء في القرآن الكريم (نفقد صواع الملك).
وابدع السيد السعيد الحبوبي بقوله من قصيدة:
احبتنا الذين قد استقلوا***رويدكم التحمل والزماعا
فاخوة يوسف خلصوا نجياً***وقد صحبوا فؤدى لا الصواعا
38 المسبار ـ ما يسبر به الجرح. والسبر امتحان غور الجرح.
39 وقد حذا فيه حذو النابغة الذبياني بقوله:
ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم***بهن فلول من قراع الكتائب
وهو من شواهد البديعيين في باب المدح في معرض الذم.
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
صدق الله مولانا العلي العظيم
سورة الفرقان آية رقم 43
المفضلات