شكرالأبن العم السيد الجليل هاشم على التواصل مع الموضوع.

نتابع الموضوع:

الخطبة المتقدمة توضح بمالايدع مجالا للشك بإن الرسول(ص) قدأوصى، وبأمرمن الله، لمن يخلفه في قيادة المسلمين بعد وفاته.

وبعد تلك الواقعة والبيعة المباركة، نصب الرسول(ص)، للإمام خيمة وأمرالمسلمين بتهنئته والسلام عليه، فكان أول المهنئين له الشيخان أبوبكر وعمر، حيث قال كل واحد منهما له:

(بخ بخ بك ياإبن أبي طالب، صرت مولاي ومولى كل مؤمنة ومؤمنة).

كل ذلك لاينكره عامة المسلمون من أهل السنة!! لكنهم يفسرون تلك البيعة بالمحبة والولاء دون الإلزام بوصية خلافة، تصحيحا لمن تآمر وإستحوذ على الخلافة والزعامة في مهزلة سقيفة بني ساعدة!! بعد وفاة الرسول(ص).

ومن أجل تصحيح عمل الصحابة، وإفتراض حسن النية، ومصلحة الإسلام، فيما قاموا به في سقيفة بني ساعدة، من إختيارإبي بكرخليفة للمسلمين، يستميت علماء أهل السنة في نفي كون بيعة غديرخم خاصة بخلافة وصي للرسالة، والتركيزعلى مسألة الشورى في الخلافة، أوكل ماقام به الرسول (ص)، في أواخرأيامه هوالطلب من أبي بكرإمامة الصلاة، تاركا
الأمرفوضى للمسلمين!! أن يختاروا من يروه صالحا لزعامتهم!!!!

لذلك يطرحون بعض التساؤلات في محاولة منهم صرف الخلافة الشرعية عن الإمام علي(ع) وحصربيعة الغديرفي الحب والموالاة فقط!!!!

يسألون لوكانت بيعة الغدير، تبليغا من الله في خلافة من يخلفه بعد وفاته!! لكان يجب أن يصر الرسول(ص)عليها، ويفرض الخليفة ولوبالقوة!! وهؤلاء المحتجين على عدم إصرارالرسول(ص) وفرض الخليفة بالقوة وبأية وسيلة كانت!!

وكأنهم نسوا بإن الرسول(ص) مأمور!!! في مثل تلك الحالات، ولايتصرف طواعية والآية صريحة من سورة الغاشية : (فذكر*20 إنماأنت مذكر* 21 لست عليهم بمصيطر*22)

لذلك، فأي تساؤل لِمِ لم يحاسب!!! أولم لم يقصي!!! أولم ليم يبعد!! أوحتى لم لم يقتل!! من تآمر وحرف وإغتصب وإستولى بالمكروالقوة على الخلافة!!!!! يعتبربحد ذاته تعدي صارخ على صاحب الرسالة، ومحاولة إنزاله منزلة البشرالعادي، لمحاكمته ومحاسبته ورمي الخطأ عليه!!!

كبرت كلمة تخرج من أفواههم، وكأنهم نسوا بإن التكليف على قدرالإستطاعة، والآية صريحة

(لايكلف الله النفس إلا وسعها).

لذلك عيب وخزي فظيع على المسلم أن يبدأ بمحاسبة ومقاضاة نبيه!! في وقت يستميت فيه للتبريروالترقيع لمن خالف نصوص الكتاب وأوامر الرسول (ص)!!! بحجة تنزيه الصحابة من الخطأ، حفظا لكرامتهم !!!!

فمن تعنيه وتؤرقه كرامة الصحابة!!!!! حري به أن يثور ويتأثرقبل ذلك!! على كرامة وهيبة ومكانة نبيه قبل كل شئ!!! وعلى نصوص الكتاب التي تأمر وتشددعلى إطاعة الرسول(ص)، المقرونة بطاعة الله.

وأيضا، هناك البعض من يضع الخطأ على الإمام علي(ع)، في قبوله مبايعة من إغتصب الخلافة!! وهؤلاء أيضا يتناسون بإن المسألة ليست ملكا، ولاكرسياأوسلطانا حتى ينازعهم الإمام(ع) عليه. بل كل المسالة مسألة تكليف من الله، وعندما تكون المسألة تكليف ولاشئ آخر!!!!!! فالمبدأ واضح جدا للرسول(ص)، كما هوواضح للإمام(ع):

(لايكلف الله نفسا إلا وسعها)

سعى الإمام ودعى وحاول ولكن بما أوصاه به الرسول(ص)، حفاظا وإبقاءاعلى سيرالدعوة، وإن كان المتصدين والداعين لها غيركفوئين ومعصومين في نشرها!!! وكان في كل تصرف من تصرفاته مقتديا بإخيه الرسول(ص).

وللموضوع بقية: