فوزية سالم الصباح
alsabah320@hotmail.com
لم اتوقع ما قاله الدكتورعبدالله النفيسي في الندوة التي اقامتها قناة «الجزيرة» الفضائية الاسبوع الماضي، والذي لايمكن الا ان اطلق عليه سوى افلاس سياسي لرجل قدم لنا نظريات سياسية تبين انها ليست سوى احلام يقظة لاصلة لها بالواقع او المنطق.
فبعد ان شحت نظرياته السياسية الخيالية خرج الينا بنظرية قريبة من نظرية تنظيم القاعدة في العراق، والتي حاول تنظيم القاعدة تطبيقها، ولكنه فشل فشلا ذريعا، وهي اثارة الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة في العراق، لانها النظرية الوحيدة التي يدعي اصحابها انها ستفشل المخطط الاميركي في العراق وفي المنطقة, الا ان هدفهم الحقيقي والمبطن من وراء هذه النظرية الزرقاوية ليس افشال المخطط الاميركي، بل هو عدم السماح بان تدير الغالبية مقاليد الحكم، اي عدم السماح للشيعة بحكم العراق، لان اصحاب هذه النظرية وهم (متطرفون) يعتقدون ان شيعة العراق سيكونون اخطر من الاحتلال الاميركي عليهم في المستقبل ولا بد من محاربتهم بشتى الوسائل, بل ومن وجهة نظري، فان الاقلية التي حكمت العراق سابقا وتنادي كذباً بخروج الاميركيين هي المستفيد الاكبر من وجودهم، لان الاميركيين قاموا بحمايتهم من الاكثرية، وان خرج الاميركيون اليوم سيكونون المتضرر الاول، وهم يعرفون ذلك جيدا، ومن ثم فان نظرية المقاومة التي ينادون بها هي في الحقيقة ليست الا اكذوبة وهدفها الوحيد الدفاع عن مصالحهم.
وقال النفيسي: «ان العراق في عهد صدام كان افضل مما عليه الان»، ونسي وتناسى ان صدام حصد الملايين من البشر خلال فترة حكمه.
وطالب النفيسي المملكة العربية السعودية بشكل واضح وصريح بالتدخل ميدانيا لصالح العرب السنة ضد العرب الشيعة في العراق وقال : «حتى يكون هناك توازن في القوة في الميدان، لان ايران تساند الشيعة العرب، فلابد للمملكة العربية السعودية ان تساند السنة العرب ميدانيا, حتى يضطر ــ أي الشيعة والسنة ــ الى الجلوس والتفاوض», والمساندة الميدانية لا تحمل معنى آخر.
وفي الحقيقة انا لا اعتقد ان المملكة العربية السعودية ذات السياسة الحكيمة، او أي دولة خليجية او عربية ترغب بان تزج بنفسها في نصرة طرف ضد طرف في العراق.
كما اننا لا نتمنى ان نكون سببا في اراقة المزيد من دم الشعب العراقي، لأي سبب كان، كما ان اثارة الحرب الطائفية في العراق ستحرق الاخضر واليابس ليس في العراق وحده، بل حتى في الدول المحيطة بالعراق وبالتأكيد الدول الصغيرة ستكون المتضرر الاول.
واقولها ثانية للدكتور النفيسي الذي أكن لشخصه كل احترام وتقدير، ان من يدعي المقاومة الان في العراق وخصوصا اعوان صدام ومن يعمل معهم من الارهابيين ليس هدفهم تحرير العراق، لان العراق، ليس لهم وحدهم وهم ليسوا سوى اقلية، ولكن هدفهم بالاضافة إلى منع الغالبية من الوصول إلى الحكم هو الوصول الى السلطة مجددا او اعادة حزب البعث العراقي لانه الوحيد القادر على حماية مصالحهم التي اكتسبوها من غير وجه حق طوال الثلاثين عاما،على حساب جماجم الآخرين, هؤلاء الذي يطالب النفيسي عبر وسائل الاعلام المملكة بمساعدتهم ميدانيا وليس فقط ماليا غالبيتهم ممن استباحوا بلده الكويت، وعاثوا فيه فسادا وشردوا شعبه في كل انحاء العالم.
هؤلاء هم من انتفخت بطونهم من ملايين صدام، ولولاهم لما تمكن صدام من البقاء على الكرسي طوال الثلاثين عاما،وهم الان اصبحوا يمدون الارهابيين والقتلة بأموال العراقيين التي سلبوها منهم في غفلة من الزمن لقتلهم بها، معتقدين ان عقارب الساعة ستعود الى الخلف.
ملحوظة : ارى انه بات من الضروري ان تكون لدول الخليج علاقات مميزة ومتوازنة مع الاطراف العراقية كافة، وليس على حساب طرف ضد طرف آخر، ولا علاقة لنا بدور ايران ومصالحها في العراق.
محامية وكاتبة كويتية
المفضلات