بين ضلالتين
في واقع الساحة السياسية الكويتية العامة و الشيعية الخاصة نجد اطياف مختلفة من انواع و اشكال التيارات التي تسعى لجذب الناس لها و لتكبر بذلك شعبيتها و بالتالي قوتها ....
هذا الواقع المتنوع من التيارات هو نتاج احداث و مراحل مرت بها و تجارب خاضتها هذه الجماعات ...
و في خضم هذه الجماعات تعيش جماعة في حالة عداء مع الكل ... لم يبقى لها صاحب و لا رفيق الا نفسها المتعصبة المنغلقة عن الحوار ...
تجلس هذه الجماعة على تل المشاكل التي أثارتها على امتداد التاريخ السياسي الكويتي العام و الشيعي الخاص ... تجلس واضعةً يدها على خدها متحسرةً على ما صنعته و على ما ارتكبته من خلافات مع الاخرين جعلها تعيش الانغلاق عنهم و جعلتهم يعيشون النفور منها ... وحدة قاتلة ... تتجلى بعصبية و وحدوية الطرح و الرأي الغير قابل للحوار ...
و من جرائم هذه الجماعة على مستوى الساحة الكويتية الشيعية هي فتنة توحيد المرجعية و تقليد ولي الفقيه ...
حيث انتشرت ايام الثمانينات اشرطة للشيخ الكوراني يدعوا فيها لتقليد ولي الفقيه على اساس انه افضل لقوة الامام الخميني قدس سره ... ضاربا بعرض الجدار بآراء العلماء بتقليد الاعلم و ابراء الذمة في التقليد ...
كلام الشيخ الكوراني في ذاك الشريط خلق حركة من تغيير و تحويل التقليد في اواسط المؤمنين، لا سيما في جمعية الثقافة، من السيد الامام المجدد الخوئي الى السيد الامام الخميني قدس الله سرهما ...
و كانت هناك باصات تخرج لعالم هنا و هناك تحمل نسوة يغيرن تقليدهن ...
على اساس تقليد ولي الفقيه ... ؟! ... و اي مطلع على اي رسالة عملية لأي عالم يعلم جيدا بطلان هذا الاساس ...
هذا من ناحية و من ناحية انه في فترة الثمانينات مسألة الاعلمية كانت محسومة للسيد الخوئي بشكل عام ... حيث ان السيد مجدد في علم الرجال و الحديث ... و مقام اعلميته واضح من هذه الناحية ... حيث انه كل قرن او قرنين يخرج لنا مجدد يجدد في علم الحديث و الرجال و يكون هذا المجدد على مستوى عالي جدا من العلم منقطع النظير في زمانه ...
ثم و ان لم يثبت عند هؤلاء اعلمية السيد الخوئي و ارادوا تحويل تقليدهم ... الاجدر كان عليهم ان يقلدوا من يرون اعلميته او ان يعتمدوا اساس آخر يبرأ الذمة ... اما تقليد على اساس ان هذا المرجع هو ولي الفقيه فهذا ما لا يقول به اي جاهل مطلع على رسالة عملية فما بالك بالعلماء ...
و أخذت مسألة تحويل التقليد تنتشر و تنتشر و يزداد حجمها ... الا ان بلغ في الناس المبلغ ان أخذوا يتعرضون للسيد الخوئي بالسوء و بالكلام الجارح ... و من على منصة مسرح جمعية الثقافة و من على منابر حسينيات الحريم ... خصوصا من طرف نسوي فعال حاليا في حركة التوافق ... و الناس بدأت ترى ضلال السيد الخوئي ...
و ليت شعري اذا كان السيد الامام المجدد أبو القاسم الخوئي ضال فمن منا على هدى ...
تردد الكوراني و تراجع عن موقفه و كلم هذا العنصر النسوي الفعال حاليا في حركة التوافق ... الا انها ابت و استمرت ...
و لكن الشيخ عبدالله دشتي حفظه الله و ببركة مجهوداته وضع حدا لهذا الامر في حسينيات الحريم ...
و ها نحن و قد استعرضنا التاريخ لا نتعجب من تضليل هذه الجماعة للسيد المجاهد محمد حسين فضل الله حفظه الله ... فالاخوة اصحاب سوابق في تعصبهم و عنادهم و باطلهم ...
و بين ضلالتين ... ضلالة الخوئي و ضلالة فضل الله ... نعيش حب هذين المرجعين الشامخين في قلوبنا و حركيتنا على الساحة ... و نعيش حب الامام الخميني و الامام الخمنائي بانفتاح و من غير تعصب ... فلا الامام الراحل و لا السيد القائد و لا السيد فضل الله و لا الامام السيد الخوئي معصومين ... نقدنا الموضوعي يطالهم و يطال غيرهم ... بل ان حبنا لهم هو نتيجة قراءة نقدية موضوعية ... متجردة من الانحياز و التعصب و الخيال ... قراءة واقعية لجهود هؤلاء العلماء الاعلام ...
و بين ضلالتين ... ضلالة الخوئي و ضلالة فضل الله ... اي نعم السيد الخوئي ضال و مضل ... و السيد فضل الله ضال و مضل ... فقد اضلا طريق الشيطان و تجنباه لأنهم اساسا لم يطلباه ... و اضلونا معهم عن طريق الشيطان و الكفر و النفاق ...
و اهتدو الى طريق الله ... الصراط المستقيم ... و نحن نسير بضوء نورهم و شموع جهودهم التي لن تنطفي ...
"يريدون ليطفؤوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"
....
عابدي بهبهاني.
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
صدق الله مولانا العلي العظيم
سورة الفرقان آية رقم 43
المفضلات