غابة نيونجوي (رواندا) ـ رويترز


تحدوا هجمات المتمردين وخاضوا في المياه التي تعج بالتماسيح لينجزوا رحلتهم التي استمرت 80 يوما في اطول أنهار العالم حتى وصلوا لما قالوا انه المنبع الحقيقي لنهر النيل. وقال المستكشفون الثلاثة، وهم بريطاني ونيوزيلنديان، انهم أول من قطع النهر من مصبه الى «منبعه الحقيقي» في أعماق غابة نيونجوي الكثيفة. وقال المستكشف البريطاني نيل مكجريجور للصحافيين أخيراً: «ان كتابة التاريخ ستعاد. هذه هي نهاية رحلة مرهقة ومذهلة استمرت 80 يوما».


وفي الرحلة التي اطلق عليها اسم «صعود النيل» قطع المستكشفون الثلاثة مسافة 6700 كيلومتر في ثلاثة قوارب من مصب نهر النيل في البحر المتوسط وعبر خمسة دول، وصولا الى ما قالوا انه منبع نهر النيل. وواجه ماكجريجور ورفيقاه النيوزيلانديان كام ماكلي وجارث ماكينتاير هجمات المتمردين في شمال أوغندا، والتي أودت بحياة أحد أفراد فريقهم، وتغلبوا على تقلبات المناخ والمنحدرات الحادة في مجرى النهر والمياه التي تعج بالتماسيح قبل الوصول الى نهاية رحلتهم. وتعين عليهم قرب نهاية الرحلة التخلي عن التنقل بقاربهم الصغير والسير لمسافة بلغت 70 كيلومترا لمدة سبعة أيام عبر غابة كثيفة واضطروا أحيانا الى السباحة في مياه النيل الجارفة. وقال ماكجريجور: «لقد اتبعنا نهر كاجيرا حتى أطول فروعه الممتد في غابة نيونجوي وهي النقطة التي ندرك الآن انها أطول منبع لنهر النيل». ويعتقد الفريق الذي استخدم أثناء الرحلة نظام تحديد المواقع العالمي وقوارب بخارية مطاطية أن نهر النيل أكثر طولا بمسافة 107 كيلومترات عما كان يعتقد سابقا.

وأثير الجدل بشأن المنبع الحقيقي لنهر النيل منذ نهاية الخمسينات حين خاطر مستكشفون مثل البريطاني جون هانينج سبيك بسمعتهم وثرواتهم بل وحياتهم لمحاولة اكتشافه، لكن لم يتم وضع خريطة موضحة للمنطقة وتقديم إجابات للكثير من الاسئلة بشأن النهر ومنبعه الا في عام 1864 حينما بدأ الصحافي الاميركي هنري سانلي رحلة بحث عن المستكشف التائه ديفيد ليفينجستون حتى عثر عليه ثم ابحرا معا في عام 1871 في بحيرتي فيكتوريا وتنجانيقا للمرة الاولى.

لكن ما اعلنه المستشكفون الثلاثة لم يقنع جميع الخبراء. وذكرت «الجمعية الجغرافية الوطنية» على موقعها الالكتروني نقلا عن باسكوالي سكاتورو الذي وثق رحلته «هبوط النيل الازرق» في فيلم «سر النيل» الذي صور بكاميرا ايماكس قوله ان «ادعاءهم بانهم عثروا على منبع جديد لنهر النيل يعتمد على ما يمكن اعتباره منبعا مهما للنهر». واضاف الموقع نقلا عن روبرت كولينز مؤلف كتاب «النيل» قوله «انهم يتحدثون عن اختلاف يبلغ عدة أميال. لقد خرج هؤلاء الشبان بحثا عن المغامرة وانا اؤيدهم في ذلك».