GMT 8:00:00 2006 الأربعاء 29 مارس


الأقمار الصناعية ترصد حلقات غريبة قرب الأهرامات


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


يعود اللغز، الذي طالما أنهك عقول خبراء الآثار منذ سنين طويلة، ليكتنف مجدداً سحر مصر القديمة وعطرها. وتتشابك التفسيرات المتعلقة بعلم الباطن( أو "الدين الحق" esotericism) وعلم "الصحون الطائرة" مع تأويل أكثر احتراماً لتراث الفرعونيين حيال الاكتشاف الأخير والرائع الذي رصدته الأقمار الصناعية في بلاد النيل. وفي الأسبوع الفائت وأثناء عملية تخطيط منظّم أشرفت عليها الأقمار الصناعية وغطت أماكن الحضارة المصرية القديمة الرمزية، رُصدت حلقات غريبة، شكلها دائري مثالي، خارج وسط منطقة سهل الجيزة(مركز الحضارة المصرية) التي تتراوح مساحتها ما بين 500 متر وكيلومتر واحد. وعلى بعد مئات معدودة من الأمتار من أبو الهول، اكتشفت كاميرات الأقمار الصناعية الجبارة دزينة من الحلقات الدائرية التي تتراصف مع أبو الهول وفق خط عمودي جنوبي شمالي. ويصعب تمييز تلك الحلقات على الأرض كونها تآكلت مع مرور القرون نتيجة مفعول العواصف الرملية التي موٌجت الصحراء عبر طبقات عدة، صلبة وهشّة في الوقت ذاته. وحتى اليوم، لم يعط علماء آثار مصر تفسيراً رسمياً واضحاً حول الاكتشاف الجديد غير الاعتيادي.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


من جانبه لم يدل المجلس المصري الأعلى للآثار الذي يرعى إعداد الخرائط بواسطة الأقمار الصناعية (بدعم من المعهد الجغرافي الوطني)، بتصريحات مقنعة حول ظاهرة الحلقات هذه. على أية حال، يعتقد باحثو المجلس المصري أنه ليس هناك سبباً لعدم ربط الاكتشاف الأخير بعالم مصر القديمة المتنوع، الأسطوري والديني. لذا، ينبغي تفسيره باللجوء إلى المعطيات المتوفرة حول عالم الفرعونيين ومجتمعهم. هذا ويريد البعض من علماء الآثار إقامة علاقة مباشرة بين أبو الهول والحلقات ال12 المكتشفة. فشكلها الجيومتري البسيط لكن المثالي يغني وظيفتها ويشرٌعها كي تكون "حارسة" المنطقة المقدّسة لسهل الجيزة ومقبرته الأثرية. كما أن هذه الحلقات تُضاف لإكمال العناصر المكتشفة مؤخراً والمعلقة بتمثال أبو الهول(نصفه يمثل رجلاً والنصف الآخر تمثالاً). وقد يُنسب تراصف الحلقات طوال خط مستقيم مع أبو الهول، وهو ترتيب لم يأتي مصادفة على ما يبدو، الى تكافؤ فلكي ما وربما تم توجيه تلك الحلقات اعتماداً على مجموعة نجوم ثابتة، كانت مرئية جداً إلى فلكيي المحكمة الفرعونية العليا.

ولتفسير الأشكال الهندسية الجيومترية الجديدة، سيستعين الخبراء بنص هام يعود إلى مملكة مصر القديمة، حين بنى الفراعنة تمثال أبو الهول العام 2500 قبل الميلاد، وكتب في لغة هيروغليفية قديمة تأتي في محتواه عبارة "هو الذي خُلق كحلقة". ويصف علم الأساطير المصري القديم، الهادف الى تبسيط مفاهيم الثيوغونيا(مبحث أصل الآلهة وتحدرها)، الكون الكامل بأنه كان امتداداً لمصر ليعتنق هكذا صفة "السماوية". لذا، فان شكل الحلقة التي نادراً ما ظهرت على السطح مقارنة بالأشكال الجيومترية الأخرى، ليست إلا تمثيلاً للكون لحظة ولادته، في ليل الأوقات. ومن المنطقي إيجاد هذه الحلقات، في مقبرة الفرعونيين الضخمة بسهل الجيزة، أين تمتع المصريون القدماء بحياة أبدية سهلة التمييز من الوجود الدنيوي، وذلك للإشارة إلى ولادة الكون.