صاحب مسجد أبي الفضل العباس في منطقة صباح السالم يشتم السيد نصر الله ويسميه حسن نصر الشيطان
حسن نصر الشيطان
2020-07-09
عباس بــن نخي
أعلَم أنه لا يرى قيمة لمثل هذه المقالة، التي لا يبلغ قراؤها قطرة في بحر جماهيره، ولا يحسب هذه الأقوال والكتابات خطباً يعبأ به، ولا أمراً يستحق أن يعيره التفاتاً، وماذا عساها أن تفعل أو تؤثِّر، وهو يُسمع خطابه الأمة بأسرها، ويبث سحره عشرات الملايين، تحوم به ـ بعد الفضائيات ـ أسراب ذبابه الألكتروني القذر، لتنقل الجراثيم والعدوى حيث تحط، أو تزعج بطنينها الأيقاظ والأحرار، الذين أبوا أن يكونوا قطيعاً في حقله يرتع، أو في حظيرته يقبع، استخفَّهم فأطاعوه، رضوا لأنفسهم حلوم الأطفال، وعقول ربَّات الحجال.
ولكنه شجو جريح، وأنَّة مُلتاع حزين، وزفرة شفيق مكلوم، أفرِغ بها تكليفي، وأبلغ بها حُجَّتي عند ربي، وأتمُّها على أهلي وصحبي…
لم يكن السيد حسن نصرالله منحرفاً في عقائده ولا ضالاً في مذهبه، كان شيعياً ولائياً، وحتى في قناعاته السياسية وتوجهاته الثقافية، كان يحسب فضل الله في الأذلَّاء الخانعين، و”زلمة” آل الأسعد وغيرهم من الرأسماليين والإقطاعيين، ويرى حزب الدعوة فذلكة وتوليفة تخدم الإستعمار، وصيغة حركية تعيق تقدُّم المجاهدين لصالح الاستكبار، وكان يعلم جيداً أن فضل الله سيف مُشهَر على عنق المقاومة، وخنجر مغروس في خاصرتها، وأنه اليد الخؤونة التي طالما سرقت أموالها واختلست، بل انتهبت، حتى أثرت باسم دعمها، وأغوت واجتذبت وكبرت على حسابها، بأكذوبة المرشد الروحي لها!
ولكن، يا للشقاء، ويا للاستدراج الشيطاني، يا لـ “خطوات على الطريق”، أخذته شيئاً فشيئاً حتى أسقطته في الحفيرة، وأطعمته الشراك، وانتهت به إلى الهلاك… وقع نصرالله في الدجل ودخله من أوسع أبوابه، وقام للغش والافتراء إماماً في محرابه، وبات علماً في الإغواء لا يُبارى، ورمزاً في الإضلال لا يُجارى، وغدا الكذب والتزييف، والتزوير والتحريف، فنُّه الذي يتقن، ولعبته التي يُحكِم ويجيد.
وبلغ في ذلك أن أعلن منذ سنوات ـ على حين غفلة ـ أنَّ مرشده الروحي هو الشيخ بهجت! هذا العارف الكامل الذي يرى فضل الله تجسيداً للشيطان، ثم يراه هو آية للرحمن! وما زال يثني عليه ويطري في غير مناسبة وبكلِّ عنوان، فيا لله وللمرشد والحكيم الرائد! دخل في حرب الشعائر الحسينية، وهو الذي سعى لتأسيس مواكب الزنجيل من قبل! وقلَب ـ بسهولة ـ مسوِّغات قناعته هناك، وجعلها مادة إقناعه الناس هنا!
وراح يتحدَّى العقيدة وحصون المذهب وقلاع الدين، مستغلاً المقاومة وموظفاً تعاطف الناس، ومضى يستضعفهم بخطاب من استخف قومه فأطاعوه، وابتذلهم وأهان عقولهم بمغالطات ومصادرات على طريقة الشياطين ونهج الأبالسة الملاعين، حتى جعلهم اليوم مزارعين!
نحن لا ننطلق من عواطف وأحاسيس، وإن سمت وكانت أعظم عبادة، ولا من أحقاد ومعاداة وسابق رفض وبراءة… إنه رأي مراجعنا العظام وحوزاتنا الأصيلة الشريفة، وموقف زعمائنا الحقيقيين، المنزَّه عن عبث السياسة والاتجار بالدين.
أبشر يا نصرالله ببلاء لا يردُّه عنك أحد، وقد قطعت بنفسك وأخليت بإرادتك يديك من حبل الله المتين، دمرت كلَّ تاريخ مشرق، وطمست كلَّ ذكرى عزيزة شريفة، وأهدرت دماء الشهداء، الذين لو انكشف لك الغطاء لسمعت لعنهم لمن تُعظِّم وتمجِّد، ورأيت غضبهم وسخطهم مما تفعل وتفتري، وغيظهم مما تبيع وتشتري.
اللهم إني أستغفرك لكل دعاء تضرعت به إليك لحفظ هذا الشقي، اللهم إني أتوب من كل صدقة أخرجتها لتدفع البلاء عن هذا الطاغي الباغي، اللهم إني أبرؤ إليك من ضلاله وانحرافه، اللهم إني لا أستبدل ولائي لفاطمة الزهراء بهذا الحطام، ولا أبيع ديني أو أفرِّط بآخرتي لهذا الضياع والظلام.
اللهم إنه أبى أن يمضي في دربه وينشغل بسياسته حتى ينتقص من ديننا، وآل على نفسه أن لا يذهب في سبيله حتى يهتك مقدساتنا، وينال من عقائدنا ومسلَّمات مذهبنا، وينصر الباطل بكل ما ملك من بطش وقوة، وصار فيه من مكانة وذروة، بلغها وتسنَّمها على أجساد الشهداء الأبرار، وركام اعتلاه من تضحيات آلاف المخلصين الأحرار، التي لم تقدَّم إلا في سبيل فاطمة وبنيها، وعلى مذبح حبِّ علي وولائه!
.. جاء الأخرق الجهول، المتكبِّر المتغطرس، وجعلها سلعة صفقته الخاسرة، واتخذها ورقة مقامرته، ودابة يركبها في ضيعته ومتاهته.
اللهم لا سلاح نملك ولا عتاد، ولا شيء في دينك وشرعك يبيح لنا مواجهة هؤلاء ومقارعتهم بأساليبهم، إلا الدعاء… اللهم إنه قد استسنَّ في غلوائه، واستمرَّ في عدوانه، وأمن بما شمله من الحِلم عاقبة جرأته عليك وعلى أوليائك، ولا سيما سيدة نساء العالمين، وقد استخف بخطرها، وتهاون بخطبها، ونصر عدوِّها، ولك اللهم لحظات سخط بياتاً وهم نائمون، ونهاراً وهم غافلون، وجهرة وهم يلعبون، وبغتة وهم ساهون، اللهم عليك بمن كفروا كما جاء في وعيدك: “وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم”…