قمر صناعي لرصد الأهلة وتوحيد الشهور العربية بين الدول الإسلامية

بتكلفة 9 ملايين دولار


تعتزم منظمة المؤتمر الاسلامي إطلاق قمر صناعي إسلامي لرصد الأهلة بهدف توحيد دخول الشهور العربية والمناسبات الدينية في كافة أنحاء العالم الاسلامي.
وستناقش الأمانة العامة للمنظمة في اجتماعها التحضيري لمؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في دورته الـ 32 الذي سيعقد مطلع الاسبوع المقبل في مدينة جدة (غرب السعودية) إطلاق المشروع خلال عامين بعد اقراره من وزراء خارجية الدول الاسلامية.

وأوضحت مصادر مطلعة في منظمة المؤتمر الاسلامي لـ«الشرق الاوسط» أن تكلفة المشروع تبلغ حوالي ثمانية ملايين دولار بناء على دراسة تقدمت بها دار الافتاء المصرية والأزهر، وتمت الموافقة مباشرة على المشروع من قبل 18 دولة من أصل 57 دولة اسلامية عضوا في المنظمة.

ويتوقع أن يلقى المشروع تحفظات من بعض الدول الاسلامية، حيث كان المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي أثناء رئاسة الشيخ عبد الله بن حميد، أصدر بيانا يوضح فيه عدم الحاجة لتوحيد الاهلة وترك الموضوع لدور الافتاء لإقرار ما تراه ملبيا لمصلحتها الاسلامية على حد نص الفتوى.

ونفت المصادر أن يجري اقرار المشروع بناء على «التصويت» تحسبا للانتقادات المتوقعة وانما سيعامل القرار على اساس «الاجماع» بعد دراسته بشكل تفصيلي من قبل وزراء خارجية الدول الاسلامية وبحث ما سيترتب عليه الامر من توحيد لكلمة المسلمين في شعائرهم الدينية, ووقف مظاهر الاختلاف خاصة عند دخول شهر رمضان الكريم وشهر ذي الحجة وهما الشهران اللذان تترتب عليهما مواقيت الصوم والاعياد والوقوف بعرفة وعيد الاضحى. كما أشارت المصادر الى أن الموافقة على القرار لا تلزم الدول التي ستبدي تحفظاتها على أصل المشروع. وحول تمويل المشروع في حال اقراره قالت المصادر، إن المجال سيكون مفتوحا للدول والهيئات والبنوك الاسلامية المهتمة بالمشاريع الاسلامية التي تهدف الى توحيد الصف الاسلامي، دون أن تكون هناك حصص ملزمة على الدول الموافقة باعتباره مشروعا يصب في خدمة العالم الاسلامي.

وكانت الفتوى التي أقرها مجمع المجلس الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي قبل ربع قرن تقريبا أكدت أنه لا حاجة إلى الدعوة إلى توحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي، وأكدت أن توحيد الأهلة لا يكفل وحدتهم «كما يتوهمه كثير من المقترحين لتوحيد الأهلة والأعياد». ودعا المجمع الذي كان يضم في عضويته حينها كلا من الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد علي الحركان وأبو الحسن الندوي، إلى إسناد قضية إثبات الهلال إلى دور الإفتاء والقضاء في الدول الإسلامية «لأن ذلك أولى وأجدر للمصلحة الإسلامية العامة».

ويأتي ذلك في الوقت الذي اتفقت فيه اللجنة الإسلامية العليا للقمر الصناعي برئاسة الدكتور علي جمعة مفتي مصر والتي تتألف من 15 عضوا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين على اسناد تصنيع القمر الصناعي الى شركة اجنبية بعد توفير التمويل المادي اللازم لتنفيذ المشروع.