أيا رجل السلام إليك مني سلام العدل أنت به جدير
تنفس أيهــا القلب الكبــيــر ليــدفق بالحــيــاة دم طهــور
فكم نبـضت على فـمك القـوافي وكم راحت تثــيـربما تشــيــر
وكم غـنـت على نغم الســواقي مع الطيــر الغــريب وقد تطيــر
أيـا قلب الحـبـيب إلـيـك مني سـلام القلب مـا فــاح العـبـيـر
مع النسـمات أبعـثـه صبـاحـاً يضـمـخـه النـدى وتـفي الزهور
تبـاركـه الربـى في كل فـجـر يــؤذن فــيــه حـرٌ لا يجـور
سـمعـتك يا فـؤاداً ذاب حـبـاً تـنـاجي الله والنـجـوى عـبـور
رأيـتـك في الأنـام مـعين حب وكــأس الكــره بالبلـوى تـدور
عـجـبت لمن يعب ولا يبــالي بكـأس أوحلت فـيــها الشــرور
فـيبغض في الشـمال ولا شعـور ويـفـتن باليـمـين ولا ضـمـيـر
وأنت على ضـفــافك أي وحي تـرتّـلـه وأي دم يـفــــــور
دمــاء الطف تخـفق في الحنايا بقـــران على الدنـيــا ينيـــر
على جنبــيك أنـى رُحْتَ زَرِعٌ وأرض أوغلت فــيـها الجـــذور
ويشـمخ حـولك الشجر المغـذّى على عــز الجــذوع ولا يبــور
وتسـرح خـضرة ويموج قـمح وتمــلأ من لالــئك البــحــور
أفـضل الله من قـبـسـات بيت تقـدس بالرســـالة فـــيك نـور
رســـول الله منـك على يمين يبـــارك مــا وعى حـرٌ أسـير
أمـيـر المؤمنين على شـمـال ومن كـفـيـه ينسـكـب الغــدير
وفـــاطم تمسح الالام حــتى يعـود لفيضـــه قلـب كـسـيـر
لهــذا الفـضل تنمى حين ينمى فـقـيــه أو زعيـــم أو أمـيـر
نقـاء حـجـى وخط مسـتـقيم وفـيض رؤى ونهـــر لا يغــور
ألا لا يجـهل الشـمس البـصير ولا يزهد بهـا القــمــر المنيــر
أليس لأنهــا تأتي صـبـاحـاً غنيٌ عن أشـعـتـها الصغــيــر
عرفـتك سـيـد المحراب دهراً تكــابد مـــا تـورثه الــدهور
فــدين الله للأحــيــاء دين ومــوتــانا لهم رب غــفــور
لهم مـا أصلحـوا في كل أمـر ومـا سنوا بما جــرت الأمـــور
سنقــبله إذا لم يـأت بدعــاً ومـعـصـيـة مـا يلقي الـغـرور
ولـكن، مــا نكابده ثقــيل وإرث قــــاتل فخ خطيــــر
سنـدفنه مع الأمـوات ذنبـــاً لينشـــر إن بدا بهم النشــــور
لماذا الميـــتـــون أحق منا وأقـدس إن يخــــالفهم أخـيـر؟
لماذا الميـتـون أعــز شـأناً وأصــدق إن يمحصهم خـبـيـر؟
لماذا من عـصى الرحـمن جهراً تـروّض وفق سنتـه العـصــور؟
لمـاذا إن تـراضـوا في زمـان علـى وهم، لنـادنيــا يصـيـر؟!
أغـيثـوا يا مـراجعنا شـعـوباً تـكـاد بمن يضـلــلها تمــور
ألا أين الـرسـالة مــن طواها ومـا قـال الرسـول ومـا المـصير
كـفى فـالمرسل الجـبـار ينهى ويأمــر لا المؤجـــر والأجـيـر
أتـنعت بالنعـوت وأسـتـخـير وترشـق بـالدمـــاء ولا أثــور؟
لمن تعزى الحـروب ومجرمـوها وأثمــار لهــا أبــداً تـفــور؟
أيـا رجل الســلام إلـيك مـني ســـلام العــدل أنت به جــدير
لأنت مع الحـقـيـقـة حيث تلقى مع الحــرية المثلى تســـيـــر
مع الثــوار أنت ولا حــيـاد إذا جــار البـغــاه ولم يجــوروا
مع الإنسـان تعـرف أين تمضي مع القــرآن إن حــــاد كثـيـر
فـمـا بدم العـبـاد غـمست كفاً ولا جـرت الأمــور كـمـا تشـير
لهــذا أنت"فــضل الـلـه" ركن وحـولك للمـلا علت الجــســور
بهـــذا أنت أول مسـتـجــيب لثــورته وأنت لــه نصــيــر
مع "الصـدرين" والأفـذاذ تسـمـو "وخـــامنئي" ومن لهم نظيـــر
من الـزهـراء وردك مـن عـلـي وآلهـمـا كـمـا أوصى البـشير
* هذه القصيدة للشاعر السيد موسى فحص
ألقيت بعد خروج سماحة السيد محمد حسن فضل الله من المستشفى
* ملاحظة هذه القصيدة منقولة من احدى مشاركات الاخ العزيز مهدي عمار في احد المنتديات.
