نائب مرشد الإخوان: تمنيت لو أصبحت عازف «أكورديون» وكنت مولعاً بالسينما وأم كلثوم

حبيب: كنت مولعا بعبد الوهاب وأم كلثوم وتمنيت لو أصبحت عازف «أكورديون»

نائب مرشد الإخوان: السلطة في مصر لا تحب الفنانين الملتزمين

لم يكن أكثر المتفائلين بجماعة الإخوان المسلمين، المحظورة قانونيا، في مصر يتوقع المفاجأة التي فجرها النائب الأول للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد حبيب في احتفالية عقدت مساء أول من أمس بنقابة الصحافيين، حينما أكد أن جماعته تكن كل التقدير والاحترام للفن والفنانين، داعياً الفنانين لتقديم فن مخلص وشفاف يكشف الفساد، ولافتاً إلى أن الاستبداد يقتل الابداع والمواهب وينشئ فناً مزيفاً.

وفيما بدا أن كلام حبيب محاولة إخوانية للتقارب مع الشارع السياسي ومحاولة لدمج جماعته مع أطياف العمل السياسي على نحو مختلف عبر إزالة تخوفات من توجهات الاخوان، فجر حبيب مفاجأة أخرى عندما كشف أنه كان يجتمع مع أصدقائه لسماع اسطوانات الفنان الراحل محمد عبد الوهاب حتى الصباح، وأنه كان يعتبر اجتماعه مع أصدقائه لسماع الحفل الشهري لكوكب الشرق الراحلة أم كلثوم بمثابة (ورد شهري)، وأن أحد أحلامه عند التخرج في الجامعة أن يشتري تذكرة لحضور حفل لأم كلثوم.

حبيب الذي بدا يحاول تجميل وجه الجماعة وإشعار التيارات السياسية بوجود تحول في مواقف الجماعة وتوجهاتها، أكد أنه كان محباً ومولعاً بالسينما وأنه كان يذهب إليها مرة كل أسبوع ينفق فيها كل مصروفه البالغ عشرة قروش، رغم أن الذهاب إلى السينما لم يكن أمراً مألوفاً في البيت الذي نشأ فيه.

وفيما بدا أن حبيب يسعى لإظهار حبه لكافة دروب الفن، قال إنه من شدة حبه للموسيقى حاول أن يكون عازفاً لآلة «الأكورديون» في الستينات، ولكنه تأكد أنه غير موهوب وقال إن كلاً مسير لما خلق له.

وأكد نائب المرشد العام للإخوان أن من يتهم الشعب المصري بعدم النضوج الفني أو السياسي هو الذي لم ينضج، لافتاً إلى أن الفنانين لهم دور وطني ويشاركون في انتفاضة الشارع والانحياز لمطالب التغيير، مشيراً إلى أن السلطات لا تحب الفنانين الملتزمين.

وكان لوقع كلمات حبيب صدى كبير على الحضور الذي ضم لفيفاً من مختلف التيارات السياسية الذين فوجئوا بكلماته، وهو ما دعا الفنان عبد العزيز مخيون للترحيب بكلمات حبيب، وقال هذه المرة الأولى التي أعرف فيها أن الاخوان يحبون الفن والفنانين، وهذه مفاجأة بالنسبة لي بكل المقاييس.

ويجيء هذا الموقف في أعقاب مفاجآت سابقة كان عضو مكتب الارشاد الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح قد فجرها في لقاءات مفتوحة، عندما أكد أن شعار الاخوان الشهير «القرآن دستورنا» شعار عاطفي لا يعبر عن المنهج السياسي للجماعة، وأن الشعارات الدينية التي اعتادت الجماعة اعلانها خلقت حاجزاً كبيراً مع القوى السياسية الأخرى.