صحيفة روسية: العدوان “الإسرائيلي” على قطر يثير شكوكًا حول أمن الحلفاء ومصداقية أمريكا
استهدافَ قادة من “حماس” في قطر تم بتنسيق مسبق عبر المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف، ما اعتبره “استدراجًا متعمَّدًا” للقيادات إلى فخ قاتل
سبتمبر 15, 2025
أكَّدت صحيفة “فزغلياد” الروسية، في مقال تحليلي للكاتب والمحلل السياسي ديمتري روديونوف، أن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة شكّل تحولًا استراتيجيًّا عميقًا في ميزان القوة الإقليمي والدولي، معتبرةً أن الحادثة تضرب مصداقية التحالفات التقليدية للولايات المتحدة في المنطقة وتثير تساؤلات عن أمن حلفائها المباشرين.
ووفقًا للمقال، فإنَّ الضربةَ الإسرائيلية تمثل سابقةً خطيرة، ليست فقط في استهداف دولة عربية ذات سيادة، بل في الصمت أَو التواطؤ الأمريكي المرافق لها، في إشارة إلى ما وصفه الكاتب بـ”خيانة صريحة” من جانب واشنطن، عقبَ أن أبلغت قطر بالهجوم فقط بعد تنفيذه، بحسب تصريحات نقلتها الصحيفة عن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت.
وأشَارَ روديونوف إلى أن استهدافَ قادة من “حماس” في قطر تم بتنسيق مسبق عبر المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف، ما اعتبره “استدراجًا متعمَّدًا” للقيادات إلى فخ قاتل، لم ينجح في تحقيق هدفه لكنه كشف عن مدى التغير في تعاطي واشنطن مع حلفائها.
كما أثار الكاتبُ تساؤلاتٍ حول غيابِ فاعلية منظومات الدفاع الجوي القطرية، مُشيرًا إلى تكهنات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمالية تعطيل أمريكي لمنظومات “باتريوت“ الموجودة في قطر، بالتزامن مع رصد مقاتلات قطرية تحلّق برفقة طائرات تزويد بالوقود أمريكية وبريطانية في سماء الدوحة وقت الهجوم.
ووصف الكاتب الهجومَ بأنه نتيجة مباشرة لحصانة (إسرائيل) العسكرية التي توفرها واشنطن، مُشيرًا إلى تحول في سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أصبح – بحسب المقال – “يستهدف حتى أقرب حلفاء الولايات المتحدة دون خوف من العواقب”.
وَأَضَـافَ أن تصريحات السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، والتي قال فيها: “إذا لم نصل إليهم هذه المرة، سنفعل في المرة القادمة”، تعكس توجّـها إسرائيليًّا نحو سياسة الضربات المتكرّرة خارج الحدود دون اكتراث بالسيادة الإقليمية.
واعتبر الكاتب أن هذه التطورات قد تدفع دولًا إقليمية، وعلى رأسها السعوديّة، إلى إعادة النظر في علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، لا سِـيَّـما في ظل تجميد مسار التطبيع مع (إسرائيل) بعد الضربة، والتلويح بإعادة التقارب مع روسيا، الصين، ومجموعة بريكس، وربما استئناف التحَرّكات لفك الارتباط بالدولار في تجارة النفط.
وختم روديونوف مقاله بالتأكيد على أن التحالف مع الولايات المتحدة لم يعد ضمانًا للحماية، بل ربما أصبح مدخلًا للخطر، مُشيرًا إلى أن واشنطن نفسها باتت أسيرة لسياسات تل أبيب، التي تعمل الآن وفق مصالحها الخَاصَّة، حتى على حساب علاقاتها مع أهم شركائها الدوليين.
صحيفة “فزغلياد” الروسية