مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
الا يوضح هذا القول ما المطلوب عمله تجاه قوى الاحتلال.. وما هو واجب كل مَنْ هو شيعياً علوياً فعلاً ، لا شعوبياً يتغطى باسماء الموسوي او الياسري ، او الربيعي او الزبيدي ، او الجبوري .. او الشمري ، والحداد والقصاب والباجه جي ( اي بائع لحمة الرأس او الباجه باللهجة العراقية) أو ابن بائع الجوادر ( اي ستائر الخيمة) .
الفصل الخامس: المرجعية والتكليف الشرعي والاحتلال
يتعتبر الجهاد عند الشيعة ، كما هو عند بقية المذاهب الاسلامية الاخرى ، ركناً من اركان الدين ، مثله مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ولا يقل اهمية عن اي من هذه العبادات . اتفق فقهاء الشيعة ، من اصحاب المدرستين ، على أحقية الامام الوصي وحده في اعلان الجهاد الابتدائي ، اي حالة اعلان الحرب لفتح بلاد أخرى بهدف نشر الدعوة الاسلامية ، إلا انهم (اي الفقهاء) تركوا حق الافتاء في الجهاد الدفاعي. - اي مقاومة احتلال اجنبي- للفقيه أو المرجع . وكما لاحظنا من خلال سلوك أئمة الشيعة المعصومين ، وحتى غالبية فقهاؤهم ، يميزون بين طبيعة نظام الحكم وشخصية الحاكم وبين البلد او الدولة الاسلامية ، التي تتخذ هويتها هذه من خلال كون جمبيع أو أغلبية سكانها من المسلمين ، كما هي الدولة الاموية والعباسية والعثمانية ، ونفس الامر يمكن ان ينسحب على الدول الاسلامية الحالية والعربية من ضمنها.
لم يشذ السيد السستاني عن هذه القواعد الفقهية التي يجمع عليها مجتهدي ومراجع الشيعة ، والدليل على ذلك مبادرته للافتاء على مقاومة العدوان الاميركي الاخير على العراق ، بأيام قليل قبل الحرب . إلا ان السيد لجأ للعزلة والانزواء بعد انتصار قوى الاحتلال . واثار بذلك تساؤلات الكثير من الشيعة وبقية المسلمين . هل يجوز لزعيم ، قائد ، مرجع ، فقيه ان ينزوي بمثل هذه الاحوال ، وجزمات جنود اليمين المسيحي المتطرف تدوس على كل ما هو مقدس . فجأة خرج السيد من عزلته وصمته ليدعوا لاجراء الانتخابات كبديل عن اتفاق نقل السلطة الذي تم بين بريمر وموظفيه من العراقيين العاملين فيما سُمي بمجلس الحكم . لكن المفارقة العجيبة ان السستاني تخلى أو ألغي مطلبه الخاص في اجراء الانتخابات ، عندما وضع شرط اجرائها بموافقة الامم المتحدة . تلك الهيئة الدولية التي لم يعد يُخفى على الجميع ، في انها تحولت بعد العدوان على العراق – على الاقل- الى شبه مؤسسة تابعة لادارة الرئيس بوش ، تنحصر مسؤولياتها في تبرير التوجهات الاميركية المعادية للعرب والمسلمين ، وشرعنة سلوكيات هذه الادارة . اي انها سوف لن تنصح بأتخاذ موقف يمكن ان يزعج او يشوش على النوايا الاميركية اتجاه العراق . اي كمن يقول انا اطالب بالانتخابات اذا وافقت اميركا على هذا الطلب . أو كمن يقول لجائع منقطع ، يتضور جوعاً ، خذ هذه التفاحة ، سد بها رمقك ، وانقذ حياتك من الموت ولكن انتبه الى ان التفاحة مسمومة..!
فالسيد وكما ذكرنا طالب بالانتخابات ، ورفض هو بنفسه مطلبه بنفس الوقت من خلال نفس الاعلان .
ان مطالبته هذه لا يمكن ان تفهم إلا تحت عنوان "المناورة" اللبقة ، أو صورة من صور استعراض القوة تظل في جوهرها أدنى من ان تثير بحجمها واتجاهها حفيظة قوات الاحتلال ، وتوحي للناس بأنه ادى واجبه الشرعي بمواجهة بعضٍ من ممارسات المحتل . أدرك بريمر طبيعة اللعبة ، فأظهر بشكل مكشوف استخفافه بها ، من خلال تصريحاته المتتالية بالتاكيد على المضي في انجاز ما يسمى باتفاق نقل السلطة . وحرك موظفيه في مجلس الحكم لنقل رسالته هذه للسيد السستاني . شارك الامين العام لهيئة الامم المتحدة بدوره في اللعبة ، فارسل رسالة للسستاني ، نقلها عنه الباجه جي مفادها : "اذا أردنا ان نلتزم بالموعد المحدد لنقل السلطة والسيادة في 30 حزيران الى العراقيين ، من الصعب ان تجري انتخابات تعكس حقيقة الرأي العام الشعبي العراقي ."
ثم تم اخراج اللعبة بالشكل الذي يحفظ ماء وجه السيد ، بتوصية من الابراهيمي مندوب الامين العام لهئية الامم المتحدة ، وبنفس لغة "اللعم" ، التائهة بين لا.. ونعم. نعم للانتخابات لكن الوقت غير مناسب الآن . أو ان "انتخابات مبكرة قد يكون ما شأنها افادة المتطرفين اكثر من المعتدلين ، وقد تعزز انقسام المجتمع العراقي ."
وهي نفس النغمة التي يكلم بها السيد ولو بكلمات ومصطلحات اخرى .
او كما يقول احد موظفي مجلس الحكم عدنان الباجه جي " اذا ما اردنا ان ينتهي الاحتلال وتنتقل السلطة ونحصل على السيادة في 30 حزيران فلا مجال لاجراء انتخابات الان ، الوقت غير كاف ."
اما كيف يمكن ان ينتهي الاحتلال بدون وجود قيادة وطنية يمكن ان تستلم السلطة . واية سيادة هذه التي سيهبها بريمر لموظفيه .!
استثمرت سلطة الاحتلال وموظفيها من العراقيين فرصة دعوة السيد السستاني لاطلاق حملة اعلامية مكثفة لتبرير استمرار الاحتلال بأعتباره "احسن ما تيسر"، وقبول السستاني بتأجيل البحث في موضوع الانتخابات ، يقدم دالة جديدة على صحة ذلك الطرح .
بغض النظر عن صحة او خطأ كل هذه الاطروحات ، إلا ان ما هو ثابت ، هو انتصار ارادة بريمر على كل ما عداه ا. اي انتصار الرأي الذي قال به الحاكم الاميركي في ان ليس هناك من حل بديل لاتفاق نقل السلطة إلا بالطريقة التي ارتأها هو . استوعب بريمر بذلك موقف السستاني نفسه ليحوله الى دليل أخر يؤكد صحة وسلامة خطته . فها هو المرجع الاعلى يتوقف ويسحب مطالبته بالانتخابات – وهذا يعني في المحصلة النهائية القبول باستمرار الاحتلال بشكل سافر ومباشر ، أو بشكله المقنع كما نص على ذلك اتفاق نقل السلطة . وبنفس الطريقة الوقحة التي يصف بها بريمر ابطال المقاومة ، بأنهم اجانب . فانه قد لا يتردد غداً في ان يتهم كل من يطالب بانهاء الاحتلال بأنه خارج على رأي المرجع وقناعاته . وهذا يمثل شكلاً من اشكال الرد على الفقيه، "والرد على الفقيه ... كالراد على الله، وهذا بحكم الشرك." وجزاء "حد الشرك" معروف . من يدري أن لايطرح بريمر نفسه عندها كحاكم بامر المرجعية ، منتقلا تدريجيا ليصل للحاكم بأمر الله .
لعل بريمر استند لهذه القاعدة الشرعية لتبرئة ذمته عند اغتيال الدكتور عبد اللطيف المياح بعد ظهوره على شاشة الجزيرة ليعلن تاييده للمطالبة بالانتخابات . اي ان السيد السستاني وقف موقف من يشرعن استمرار الاحتلال من خلال مطالبته بأجراء الانتخابات ، ومن ثم تراجعه عن هذا المطلب بعد اقتناعه التام برأي الابراهيمي في ان ليس هناك من حل غير ما قال به بريمر.
لم تتوقف سلطة الاحتلال عند هذه الحد لاثبات ان سيادتها تعلو على كل ارادة ، فقامت وبعد ايام قليله من تراجع المرجع عن مطالبته بالانتخابات ، بأبدال المجلس البلدي المحلي في كربلاء ، دون استشارة احد ، أو الاخذ برأي المرجعية في هذا الامر في تحدي مقصود يقول للاخرين أن لا صوت يعلو فوق صوت بريمر حتى في معقل المرجعية نفسها .
كل ما حققه السستاني من مكاسب في لعبة المطالبة بالانتخابات ، هو الظهور الاعلامي المكثف على الصفحات الاولى لكبريات الصحف العالمية ، وشاشات التلفزيون .
عند تحليل معنى هذه الحملة الاعلامية المكثفة ، وفقاً لمناهج الحرب النفسية ، ومناهج علم النفس الاجتماعي في الدعاية والاعلان ، يمكن القول ان الغاية المرجوة من هذه الرسالة هي:
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
لاحظوا ان هذا الرجل العظيم الحريص على مصلحة شعبه، اقتنع اخيراً ان ليس هناك من حل لمستقبل العراق غير ما تراه وتخطط له سلطة الاحتلال.
حاشى ان نتهم السيد بما يمكن ان يوحي بالمساس بنزاهته ووطنيته ، لكن ما لا يمكن تجاوزه هو انه اجتهد فأخطأ ، خطأً جسيماً يحسب عليه بحسابات غلطة الشاطر ، وقدم بذلك خدمات جليلة ما كانت تحلم بها قوة الاحتلال ولا حتى في الخيال . إلا ان ما يتمناه المرء هو ان لا يكون هذا الخطأ اساساً لتراكمات جديدة من الاخطاء ، بما يمكن ان يجعله في موقف لا يحسد عليه ، دنياً ولا دنيا .
الفصل السادس :مصادر الخطأ:
لا شك ان هناك اسباب مختلفة مباشرة او غير مباشرة هي التي قادت السيد السستاني للوقوع بمثل هذا الخطأ ، يمكن تشخيص بعضها بما يلي:
1- بعد احتلال بغداد ، بالرغم من ان السستاني كان قد افتى بالجهاد ضد العدوان انزوى السيد واعتكف في منزله ، وكما مر الاشارة له ، في وقت كان فيه الناس في احوج ما يمكن لقيادة ، او زعامة دينية ، تهدأ من حالة الاهتزاز الفكري والتشوش النفسي الذي عانوا منه. وكما هو ثابت علمياً ، يشعر الانسان عادة بالحاجة للقيم الروحية والدينية لتدئة مشاعر الاحباط والاحساس بالفشل والهزيمة عند وقوع الشدائد والمصائب الكبيرة .
ان انسحاب السيد السستاني هذا ، خلق حالة من الفراغ في القيادة الدينية أو الروحية ، مما فتح الباب واسعاً اما السيد مقتدى الصدر لأن يأخذ هذا الدور ، رغم انه ليس مرجعاً دينياً ولا فقيه ، بل رجل دين ، وابن مرجع كبير ، تداخلت هذه العوامل مع ما عنده من سمات الزعامة والقيادة ، والقدرة على التعبير عن مطالب شعبه بطوائفه المختلفة ، فألتف حوله مقلدي ابيه مع اعداد كبيرة من الشباب الشيعة ممن تتأجج فيهم المشاعر الوطنية والرغبة في الخلاص من الاحتلال.
ان الظهور الكبير للسيد مقتدى الصدر، ولا شك سيكون له اثاره في تأجيج نزعات الحسد والغيرة عند البعض من اتباع السيد السستاني ، خاصة حاشيته ووكلائه ، الذين لابد أنهم عانوا من الاحساس بفراغ وغموض الموقف الذي يعيشونه. هذا اضافة الى ان وسائل الاعلام بدأت تعرض صور وتصريحات وكلاء السيد الصدر ، مهملةً بشكل كلي السستاني ووكلاءه .
لا شك ان مشاعر الحسد تفاعلت بشدة مع المركبات اللاشعورية للأحساس بالذنب ، وما تخلقه هذه التقاعلات من اوهام ، فتخيل بعضهم وكأن السيد مقتدى يشكل حاجزاً بينهم وبين رغبتهم في اداء ادوارهم الوطنية أو الاجتماعية ، عبرت هذه الانفعالات عن نفسها بتوجهات بعيدة عن ما مطلوب منهم عمله في هذه المرحلة وبدأت تظهر مشاكل هي أبعد عن الدين أو الموقف المناسب للتعامل المعاناه الوطنية ، وغدت الامور الثانوية التي يمكن ان تندرج تحت مفهوم المنافسة على الزعامة وكانها هي السبب وراء ما ألت اليه الحالة في العراق ، وتناقلت وسائل الاعلام الاخبار عن صراعات حول من يمتلك الاحقية في ادارة العتبات المقدسة وهل يمتلك السيد مقتدى الصدر الحق في ان يحتل موقع المرجعية وشنوا ضده حملة قوية لتسفيه شعاراته ومواقفه الوطنية ، سبيهة بتلك الحملة التي شُنت على المرحوم الشهيد والده السيد محمد صادق الصدر ،بدوافع الخوف من قيادته التي بدات من خلال استقطابها للناس تشكل تهديدا لطموحات الزعامة التي تضغط على نفوس بعضهم بشكل مرضي.
سواءً اكانت مشاعر الحسد هذه قد نفذت تلقائيا ً، ويحكم الطبيعة البشرية، لنفس السيد السستاني ، أو انها أُستُثيرت من خلال حاشيته واتباعة الذين امتعضوا من ارتفاع اسهم شعبية السيد مقتدى الصدر ، فكان رد فعل السيد السستاني ، على ما يبدو ، بطريقة تشبه محاولة تاكيد الذات ، وأشعار الاخرين بوجوده ، وحجم قوته. لكنه لم ينطلق في ذلك من موقعه كفقيه ، وهو ما يتفوق فيه على السيد مقتدى الصدر أو اي من الزعامات الدينية الاخرى. بل حاول ان يضع نفسه يموقع الزعيم الشعبي ، وبرؤى سياسية ، محكومة بعقدة الحفاظ على الموقف الوسط ، أو المنزلة بين المنزلتين المعتزليه ، التعبير عن رغبة القاعدة العريضة من ابناء الطائفة في الاستقلال ورفض الاحتلال ، وتحاشي الاصطدام بقوى الاحتلال ، أو أثارة امتعاضها منه . فكانت لعبة المطالبة بالانتخابات ، وتعطيل هذا الطلب بربطه بارادة الامين العام لهئية الامم المتحدة ، لا بأرادة الشعب .
أي انه انطلق من موقع الزعيم السياسي ليدعم زعامته الدينية ، فسجل فشلاً في ترسيخ دوره السياسي وبشكل يمكن ان يضعف مكانته الدينية.مع انه كان له يمكن ان يكسب الزعامتين الروحيه والسياسيه ، لو انه قد انطلق من موقع الفقيه ، باعلان ما مكلف به من واجب شرعي والافتاء بالجهاد الدفاعي ، أو على الاقل الافتاء بمقاطعة المحتل وتحريم التعاون معه اذا كان هناك من الموانع العامة أو الشخصية ما يجعله يتردد في الافتاء بالجهاد. فمن الصعب ان يقتنع المسلم العراقي ، شيعياً أو سنياً ، ان منح امتياز زراعة وتوزيع التنباك في ايران لشركة بريطانيه ، اكثر اهمية في استثارة المرجعية من احتلال العراق ، وتخريب بناه الاقتصادية والاجتماعية ، وانتهاك حرماته المقدسة .
2- ان عملية اتخاذ القرار وهي عند المرجعية تساوي تحديد أو استنباط الموقف الشرعي من موضوع ما ، تعتمد عادة على مجموعة كبيرة من العوامل ، اهمها مصادر الحصول على المعلومات عن الموقف المطلوب اتخاذ قرار بصدده .
ومصادر المعلومات عند المرجعية تعتمد على ركيزتين:
الاولى: الحاشية: وتعني مجموعة المساعدين المقربين للمرجع والذين يساهموا بأدارة الشؤون اليومية للمرجعية . كجباية الاموال ، والاشراف على توزيع بعضها ، والاشراف على الاوقاف والمدارس الدينية ، وتنظيم مواعيد المرجع ، واستقبال ضيوفه ، وغيرها من الشؤون الاخرى .
وتضم عادة اولاده أو بعض من اقاربه.
ويتميز افراد الحاشية بقدراتهم على التأثير في عقلية المرجع وتوجهاته ، بحكم ما يمنحه القرب والتعامل اليومي من امكانية التعرف على طرق تفكير المرجع ورغباته ، وما يثير حنقة أو رضاه.
الثانية: مجموعة الوكلاء: وتتشكل في العادة من ممثلي المرجع في المدن والمناطق المختلفة . ويقوم الوكيل عادة ، بكل ما تقوم به الحاشية ضمن حدود المدينة او المنطقة منسب للعمل بها. اضافة للصلاة بالناس ، والارشاد ، ونقل فتاوي المرجع واجتهاداته لمقلديه.
هناك دائماً نوع من التنافس او الصراع الخفي بين هذين المصدرين ، ويتهم الوكلاء افراد الحاشية ، بأنهم ينزعون الى محاصرة المرجع وعزله عن مقلديه ، ووكلائه ، ومنع وصول الحقيقة أليه، كما هي في الواقع. وينَسِبْ الوكلاء اخطاء المرجع الى الحاشية، وعدم امانتهم في نقل الحقيقة اليه.
ولسنا على اتصال ، أو معرفة مباشرة بالحاشية المحيطة بالسيد السستاني ، للحكم عليها ، لكن
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
ما يلاحظه الناس من بعض "اجازات الوكالة" التي منها السيد لبعض الناس الذين ليسوا غير مؤهلين ، فقط ، بل هم اقرب في ممارساتهم اليومية لدور رجل الاعمال ، او البائع المتجول وحتى دور النصاب منه لرجل الدين التقي الورع المؤهل لان يمثل المرجعية . وعند الاستفسار عن المعايير التي اعتمدها السيد في منح مثل هذه الاجازات ، يكتشف الانسان ان هذه الاجازات يمكن ان تباع وتشترى في بعض الاحيان دون اعتبار الاهلية الشخص . يمنح السيد هذه الوكالات على اساس تزكية اثنين من وكلاءه ، أو احد الوكلاء ، وأخر من الحاشية .كل اهلية هؤلاء الوكلاء على المرجعية هي قدراتهم بالاتصال بتجار الخليج ، والاحتيال عليهم باسم المرجع للحصول منهم على مالديهم من اموال الحقوق والخمس والزكاة والتبرعات ، التي لا يصل منها في المحصلة النهائية لميزانية المرجعية إلا أذن الجمل ، الذي يذهب جميعه وبما حمل لصالح (رجل الاعمال هذا- الوكيل) واولئك الذين رشحوه أو اعانوه على الحصول على الوكالة.
عندما تكون مصادر معومات صاحب القرار منخوره او فاسدة بهذا الشكل ، سيكون القرار بالنتيجة ضعيفاً او بعيداً عن ملامسة جوهر المشكلة المطروحة ، ولا يدل هذا على خلل في أعلمية السيد السستاني الذي شهد له بها الجميع . بل يكون في مثل هذه الحالات بموقع الضحية . لكنه هنا يمثل مرحلة من تاريخ المرجعية أو الطائفة عامة ، تصبح الطائفة مجسدة بمرجعيته هي الضحية.
يأمل الانسان ان يتجاوز السيد مكامن الخلل هذه ، منعاً من الوصول لحالة من تراكم الاخطاء الى الحد الذي لا يتمناه الانسان ، وان يأخذ المرجع دوره المكلف به شرعاً لمواجهة المحنة التي يمر بها شعبنا المسلم في العراق بشيعته وسنته ، دون حساب لرضى أو زعل هذا الطرف أوذاك ، وبما يحقق مرضاة رب العالمين . بذلك سيتبؤا السيد الزعامتين الروحية والسياسية بدون منازع والله من وراء القصد . ويشهد الله اني كتبت ما كتبت حباً ، وتقديرا ً، واجلالاً لمكانة السيد السستاني ، أملاً وكل المخلصين من ابناء الطائفة ، ان نكون جنداً بقيادته ، لعل الله يغفر لنا ما تقدم أو تأخر من الذنوب ، وعلى اساس الرأي القائل صديقك من صدَّقْك لا من صَدَقك.
والموت حق ، وقد علمنا جدنا الامام الحسين ، صحة ما قاله الفيلسوف اليوناني ارسطو ، حين وصف موت الجبناء بالموت غرقاً أو الموت على فراش المرض ، واسمح لنفسي في ان اتفلسف أو أتطفل على الفلسفة ، فاضيف لهما الموت بحادث سيارة ، أو بصاروخ اميركي ، او اسرائيلي جاء خطأ ليهدم بيت أو يقتل اولئك الذين اختاروا حالة "احسن ما تيسر" ، واطفالهم ، ليجلسوا ويتباكوا على منازلهم وذويهم ، او يصرخوا هل تقبل هذا ياعلي ، يا ابا عبد الله الحسين ، وكأن الحسين قد قال لهم ان يركنوا للذل والاستكانة والتباكي امام عدوان غاشم .
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
االمرجعية الشيعية والسياسة في العراق
القسم الثاني : عندما يلبس مخلب القط العمامة
النص التالي ماخوذ من البيان التاسيسي للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق ، الصادر في 1983 ، والذي وقع عليه في حينها جميع الاحزاب والحركات الاسلامية ، مثل المجلس بتركيبته الحالية – انصار الحكيم - ، حزب الدعوة باطرافه المختلفة ، منظمة العمل الاسلامي ، جند الاسلام وغيرهم من الاطراف والشخصيات التي تشارك جميعها او تنتظر دورها للمشاركة في الادارات المحلية التي شكلتها سلطة الاحتلال ، سواء ما عرف منها بمجلس الحكم ، او الحكومة المؤقته . وتحت عنوان فرعي في البيان التأسيسي " الخطوط العملية العامة للتحرك " وبعد مناقشت الفرق بين العمل السياسي والعمل الجهادي وتأكيد البيان لرفض العمل السياسي ، يقول البيان معرفا العمل السياسي اولاً : " ولايعني العمل السياسي الا التفاهم المطلق مع الاستكبار العالمي ، والمستكبرون ليسوا أناس مغفلين او ضعفاء العقول يمكننا تحقيق أهدافنا عن طريقهم ونحتفظ بوجودنا وأستقلالنا ، فالأستكبار العالمي يرى نفسه ( الرب الأعلى ) الذي بيده زمام الأمور ، والتفاهم معه يعني الأستسلام المطلق له .
ونقول للبعض ممن يفكر بهذا الشكل ، أن الأستكبار اذا أراد التفاهم فأنه لايتفاهم مع الطيبين من أبناء الاسلام ، لأنه لايحبهم ولا يراهم مؤهلين لهذا التفاهم ، وهناك أناس أقرب الى ذوقه وفهمه وتفكيره وأخلاقياته يراهم وؤهلينلذلك ، ويمكنهم ان يتحولوا الى أتباع ، ونحن لايمكن ان نتحول الى اتباع ، وأقول لهؤلاء المسلمين الذين لديهم رغبة في ذلك حيث نلاحظ مع الأسف هذه الظاهرة عند بعض الاشخاص ممن كان يطرح الشعارات الاسلامية ويتحدث بالاسلام ينحدر تدريجيا بهذا المنحدر ويتحول بالتدريج الى تابع وعميل للاستكبار لحل مشاكله ، ونحن نقول لهم ان الأ ستكبار مع ذلك لايقبل بكم ويختار غيركم ويستخدمكم مخلب قط لايذاء اخوانكم."
والسؤال ونحن نرى المساهمات النشطة لهذه الاحزاب في اعانة الاستكبار ( ولايحتاج المصطلح للتعريف ، فالمقصود به الاستعمار ) ، ليس فقط في احتلال البلد بل ومؤازرته للاستمرار في تثبيت الاحتلال وديمومته وبقاءه لاطول فترة ممكنة ، والى حد المساهمة في ايجاد التبريرات لضرب قوى المقاومة ليس تلك التي اتهمت زورا بانها اجنبية ، وارهابية ، بل حتى التيار الشيعي منها ، والى حد الوقوف موقف المتفرج ، والداعم احيانا لقوى الاحتلال وهي تدنس المدن المقدسة الشيعية . وتذبح الشيعة بدون حساب وتجرح قباب الائمة ، مع ذلك فهي لاتحرك ساكن ، تحرك بعضها بعد تصاعد حدة الاستنكار الشعبي والعالمي ليستنكر ، ويدعو للعقلانية . ومن الواضح ان استنكارها هذا يندرج تحت باب رد العتب والمناورة لانهم يمثلون جزءً من هذه السلطة التي تمارس كل هذه الممارسات الشريرة ضد المسلمين في العراق ، والشيعة ومدنهم المقدسة خاصة .
عندما نقول جزء من السلطة لانعني به ذلك الجزء الذي يمكن ان يشبه راس القط او بدنه بقدر ما هم ليسوا الا بموقع المخالب التي يستخدمها الاستكبار لايذاء شعبهم وطائفتهم .ما الذي تغير هل لبس القط لبوس الاسلام فامنوا به الاه جديد أم انهم هم الذين تبرعوا للعب دور القط مقابل عظمة رماها لهم الأستكبار ، فأنستهم دينهم وطائفتهم ومثلهم ، بل وأطروحاتهم عن الادوار العميلة لمخالب القط . ( سنناقش مواقف هذه الحركات في الجزء الثاني من هذا الباب ) .
اذا كانت هذه الاحزاب ، وكما شخصت هي في برامجها ، تحولت للعبة الشيطان – السياسة – " لاهداف مشبوهة او بسبب الأنحراف في التفكير والترف السياسي والتعامل مع قضايا الأمة بروح اللامبالاة " . لكن السؤال المحير ما بال المرجعية الدينية التي يفترض ان تكون بموقع البوصلة التي تحدد الاتجاهات السليمة ليس للاحزاب التي كانت تدعي الحرص على حقوق الطائفة ، بل لعموم الطائفة والمسلمين جميعا ، فمهما يتقول الموظفيين لترويج الطائفية ، تكشف الحقائق التأريخية تمسك سنة العراق بالمرجعيات الشيعية اوقات الشدات والمحن ، ويتناسى الجميع انهم شيعة او سنة ، او حتى مسلمين وغير مسلمين ، تجلى ذلك بوضوح في موقف الشيخ ضاري يوم رفض التعاون مع الحاكم العسكري البريطاني متمسكا بموقف المراجع في النجف . كما هو الحال في موقف اهالي تكريت وسامراء والموصل الذين عرضوا استعدادهم للوقوف المطلق بالمال والسلاح مع الشيخ الخالصي وعلماء النجف للتصدي للعبات سلطات الاحتلال البريطاني التي دفعت عصابات الاخوان لمهاجمة المدن الشيعية وقتل ابنائها ونهب مواشيهم واموالهم . فالموقف الوطني السني لم ينعزل يوما او يتحرج في السير تحت قيادة المراجع الشيعة عندما تكون رمزا للالتزامات الوطنية الطامحة لتحقيق الاستقلال ، وتاكيد السيادة الوطنية .
ولا نستغرب اليوم ان يقدم الوطنيون من السنة تايدهم للسيد القائد مقتدى الصدر ، كرمز وطني معبر عن اماني وطموحات غالبية الشعب العراقي الا من ارتضى لنفسه ان يتخذ دور مخلب القط .
نعود للقول اذا كانت هذه الاحزاب قد ارتضت للاسباب التي شخصتها هي ان تكون في موقع دور المخلب لقوى الاحتلال ، وتتامر وتحث قوى الاستكبار العالمي على القضاء على ظاهرة السيد مقتدى الصدر بعد ان تعودة على رفاهية العيش بدور المعارضة في الخارج متمتعة بكل الامتيازات التي قدمتها لها قوى الاستكبار العالمي ، فما بال المرجعية التي يفترض انها محكومة بشروط الاجتهاد ، كالتقوى ومغالبة الهوى والورع والزهد .
يسلط هذا الجزء الضوء على دور المرجعية الذي وضعها في موقع مخلب القط ، هي الاخرى .
سيبتعد الكاتب جهد الامكان عن تكرار ما تم الحديث عنه من شؤون المرجعية كمعناها ، ومراحل تطورها وواجباتها مما سبق مناقشته في القسم الاول من هذه الدراسة ، والذي لازال تحت يد من يرغب الاطلاع علية في ارشيف جريدة القدس والكثير من شبكات الانترنت (1) . سنقتصر في هذا الجزء على بعض الاستنتاجات التي يمكن الوصول لها من القسم الاول ، لنعتمدها في محاكمة سلوك المرجعية الدينية المتمثلة بمرجعية السيد السستاني حيال ما يجري الان في العراق والتي تكللت بهروبه الاخير من الساحة في لحظة يعيشها الشيعة والمسلمون ، هم فيها احوج ما يكونوا للمساهمة الفاعلة للمرجعية .
دور المرجعية في خدمة الاحتلال
ان مصطلح المرجعية يشير لاكتساب خبرات معرفية في العلوم الفقهية ، بمستوى يستطيع معه المرجع ان يستنبط الحكم الشرعي الاقرب للصحة من وجهة نظر دينية . فهو كاي خبير في شتى حقول المعرفة ، يكتسب احترامه ومنزلته من اجادته لصنعته كما يعني الاجتهاد المعرفة الدقيقة بالقيم الاخلاقية التي هي بالاساس معايير سلوكية حددتها الاديان المختلفة ، والاسلام خاصة ، باعتبارها المعايير التي تمثل ارادة الخالق التي يريد من خلقه اعتمادها لضبط جميع سلوكياتهم مع وجود الرقيب او بغيابه ، ما دامت الغاية مرضاة الله الموجود مع العبد في خلوته واجتماعه . لذلك يتوقع الناس من المرجع ان يكون مثالا للخلق الكريمة ، وهذا ما يفسر معنى استخدام المراجع الاوائل لألقاب الدالة على التواضع بعكس مرجعيات عصر مابعد الحداثة والعولمة . كان لقب الحقير ، او الفقير لله هو الشائع في الدلالة على مستوى الاعلمية التي وصلها المرجع ، وظل هذا سائدا حتى اواخر الخمسينات وبداية الستينات . ولم تعرف هذه الالقاب الغريبة التي يستعملها مجتهدي عصر العولمة كآية الله العظمى ، وحجة الله على ارضه ، وغيرها من الالقاب التي توحي بالقدسية ، وكان المجتهد ارتقى او سما فوق مستوى البشر . لكنها باعدت بالحقيقة بين المرجعية والسماء لتغدو وكانها وظيفة دنيوية الغاية منها احراز افضل المراكز الاجتماعية وضمان العيش الرغيد للمرجع وابناءه واحفاده من بعده . لقد اصبحت اقرب لحالة الاقطاعية في العصور الوسطى ، فما على العبد الا السمع والطاعة ، ويقف السيد المرجع – الاقطاعي موقف المتفرج على عبيده وهم يقتلون ظلما ، مادامت حياته واملاكه واطيانه بعيدة عن الخطر ، ويعطي الحق لنفسه للتلاعب بالشريعة بحجة انه وحده الذي يمتلك الخبرة التي تمكنه من التعبير عن ارادة الله ، ويلغي باسم الله كل الشروط المطلوب توافرها بالفقيه ليكون في موقع يؤهله للافتاء .
ويتستر بعض المراجع وراء الكثير من الاحاديث المختلقة ، ليعيث وابنائه من بعده استهانة بحقوق المسلمين والطائفة ، ما دام محتميا بتلك الاحاديث التي تجعل من مرضاته بمستوى مرضاة الله ورسوله وائمته ، والقول بعكس ما يقوله يقع في حد الشرك حتى لو كان سلوكه يمثل خروجا على تعاليم الائمة ، والرسول الاعظم ، والخالق . فهو ابن الله – المرجع – اية الله العظمى ‘ وما اليه ، ان السستاني باعتباره من مقلدي الخوئي _ كما سياتي ذكر ذلك - يخرج بما يضفيه من حق لنفسه على تعاليم مرجعه ، حيث يؤكد السيد الخوئي ان جميع الاحاديث التي تقال عن تعظيم دور المجتهد هي اما مختلقة او انها قليلة السند – اي مشكوك فيها - .
تمادي فقهاء الولاية الخاصة التشبث بمفاهيم لاعلاقة لها لاباساسيات المذهب ولا الدين ، مثل التقية التي هي ليست الا تكتيكا بمفاهيم عصرنا ، جوز بعض الفقهاء العمل به لحماية الذات - ونركز هنا على مصطلح الذات - عندما يكون الانسان في موقف من لايستطيع حماية نفسه من خطر يمكن ان يتعرض له بسبب الاعلان عن عقيدته ، الا ان هذا السلوك او التكتيك لايُجوز الاخلال بالعقائد الاساسية ، بل يرتبط بالمظهرية والانية من العبادات ، اما ما يجري من تضخيم للمفهوم لاعطاءه صفة الوجوب والالزام فليس الا تعبير عن التطلع للهروب من تحمل المسؤولية عند بعض الفقهاء مع اعطاء هذا التهرب صبغة القدسية وكانه يمثل ايضا ارادة الله .
وبقدر ما يمثل مبدا الولاية الخاصة موقفا اكثر عقلانية للتعايش مع الواقع ، وفهم دور الفقيه على انه يظل بشرا غير معصوم لايجوز له تحمل المسؤوليات الاساسية للامام ، الا ما يحقق خدمة الناس منها ،مثل تعريف الناس بالاحكام الشرعية ، واعتماد ه كوسيط مؤتمن على استلام الحقوق الشرعية لوضعها في مكانها السليم من خلال توزيعها على فقراء المسلمين . وهو غير معني بالتالي بمسالة الحكم والسياسة ، باعتبارها من مسؤوليات الامام .
الا ان هناك فارقا كبيرا بين السياسة ، كلعبة من لعب الشيطان – كما كان يوصفها بعض المتاسلمين - ، وبين التحرك للدفاع عن الدين امام خطرحقيقي يهدف للقضاء عليه، او الدفاع عن ارواح المسلمين عندما تزهق بدون حق من قبل اعداء الاسلام والمسلمين . والعدوان الحاصل والمستمر على العراق ليس سياسة من تلك التي عناها فقهاء المذهب الاوائل واباءه ، ولا تندرج تحت مفهوم التقيه التي يراد بها حفظ الذات . وسواء اكان ما صرح به بوش علانية بعد 11 ايلول – سبتمبر – من انه سيعلنها حربا صليبية ، هفوة لسان او سوء استخدام غير مقصود للمصطلح ، او حتى لو كان مجرد استخدام للمصطلح بمعنى مرادف اخر لاعلاقة له بالمعنى العدائي ، فان ما يجري على الارض هو حرب صليبية واقعية وحقيقية ، وان لم تكن لصالح المسيحية هذه المرة بل لصالح الصهيونية العالمية وتنفيذا لمخطط اسرائيل الاستراتيجي في الثمانينات من القرن الماضي الذي تأخر العمل به الى ان تهيأت في اميركا الادارة المستعدة لتنفيذه ، وارتقاء صاحب المخطط شارون لسدة الرئاسة في الكيان الصهيوني . أي أنه اصبح بموقع صاحب القرار الذي يمكنه من المباشرة في التنفيذ .
اذا كان فقهائنا لايعرفون معنى ما يجري لحد الان فهم اعجز من ان يكونوا مراجعا قادرة على استنباط الحكم السليم على الامور عامة ، اما اذا كانوا يعرفون ويدركون معنى ما يجري ، ومع ذلك يلوذوا بالصمت بحجة التقية او الالتزام بعدم التدخل بالسياسة ، سيصل الانسان في مثل هذا الحالة لاحكام قاسية عليهم ، فالموقف السليم من الاحتلال والمجازر التي يرتكبها بحق العراقيين ، ليس فقط واجبا دينيا او وطنيا بل هو موقف تفرضه الخصائص والقيم الانسانية الاخلاقية التي علمنا عليها نبينا وآل بيته . بعد ان حصل في العراق كل ما يستفز المشاعر الانسانية ، من نهب للبلد – وتلك اموال عامة للمسلمين - ، اعتداء على مقدساته ، دوس لكرامة الانسان المسلم ، اغتصاب لنساء المسلمين واعتداءات جنسية على رجالهم . واخرها انتهاك المدن المقدسة ، كل ذلك والمرجع السستاني يهدد بانه سوف لن يسكت اذا تجاوزت قوات الاحتلال الخطوط الحمر . انتهك الاميركان كل الحرمات في المدينة المقدسة النجف كما في كربلاء ، ولا نريد ان نتكلم عن سامراء التي الغت التقية وغياب العدل ومغالبة الهوى قدسيتها . ان قدسية كربلاء او النجف لم تاتي من اقامة المرجع كما هي الفاتيكان بل من خلال وجود مراقد الائمة فيها ، ونفس المعيار ينطبق على سامراء ، وسكانها مسلمين ايضا وان اختلفوا بالمذهب . وتتميز سامراء كما هي الكاظمية بان فيها مرقدين وليس واحد ، اضافة لاخر مسكن اقام به الامام الثاني عشر ، وسجل غيابه ، وهو عند الشيعة يساوي في قدسيته مراقد الائمة . مع ذلك ظلت كل هذه المقدسات المنتهكة دون حد الخطوط الحمر ، التي تفهم على انها منزل السستاني واموله الخاصة التي يبدو انها اقدس ما لديه في الدنيا . نحن هنا امام حالة مرضية من " الانا المضخمة " التي تختزل كل القيم الاخلاقية والدينية من خلال رغبات الذات المبتلاة باناها المريضة .
ان التدقيق في سلوكيات المرجع السستاني تشير بوضوح او بمعانيها السياسية ، والكاتب مختص بالسياسة كما السستاني مختص بالفقه ، انه لم يلتزم فعلا بمبدا البعد عن الساسة ، بل تدخل كثيرا ولكن تدخلاته تصب جميعها في المحصلة النهائية لصالح قوات الاحتلال وفي خدمتها :
1: بدءً بدعوته للانتخابات التي الغاها بنفس الديباجة التي طرحها للمطالبة بأجرائها عندما ربطها بارادة الامم المتحدة وليس بارادته كمرجع ولا بارادة الشعب وغالبيته من المسلمين . وكما ذكرنا في الجزء الاول اصبح المطلب اداة بيد قوى الاحتلال لتبرر به هروبها من الخضوع لمطالبة الشعب باجراء الانتخابات ، وعملت مناورة السيد هذه على امتصاص النقمة الشعبية ضد تهرب سلطة الاحتلال من العمل على اجراء الانتخابات . تكررت اللعبة نفسها في الموقف من ما عرف ب " قانون الولة العراقية للمرحلة الانتقالية " فبدلا من ان يتخذ السيد السستاني موقف الفقيه ويفتي ببطلان القانون الذي كشف عن معارضته له ، اكتفى بارسال برقية استنكار وشكوى للامين العام للامم المتحدة يطالب بعدم تاييد القانون والامتناع عن تشريع القرارات التي تثيت العمل به . وكان السيد لايعرف ان ادوار الامم المتحدة تحولت من منظمة دولية للتحكيم بين الدول وضبط سلوك الدول تجاه بعضها من خلال الطرق السلمية وبالخضوع للقوانين والاعراف الدولية الى مجرد منظمة لتبرير وشرعنة الهيمنة الاميركية على العالم ، أولم يعرف السيد ان نفس مجلس الامن الذي رفض العدوان على العراق شرعن هذا العدوان باقرار الاحتلال ، وان استعمال مصطلح الاحتلال كان التفافا على القوانين الدولية التي تحرم الاستعمار ، فتم التلاعب بالمصطلحات لشرعنة استعمار همجي . ومع ذلك تم اقرار القانون وعمل به ، وبدى اعتراض السيد وكان الغاية منه امتصاص النقمة . تحاشا السستاني ، هنا ، دور الفقيه حيال القانون واعتمد دور السياسي المناور الطامح لكسب رضى جميع الفرقاء على اختلاف توجهاتهم ومواقفهم .فهو يظهر امام الشعب بمظهر المدافع عن حقه الرافض للظلم الواقع عليه ، وهو يرضي سلطة الاحتلال لانه يعرض رائياً ولا يرفض ، او يحرم ، وهو بالتالي يعرض انضباطاً ينقله للتعايش لعصر العولمة بعد ان ظل الاخرين يتشبثون بقيم ما قبل الحداثة والعولمة . أي أنه مارس بذلك حقه وفقا للقيم الديمقراطية لا الدينية التي تفرضها واجبات المرجعية ، وهو يكسب ايضا جميع المتأسلمين المشاركين بما يسمى بمجلس الحكم ممن يظهرون له الولاء ، الذين كان يمكن ومن خلال الفتوى ان يجبروا على الاستقالة او ان يصروا على فرض رايهم بتغير القانون الذي اقر السيد عبد العزيز الحكيم – عضو مجلس الحكم – كما هو الجلبي ايضا ، بأنه فُرض عليهم فرضا وانهم استلموه صيغة جاهزة وردتهم من اميركا دون ان يكون لعراقيا دورفي كتابته او اقتراح بعض من فقراته .
انه ، بلا بما لايقبل الشك ، موقف سياسي مناور متآمر وليس فقيه يحسب حسابات تقوى الله والخوف منه ، فيغالب هواه ..!؟
لانعتقد ان ذاكرة السستاني ضعيفة او ضيقة الحدود بهذا الشكل . كان بامكانه ان لم يجد في رسالة الخوئي _ وهو كما قلنا كان مقلداً له واجتهاده كان يتوقف اساساً على شهادة الخوئي له بالاجتهاد - يمكنه ان يتذكر موقف الميرزا محمد حسن الشيرازي من قضية التنباك ، الذي لم يتدخل بالسياسة ويحرم الاتفاقية بل حرم تدخين
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
التنباك ، ليسقط بذلك اتفاقية اعطاء امتياز زراعة التنباك وتوزيعه لشركة بريطانية . او موقف فقهاء ومراجع النجف من موضوع المشروطة ، ولغتهم الصريحة في تاييد قوانين مجلس الشورى . ولانعتقد ان السستاني لايدرك ، وهو يدعي القدرة على استنباطالاحكام الشرعية ، ان دوره ووظيفته او التكليف الشرعي المناط به ، هو ان يفتي بتحريم التعامل مع حكومة او ادارة تتعامل بهذا القانون ، وذلك يكفي لعزل سلطة الاحتلال ويحرج المتعاملين معها .، اما الشكوى للامم المتحدة فهذا من مهمات السياسين وليس الفقهاء ..
.
2: بعد التفجيرات الاجرامية التي حصلت في 10 عاشوراء في كل من كربلاء والكاظمية ، ورغم وضوح بصمات قوات الاحتلال وعملاء الصهيونية عليها ، التي حاولت ان تغطي جريمتها بنسبتها لشخصية وهمية قادمة من خارج العراق ، تلك الشخصية التي اذا كانت موجودة فعلا لابد انها تعمل بالتنسيق والاتفاق الكلي مع الصهيونية والاحتلال ، مع ذلك يسارع السيد لتبرأت الفاعل الحقيقي ويصدر فتوى بتحريم الدخول الغير شرعي للعراق من المنافذ التي لاتخضع لسيطرة قوات الاحتلال ، مرددا بذلك ما تقوله وسائل الاعلام الغربية وقوى الاحتلال وعملاءها ، واعطاء قوات الاحتلال شرعية مسك الحدود العراقية لمنع المقاتلين العرب من المجئ للوقوف بجانب اخوانهم العراقيين .
3 :افتعلت قوات الاحتلال الاعذار لتصعيد المعركة مع التيار الصدري ، أغلقت جريدة الحوزة ، وتطلق النار على المظاهرات السلمية التي انطلقت من مدينة الصدر ، وحالما أعلن السيد مقتدى الصدر تاييده لحماس وحزب الله يوم الجمعة / / فاجئت سلطة الاحتلال العالم في ظهر اليوم التالي لتعلن صدور قرار اتهام باطل بحق السيد مقتدى الصدر وتطالبه بتسليم نفسه او المبادرة بقتله بحجة مساعدة القضاء العراقي على تطبيق القانون ، والامر صادر من نفس القاضي الذي تتهمه سلطة الاحتلال الان بالقتل واستغلال موقعه لتحقيق ارباح تجارية واقتصادية . وهاجمت القوات الاميركية مدينة النجف وتتعرض احدى منائر حضرة الامام لاطلاق النار ، والسيد ساكت يهدد بعدم تجاوز الخطوط الحمراء ، ثم يفاجئ العالم بمطلبه الغريب بدعوة المقاتلين للخروج من المدينة ، اي انه يريد من ابناء المدينة ان يتركوا منازلهم ليدخلها المحتل بامان وسلام . بحجة الحفاظ على حرمة المدينة .
لايدري الانسان ما الذي بقي من الخطوط الحمر ما لم تدوسه جزمات تحالف الصهيونية العالمية مع اليمين المتطرف ، سوى منزل السيد السستاني نفسه . كما لايدري الانسان هل هذه العدالة والتقوى المفروض توفرها في المرجع ، ان يختزل كل الحرمات بمنزله هو وبوجوده هو ..!؟
4 : صمت السيد السستاني عن المطالبة باقامة الحد على مرتكبي جرائم ابو غريب ، مع انها وقعت على ارض اسلامية ضد نساء ورجال من المسلمين بدون حق او جريمة تذكر بدليل اطلاق سراح المعتدى عليهم . والصمت بالنسبة لمن هو بموقع السيد السستاني يعني اما القبول او الاستهانة بالامر ، وفي كلتا الحالتين يمثل ذلك مساس بدور المرجعية ، ووظيفة الفقيه .
يبرر أحد عناصر حاشية السستاني ، الذي كتب تحت اسم ابو ولاء مقالا على شبكة اخبار النجف الاشرف تحت عنوان" فتوى الاجتهاد " ، يوضح بها الاسباب التي تمنع السيد السستاني من الافتاء بالجهاد ضد الاحتلال ، وهو يدرك جيدا ان جريمة ابو غريب وحدها كافية لان تدفع الفقيه الملتزم بخط الائمة المعصومين لان ينتفض ويثور ، ولا يكتفي بالافتاء فقط . لذلك يضطر الكاتب التلاعب بالعبارات ليبرر للاميركان ممارستهم التعذيب في سجن ابو غريب ، ليصل بالتالي لايجاد المخارج لهذا الصمت الذي تتعمده المرجعية ، ننقل هنا بعض الاجزاء المطولة لهذه التبريرات ، ليكتشف القارئ كيف ان مرجعية عصر العولمة تحسب حساباتها على اسس لادخل لها بالشرع والشريعة التي يسميها الكاتب " عناصر غيبية " حيث يقول مبررا امتناع السستاني عن الجهاد " بعيداً عن العناصر الغيبية بل أنطلاقاً من الواقع الميدانية ، القائد يجب ان ينظر بواقع ميداني لابعنصر غيبي "
ثم يناقش الكاتب مساؤي الاحتلال ، ومأساة ابو غريب منها فيقول : " وأقول لكم ما يعرفه العراقيون في الداخل ان الصورة التي تنقلها وسائل الاعلام العربية عن صورة الحال داخل العراق ووضع الشعب في ظل الاحتلال هي خلاف الصورة الواقعية ، وهذا لا يعني ان المحتل لم يمارس التعذيب المستنكر والمستهجن في حق المعتقلين في سجن ابو غريب بل مارس ومرفوض ولايمكن تقبله باي صورة من الصور ولكن ان تقدم الصورة الى العالم على ان ممارسات المحتل الاميركي هي ابشع من الممارسات الصدامية فهذا مرفوض تماما ولايقبل به كل من سالتهم من الاهل والاصدقاء من ابناء الشعب العراقي ...
زاسال سؤال واحد اتمنى ان اجد الاجابة عليه :
هل يستطيع احد صادق ان يقسم ان ما جرى في سجن ابو غريب من ممارسات لاتجري في الدول العربية او الشرق اوسطية بل الاسلامية بشكل متكرر . "
وهكذا يتم تزييف الحقائق لكي تقترب المرجعية في تقاعسها عن اداء دورها مقتربةً مما اعتبره الكاتب " الواقع الميداني " ، هروبا من الاحكام الشرعية التي اصبحت عند مرجعيات عصر العولمة تمثل " العناصر الغيبية " ، وفات اية الله ابو ولاء وسيده السستاني ان يشير الى شرط الاجماع كأحد مصادر التشريع عند الشيعة ، وشيوع التعذيب في الدول العربية والاسلامية والشرق اوسطيه يحقق هذا الشرط ، ويبرر للفقيه ان يجوزه من خلال السكوت عليه . اما تقديم الكاتب لشرط القول بان ما جرى من الممارسات الصدامية هو ابشع من الممارسات الاميركية كي تقر المرجعية ببشاعة ممارسات قوة الاحتلال . ولايدري الانسان لماذا لم تتصدى المرجعية لممارسات صدام ولماذا لزمت الصمت ، اليس في هذا ما يدينها على التقاعس عن اداء دورها مرتين ، مرة في زمن الدكتاتورية واخرى في زمن الاحتلال ، اي انها مرجعية فاشلة في اداء ادوارها في كل العصور والعهود ، ولاتجيد الا جباية الاموال ، تحقيقا لزينتي الحياةالدنيا " المال والبنون "
اين شراءط المرجع العادل ، المغالب لهواه ، الحريص على مرضاة مولاه ، ونذكره ان المولى المقصود هنا هو الله عز وجل ، وليس قوى الاحتلال .
5 : اعلن السيد تاييده لما عرف بالحكومة المؤقته وهي حكومة منصبة من قبل رئيس سلطة الاحتلال الذي لاجدال في انه لن يختار ماهو خبير ، او وطني حريص على المصلحة الوطنية العراقية بل من يبدي استعداد اكثر لخدمة سلطة الاحتلال . والسيد هنا اما انه لايعرف الفرق بين الادارة المحلية ، التي تستخدم فيها سلطة الاحتلال وجوها محلية من عملائها لتسير بعض الشؤون الادارية بهدف التقليل من خسائرها وتهدئة قطاعات واسعة من الشعب وابعادهم عن الانضواء والالتحاق بالمقاومة ، وبين الحكومة الوطنية الممثلة للشعب ، والعاملة باتجاه خدمة مصالحه الوطنية . ولايدري الانسان كيف يمكن لسلطة محلية معينة من قبل سلطات الاحتلال ان تتحرك "لاستحصال قرار من مجلس الامن باستعادة السيادة على بلدهم كاملة غير منقوصة " كما اشترط السيد على ما سمي بالحكومة الوطنية .
هل تمتلك هذه السلطة الجديدة القدرة على المطالبة بما هو ضد قناعات من اوصلها ونصبها في المواقع التي هي بها . ان اعلان السيد يوم 3 / 6 / 2004 تاييده للسلطة المنُصبة من قبل بريمر، كان نفس اليوم الذي شارك فيه هوشيار الزيباري في جلسة مجلس الامن للمطالبة ببقاء القوات الاميركية في العراق وللجم المطالبة الروسية – الفرنسية بانسحاب القوات الاميركية من العراق . وقبل اعلان السيد تاييده للسلطة المؤقته بيومين كان الزيباري في طريقه لنيويورك لهذا الغرض ، معلنا اسباب سفره بشكل مكشوف كمندوب عن الحكومة الجديدة لايصال الرسالة للمجلس ليغدو الاحتلال وكأنه مطلب عراقي ، الا يستطيع السيد استنباط الرأي الذي يقول ان بقاء قوات الاحتلال حتى اذا افترضنا انها سوف لن تتدخل في الشؤون الداخلية ، يشكل حالة مساس بمطالبته " باستعادة السيادة كاملة غير منقوصة " . وبالعودة لما قدمه ابو ولاء الوارد ذكره في تعريفه للاسباب التي منعت السستاني عن الافتاء بالجهاد ضد الاحتلال ، وبعد ان يستعرض مساؤي الجهاد يقول : " طيب ما السئ في الخيار السياسي ؟
اشد ما فيه من سوء هو ان الوطن يكون تحت الاحتلال وتواجد العدد الكبير من القوات داخل العراق وهذا الاحتلال رغم سوءه الا انه سوف ينتهي بقرار من الامم المتحدة وامريكا نفسها وتسلم السلطة الى حكومة عراقية ، والعدد الكبير من القوات سوف يتم ممارسة الضغوط السياسية الواحدة تلو الاخرى في سبيل اخراجها بعد بناء جيش عراقي وطني يمكن الاعتماد عليه في ضبط الامن والحدود العراقية "
لسنا بصدد مناقشة مثل هذه الافكار السطحية التي لاتقنع حتى الرجل البسيط القليل الخبرة . الا اننا نود ان نذكر بان الحديث يجري عن الاسباب التي تمنع المرجع من الافتاء بالجهاد ، ولكي نقتنع باقوال السيد ابو ولاء ،ونتاكد من صحة ما قلناه عن تطوع السستاني لخدمة قوى الاحتلال املا في ان يحقق من خلالها اشباع الرغبة بالانتقام من السيد محمد صادق الصدر ممثلا بابنه ، نسال الاخوة القراء هل سيثير هذا القول اية غرابة لو نسبناه لبريمر او كولن باول او اي من عملائهم ..!؟ ،
العناصر الغيبية ، التي يعني بها السيد ابو ولاء شروط المرجعية وخلق ومثل الائمة المعصومين اختفت هنا ، وارتقت المرجعية لعصر العولمة ، فالحل ليس بالافتاء بالفرائض ، ولا باحكام الشرع ، بل بانتظار قرار ات الامم المتحدة ، وقناعة اميركا بضرورة الانسحاب ، وغفل او تغافل الكاتب ، لماذا جاءت اميركا حتى تنسحب .. ! ؟ ذلك ما لايعلمه الا ابو ولاء ومرجعه والغارقون بالعلم .
لايدري الانسان هل ان مطالبة الزيباري تشكل استهانة مقصودة او غير مقصودة بمطالبة السيد ، او انها حالة او شكل من اشكال تبادل الادوار لتهدئة الشعب واقناعه بالقبول الخانع لسلطات الاحتلال .
على كل حال أُستُخدم تاييده للحكومة الجديدة ، كنوع من الدعاية لها وشرعنة وجودها واضفاء صفة الوطنية عليها ، ولم يأخذ احدا بالشروط التي طرحها . مما يؤكد رجحان الفرضية الثانية ، كون السيد بدأ يلعب لعبة تبادل الادوار ليشرعن الاحتلال ويوحي باستفلالية وشرعية الادارة الجديدة ، والدليل ان السيد سكت ولم يستنكر مطالبة الادارة المحلية المنصبة من قبل قوات الاحتلال ، بديمومة الاحتلال وبقاءه ، ليبدو وكانه مطلب وطني عراقي . كما لم يطالب بتنفيذ شروطه ، وهو بهذه المناورة الجديدة كسب ايضا رضى الاطراف المختلفة ، أيد الحكومة ، ودغدغ عواطف المطالبين بالاستقلال ، ولم يزعج او يغضب احدا الا ابناء الشعب العراقي الذين اصابتهم الخيبة من مثل هذه المواقف التي لايمكن ان توصف حتى بالوسطية .
ان كل هذه المواقف التي قدمت للاحتلال خدمات ما كان يحلم بها ، تقدم التفسير الحقيقي لسفره المفاجئ الى لندن تحت غطاء العلاج ، ولا يستبعد الانسان حصول امراض مفاجئة لرجل بعمر السستاني ، لكن ان يحصل هذا
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
بنفس التوقيت مع الهجمة العدوانية لقوات الاحتلال على مدينة النجف وسامراء وانتهاك قدسية المدينتين – او ما يسميه السستاني بالخطوط الحمراء – يغدو هروبا منظم ومقصود ومنسجم مع عموم سلوكياته ، ويمارس السيد اسلوب المناورة هذا الذي يبدو كأنه غير مقصود للتخلي عن دوره كفقيه ، وحتى كرجل مسلم مطالب باتخاذ موقفاً محدداً من هذا العدوان ، كشيعي تنتهك مقدساته .مع ان السيد يحرم هذا النوع من الهجرات في مايعرف ب " المسائل المنتخبة " ، يقول في " المسائلة 24 : من اهم المحرمات في الشريعة الاسلامية : " ويورد تحت بند 3 من 43 من المحرمات ما يلي : " 3- التعرب بعد الهجرة ، والمقصود به الانتقال الى بلد ينتقص فيه الدين اي يضعف فيه ايمان المسلم بالعقائد الحقة او لايستطيع ان يؤدي فيه ما وجب عليه في الشريعة المقدسة او يتجنب ما حرم عليه فيها "
ولايدري الانسان القليل الخبرة في الفقه مثل الكاتب ، الا ينطبق الشرط الثاني "لايستطيع ان يؤدي ما وجب عليه في الشريعة المقدسة " على سفر السستاني نفسه . اعرف ان منافقا ما سينبري ليقول : ان الوجوب هنا يعني اداء العبادات والفرائض . وهذا صحيح لاي انسان اخر الا ان وضع السستاني يختلف عن بقية المسلمين كفقيه ، او زعيم روحي لطائفة دينية ، من الفرائض المطلوبة منه ان يقف مع ابناء طائفته يمنع عنهم عمليات القتل والابادة ، وهو يستطيع اداء مثل هذا الدور ، كقوة ضغط على سلطة الاحتلال والسلطة المحلية التابعة لها . خاصة وان التقارير الطبية تقول انه لايحتاج لعمل جراحي ، اي مجرد مجموعة من الفحوصات ، التي كان بالامكان استدعاء نفس الاطباء لاجرائها له وهو في منزله او اي مستشفى عراقي ، كما كان يمكن اجراؤها في بيروت ليومين او ثلاث ثم العودة للبلد الذي يتعرض لعدوان ظالم ، واول ما يقع هذا الظلم على ابناء طائفته ، الا اذا كان السستاني يعتقد ان المسلمين والشيعة هم فقط مقلديه اما الاخرين فهم كفرة لايعنيه امرهم . وهذا خروج على شرط العدالة المطلوب توفره في الفقيه ، لانه حتى في مثل هذا الموقف ، يدرك السستاني ان ليس هناك من مناطق عازلة تحمي مقلديه وتبعدهم عن القصف بالقنابل العنقودية والمدفعية الثقيلة اذا افترضنا ان الاسلحة الخفيفة يمكن السيطرة عليها او تغذية عقولها الالكترونية وتوصيتها بتجاوز من هو من مقلدي السستاني ، والتوجه نحو الاخرين فقط .
ان احد التفسيرات التي يمكن ان تتبادر للذهن ان السيد لم يستطيع ان يتخلى عن حقده على الشهيد المرحوم السيد محمد صادق الصدر ، ذلك الحقد الذي امتد على ابنه من بعده ، نحن هنا امام شحنة من الحقد تنكرها الاخلاق لو برزت عند اي انسان اخر من عامة الناس ، فكيف عندما تاتي ممن يعتقد ان مرضاة الله – رب الرحمة والخير والتسامح – تتوقف على رضاه وارادته ، وهو حقد ليس له ما يبرره من الاسباب غير المنافسة التي حصلت على مكانة المرجعية بينه وبين الشهيد الصدر ، ويسجل عليه سابقاً عدم مبالاته بقضية اغتيال الشهيد الصدر ورفضه الصلاة على جنازته ، قد ينسجم هذا مع مبدأ التقية ، هذا المبدأ الذي ابتدعه بعض الفقهاء ، واسندوه بروايات واحاديث نبويه او منقولة عن الائمة ليبرروا به على ما يبدو بعض سلوكياتهم غير المقنعه ، او تلك الشبيهة بما يقفه السستاني وغيره من المراجع ورجال الدين من السيد مقتدى ، بسبب الحسد الذي تشكل في نفوس لم تنقيها العمامة او المرتبة الدينية التي ينسبونها لانفسهم .
تضمن التقية لاولئك المتعلقين بملذات الدنيا او الذين اتخذوا من الدين مهنة السلامة من الاذى من خلال تهدئة الحاكم وتطمينه على انهم سيساعدوه على لجم الناس وكبت استيائهم على الظلم والقمع ، ما دام هذا الكبت اصبح شكل اخر من اشكال العبادة .والملاحظ ان السستاني لجأ ، طيلة الثمان اشهر التالية للاحتلال ، للصمت المطلق ولم يسمع منه صوتا ، واول تقرب له ، والشعب في عز الصراع مع قوات الاحتلال ، دفع السستاني بانصاره لافتعال بعض الحوادث غير المنطقية مع جماعات الصدريين ، ومواجهتهم بالسلاح لاثبات احقية المرجعية في ادارة العتبات المقدسة .كأنه اراد بذلك ان يقدم كشف براءة لسلطات الاحتلال من مطالبة السيد مقتدى الصدر بانسحابها .كما يمكن ان تحسب سياسيا بحسابات من يريد ان يقول ها انا جاهز استطيع ان اخدم وأُأدي دورا مفيدا للجم ومشاغلة بعض اطراف المقاومة .
يورد السستاني في مسائله المنتخبة ، وتحت عنوان المحرمات ، مايلي : "43- كتمان الشهادة ممن اشهد على امر ثم طلب منه اداؤها بل وان شهده من غير اشهاد اذا ميز المظلوم من الظالم فانه يحرم عليه حجب شهادته في نصرة المظلوم "
فهل تقع هذه الحرمة على سائر المسلمين ويعفى منها الفقهاء ..!؟
ام ان السيد لم يتوصل بعد لتشخيص من هو الظالم ، ومن هو المظلوم فيما يجري من قتل وذبح لمئات الشيعة يوميا في العراق ، واذا كان يتعسر عليه فهم الامر الى هذا الحد ، ورغم كل مظاهر اللعبة المكشوفة التي تلعبها سلطة الاحتلال وتوابعها من الاداريين المحليين ، فكيف يتحمل مسؤولية ان يقف في صف الفقاهة العادلة ليحدد للناس ما هو صحيح وما هو خطأ من سلوكيات دينية ..!؟
ان الملاحظ من تدخلات السستاني ، التي اقتصرت على مجرد دعوة الاطراف المتنازعة على التخلي من ممارسة العنف واللجوء للحلول السلمية ، وهو يساوي في هذه الدعوات بين ابن البلد الذي يقاوم الاحتلال ، وقوة الاحتلال ، وكانهما يمتلكان نفس الحق في التواجد على ارض العراق . ففي نداءاته تختفي صورة الظالم والمظلوم ، وتتساوى اطراف النزاع . ولا يدري الانسان كيف يمكن ان يغفل المرجع ، وهو يمتلك ادوات المعرفة التي تمكنه من استنباط الاحكام السليمة التي تمكنه من الاقتراب من الحكم العقلاني ، او الموضوعي في مختلف مناحي المعرفة وفي مختلف الشؤون الدنيوية . كيف اذا يعجز عن ادراك من هو الظالم ومن هو المظلوم في الصراع الدائر بين مختلف قطاعات الشعب وقوى الاحتلال في العراق . انه لاشك موقف مقصود ، ومدرك تماما من قبله .
لم يتوقف السيد عند حد اعتبار حق التواجد الاميركي في العراق يساوي نفس حق المقاومين من ابناء الشعب العراقي لتواجدهم في العراق ، بل تمادى ولمرات عديدة ليغلب حق القوات الاميركية في التواجد علىحق المقاومين العراقيين ، عندما دعى الى خروج ما اسماهم بالمسلحين من النجف لابطال حجة الاميركان في مواجهة هؤلاء السكان بسبب تواجدهم في مساكنهم ومدنهم . لكي تدخل جزمات تحالف الصهيونية العالمية مع اليمين المتطرف بسلام للارض المقدسة بسلام ودون ان تخدش مسامعها اصوات الاستنكار التي يمكن ان يطلقها اهل المدينة . ما الذي يمنع السستاني من ان يتعلق بالنجف ويحبها بنفس مستوى حب ابنائها لها ، ذاك الحب العظيم الذي يدفعهم للتضحية بدمائهم من اجل ان يحافظوا على طهارة المدينة وقدسيتها . هذا لايعني صحة الرأى القائل بان اصول السستاني ، وهو كما يقال من الاكراد الايرانيين هي السبب وراء موقفه .فموقف السيد محمد تقي الشيرازي بطل ثورة العشرين ، يعكس حالة من الالتصاق بالارض العراقية وحرية الشعب العراقي ما لانجده الان عند البعض من ابناء البلد الاصليين . كان محمد رضا ابن السيد محمد تقي الدين الشيرازي من اوائل من انتبه لاهمية المحيط العربي للعراق ، ومن اوائل الرواد الذين دعوا للوحدة العربية . فالولاء لايتوقف على الرس في النظرية القومية العربية بقدر ما انه يعكس فهما موضوعيا واعيا للانسان لادراك معنى التفاعل بين الانسان والارض والثقافة ، كما عبر عن ذلك الرائد العربي الاول النبي محمد (ص ).، عنما قال : ليس العربية منكم باب او ام ، العربي من تكلم اللغة العربية . ان عدم ادراك وفهم الانسان لمعنى العلاقة بين الانسان والارض ، وما يفترضه من ولاء والتزامات يعكس حالة خلل في الادراك الشخصي اكثر من اي شئ اخر .
يفسر البعض الاخر من الاخوة هذه السلوكيات ، بانها محصلة حتمية لممارسات الحاشية المحيطة بالمرجع ( سبق الحديث عن هذا الموضوع في القسم الاول من هذه الدراسة ) ، الا ان مثل هذا الاعتقاد لايستند للمنطق ، فالحاشية بامكانها ان تخفي على المرجع بعض المعلومات البسيطة عن شخص او قضية ، لكن ما يجري من مظالم في العراق تجري بشكل مكشوف امام عدسات وسائل الاعلام وهدير الدبابات والمدفعية والطاتئرات التي تسمع الاصم .
كذلك الحال ما يخص سقوط الحجج الواهنة التي أستخدمتها الادارة الاميركية لتبرير حربها العدوانية المستمرة على العراق والعراقيين ، وظهور حقيقة دوافعها . وبما لايستطيع احدا اخفاءه .. واذا افترضنا ان حاشيته تمتلك كل هذه القدرات لحجب الحقيقة عنه وعزله كليا عن الواقع .. ترى من المسؤول على تجميع هكذا حواشي فاسدة ..!؟
والسؤال الذي يفرض نفسه عند الحديث بصراحة عن مثل هذه الامور التي تمس كيان ووجود شعب مسلم ودولة مسلمة ، اذا كان الفقيه لايستطيع ان يكسر حاجز حاشيته ليصل للحقيقة في موضوع مكشوف كهذا ، كيف يرتضي تحمل مسؤولية زعامة طائفة ..!؟ وتحمل مسؤولية الزام المسلمين بمواقف تعكس مصالح الحاشية ولاتتماشى مع الشريعة وسلوكيات النبي والائمة المعصومين ..
ان مثل هذا الحديث يعني بقية المراجع ، كما يعني السيد السستاني ، فمن الغريب ان يكتشف الانسان انهم غادروا العراق جميعا بصمت وهدوء ، مستحسنين السلامة في البعد ، والغريب ان الوعكات الصحية التي اصابت السستاني في نفس توقيت بدء الهجوم الاميركي على النجف وتكثيف الحملات العسكرية على المدن الاخرى ، امتدت عدواها لتصيب السيد ابراهيم الجعفري الذي سافر الى لندن للعلاج . بما يعكس انها من نوع الاوبئة الجماعية .
ما فائدة زعيم او زعماء جماعة او طائفة يفضلون السلامة بالهروب من تحمل مسؤولياتهم في ازمات هي من اشد ما تعرض لها الشعب العراقي خلال المئة سنة الماضية ، ليعودوا في اوقات الهدوء والاستقرارليعلمونا : " المسألة 1169 : الحيوان وحشيا كان ام اهليا ... اذا ذكي بالذبح على الترتيب الاتي في هذا الكتاب وخرجت روحه يحل اكله ، هذا في غير الابل والسمك والجراد ، اما هذه الثلاثة فتذكى بغير الذبح على ما سيتضح في المسائل الاتية ." او " المسالة 1173 : الحيوان المحرم اكله اذالم تكن له نفس سائلة – كالحية – لا اثر لذبحه او صيده لان ميتته طاهرة " ، وغيرها من تلك المسائل التي وصفها السيد محسن الامين العاملي في انها ليست الا من " قفبيل تضييع العمر بلا فائدة " ، لم يدرك السيد محسن الامين التطورات التي خطتها المرجعية كي تتوافق مع عصر العولمة ليدرك ان هذه المسائل ليست بلا فائدة ، فهي بقدر ما تشاغل الناس بما لانفع فيه تدر بالوقت نفسه مئات الملايين التي تضمن للمرجع مستقبل ابناءه من بعده ليموت قرير العين مطمئناً . وليذهب ابناء جميع الشيعة والمسلمين للجحيم . فالدين اصبح على مايبدو شطارة كما هي التجارة . ومن لايرضى فتهمة الزندقة والخروج على الطائفة اوالاتهام بالتامر مع الطوائف الاخرى جاهزة ، فاللمرجعية اسليبها القمعية الكفيلة بحماية دكتاتوريتها ، وتفردها برضى الله .
ما حاجة الانسان المسلم في العراق لان يتعرف الاحكام الشرعية في كيفية اكل الجرادة او الحية ، وهو يتعرض للذبح اليومي مهددا بماله وعرضه وروحه ودينه . وما فائدة ان يكون الفقيه رحيما كريما عطوفا على الحيوانات ويفتي بحرمة ذبحها امام حيوان من جنسها - المسالة ، ولا يحرم الذبح اليومي للانسان العراقي ، امام انظار البشر ، واغتصاب النساء امام عيون الرجال وكاميرات المصوريين ، ولايقول شيئا ، بل يساوي بين الضحية والقاتل ، بحجة التقيه ، ولا يحسب حساب لتقوى الله ..!؟
لذلك لانستغرب ان نجد كتاب المسائل المنتخبة للسيد السستاني المؤلف من 600 صفحة ، و1452 مسالة ،ليس من بينها واحدة تتناول موضوعة الجهاد ، وكأن السيد لايحسبه فريضة من الفرائض الخمسة ، مع انها وباتفاق علماء المسلمين – والشيعة من ضمنهم – يمثل الركن الخامس من اركان الدين ، اي العبادات الخمسة ، الصلاة والصوم ، الزكاة ، الحج ، الجهاد ، الا ان السستاني يلغي الجهاد ويتجاهل ذكره ويضيف الخمس كركن خامس بدلا منه ، وكان المطلوب من الشيعي على راي السيد ان يلغي هذه الفريضة التي امر بها الله . فهل يحق للفقيه ان يلغي غدا الصوم او الصلاة والحج مثلا ، لماذا الجهاد بالذات وبأي حق ..!؟ ليس هناك من تفسير غير ان الغاء الجهاد يضمن السلامة ويحقق للانسان المتعة بالامتيازات التي يحققها الدين ، دين عصر العولمة ..!
مع ان الكتاب يخصص 19 مسالة في الذباحة ، و23 مسالة في الصيد ، و32 مسألة في الخمس ، مع ان قضية الخمس ، ضلت تثير الكثير من الجدل حتى عند بعض علماء الشيعة .
المعروف عن السستاني ، انه واحدا من المجتهدين المقلدين ، ولم يكن مجددا ، على شاكلة الشهيدين الصدريين ، والسيد فضل الله ، ويتضح ذلك بوضوح حتى من خلال رسالة الاجتهاد التي عادة ما يكتبها الفقيه للدلالة على قدرة استباط الاحكام الشرعية ، لذلك لجأ لتبني رسالة الاجتهاد للسيد محسن الحكيم والتي سبق ان تبناها السيد الخوئي من قبله ، مع " تغيير مواضع الخلاف منها مما يؤدي اليه نظري ، مع بعض الحذف والتبديل والاضافة والتوضيح لكي تكون اقرب الى الاستفادة والانتفاع " كما عبر هو عن ذلك ، ويستمد عادة السستاني فتاويه من احكامها ، فهو مقلد اكثر منه مجتهد ، لذلك يعيب عليه اتباع الشهيد السيد محمد صادق الصدر هروبه من المناظرة مع السيد الصدر ، ويعتقدون انه غير مؤهل للمرجعية ، وان مكانته استمدها من القدرة الاعلامية والاقتصادية لابناء المراجع السابقين الذين لهم مصالح اقتصادية اوسياسية لظهور مرجع بمثل شخصية السستاني ، كما سياتي ذكره .
الا ان السيد الخوئي لم يغفل او يغيب فريضة الجهاد ، الذي قسمه الى جهاد ابتدائي : اي غزو المسلمين لبلاد غيرهم بهدف نشر الاسلام ، وتلك من وظائف الامام المعصوم ، والجهاد الدفاعي ويعني مواجهة غزو خارجي يقع على بلاد المسلمين من قبل دولة غير مسلمة ، ويلزم الخوئي المجتهد للمبادرة بالافتاء ضد مثل هذا الغزو . ويبدو السستاني هنا حتى كمقلد فاشل خارج على فتاوى وتشريعات المجتهد الذي اختار هو بنفسه رسالته كمرجع لفتاويه .
افتى السستاني بالجهاد لمواجهة الغزو الاميركي قبل بدأ الحرب بشهر او اكثر وظهر على شاشة تلفزيون بغداد جالسا ومجموعة من العلماء خلف السيد عدنان البكاء الذي كان يقرأ الفتوى . وعندما اشاع بعض مؤيديه في الخارج بان الفتوى غير صحيحة او انها أُخذت بالقوة ، عاد مكتب السستاني في النجف ليرد عليهم بتاكيد صحة الفتوى وانها كانت طوعية دون اكراه من احد . والسؤال من يتحمل ازر من قتل من ابناء الطائفة ممن قاوم الغزو خلال الحرب وقتل استجابة للفتوى .
ثم ما هو الموقف الشرعي السليم مقاومة الاحتلال وهو عدوان مستمر ، كما افتى السستاني من قبل بذلك ، ام التعايش معه وقبوله كامر واقع . ثم ما معنى الصمت والسكوت الذي مارسه السيد في الاشهر الثماني الاولى ، ثم فجأة يتحرك لقدم لسلطة الاحتلال المبررات الشرعية على كامل تصرفاتها كما ذكرنا في اعلاه .
المرجعية في عصر العولمة
رغم كل هذه الالقاب التي استخدمت لرفع مكانة المجتهد لمستوى من القدسية ، الا ان حقيقة الامر ليس هناك من نص او تشريع الهي او حديث نبوي ما يسند هذه القدسية ( سبق ان ناقشنا هذه المسالة في الجزء الاول من هذه الدراسة ) الا تطلع المستفيدين للتمتع بالحياة من خلال رفع منزلة المجتهد لمستوى الائمة المعصومين والانبياء ، واضفاء ما لا يقبله الائمة لانفسهم من الصفات والسمات – كما ذكرنا في الجزء الاول من هذه الدراسة ، فقد اضحت المرجعية سوق رائجة ، لها مؤسساتها المالية والاعلامية ومراكزها الخاصة ، والاعداد الهائلة من الموظفين والمستفدين دون ان يكون لهم من فائدة تذكر سوى جمع الاموال و تنفير الناس من الاسلام والمرجعية بما يمارسونه من سلوكيات غير مقبولة ( نستنكف عن ذكرها لما فيها من قصص يشيب لها الطفل )
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
، يستخدم المستفيدين منها اسم المجتهد لجني الارباح الطائلة يتساوى في ذلك ابناء المجتهدين وعائلته او حاشيته وبعض وكلاءه ،مستثمرين الحالة النفسية القلقة للانسان المسلم وحالة اختلال التوازن التي تعاني منها الامة ليقدموا انفسهم من خلال المجتهد وكانهم يمتلكون الخلاص الذي سينقذ الانسان مما يعاني منه من خوف وضياع وشعور حاد بفقدان الامن ، فحاولوا تصوير المجتهد كوسيط بين العبد وربه وهم وسطائه بالتبعية ، يبيعون الوعود والخرافات . وظيفتهم جني الارباح وبيع الاوهام .
لذلك بدأت المرجعية تميل لان تصبح قريبة من الملكيات الوراثية ،لايكتفي فيها الابناء وراثة اموال المسلمين التي بعهدة المرجع وكانها حق خاص ، بل تضخيم مكانة المرجع وادواره ليحتفظوا بعد مماته بنفس الامتيازات التي يتطلع الابناء وبعض الاتباع لاستمرار في وراثتها بل وتوريثها لابناءهم من بعدهم . من هنا وجدنا ان بعض ابناء المراجع ومن اجل الاحتفاظ بامتيازات المرجعية يتدخل لتحديد المرجعية الجديدة من خلال ما يملكه من امكانات مادية واعلامية ، ليفرض عليها عدم المطالبة باستعادة اموال المرجعية السابقة وامتيازاتها التي يريد حيازتها لنفسه مع انها اموال عامة ، تعود ملكيتها لفقراء المسلمين ويفترض ان تنتقل للمرجع الجديد ، كما حصل مع مرجعية السستاني التي ما كان لها ان تتحقق لولا تدخل ابناء المراجع السابقين ، ابناء السيد الخوئي لرغبتهم بالاحتفلظ بامتيازات واموال المرجعية ، واولاد السيد المرجع محسن الحكيم بسبب تطلعاتهم السياسية التي هددها بروز السيد محمد صادق الصدر كمرجع وكزعيم سياسي ، فادلوا بدلوهم في التشكيك بعلميته ، بل حتى بعقله ونزاهنه ، واتهموه بالعمالة للنظام . فكان لهذه الحملة اثرها في اضعاف مرجعية السيد الشهيد محمد صادق الصدر ، وترجيح كفة السيد السستاني . فكانت مرجعية الاخير اقرب لولادة قيصرية خدمها بشكل كبير استشهاد السيد محمد صادق الصدر بوقت مبكر . ، مما اخلى الساحة من منافس شديد ، لذلك يمكن ان يقال ان بعض مرجعيات عصر العولمة محكومة بزينتي الحياة – الاموال والبنون – اكثر مما هي محكومة بالورع والتقوى .
يسجل للسيد الخميني مبادرته لمنع اولاده او احفادة للعب مثل هذه الادوار فابعدهم عن المركز التي تمكنهم من استغلال اسمه بل اعتقل حفيده عندما حاول ان يستغل قرابته للسيد كي يتدخل بشؤون المرجعية والدولة في ايران .
كما لايمكن النظر لبروز السيد القائد مقتدى الصدر بنفس المنظار، فلم يعرف عنه انه تلاعب او ورث شيئا من املاك المرجعية ، كما ان بروزه لم يكن بفعل هذه الظاهرة الشاذة للمرجعية الوراثية بقدر ما ان الرجل برز كقائد معبر عن ارادة الملايين للخلاص من الاحتلال وتحقيق السيادة الوطنية ، قد تكون اصوله خدمته كثيرا في بروزه بسرعة وتجميع الانصار والمؤيدين من خلفه لكنه يمتلك ايضا القدرات الخاصة ليتجاوز دور ابن المرجع الى دور الزعيم السياسي صاحب الموقف الخاص ، وهو لم ينافس احدا على مرجعيته او امواله بقدر ما انه اتخذ دوره كمواطن قادر على فهم واستيعاب هموم ابناء وطنه . واذا كان لدور ابن المرجع من اثر عليه فهو قدرة المرجع السيد محمد صادق الصدر على نقل قيم الفضيلة والشجاعة والزهد والتمسك بالقيم الدينية والروحية الى حد الاستعداد المطلق للاستشهاد ، وليس كامتياز للتمتع بالحياة الدنيا . ويمثل ابناء الخالصي نموذجا اخر لهذه النزعة في وراثة قيم الفضيلة من المرجعية لااموالها او مكانتها الاجتماعية لاستخدامها كاساس لبناء زعامة سياسية او التحول لمركز تجاري لدعم النزعات الفردية الشاذة في تاكيد الذات ولو على حساب اموال المسلمين ودمائهم .
ان هذه القدسية التي يحاول ان يعطيها البعض للمجتهد تتناقض كليا مع اساسيات المذهب ، حيث عرف الشيعة بالمخطئة ، اي ان مؤسسي المذهب واباءه الاوائل يرون ان المجتهد بشر يمكن ان يخطأ ويصيب . فهو ليس معصوم من الخطأ ، الا ان جميع المجتهدين وعلماء المذهب يتفقون على ان من اهم صفات المرجع ان يكون على درجة من التقوى والورع اللتان تمكنانه من مغالبة هواه ، وكما عبر عن ذلك السيد الشهيد محمد باقر الصدر : " وبقدر عظمة المسؤولية التي اناطتها الشريعة بالعلماء شددت عليهم وتوقعت منهم سلوكا عامرا بالتقوى والايمان والنزاهة نقيا من كل الوان الاستغلال للعلم لكي يكونوا ورثة الانبياء .
فقد جاء عن الامام العسكري عليه السلام في هذا السياق قوله فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه فاللوام ان يقلدوه ."
اما ان يقف السيد السستاني مع قوات الاحتلال ، ويدعمها بمناورات ظاهرها محاولة ضبط سلوك سلطة الاحتلال ، الا انها تخدم بالمحصلة النهائية وجود واستمرار الاحتلال ، وتضبط سلوك قطاعات كبيرة من الشعب وفقا لمعايير الخنوع والاستسلام بالطريقة التي تريدها هذه السلطة، كل هذا من اجل اشباع رغبة الاانتقام من الشهيد الصدر من خلال ابنه السيد مقتدى الصدر ، وجماعات الصدريين الذين على ما يبدو انه اخرجهم من قائمة المسلمين ، يحلل قتلهم ، فهو وان لم يفتي بذلك الا ان السكوت دلالة على الرضا. مع ان الآيات والاحاديث التي تحرم دم المسلم ليست بعيدة ، فأية شريعة هذه التي يستند لها السستاني في سكوته .
قد يقول جاهل ومنافق ، ان هذه الاستنتاجات لاتمثل موقف السيد السستاني ، وانه لابد اتخذ موقفه هذا على اساس سند شرعي . والسؤال اي شرع هذا يمكن ان يرتضي سكوت من يكون في موقع المرجع الاول للطائفة ويرى ابنائها يقتلون ظلما وهو ساكت فرح بالطائرة الخاصة التي هيئتها له قوات الاحتلال للسفر بها من اجل اجراء فحوصات في الخارج . ويخطأ السستاني اذا اعتقد ان القتل سيطال جماعات الصدريين فقط فليس هناك من مناطق سكنية تعزل الشيعة من مقلدي الصدر عن غيرهم ، اي ان القتل سيطال ايضا مقلدي السستاني ومقلدي المراجع الاخرين ، وحتى انصار الاحزاب المتاسلمة الاخرى السائرة في فلك الاحتلال فرحة بمنصب وزاري او اكثر ، تعتقد انه حقق لها انتصارها في تحقيق اهدافها في ان تتموضع في موقع مخلب القط ضد شعبه ومواطنيه . فمن المسؤول غدا عن هذه الدماء ، وهل سيبقى للورع والتقوى ومغالبة الهوى من وجود ، يمكن ان يلزم المسلم لتقليد مثل هذه المراجع والاحزاب التي تتامر على الطائفة . ومع من .. مع الشيطان الاكبر ، الذي كان جميع مراجع الطائفة العظام ، وحتى من يدعون تمثيلها سياسيا ان التعاون معه سيحول المتعاون الى مخلب قط لايذاء اخوانه ، وتابع وعميل للاستكبار .
يطمح السستاني على مايبدو ان تحقق له قوى الاحتلال ، ما لم تحققه له الشريعة او الاعلمية التي يدعيها ، التخلص بالقتل والقمع من انصار وكوادر التيار الصدري اولئك الذين خذلوه ورفضوا ادعاءاته بالاعلمية ، ويضمن بذلك وحدانية وجوده على الساحة ويضمن ايضا عودة اموال الخمس والحقوق له ، وله وحده . مما سيحقق له ميتة قرير العين المطمئن على مستقبل اولاده من نكبات الدهر ، فما سيخلفه يكفي لان يهرب ابناءه او احدهم الى اي من عواصم العالم ليبني مركزا اسلاميا يضمن له تلقي المزيد من التبرعات والتهرب من الضرائب تحت غطاء ما يعرف بالمؤسسات الخيرية او الدينية والثقافية ، ويعيش عيشا هنيأً تحت غطاء خدمة آل البيت ونشر مبادئهم ومذهبهم ، مع ان احدا من آل البيت لم يترك من ارث لاولاده واحفاده ، ولم يترك احدا دار الاسلام ليهاجر بعيدا متمتعا بمبادئ حقوق الانسان والديمقراطية. وهذا الامام علي الذي يدعون الاقتداء به ،يغضب ويبكي ابنته زينب في ليلة العيد عندما يكتشف انها استعارت عقدا من بيت المال تتزين به ، ويؤنب صاحب بيت المال لسماحه لها بذلك .. وعندما جاءه ابنه الحسن في الليلة الثانية من جرحه الذي مات بسببه بطبق فيه رغيف من الخبر واناء من اللبن ، يساله بني حسن أأطعمت اسيرك ، ويجيب الحسن بالنفي ويبرر ذلك بان ليس هناك من طعام في البيت غير هذا الذي الطبق ، ويصر عليه السلام ان يتقاسم الرغيف واناء اللبن مع عبد الرحمن ابن ملجم . فاين هو تراث اهل البيت الذي يدعون نشر ثقافته ، مقابل هذه الامبراطوريات المالية التي يهربون بها للخارج ، وملايين الشيعة من العراقيين يتضورون جوعا ، ويعانون من شظف العيش ، محرومين من الكثير من الاساسيات الضرورية للعيش بكرامة .
وهل يحق لاي مرجع ان يتجاوز هذه القيم بحجة القدرة على استنباط الحكم الشرعي ، ويتغافل عن ما اوجبه الخالق من فرائض باسم آل البيت ..!؟
حدود صلاحية المجتهد
ان الاجتهاد مسؤولية وليس امتياز ، فتفرغ رجل ما لاكتساب المعارف الدينية ، لايعطيه اي حق في للتحكم في مصائر البشر ، او القدرة على تزكيتهم او ادانتهم ، تكفيرهم او الشهادة في حسن اسلامهم . فذلك حق لم يمنحه الله حتى للانبياء ( ما انت عليهم بوكيل ) ، والاجتهاد كمبدأ الغاية منه متابعة تطورات الحياة وتغيراتها ، ونبذ الجمود واستعمال العقل في التمييز بين ما له علاقة بمصالح الامة الاسلامية ، وما هو ضار من الامور الدنيوية ، مما لم يرد به حكم صريح في القرآن والسنة ، ولا يحق للمجتهد ان يخرس من اجل ان يضمن سلامته عن الافتاء بالاحكام الصريحة ، لان ذلك يضعه في خانت الشيطان الاخرس ويسقط عنه سمات المرجعية والاجتهاد التي تؤكد على العدالة ومغالبة الهوى وطاعة المولى ( نذكر دائما ان المقصود به هو الله عز وجل وليس السيد بريمر او اتباعه من الاجراء المحليين ) .
والتقية ، وان ادعى البعض بانها واجبة ، الا ان وجوبها محدود بما هو مظهري وانيفي اداء العبادات ، الا انها لاتلغي باية صورة من الصور هذه العبادات ، او بعض من احكام الخالق وحدوده ، لانها تتحول عند ذلك الى حالة من حالات النفاق ، الذي ينقل المؤمن الى حالة اخرى نهى عنها الخالق ووصفها بالاعمال الشيطانية . .والمجتهد يمتلك الحق في استنباط الحكم الشرعي في فروع الدين ، ولايحق له ذلك بما يتعلق في الاصول ، كما يعتقد المرحوم الشهيد السيد محمد باقر الصدر حيث يرى " وفي الوقت الذي اوجبت به الشريعة التقليد بالمعنى الذي ذكرناه في فروع الدين من الحلال والحرام حرمته في اصول الدين ، فلم تسمح للمكلف بان يقلد في العقائد الدينية الاساسية ، وذلك لان المطلوب شرعا في اصول الدين ان يحصل العلم واليقين للمكلف بربه ونبيه ومعاده ودينه وامامه ودعت الشريعةكل انسان الى ان يتحمل بنفسه مسؤولية عقائده الدينية الاساسية بدلا عن ان يقلد فيها ويحمل غيره مسؤوليتها "
ويرى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ان العبادات الخمسة هي من اصول الدين وليس فروعه ، والجهاد هو الفريضة الخامسة من هذه العبادات ، وهي اهم على ما نعتقد من صيد الجراد او الحيات وغيرها من الامور التي لايمكن ان تفهم الا انها مضيعة للوقت ، في وقت تتكالب فيه قوى الشر والعدوان لذبح العراقيين كالخراف ، قبل ان يتوفر لهم الوقت الكافي لمعرفة ما اذا كان الواجب اكل الجرادة بالذبح او بدونه . فقد سمم اليورانيوم المخضب حتى الجراد والحيات .
والمجتهد مسؤول لتنبيه الامة عما لم تنتبه اليه من المخاطر التي تهدد مصيرها ووجودها ، او ما هو على علاقة مباشرة بمستقبلها . انتهى عصر صيد الجراد والحيات ، ونحن الان احوج ما نكون لدين يعلمنا كيف نتعامل مع الصواريخ التي تتساقط على رؤوسنا دون ذنب ، او جريرة .
وعلى مفكرينا وعلمائنا ان يخرجوا من صمتهم لاعادة صياغة مفهوم الاجتهاد وشروطة ، ليعود كمبدأ لخدمة الانسان وتعريفه بما يجهل من امور دينه ودنياه ، لا مجرد منصب مقدس لجمع الضرائب والاموال التي يهدر الكثير منها في غير مرضاة الله . ولايسعني هنا الا ان انصح بقراءة كتب المفكر المجدد الاستاذ عادل رؤوف الذي اطلعت على كتابه القيم "عراق بلا قيادة " بعد الانتهاء من كتابة مقالتي هذه ، رغم ان سماحة الشيخ الجليل محمد مهدي الخالصي كان قد اهداني نسخة منه في العام الماضي وضعته بين مجموعات الكتب الجديدة بانتظار قرائته ، فاستعاره احد الاصدقاء الذي اراد على ما يبدو ان يثبت انه الاذكى فلم يعيده لي لحد الان ، الا ان صديقا اخر احضر لي نسخة جديدة بعد ان اطلع على مسودة مقالتي هذه . وبقراءة بعض الفصول اكتشفت انه يناقش الكثير من الموضوعات الواردة في هذا الجزء وما سيليه من الاجزاء ، بتوسع اكثر ، وحجم كبير من الوثائق والمصادر ، اضافة الى ان الرجل يمتلك اطلاع على الامور الفقهية اكثر بكثير من كاتب هذه المقالة . وبالقراءة السريعة لبعض فصوله انصح كل مسلم على مذهب اهل البيت قرائته ليكتشف كيف ان الدين اصبح لعب وتجارة بيد بعض ممن يدعون التصدي لحمايته .
كما انبه وانصح بقراءة المفكر الاسلامي المجدد الدكتور علي شريعتي شريعتي ، خاصة كتابه " التشيع العلوي والتشيع الصفوي " . والدكتور شريعتي من المتبحرين بالفقه وعلومه ما يعطي كتاباته نكهة خاصة .
سيناقش الجزء الاخير من هذه الدراسة موقف الحركات السياسية الاسلامية من المحنة العراقية والانتفاضة الصدرية ، والذي تعمدنا تاجيل نشره الى حين الانتهاء من القراءة المركزة لكتاب الاستاذ عادل رؤوف .
.
الدكتور موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
شجب واستنكار لتصريحات المدعو برزاني وما يحدث في مدينة تلعفر التركمانية الأبية
كتابات - لجنة أهالي تسعين/ كركوك
ارتأى إلى مسامعنا قبل يومين تصريح عنصري كريه للمدعو مسعود ابن العميل الصهيوني مصطفى برزاني يهدد بخوض (حرب) لجعل كركوك التركمانية الشامخة مدينة كردية بحتة، إننا في لجنة أهالي تسعين البطلة نعبر عن شجبنا واستنكارنا الشديدين لهذه التصريحات العنترية الفارغة ونقولها بملئ الفم لهذا الصعلوك أن أباك العميل الذي حاول بشتى الوسائل الإرهابية القضاء على الأغلبية الساحقة من أبناء شعب كركوك وهم التركمان فتحالف حينها مع الشيوعيين الأوباش وارتكبوا سوية تلك المجزرة البشعة في سنة 1959 ضد شعبنا الصامد إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا وارتدت سهامهم المسمومة الحاقدة إلى نحورهم القذرة فحمل أبوك أحلامه الشوفينية تلك في كركوك كردية إلى قبره ليكون عبرة لمن اعتبر من أمثالك، ولكن يبدو أنك تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء من جديد وتحقق ذلك الحلم المدفون مع أبيك وتريد أن تشعلها حربا تأكل الاخضر واليابس لذلك نقول لك: كد كيدك واسع سعيك ونفذ وعيدك إن كنت رجلا وسترى حينها كل التركمان بشبابهم وشيوخهم ونسائهم وأطفالهم يحاربونك من بيت إلى بيت ومن زقاق إلى زقاق وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وستكون العاقبة للمتقين والغلبة لأصحاب الأرض الشرعيين وستأخذ أحلام أبيك المريضة هذه المرة إلى قبرك بإذن الله تعالى ناصر المؤمنين.
كما أننا ندين وبشدة الهجمات الإرهابية لقوات الاحتلال الأمريكية المجرمة وعملائها من قوات الحرس (اللاوطني الصدامي) وقوات البيشمركة الكردية الصهيونية ضد أبناء شعبنا المجاهد البطل في تلعفر الصامدة ونؤكد وقوفنا التام والكامل إلى جانب اخواننا وأخواتنا من أهالي تلعفر التركمانية ونتألم لمصابهم ونحزن لفقدهم العشرات من أحبتهم وذويهم ونرفع أيادينا إلى عنان السماء طالبين من الله عز وجل أن يتغمد شهداءنا برحمته الواسعة ويسكنهم في فسيح جنانه مع محمد وآل محمد (ص) وأن ينعم بالصحة والشفاء للجرحى والمرضى، آمين يا رب .
إننا في هذا الوقت العصيب لا نعزي أحبتنا في تلعفر الأغر فعزاؤنا ليس فيهم فهم أبطال بكل ما للكلمة من معنى بل في الأعضاء (الشيعة) المتواجدين في جهاز ما يسمى بالحكومة المؤقتة وخصوصا السيدين إبراهيم الجعفري (الناطق الرسمي لحزب الدعوة) وعبد العزيز الحكيم (رئيس المجلس الأعلى) اللذين التزما السكوت التام ولم يصدرا أي بيان إدانة لما يتعرض له أبناء تلعفر المظلومين من التركمان (الشيعة) أو يطالبا بإيقاف نزيف الدماء في المدينة على يد الأمريكان المجرمين وجحوشهم من الحرس اللاوطني والبيشمركة الكردية أو يتدخلا لإيجاد حل للمشكلة
كما أنه لمن الغريب والعجيب سكوت المرجعيات الدينية (الشيعية) في كربلاء والنجف والعلماء والأحزاب السياسية الشيعية وكأن الأمر لا يخصها، أما حكومة علاوي العميلة فلا عتب لدينا عليها فما فعلته قواتها الوحشية الهمجية بأبناء ومنازل ومقابر النجف الأشرف – على مشرفها آلاف التحية والثناء – وفي الفلوجة كذلك تقوم هذه القوات بنفس الدور الآن وهي تتقدم الأمريكيين المجرمين لتضرب في الأرض أبناء تلعفر الغيارى وتنشر الدماء والدمار في المدينة، ويكفي حكومة علاوي عارا وخزيا إلى يوم الدين أن تتصدى (الحكومة التركية السنية بوزير خارجيتها وأركان جيشها) للدفاع عن التركمان الشيعة ويطالب الأمريكان المجرمين بوقف العمليات ضد التركمان الشيعة، أو ليست الحكومة التركية أكثر (عراقية) من علاوي وشلته المجرمة من الذين باعوا أنفسهم للشيطان الأكبر ؟!
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
--------------------------------------------------------------------------------
الحوزة تتهم الشهيد محمد باقر الصدر بالعمالة !!!
السيد الشهيد الخالد محمد باقر الصدر ( رضوان الله عليه ) يتهم بالعمالة من قبل الحوزة الخضوعية كتابات - احمد الفتلاوي
ahmad_599@hotmail.com
بعد ان شددت السلطة الصدامية المجرمة قبضتها على السيد الشهيد , ومنعوا الناس من زيارة السيد او المرور على بيته,هناك معانات كان يعيشهامن خلال تصريحات بعض المراجع والاغايونات والحواشي التي كانت تنسجم افكارها ومواقفها مع افكار وتوجهات السلطة المجرمة وهذا من الجوانب المؤلمة في حيات السيد ومن الظلامات التي كانت تحوط بالسيد الشهيد , وفي تلك الفترة العصيبة والسيد الشهيد يعيش تلك المشاكل الكبيرة , ويتحملها بروح الصابرين المؤمنين . يبعث احدهم (وهو من ابناء الاغايونات )اليه برسالة مضمونها كما يلي : (اننا نعلم أن الحجز مسرحية دبّرهالك البعثيون , وانت تمثّل دور البطل فيها , والغرض منها اعطاؤك حجما كبيرا في اوساط الامة , اننا نعلم انك عميل لامريكا , ولن تنفعك هذه المسرحية ) ؟
يقول الشيخ النعماني , رايت السيد الشهيد قابضا على لحيته الكريمة وقد سالت دمعة ساخنة من عينه وهو يقول : (لقد شابت هذه من اجل الاسلام , افؤتهم بالعمالة لامريكا وأنا في هذا الموقع ) ؟
هذه هي الحوزة التي تقتل خيرة رجالها لانه يحمل روح الوعي والانفتاح, وهذا لايروق لغالبية المراجع والاغايونات والحواشي لانه يضر بمصالحهم والى يومنا هذا يكرهون اسم السيد الشهيد ولكنهم يخافون من ثورة الناس بوجوههم ان يتكلموا على السيد الشهيد .
بالامس القريب كان مجيد الخوئي يقول ان الصدر هو مشروع المخابرات العراقية, اليس ال الخوئي اكثرالذين تحركوا لقمع السيد الشهيد ,وكان اتصالهم مباشرة بالقيادة , اصبحت الان الامور غير خافية على احد وليس هناك مصلحة من كتمانها وحتى يعرف العراقيون ما يخطط لهم من قمع قادتهم ومن يريد ان يحقق امنياتهم ومصالحهم ورقيهم يقمع ويقتل من قبل الحوزة المباركة ومن قبل المراجع بسكوتهم ومن قبل اولادهم وحواشيهم اخزاهم الله في الدنيا والاخرة
حسن 06-26-2003 11:56 PM
--------------------------------------------------------------------------------
كذب وافتراء على الحوزة العلمية المباركة وعلى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( رحمة الله عليه )
سيد مرحوم 06-27-2003 06:23 AM --------------------------------------------------------------------------------
الموضوع موثق ويعطي صورة عن صراع الحواشي في ادارة رؤية المرجعية التي تؤمن بها مقابل رؤى المرجعيات التي تختلف معها في الرؤية والتطبيق00
راجع كتاب الشهيد الصدر سنوات المحنة وايام الحصار
للشيخ محمد رضا النعماني000حيث كان المرافق الوحيد للسيد الشهيد في ايام حصاره0
رابط الكتاب للاطلاع عليه000
http://uofislam.hostme.com/uofislam...alnomani/a1.htm
مع خالص الشكر والمحبة
خباز 06-27-2003 07:15 AM
--------------------------------------------------------------------------------
معلومات هامة ، شكرا ياسيد مرحوم على الرابط .
الملاك 06-27-2003 08:54 AM --------------------------------------------------------------------------------
سمعت من الشيخ النعماني نفسه يقول ان الذي قال للسيد الصدر ان الحجز مسرحية دبرها لك البعثيون .... هو الشيخ علي الكوراني...
وقد قال ذلك الشيخ النعماني في محاضرة له بعد احداث الكوراني ...
النظير 06-27-2003 04:42 PM
--------------------------------------------------------------------------------
أيها الاحبة و الأخوة ...
فلتدعو إلى سبيل الله ببصيرة و هدى ،،،
و ليس بمثل هذا تكون الدعوى إلى الحقيقة و السلم في الإسلام ..
فليس الشهيد رحمه الله أول مظلوم في الإسلام و ليس بآخر من يظلم ؟؟!!
والشر و الخير موجدان دام الإنسان موجود على هذه البسيطة
و لابد من أن يتعدى الشر على الخير ...
و لكنكم الآن بوقفكم بوجه الحوزة تجعلون وصمة عار في جبين أمتكم و أبناء مذهبكم ،، فتكونون أنتم الفئة الضالة حقيقة فلا تقفوا من الحوزةشتما و إساءة و إثارة للضغينة و العداوة أم أخترتم الوقوف دون حياء او تقية .. بجانب الشر و الخطر و الحاد جدا ...
رحم الله الشهيد العظيم الصدر ...
والحق أن لو سألتموه عما أنتم فيه الآن لما أيدكم و لا وافقكم و لا دعا لكم بالتوفيق إن لم يدعوا عليكم بالضعف و الخزي ،،
لو كنتم تفهمون فكره النير و كلامه السديد ،،
حشرنا الله و أياه في زمرة أهل البيت عليهم السلام
سيد مرحوم 06-27-2003 06:11 PM --------------------------------------------------------------------------------
اشكر جميع الاخوة الذين يدعون الى الالفة والاخاء والمحبة تحت لواء المذهب الواحد
ولكن00
فاتهم ان الوحدة لاتفيد اذا مابقيت عوامل التفرقة
ولاتفيد اذا مابنيت على المجاملات
ولاتفيد اذا تركنا اصحاب الفتن ينخرون فيها
لافائدة في وحدة شكلية ندعي فيها الاخاء والمحبة بينما علاقتنا تضج بالقطيعة والتخاصم
فلنبحث اسباب هذا التخاصم واسباب هذه القطيعه
ومن ابرز اسبابها علماء السوء
وهؤلاء لو اردنا ان نسلط الضوء عليهم فلابد ان نفتش عن الفكر الذي يرعاهم والمصدر الذي يوجههم او يغطي على اخطائهم ويبرر لهم كل هذه التجاوزات00
انها الحوزة بمافيها من نماذج سيئة
بمافيها من (بعض )مرجعيات ضعيفة الادارة
بمافيها من (بعض) حواشي تلعب بالاموال
بمافيها من(بعض) طلبة علم لاشغل لهم الا القيل والقال وهتك العراض
بمافيها من(بعض) خطباء هم اس الفتن وحقيقته
اننا نحاول بهذه الكلمات ان نعري الجانب الفاسد بمانملك من حقائق ووقائع عشناها مع هذه النوعية الفاسدة
فنحن لانعري الحوزة بل نصفيها بهذا النقد
اذا لم نتجه لتصفية الحوزة ونقدها نقدا بناءا فسوف ينفض الناس ايديهم منها لمافيها من فساد رائحته يزكم الانوف
انا اتحدث وانا البسيط الذي لعبت العمامات الفاسدة دورا كبيرا في تفريق الاخوة في الساحة الواحدة
والسبب هو الاموال هو التنافس هو تصفية الحسابات
كفى خرافات تقودنا الى الجهل
كفى شعارات تقودنا الى الاستغراق في العواطف والاحلام
لابد من جلسة محاسبة لهذه الفئة الضالة والنماذج كثيرة00وهم ليسوا فوق الحساب ولا اقل من غيرهم في العقاب
ان حديث البعض عن محاربتنا للحوزة ووقوفنا في وجهها مبالغ فيه لاننا ننقد جانب مظلم فيها ونعتز بالجوانب المضيئة فيها00اننا نحاول بنقدنا هذا ان نبعث الوعي في الناس لكي يفلس العالم الفاسد ولايجد له سوق ترحب به ولا مشتر ملبوس عليه يشتري بضاعته المسمومه00
ان لنا اسوة في حديث اهل البيت
ان لنا اسوة في احاديث العلماء وسيرتهم من امثال00
الامام الخميني
الشهيد الصدر الاول
والشهيد الصدر الثاني
والشهيد مطهري
والسيد فضل الله
والامام البغدادي
والامام الخالصي
والسيد احمد البغدادي
وغيرهم الكثير الكثير000
اقرأوا كتاب المحنة للشهيد الصدر
اقراوا خطاب الامام الخميني للحوزة العلمية
اقرا وا حديث الشهيد مطهري عن الحوزة العلمية
اقراوا حديث السيد فضل الله عن الحوزة العلمية
اقراوا احاديث العلماء جميعا والتي لا ارى نفسي انتهي لو عددت لك مقتطفات من حديثهم السلبي عن بعض الجوانب المظلمه في الحوزة وعن العلماء
لقد شبعنا وحدة تحت ظل الفساد
اننا نريد وحدة تحت ظل الصلاح والاصلاح
كفى وحدة وهمية تلمع فيها الاسنان بابتسامة يتربص فيها كل واحد فينا للاخر احتقارا له
ان لنا ان نتكاشف
فلم يبقى هناك شيء ليخفى علي الناس
علينا ان نتكاشف باحترام وبحقائق موثقة00
كل عالم لابد ان ياخذ حجمه الحقيقي00
ان مايدعونا لذلك هو فوضى الالقاب الفارغة من محتواها العلمي
وفيضان الاموال المسروقه باسم المصالحات المالية المجحفة والوكالات المزورة
لقد وصل الامر الى ادعاء خطيب تافه الاجتهاد متكلا على حفظه الذي ينطلي سحر ترانيمه المصفوفه على البسطاء لتجعلها كافية لديهم لاثبات علميته فتجده لايقبل الا بدام ظله بعد كل حديث ينتهي باسمه
انها مهزلة المهازل000
لن نسكت ولا اقول بطريقة شعاراتيه00
ان للحقيقة ان تبدد الخرافة
ان للامانة ان تبدد غيوم السرقة
ان للاخلاق الكريمة ان تبدد سحب التصنع والنفاق
لن نرضى باقل من عالم شريف ونزيه يعمل لصالح هذه الامة دون خنوع او كسل او برود في معالجة قضايا الامة الحقيقية
لاتكفي الدروس الجامدة
والقدسية المتكلفة
والانزواء المريض
لابد من اشراف وادارة فاعلة
لابد من رقابة حقيقية على الجهاز المرجعي
لابد من فتاوي واعية
واخيرا 00
يامن تعدون هذا تهجما00
اقراوا اقراوا اقراوا 000
لان كلماتكم هذه تستفزنا اكثر للكتابة ولاتجعلنا نمسك عن فضح هذه الفئة الفاسدة00
كفى تلاعبا بجمل عاطفية لتثنونا عن الكتابة
انا معكم لو دعوتم الى ترشيد الاساليب والعبارات السلبية في عملية النقد لو وجدت هنا وهناك اما ان تقففوا في وجه النقد جملة وتفصيلا فهذا ما لا اقف فيه معكم 000
فوالله ان عملنا هذا يرضى عنه الله ورسوله والائمة لان يصب في خدمة نصرة العلماء الحقيقين وفضح العلماء المزورين00
واترككم مع هذه الروايات الشريفه المروية عن اهل بيت النبوة عليهم السلام00
روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال:
((لو ان حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله وملائكته واهل طاعته من خلقه ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس))البحار 2/37-عن كنز الفوائد
عن النبي (ص)
(((من ازداد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد من الله الا بعدا))
فلذلك انا اكره العالم غير الزاهد
وعن الامام الصادق (ع)
((اشد الناس عذابا عالم لاينتفع من علمه بشيء))
وعنه ايضا (ع)
((العلماء همتهم الرعاية والسفهاء همتهم الرواية))
لذلك انا اكره العالم الذي لايحسن غير الانشائيات والكلام الدعائي والخطابي الذي لايتجاوز اذاعة العلم دون التفاعل معه حقيقة ورعايته بمايمارسه من رسالية حقيقية في الساحة الاسلامية يخطط فيها لاخماد حركة المعصية والباطل لاحياء حركة الحق والطاعة0
وعن الامام علي (ع)
((كفى بالعالم جهلا ان ينافي علمه عمله))
لذلك انا اكره هذه النوعية لجهلها لان علمها لايتجاوز سقف حلقها دون ان ارى اثاره على اطرافها فاتاثر به بل ارى اثار الجهل عليها فتضل بدلا من ان تهدي0
وعنه ايضا (ع)
((فان العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لايستفيق من جهله بل الحجة عليه اعظم والحسرة له الزم وهو عند الله الوم)))
لذلك تقل محبوبية هذه النوعية التي لاتعي ماتعلم ولاتعمل به لانها جاهلة عن حقيقة العلوم التي في صدرها من خلال تطبيقها لجهلها المركب الذي لايعلم بان العلم الذي تحمله يحتاج الى عمل تطبيقي حقيقي في الواقع وليس العكس القعود والاستمرار في حياة الخمول0
وعن الامام السجاد (ع)
((الناس في زماننا على ست طبقات اسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير وشاة00واما الثعلب فهؤلاء الذين ياكلون باديانهم ولايكون في قلوبهم مايصفون بالسنتهم))
لذلك فانا اكره هذه النوعية المدلسة من العلماء والتي لاتفهم سوا لغة النصب والحلب!!
وعن النبي (ص)
(مثل الذي يعلم الخير ولايعمل به مثل السراج يضيؤ للناس ويحترق نفسه))
لذلك فانا وان كنت انكر على العالم غير العامل عدم عمله الا ان ذلك لايمنع من استضائتي بمايعلم وقراءة نتاجاته ولايمنع ان اعلم بعلمه ان امتنع عن الانكار عليه عدم عمله به 0
هذه اصناف كثيره اكرهها من العلماء واما الذين احبهم
فهم هؤلاء00
النبي (ص)
((رحم الله خلفائي فقيل من خلفاؤك؟ ((الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله)
((الا اخبركم بالفقيه حقا؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يرخص في معاصي الله00))
عن الامام الصادق(ع)
((العالم بزمانه لاتهجم عليه اللوابس))
هذا العالم الذي يعيش عصره ويفهم لغته وثقافته ليستخرج من علمه مايداوي به جراحات الناس في هذا الواقع ويحل لهم مشاكلهم ويرفع عنهم عقد من يشتبه عليهم من افكار فكرية منحرفة هو الذي اقدسه واحترمه00
وعن الامام الصادق (ع)
(رواية لحديثنا يبث في الناس ويشدد في قلوب شيعتنا افضل من الف عابد))
وتفسر الرواية بهذا الحديث المروي عنه ايضا (ع)
((العلماء همتهم الرعاية والسفهاء همتهم الرواية))
فلابد من روايته على نحو الرعاية لا على نحو اللقلقة الفارغة00
وعن الامام علي (ع)
((اوضع العلم ماوقف على اللسان وارفعه ماظهر في الجوارح والاركان))
هذا هو العالم الذي احبه واعشقه من علمه ظاهر في كل حركة من حركاته فاذا قرا علي شيء من الرواية التي تدعو للامر بالمعروف والنهي عن المنكر اراه مصداقا حقيقيا وقياديا في مقدمة المسير لا خلفه00
كل هذه الصفات وهناك المزيد هي التي دعتني الى بغض هذا وحب ذاك وحب هذا اكثر من ذاك00
ولا اراني انتهي لو اردت الاسهاب اكثر واكثر00
واخيرا00
النقد الموجه هنا للعلماء لايعني اشخاص العلماء وتقواهم او ورعهم او علمهم بقدر مايعني في اغلبه الاداء المرجعي في الساحة العامة من حيث تقييم سلبيات مرجعيته وايجابياته طمعا في تقويم ادائها وبث الوعي العام لدى الناس حول ذلك ايضا00وان كنت اختلف مع بعض من يتسببون بالتهكم او الشتم والكلمات البذيئه غير اللائقة للاسف00انا مع مواجهة السلبيات بالنقد الايجابي المحترم البناء00وضد من يسمي النقد للمرجع شتما لانه هناك فرق واضح بين النقد وبين الشتم وبين التوجه للعمل والتوجه للشخص
المشكلة ليست في ذم العلماء او المراجع لانه لا احد يذم العلماء او المرجعية او جميع العلماء والمراجع والعياذ بالله
بل حتى من تلوث لسانه بالشتم لايقصد ذلك لاجمعهم بل يتعصب لخط معين من المرجعيات يرى خطها هو الاصلح لقيادة الخط المرجعي وينتقد الخط الاخر
فسواء من ايد الخط الاصلاحي ضد التقليدي او من ايد التقليدي ضد الاصلاحي فالكل ينتمي لخط دون خط
فالمسالة ليست كما يظنها البعض نقد وتهجم على المرجعية كمرجعية او العلماء كعلماء000 بل نقد خط لصالح خط اخر
فلابد من ترشيد هذا النقد بذكر الايجابيات والسلبيات معا تحت قاعدة النقد البناء المحترم حتى ياخذ النقد قالب البناء لا الهدم00فكلنا في سفينة واحدة ومن الخطا اتهام كل احد منا للاخر بانه ضد المرجعية00نعم كل شخص يرى بان توجه الاخر هو مايعرقل مسيرة المرجعية من حيث الفكر الذي يتبناه ولكن لابد ان يتعدى ذلك الى الظن بنية كل طرف وسلامتها تجاه التشيع وخط المرجعية00
اللهم احفظ لنا المرجعية و مراجعنا الكرام من كل سوء
واغفر لنا اي كلمة نقد لادائهم شابها اي شيء لشخصهم لاننا لانريد ذلك ولانقصده وندعو لمحاربة من يقوم به
ودمتم في رعاية الله وحفظه00
المرجعية الكبري مقال لسالم علي
- سالم علي
لا يخفي الكثير من المراقبين استخفافهم بالحركة المسرحية التي لجأت اليها مرجعية السيد السيستاني في قضية عودته الى العراق بعد الاختفاء المريب له ولثلاثة من المراجع العظام في عملية هروب مثيرة للتساؤل والاتهام والريبة.
ورغم أن الموقف التقليدي العام لشيعة العراق حالة موروثة خلقها تراكم الايهام المبرمج بقدسية المراجع الفرس، وجدارتهم بالتصدي لادارة الطائفة دون غيرهم من المراجع العرب الذين لا يطول بهم المقام دون اتهام مبطن أو صريح بالعمالة، أو القصور عن ادارك المكانة السامقة والسامية لعلماء بلاد فارس، ناهيك عن المؤمرات المتعددة والمحبوكة التي تتوالى عليهم فتحيل نهارهم الى ليل، وعيشهم الى جحيم.
فهلا وجدت مرجعاً عربياً سلم من توالي هذه الاتهام، وترادف هذه المؤامرات، وعصرنا الحاضر كنا ولازلنا شهوداً عن تلكم الحالات المثيرة للاستهجان والامتعاض.
فالصدر الاول رضوان الله تعالى عليه المفكر العظيم حورب، وهوجم، واتهم، وضيّق عليه، واستخف به وبمؤلفاته، وكنا ولازلنا نذكر كما اليوم تلك الاتهامات المريعة له، والتصرفات السمجة معه، حتى بلغ بعضها تصرف الصبيان وأفعال الحمقى، كما كان يعمد اليه اولئك الافاقين عند قدوم السيد رحمه الله الى المجالس المختلفة حيث يوسعون من مجالسهم ليحولوا دون جلوسه الى جوارهم في صدر المجلس بتعمد وصفاقة فليجأ رضوان الله تعالى عليه الى الجلوس وسط الناس الذين كان يستقبلونه بالصلوات العالية...
ذلك العالم المفكر، والمرجع الزاهد حقاً، لم يكن يروق لهذه الجماعات التي جهدت لازاحته عن الواجهة ليخلو لها الزمان لجني المليارات وايداعها في حسابات لا يعلم بها إلا الله تعالى وهم، ولتصبح لهم ملكاً صرفاً إن انفقوا الفتات منها على فقراء الشيعة وأصحابها الشرعيين فذلك منّاً منهم وفضلاً عظيماً...
ويوم اقدم صدام على قتله تخلّت الامة عنه إلا الصفوة والمخلصين وهم قلة قليلة، فقد ألف الناس على اتباع غير ذات الشوكة، وهو منهج المدرسة الفارسية التي تحكم النجف ومن خلاله العراق، فهي تدعو للسلام مع كل من هب ودب لانها تريد أن تتفرغ لجمع المال وممارسة الشأنية بأبشع صورها وأكثرها اساءة للتشيع وأهله.
استشهد الصدر الاول، وبقيت هذه المدرسة الفارسية، ومارست المسكنة مع صدام حتى النخاع وهو يهلك الحرث والنسل، والاخضر واليابس، وبقيت الساحة حتى تصدى لها مرجع عراقي عربي آخر هو الصدر الثاني، وكرّت الدائرة نفسها، وتفرغت للاساءة له والكيد به عين المراكز المعروفة في العراق، وفي ايران أيضاً حيث كان لاحد وجوههم وهو القبانجي الدور الريادي في التأليب على تشويه صورة ذلك المرجع المجاهد، والطعن فيه... وكان لهم الامر حين تمت تصفيته أمام أعين الناس وفي وضح النهار من قبل النظام البعثي الفاسد، وصمتت الامة إلا القليل منها... فمدرسة "الياخذ امي ايصير عمي" هي منهج مراجعنا الفرس في العراق، وهم الذي فروا كالغزلان حين احتدام الخطب واشتداد الامور...
تضييع مبرمج لارادة الامة، وتغريب لمبادئها بدت ثماره منذ زمن، وستبدو أكثر بعد العرض المسرحي الذي رافق العودة الاستعراضية للمراجع الغائب دائماً عن الساحة إلا من خلال ولده الذي تحول الى آية عظمى بلا شك، وأخيراً من خلال الخفّاف الذي تحول بارادة شهرستانية صرفة من موظف صغير، الى مدير مؤسسة في بيروت كان همّه الأكبر تعيين السكرتيرات الجميلات بشكل دوري عرف به، واشتهر عنه، وتحول اليوم الى متحدث الى المؤمنين من الشيعة، فواسفاً على شيعة العراق اذ بات باب مرجعهم حامد الخفّاف.
لقد أعادت الحركة المسرحية الاخيرة لعودة السيستاني وتقاطر الوفود التي حركتها أوامر مكاتبه التي تعد اتباعها بالمن والسلوى، والنجاة يوم الحشر، واصطفافهم خلف المرجع الذي سافر بسرية تامة، وعاد بموكب عظيم، فكثير من شيعة العراق بلا شك ألفوا ان يسيروا خلف مراجع الفرس لانهم لن يقودوهم الى أي صدام أو معركة، فهم أبعد الناس عن الاقدام على هذا الامر الخطير، اذن فذات غير الشوكة هي ما جمع الناس، والتأثير الروحي للشحن المبرمج منذ مئات السنين حول قدسية المراجع الفرس فعل فعله، ومن هنا فقد عادت تلك المرجعية الى الواجهة، ولكن الى حين فلا تلبث أن تنكشف الكثير من عوارتهم، ويدرك الناس ان الوهم لن يصمد أبداً أمام الحقيقة...
1/9/2004
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
ان ما نجده في هذا البحث القيم الاستا زهير لهوا الموت
نعم فبعد ما قراءت ماذكره الباحث حقيقة صدمت من الوقائع التي لا يرغب في سماعها الكثير منا
نعم لاءن الكثير ليس لهم اطلاع او لاءعتقادهم بصنمت المرجع او لابسي العمائم ؟
فليس كل الرجال رجال
1 فما نجده في مقدمة الرساله العمليه للسيد السستاني وما يطلبه من مقلديه من البقاء على ما كان عليه السيد الخوئي
ومن ثم يعدل فيها ويرفع الجهاد ويدخل الاحتياط113؟
انما يدل وفقط انما كان يخطط لاءن يجمع مقلدين فقط اي السابقين مع اللاحقين
فماذا تسمى هذه
لا اعرف ما اسميها لكن في المصطاح العامي يسمونها وعفوا اقولها لواته ؟
انما اراد كسب اكبر عدد ممكن على حساب العلم والاعلميه والحق والحقيقه
2 واتسائل ايظا لماذا
ذكرتم الرجوله وما المقصود منها اذا ما كان المجتهد لا يخالط ولا يخرج ولايخطب ولا يصلي جماعه او جمعه
مكذلك لي سؤال لم اجد له جواب لماذا لم يقر المرجع الكبير بصلاة الجمعه بحياة محمد صادق الصدر عندما طلب منه ذلك
فقال له انت الامام وانا الخطيب او انا الامام وانت الخطيب
لم يقبل سماحته
لاءنه لاتجوز في غيبة الامام
لكن لماذا وكيلكم سيدي يقيمها الان
هل ظهر الامام ؟
3 كذلك الان عرفت جوابا كنت اسائله نفسي
اليس من الواجب على الانسان الدفاع عن الوطن
فلم اجد الجواب الا اليوم
لاءن هذا الواجب الذي اقره الله عطل فلا واجب ولا حتى مستحب وليس عندهم باب الجهاد فهنيئا لهم
فتذكرت اهلي عندما ذبحوا فلم ينصروا من اصحاب الاجتهاد
فحسدت الذبيحه لاءنهم ذكروه ان لا تذبح امام الحيوانت ولا بد من سقيها
فهنيئا لكل حيوانننننننننننننن ؟
وعندما اقراء بقية البحث اصاب بالدهشه بل انصدم وعدم الرظا
واصرخ بقلبي واقول الله اكبر
متمنيا الكل يسمعني
الله اكبر
لاءني ارى اخوتي من طلبة الحوزه جياع في العراق لا يملكو قوت يومهم بل حتى البعض يسميهم بالمجاديّ؟؟
وبنفس الوقت اقراء في البحث ان في ايران تدفئه وتبريد وماء بارد
وللبنان هدايا
ودعم الحركه الرياضيه في ايران ؟؟؟؟؟؟
الله اكبر فنحن الكرة والكل يضرب بنا لاءرضاء غرائزه
بل نحن عدم ولا من سامع
فاتسائل بتفكير ساذج هل يمكن للاب ان يترك اولاده جياع
ويوزع الهدايا للجار
يا ابي انهم غير مستحقين وان كانوا كذلك فشكرا لكم وبوركتم لكن سيدي ساونا معهم ؟
ولكن كيف اذا كانت امانه
فما عساي ان اقول
لا شيء
الا قولي لاءمي ساعك الله يا ام كم عشت مرارا دون سند
فالان عرفت لم انت جائعه فخيرك لغيرك
واذا كان للرياضيين فعلى العالم سلام
الله اكبر نكررها مرارا
لاءننا سمعنا ان البعض باع بناته زوجها واي زواج هو
لعدم تمكنه من العيش ولخوفه عليهن زوجهن لسترهن
واخرون لا يملكون حتى حق شراء الدواء
واخرون اجرموا لحاجتهم للمال والذي صرف على الرياضيين
اهناك جواب ام لا
ليس لنا لكن عند المحشر
هناك يوم الحساب
لسي بعيد فهو على بعد خطوات
قد تسبقنا لها سيدي او اسبقكم
لا اعلم فالله العالم
لكن لا بد من جواب
فاتسائل هل هناك حقا دعم للمسابقات الرياضيه
ام الاسدي غير متاءكد
صدقوني سوف اصاب بالجنون
وهل حقا في حصار صدام والناس تاكل بلحم اجساها وقد حللت الميته لقلت الزاد
تبنى مدن باسم المراجع العظام
ومن اموال اليتامى والشهداء والفقراء
لماذا اذن ننتقد صدام
لماذا ندعي التشيع
لماذا نقول نحن اصحاب فضيه
لماذا ولماذا و
انا اذكر الهدام صدام لعنه الله كذلك كان يساعد اهله وبنى لهم واعطى لهم الجزاءءءءءءءءءءء
انا العبد الحقير اسائل المرجع الكبير وشاكر عمله
فلربما نحن خاطئون وعلى الاكثر نحن مخطئون
فما هي مصلحته فهل هو حب الدنيا
لااعتقد ذلك
لاءنه وانا متائكد انه افهم مني فكيف انتقده
ومن انا حتى انتقده
لمن اسائلك سيدي وبارك الله فيك
اين عناوين مساعدة العراقيين المحتاجون
وهل بنية دور لعراقيي الحرب المتضررين اسوتا باخوتهم في ايران
كذلك اشاطر الاسدي
انه حز في انفسنا ما جرى لاءهلنا في النجف فلا من مدافع ولا محامي من المراجع ولو بكلمه
ولا فتوى كتلك الفتاوي التي كانت تلعلع في عهد صدام
واين هم من قصف مسجد الكوفه والكوت ومدينة الصدر
واين انتم من شروط وقف اطلاق النار واعتقال احمد الشيباني والذي قتل بدم بارد
فهل من جواب
قال لي الكثير من لتباعه وهم غير مقتنعيين
ان اسيد لم يتكلم ضد الامريكان؟
لماذا ؟ خوفا على الدماء
لكن اياك ان تخبر احد
سبحان الله
يخاف على الدماء
فهل دماء اخوتي دماء شياه
فما اقول غير الله اكبر
يا استا زهير نضع صوتنا مع صوتك
ونتسائل لما دا ممثل السيد
البكاء ظهر وافتى بالجهاد في عهد صدام واليوم لا؟
اتذكر بعد استشهاد السيد الحبيب محمد صادق الصدر
اني صادفت رجل هنا في الخارج
وهو من النجف من بيت العوادي اهله ساده لكنه بعثي كان
اقسم لي ايمان مغلض
فقال كنا في كل مناسبه او امر ما حالما ياءمر صدام بفتوى
فنذهب للمراجع فنطلب منهم ذلك
فيقولوا سمعا وطاعه واهلا وسهلا ؟؟؟؟؟؟
فيصدروا الفتوى
الا
الا محمد محمد صادق الصدر
او كل الرجال رجال
فالسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا
كذلك وقفت عند سؤال طالما حيرني فوجدت الاستا زهير يقرءه بقلمه وهو
ما دور المجتهد بزمان الغيبه
هل هو حاكم ام متفرج ام فقط مفتي ام لروءية الهلال
او محاييد؟
اقول لو كان المجتهد يبين فقط الحلال والحرام والحيض والاستحاضه
لكفانا رسالة الشيخ الطوسي
اما اذا سائلنا العقل عن الجهاد الدفاعي والابتدائي
فاضن العقل سيجيب ان لا تنتظر المعصوم
لاءن الامام المعصوم هو العقل
لذلك يقره العقلاء في رمن الغيبه والا هتكت حرمة الاسلام
نحن اليوم نبحث عن خالصي جديد لبناء قواتمسلحه حقيقيه لخدمة الاحراروبحاجه ايضا الى حبوبي جديد ليؤثر بماله علينا فنحن المساكين
فلا نحتاج لكاظم اليردى فعندنا منه كثير فهم لا يعرفون من السياسه غير الحلال والحام
كذلك اظم صوتى لصوت الاخ رهير بان مقتدى الصدر قد اثار تاجيج نراعات الحسد لما عند البعض من فراغ وغموض في الموقف
اخيرا اقول ل
سعد حبيب و احمد الخفاف و محمد حسين الكربلائي
كفانا عنصريتا
فعلينا ان نبحث جادين للوصول للحقيقه
وان نترك الصنميه
والسلام
احمد البهادلي
مشاركة: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رد على عجل على الاخ زهير الاسدي
لما كتبه في حق السيد السيستاني....... اقول له تعال الى العراق وشاهد هذا الرجل
الزاهد المحنك......