موكب عمره (92) عاما.. عزاء طرف باب الطاق الكربلائي قرأ فيه الرادود "حمزة الزغير"
الأربعاء 02-07-2025
https://www.non14.net/public/images/...1751444777.jpg
عامان وتسعة عقود مضت على تاريخ تأسيس موكب عزاء طرف باب الطاق الكربلائي الذي خرج اجيالا من الخدام الحسينيون والمحبين المتعلقين بالقضية الحسينية لاخر نفس، بدأ بأزمنة تفتقر لكثير من التقنيات المتوفرة حاليا، من قبل اهل طرف من مجموع سبعة اطراف تتضمنها المدينة القديمة ووصل الى عصر التكنولوجيا والتقنيات واحفاد الاحفاد ثابتين على نهج ابي عبد الله الحسين (عليه السلام).
يسرد كفيل عزاء الموكب السيد" عباس الحسيني" (67 عاما) تاريخ خدمتهم الحسينية لوكالة نون الخبرية بالقول انا" التحقت بالخدمة الحسينية منذ كان عمري عشر سنوات، اتذكر كان العزاء ينزل سيرا على الاقدام من شارع السدرة ثم نتوجه الى ضريح ابي الفضل العباس (عليه السلام)، ثم ندخل سوق التجار الكبير وندخل بعدها الى الصحن الحسيني،
ويكون ختام العزاء في الحرم الحسيني الشريف، وكان المعزون يسيرون ويهتفون بالردات الحسينية"، مشيرا الى ان " مدينة كربلاء المقدسة كانت مكونة من سبعة اطراف وهي ابواب الطاق والسلالمة، والخان، والمخيم، وبغداد، والنجف الاشرف، والعباسية، واصبحت الان عشرة اطراف بعد ان التحق بهم احياء العباسية والجمعية والاسكان،
وكان العزاء يشارك به اهالي كربلاء فقط، ولا توجد مثل تلك الحشود المليونية التي نراها الآن، لذلك كان سير مواكب العزاء الكربلائية سهلا ومنظما وتسير المواكب حسب توقيتات خاصة بهم وكل طرف يعرف اوقات نزوله ومشاركته، ومن مؤسسي الموكب الذين كنا نشاهدهم في طفولتنا مختار المحلة وكفيل الموكب الحاج "هادي جار الله السعدي"، و"الحاج ابراهيم زنكي"، و"عبد الشلاه الخفاجي"، و"حميد جار الله السعدي" ثم انتقل الى "السيد جواد" ومنها اوكلت الي كفالة الموكب منذ عشر سنوات".
https://www.non14.net/public/images/...4eb2845c16.jpg
https://www.non14.net/public/images/...4eb284a26b.jpg
واضاف "الحسيني" ان" العزاء يستمر لتسعة ايام وفي اليوم التاسع يخرج الموكب بما يسمى "المشق" وهي عملية تهيئة واستعداد من المشاركين في العزاء للتطبير مع حمل القامات وترديد هتافات "حيدر، حيدر" لكن بدون تطبير، وقد انتهت هذه الفعالية في وقتنا الحاضر بسبب اعداد المواكب المشاركة في شعيرة التطبير التي بالمئات، بينما كنا سبعة مواكب فقط، اما القناديل التي تعرض في التكيات والتي يحرص الكربلائيون على وضعها فتكون اعدادها حسب مساحة التكية المتاحة،
واكبر عرض لها حاليا في طرف باب بغداد بسبب مساحة المنبر الكبيرة، وكانت القناديل تستعمل النفط لعدم وجود الكهرباء ثم اصبحت تعمل بالكهرباء وبقي الهودج يستعمل النفط ثم انقرض مع الحداثة وتوفير الكهرباء، ودرجت العادة عند اهالي اطراف كربلاء على تعليم ابنائهم على حب الحسين والتعلق بمصيبته، وانا من باب الطاق واخبرني السيد " محمـد جلو خان" وكان طالب حوزوي وهو احد ابناء الموكب من كبار السن بأن عمري كان ستة اشهر وجاء بي ابي للموكب لكي يطبر رأسي حزنا على ابي عبد الله، وكان قلبه وحبه لك لا سمحان له بفعل ذلك، ويقوم "جلو خان" بحملي وليضرب رأسي بـ "شاخصين" وهي تسمية للتطبير، ومنها تعلق قلبي بالحسين".
واشار الى اني" ربيت اولادي واحفادي على طريق الشعائر الحسينية، لذلك ترى جميع المواكب الكربلائية يتجمع بها الاطفال والصبيان وهم يرتدون الملابس السوداء ويخدمون او يشاركون بالعزاء واللطم والردات ومختلف الشعائر، ومنهم ايضا يشاركون بالتشابيه، وحاليا نبدأ ببناء التكية قبل حلول شهر محرم الحرام بعشرة ايام من بعد انتهاء عيد الغدير الاغر، لانها تتطلب تنفيذ الكثير من الاعمال مثل الكهربائيات والسقوف الثانوية وتغليف الجدران ونصب المنبر والزجاجيات، وقبل حلول شهر محرم بيوم او يومين نبدأ احياء الشعائر، ونباشر بتوزيع الطعام على الزائرين واهالي كربلاء المقدسة، ونحرص على النزول للعزاء حسب الوقت المحدد لنا في ثالث ايام شهر محرم الحرام، ومن الرواديد السابقين الذين قرأوا في الموكب الرادود القدير "حمزة الزغير" ومن الشعراء السابقين "سليم البياتي" و"رضا الخفاجي" ووالده".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي