تضاعف عدد الأجانب في الجامعات التشيكية

الياس توما من براغ


ارتفع عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الجامعات التشيكية إلى أكثر من 14200 طالب الأمر الذي يشكل أكثر من ضعف العدد الذي كان في عام 2000. وذكرت مصادر الجامعات التشيكية أن الطلاب الأجانب يشكلون في المعدل المتوسطي 4% من عدد طلاب الجامعات في تشيكيا البالغ الآن نحو 300 ألف طالب غير أن هذا المعدل لا ينطبق على جامعة " كارلوفا" البراغية التي تعتبر أقدم جامعه في وسط أوروبا حيث يشكل الطلاب الأجانب فيها الآن 10% من طلابها .

وساهم في ارتفاع عدد الطلاب الأجانب في البلاد انضمام تشيكيا إلى الاتحاد الأوروبي في أيار مايو من العام الماضي والتحضيرات التي سبقت عملية الانضمام للارتقاء بالمعايير فيها إضافة إلى إن مستوى بعض الجامعات التشيكية يعتبر جيدا ، كما يلعب دورا هاما في اجتذاب الأجانب للدراسة هنا قلة نفقات الدراسة والحياة عموما مقارنة بالدول الأوربية الغربية . وتتم دراسة الأجانب في الجامعات التشيكية بطريقتين الأولى مجانية في حال قيامهم بالدراسة باللغة التشيكية شرط أن يتجاوزوا فحوص القبول في الكليات التي يريدون الدراسة فيها مثلهم مثل التشيك والثانية الدراسة باللغة الإنجليزية وفي هذه الحالة تتراوح نفقات الدراسة سنويا بين2500 ــ 5000 يورو حسب الفرع الدراسي المطلوب .

وتشير المعطيات الإحصائية للجامعات التشيكية إلى أن العدد الأكبر من الطلاب الأجانب يأتون من سلوفاكيا ثم من روسيا ثم من أوكرانيا ثم من أسبانيا فالبرتغال فالألمان وبعدهم يأتي موطنو جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا . وعلى الرغم من الارتفاع الكبير الذي حصل في عدد الطلاب الأجانب هنا إلا أن بعض رؤوساء الجامعات لا يزالون يعتقدون أن العدد لا يزال قليلا وان الحاجة ضرورية للعمل على اجتذاب المزيد من الأجانب للدراسة في الجامعات التشيكية . ويقول رئيس الجامعة التقنية العليا في براغ ييرجي وويتزاني انه يعتقد مع العديد من زملائه في قيادات الجامعات الأوربية أن نسبة الأجانب في الجامعات يجب أن تتراوح بين 15ــ 20% من عدد الطلاب المحليين الأمر الذي تحققه الجامعات الأميركية .

يؤكد إن دراسة الأجانب في الجامعات المحلية يساعد الدول التي يدرسون فيها مستقبلا لأنه يساعدها في بناء علاقات تجارية مع الدول التي ينتمون إليها ولاسيما بعد عودتهم إلى بلادهم وشغلهم فيها مناصب مرموقة. ولفت الانتباه إلى أن الجامعات الأوروبية لديها اهتمام كبير أيضا باجتذاب المزيد من الطلاب الأجانب إليها مشيرا إلى أنه في فرنسا مثلا يدرس الآن 6000 شاب تشيكي وتريد الحكومة الفرنسية رفع هذا العدد قريبا كما أن الطلاب الأجانب يحققون للجامعات التي يدرسون فيها دخلا ماليا يساعدها في تطوير مستواها وتجهيزاتها .

ورأى أن وجود الأجانب في الجامعات يساعدها أيضا في رسم صورة موضوعية عن مستواها ولذلك يوجد اهتمام في الجامعات التشيكية الآن ليبس فقط لرفع عدد الطلاب الأجانب وإنما أيضا لرفع عدد الاساتذه والمحاضرين الأجانب فيها لأنهم يتقنون عملية تقييم ما ينقصنا والإشارة إلى الجوانب السلبية الأمر الذي يساهم في دفع مستويات الجامعات إلى الأمام .

وأكد ان الجامعات التشيكية تمتلك الآن المقدرة على منافسة الجامعات الأوروبية الأخرى غير انه يتوجب عليها أن تنشط بشكل اكبر حتى تتواجد دائما في قوائم الجامعات التي يفكر الطلاب الأجانب بالدراسة فيها كما يتوجب عليها أن تولي اهتمامها بالأبحاث العلمية حتى تتمكن في المؤتمرات الدولية من لفت الأنظار إلى النتائج التي تحققها الأمر الذي يرفع رصيدها العلمي والاجتماعي واعترف أن واحدة من أكثر الأشياء التي تنقص الجامعات التشيكية الآن قلة الأبحاث العلمية والحاجة إلى العمل ببعض المعايير والطرق الأوروبية الحديثة في التعليم .