معاملة الـخدم

القبس - الكويت 18/7/2003

يعتبر الخدم عاملين من فئة الدخل البسيط حيث يتقاضى الفرد من هؤلاء المساكين ما بين 30 الى 50 د.ك وهذا المبلغ البسيط مبلغ كبير بالمقارنة بعملة بلدانهم، ولكن البعض يتهاون في دفعه لهم، ومعظم هؤلاء يعملون اما خدما في البيوت، المكاتب، الشركات، الوزارات وخدمات التنظيف في الشوارع.

وتختلف معاملة كل من هؤلاء، ففي البيوت نجد من يضع كل الشغل على الخادمة او الخادم ويحمله كل خطأ يحدث في المنزل فنجدهم ينظفون الحوش، السيارة، غسل الصحون، غسل الملابس، ترتيب البيت بالاضافة الى الطبخ.

واعتقد ان هذا العمل شاق جدا على شخص واحد لكي يخدم عائلة تتكون من 5 افراد على الاقل، فكم سيارة لديهم وما هي كمية الملابس وغيرها؟.. فنجد الخادم يصحو من الفجر ولا ينام حتى منتصف الليل وهذه حاله كل يوم، ولو لجأ هذا الخادم او الخادمة الى الراحة ظهرا جاءت المعزبة وزفته او زفتها زفا «ليش ما سويتي شذي او ليش ما سويت شذي ومنو سمح لك او سمح لش تنامين» عدا ان الضرب قد يطال هذه المسكينة ولهذا نجد كثيرا من هؤلاء الخدم يهربون من بيت المعزب لسوء سلوكهم واضطهادهم.

اما في الوزارات فنجد ان العامل هو المندوب وهو صاحب الاختام وصباب الشاي وهو الذي يضع الملفات، وكثيرا ما يقوم بعمل الموظف الكويتي، حتى ان الكرت مرات نجده هو من يضربه لاحد الكويتيين ومع هذا فنجد من يهينه ويهزأ به امام زملائه والمراجعين اما بنهره بالكلام او بحذف ما تطاله يده من المكتب عليه، كما نجد بعض الموظفين من يتعمد حرمانهم من عطلهم، والنوع الثالث هم من يشتغلون في الطرقات في محل التنظيف او حفر وترميم الشوارع وتحت تلك الشمس الحارقة دون راحة او ماء بارد ومع كل هذا فنجد الشركات تتأخر بدفع رواتبهم لمدة تصل الى 6 اشهر واكثر فما ذنب هؤلاء المساكين الذين يتعرضون للمشقة بان تتأخر حقوقهم؟

المفروض وضع قانون يحمي هؤلاء المساكين ويحول دون تعرضهم لكل هذه المشاكل وحفظ حقوقهم، فهم بشر ولديهم مسؤوليات وعائلات كما لدينا نحن، فيجب ان نحس بهم وبانهم مثلنا، ولكن جاءوا من بلاد فقيرة يرتجون العمل والكسب المادي بجدهم وليس عن طريق السرقة، كما نجدهم في المستشفيات كذلك يعانون من سوء معاملة الموظفين والزوار لهم.

وعلى عكس معاملتنا جميعا للاميركان والانكليز وغيرهم، حيث ان منا من قدم لهم الكثير ورأينا البعض من يقدم لهم الطعام والهدايا في معسكراتهم وغيرها اما المساكين الذين يعيشون بيننا فليس لهم نصيب من ذلك.

فالحكومة مطالبة بوضع قوانين تحمي حقوق هؤلاء الضعفاء الذين لا يبالي بهم احد.

ومنا الى المسؤولين عسى ان يلقى هؤلاء الضعفاء حقهم.

هيثم حمد الشايع

haithamhsh@hotmail.com