«وندوز فيستا».. نظام تشغيل يدعم البحث والأمن ويعتمد تبسيط الملفات

النسخة التجريبية لنظام التشغيل المقبل إنجاز كبير رغم وصفها بنظام للإصلاح والترميم


النسخة التجريبية الأولى (بيتا) من «ويندوز فيستا» لشركة «مايكروسوفت»، تظهر بوضوح الى أين يتوجه نظام التشغيل، فبدلا من الفراق الدراماتيكي عن «ويندوز اكس بي» يبدو أن «فيستا» ستهذب عملية التشغيل هذه بواسطة صور ورسومات بيانية أكثر وضوحا فضلا عن عمليات البحث والأمن الاكثر تحسينا. كما أن تشبيكات الوصل (برمجيات ادارة سطح المكاتب) الجديدة والتغييرات الاخرى هي افضل أيضا، بيد أن بعض مظاهر فيستا، بما في ذلك الملفات الافتراضية، محيرة بعض الشيء.

وهي كما يصفها بعض مديري الشركة مثل «اطلاق للاصلاح والترميم»، تحتوي فقط على نصف المزايا التي سيتلقاها المستخدمون في النسخة التي ستشحن اليهم فان «بيلد 5112، أكا بيتا 1» أطلقت في ال 27 شهر يوليو الماضي الى 10 الاف فني من المختبرين، اضافة الى نصف مليون آخرين من هواة تقنيات المعلومات والمطورين الذين توصلوا اليها عبر مجموعات دعم مايكروسوفت. تصميم متقدم

* وببساطة يبدو نظام التشغيل الجديد رائعا. اذ يمكن النظر عبر «الزجاج الهوائي» لـ «فيستا» الى اطارات النوافذ وأشرطة (بارات) التقدم بالعمل التي هي على شاكلة سائل ازرق على صعيد التأثيرات التي ينعم بها مستخدمو ماك منذ سنوات. فايقونات فيستا تمثل الشكل تماما. أي أن أيقونة الوثيقة هي صورة لتلك الوثيقة بالذات، التي هي بدورها ملف يتضمن المستندات التي تشبه ملفا داخله أوراق، في حين أن أيقونة الورقة العليا هي رسم للوثيقة الاولى في الملف.

وجرى تغيير موضع شريط لائحة الاستخدام القياسية العادية الغريبة (التي تتضمن «فايل» و«إديت» و«فيو» وغيرها) التي تظهر عادة اطار النافذة في «ويندوز فيستا» لتصبح حاليا تحت شريط العناوين أو لتختفي كلية، اذ تقدم لائحة اضافية في ويندوز اكسبلورر خيارات جديدة متعددة مثل ضابط انزلاقي يتيح لك تكبير أو تقليص الايقونات. فالابحار الى ملف ما بات أكثر سهولة نظرا لان اسماء الملفات في شريط العناوين مثل «ادمنستريتور» و«الملفات الافتراضية» و«فيرتشوال فولدرز» و«فيفوريت ميوزيك» باتت الان أزرارا يمكن النقر عليها للتوجه الى ذلك الملف. أو يمكن القفز مباشرة الى اي ملف فرعي عن طريق النقر على السهم، وبالتالي اختيار الملف من اللائحة السفلى. وأخيرا فإن جزءا للمراجعة في اسفل النافذة من شأنه تأمين معلومات عن البند الذي جرى اختياره. وتختلف نوعية المعلومات بنوع الملف. ويمكن تغيير حجم وموضع هذا الجزء أو اخفاؤه كلية.

الأمن هو الأهم

* بعد المخاوف التي ساورت مايكروسوفت المتعلقة بالأمن ودرجة الاعتمادية التي ضربت النسخ السابقة التي أطلقتها ويندوز، تحاول مايكروسوفت جهدها التغلب على الاعتراضات التي يبديها البعض حيال التحديث والتعديل الى الاحسن عن طريق الاثبات انه مع «فيستا» فإن الامور تغيرت. فانطلاقا من الخبرة مع «بيتا1» فان نتائج هذا الجهد يبقى منتظرا ظهورها. لكن الابتكار الاهم على صعيد الأمن هو حساب المستخدم المحدودlimited User account الجديد الذي لايتمكن من تركيب الاستخدامات، لكنه قادر على انجاز أعمال روتينية مثل تركيب مشغل جديد للطابعة.

ويعد دليل مايكروسوفت للمراجعة باستضافة مميزات جديدة للأمن والاعتمادية مثل الدعم الفوري للمعلومات، وبالتالي التحري خلال عملية بدء التشغيل عما اذا كان النظام قد جرى العبث به. وبينما أن العديد من هذه المميزات، مع التحسين الذي جرى في النشر والتوزيع والتحري عن المشاكل ومعالجتها، موجهة بشكل رئيسي الى الدوائر والهيئات التي تتعامل مع تقنية المعلومات، الا أنه من المؤكد أنها تفيد المستخدمين ايضا.

ومن التغييرات التي تساعد كثيرا نوافذ البحث الحساس (الدقيق) للمضمون أو السياق التي تظهر في كل مكان في «فيستا». فلائحة بدء التشغيل التي تظهر في كافة المظاهر على شاكلة نظيرتها في برنامج «اكس بي» تؤمن مساحة صغيرة للبحث في الاسفل. ولدى الشروع في الطبع تقوم «فيستا» بالحلول محل بنود في عمود اللائحة الايسر باسماء البرامج على جهاز الكومبيوتر الشخصي (بي سي) التي تناسب متطلباتك في البحث على أفضل وجه. وكأسلوب بديل انقر على «البرامج جميعها» All Programs واذا بالجزء الايسر من النافذة يدرج جميع برامجك. فاذا لم يتسع المكان لها كلها يظهر شريط يمكن كره للاسفل والاعلى الذي هو الاسهل في التفتيش والابحار عبره من الاعمدة الثلاثة والاربعة المفلطحة غير المتقنة التي تراها في لائحة «البرامج جميعها» في «اكس بي». كما يمكنك العثور على مساحات خاصة بالبحث واقعة الى يمين شريط العنوانaddress bar في ويندوز اكسبلورر. وفي «بيتا» يظهر البحث في ويندوز اكسبلورر للتأشير فقط على المعلومات الخاصة بالملف، وهي المعلومات ذاتها التي يمكنك أن تشاهدها في «اكس بي» عن طريق النقر على الملف هذا بالزر الواقع الى يمين الماوس مختارا «الصفات» Properties .

وتقول مايكروسوفت ان النسخة الصحيحة التي سيجرى شحنها الى المستخدمين ستقدم نسبة أكبر من الامكانات. انقر على أيقونة البحث في لائحة بدء التشغيل لفتح مركز البحث الجديد الذي يتيح لك انجاز طبقات ومستويات مختلفة من عمليات البحث المرشحة (المفلترة).

وبمقدور ملفات «ويندوز فيستاس فيرتشوال فولدرس» Windows Vista_s Virtual folders العثور على مستندات حتى ولو لم يجر البحث عنها عن طريق التحديث الديناميكي لنتائج البحث المحفوظ والمخزن لدى النقر على الملف. ومثل هذه المزية ستتوفر لجميع استخدامات ويندوز حالما تقوم مايكروسوفت بتنفيذ نظام ملف «وين اف اس»WinFS الذي خصص في الاصل لـ «فيستا». ولكن حتى يحين ذلك الوقت لايستطيع اي استخدام أخر الاستفادة كليا من امكانات ويندوز فيستا الكاملة.

الامر المفقود تماما من بيتا هو الدعم للكومبيوترات الشخصية «تابليت أند ميديا سينتر» والنسخة الجديدة الموعودة من «ويندوز ميديا بلاير». فنحن نتوقع رؤية المزيد من هذه البنود مستقبلا. أما النقاط المهمة الاخرى على الطريق فهو اطلاق «مايكروسوفت بروفيشنال ديفيلوبرس كونفيرس» في سبتمبر الحالي و«بيتا2» التي ستتوفر للعامة.

ومن الواضح هو ان العمل هذا في تطور مستمر فـ «ويندوز فيستا» قد لا يشكل الفرق الكبير عن «اكس بي»، ولكن هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا. فاذا قام نظام التشغيل هذا بتنفيذ وعود مايكروسوفت الطموحة خاصة فيما يتعلق بالأمن والموثوقية فان مستخدمي الكومبيوتر الشخصي «بي سي» لايهمهم ما اذا كانوا يحصلون على عملية ترميم شاملة أو مجرد عملية تجديد أخرى.

تصفح الشبكة

* والى جانب «بيتا1» او و«يندوز فيستا» أنتجت مايكروسوفت نسختين لا نسخة واحدة من «بيتا إنترنت اكسبلورر7» واحدة لـ «ويندوز اكس بي» وواحدة في «فيستا بيتا». وهما الاكثر اثارة لكونهما تتيحان لك تصفح الشبكة وفتح عدة صفحات في نافذة واحدة. ويمكنك التحول بين الصفحات عن طريق النقر على مفاتيح نافذة «آي اي 7». والمفاتيح متوفرة في نظام «أوبرا» وهي من عوامل الجاذبية في «موزيلا فايرفوكس».

والاضافة الاخرى الجميلة في بيتا «آي اي7» هو نص البحث الواقع الى يمين شريط العنوان. وكانت مايكروسوفت قد حسنت من القدرات الطباعية عن طريق اظهار مشهد مسبق للوظيفة التي تتيح لك اعادة تحجيم الصفحة بشكل يسبق الطباعة.

وكانت مايكروسوفت قد وعدت دعما لتغذية «آر اس اس» التي تدعى بشكل مثير للاضطراب «تغذية» و«تغذية الشبكة» التي تظهر على شكل زر بموجات لاسلكية صادرة من المركز. ويتحول الرسم البياني الى أحمر في المواقع التي أشير اليها بوضوح بتغذية «آر اس اس». ولدى النقر على عروض التغذية هذه فإنها تظهر محتوياتها كصفحة من الإنترنت. ويمكنك الاشتراك في هذه التغذية عن طريق اضافتها الى قائمة «فيفورتس» لكن لاتوجد آلية تنبئ متى حصل التعديل والتحديث.

ويحتوي «آي اي» المخصص لـ «وندوز اكس بي» ايضا على التحول الاول لمرشح الصيد الاحتيالي الذي يقوم بالتعرف على مواقع الاحتيال المشبوهة هذه وتلك المشكوك في أمرها، اذ يجري التعرف عليها انطلاقا من سلوكها. أما تلك المؤكدة منها التي تمارس الاحتيال فهي تلك التي تظهر باستمرار في قاعدة المعلومات التي تحافظ عليها مايكروسوفت.

وقد خططت الشركة اصلا لتحديث «آي اي» عندما ستقوم بشحن «فيستا»، ولكن في ضوء الشعبية المتزايدة لـ «فايرفوكس» ونقاط الضعف الكثيرة لـ «آي اي 6» التي انكشفت أخيرا أعلن رئيس مايكروسوفت بيل غايتس في فبراير الماضي انه ستتوفر نسخة وحيدة من «آي اي7» في نهاية العام الحالي لخدمة «ويندوز اكس بي» مع رزمة خدمات «سيرفيس باك 2» واصدار من نسخة «اكس بي بروفيشنال اكس 64». و«آي اي7» ليست من دون ازعاجات. فعلى سبيل المثال فان الازرار الامامية والخلفية يمكن العثور عليها بسهولة في أعلى اليسار. لكن زر«هوم» هو في شريط لائحة الخدمات والمهام «مانيو» تحت الازرار، كما أن زر الانعاش «ريفريش» هو الان في يمين شريط العناوين. ومن المحتمل أن تتعرض مايكروسوفت الى هذه المسائل قبل شحن «آي اي7» الى المستخدمين.