الزرقاوي الجريح محاصر في قرية "أبو شلال" وأسرته تستعد لإعلان وفاته

تضاربت الأنباء أمس حول الوضع الصحي لزعيم تنظيم »القاعدة« في العراق أبو مصعب الزرقاوي, ففي حين أعلن التنظيم ان الزرقاوي بصحة جيدة, كشفت مصادر مطلعة ان عشيرته في الأردن تستعد لإعلان وفاته.. بينما أعلنت وزارة الداخلية العراقية ان قوة كبيرة من فرقة »المغاوير« تساندها قوات أميركية طوقت قرية »أبو شلال« شمالي بغداد حيث يعتقد ان الزرقاوي موجود في أحد منازلها.

وأوضح تنظيم »القاعدة في بلاد الرافدين« في بيان بتاريخ أمس يحمل توقيع المسؤول الإعلامي في التنظيم أبو ميسرة العراقي »ان شيخنا في صحة جيدة وهو يدير العمل الجهادي بنفسه ويتابع تفاصيل العمل الى حد ساعة إعداد هذا البيان«.

لكن »جيش أنصار السنة« وهو تنظيم إرهابي موال ل¯ »القاعدة« أشار في بيان له على شبكة الانترنت الى ان الزرقاوي مازال يعاني من الاصابة البليغة في الصدر والكتف.
من جهتها كشفت مصادر مقربة من عشيرة زعيم »القاعدة« في العراق ان أسرة الزرقاوي تستعد لإعلان وفاته وإقامة مجلس عزاء له, مشيرة الى وجود دعوات لاعلان الحداد العام في مدينة الزرقاء.

في غضون ذلك ذكرت مصادر في وزارة الداخلية العراقية ان قوة كبيرة مغاوير وزارة الداخلية تساندها قوات اميركية طوقت قرية (ابو شلال) في منطقة الطارمية شمالي العاصمة العراقية مساء امس بعد ورود انباء عن لجوء الزرقاوي الى احد البيوت في هذه القرية.
وقالت المصادر انه »تم تطويق القرية الواقعة بالقرب من محطة ابقار الاسحاقي في منطقة الطارمية شمالي العاصمة العراقية بغداد بعد ان تلقت استخبارات الوزارة اخبارا من شهود عيان تفيد بانهم شاهدوا الارهابي الاردني يلجأ الى منزل الشيخ حاتم الامير وانه كان يستقل سيارة من نوع اوبل حمراء اللون«.

البنتاغون: الزرقاوي "كاميكاز نازي" وموته لن ينهي العنف في العراق


وصف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ابو مصعب الزرقاوي بأنه »كاميكاز نازي« سيفشل شره في النهاية بينما شكك »البنتاغون« في تقارير حول اصابته او امكانية ان ينخفض مستوى العنف في حال توفي او ينهار تنظيم القاعدة »في العراق« في الوقت الذي قتل جنديان اميركيان في تحطم مروحية وتضرر ثانية في بعقوبة.
وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امام جنود الفرقة 82 المحمولة جوا خلال استعراض عسكري لها في فورت براغ بولاية نورث كارولينا ان الرزقاوي مثل هتلر في خندقه هذا المتطرف العنيف فشل في تقديم اهدافه السياسية ويبدو انه ملتزم الان بتدمير كل شيء وكل من حوله«. واضاف »ان التاريخ يعلمنا ان هذا النوع من الشر يفشل على مدى العصور«.

واوضح رامسفيلد ان التفجيرات الانتحارية على غرار هجمات »الكاميكاز« في اليابان في نهاية الحرب العالمية اثانية التي ينفذها اتباع الزرقاوي هي دليل على وجود شكوك في صفوفه واضاف ان الزرقاوي الى جانب زعيم القاعدة اسامة بن لادن يعملان مثل الطغاة بتدمير الاشياء.
واشاد رامسفيلد الذي كان يتحدث امام 12 الف شخص بانجازات الفرقة في افغانستان والعراق والشرق الاوسط الكبير.

وقال رامسفيلد للجنود الذين اصطفوا امامه »انه لا توجد قوة قتالية في العالم عملت الكثير لتحرير اناس لم يلتقوا بهم من قبل مثلما فعل الجيش الاميركي.

إصابة الزرقاوي
الى ذلك اعلن المتحدث باسم »البنتاغون« لورانس ديريتا ان من الصعب على الولايات المتحدة معرفة الحالة الصحية للزرقاوي موضحا »نعرف ان القاعدة ناشطة على الانترنت نعرف انها تستخدم الشبكة للاعلام والتضليل ربما تكون هناك رغبة من جانبها في نشر معلومات غير دقيقة لاسباب شتى«.
وصرح الجنرال الاميركي كارتر هام بأن واشنطن لم تتمكن من التأكد من تقارير اصابة الزرقاوي مؤكدا »ليس لدينا تأييد من مصدر مستقل للبيانات الصادرة عن مسؤولي الحكومة العراقية«.
محذرا من ان الهجمات الدموية في العراق من المستبعد ان تتوقف في حالة اصابة الزرقاوي او مقتله.
وتابع »الزرقاوي شخصية مهمة بالتأكيد لكن منظمته اكبر من مجرد شخص واحد وكذلك فإن وفاته لن تؤدي الى توقف عمل القاعدة في العراق مشيرا الى ان شبكة الزرقاوي تضم »خلايا ارهابية« تعمل في جميع انحاء العراق ومن المرجح اختيار خليفة له اذا لم يعد قادرا على قيادة التنظيم.

بالرغم من الأنباء التي تحدثت عن عدم إصابة الزرقاوى مؤخرا ، إلا أن من المرجح جدا إصابته وأتوقع أن يتم إعلان هلاك هذا الملعون قريبا .

دعاء للزرقاوي

محمد مساعد الصالح

اعترفت جماعة الارهابي أبو مصعب الزرقاوي بجرح زعيمها داعية بشفائه.. واعتبرت أن اصابته شرف لها، ولا أعلم لمن توجه جماعة الزرقاوي نداءها هذا، هل هو الى الشعب العراقي الذي يشهد يوميا حوادث قتل المدنيين ورجال الشرطة العراقيين، وكأن الجماعة (الزرقاوية) تعتبر العراق محتلا من العراقيين، خصوصا أن الزرقاوي ليس عراقيا بل من الجنسية الأردنية.. وهل الدعوة له بالشفاء ليعود الى وضع الخطط لقتل المزيد من المواطنين والمواطنات العراقيين؟.

خصوصا ان بيان الجماعة الزرقاوية يعتبر اصابته شرفا لها.. ومادام الأمر كذلك، فلتكن اذن.. الاصابة باقية على أساس انها «وسام» يعلق على رقبة الزرقاوي كقاتل لآلاف العراقيين، إننا ندعو ان يتم القبض عليه ويحاكم كمتهم قاتل لأبناء الشعب العراقي حيث ينطق القضاء بكلمة العدل في حقه.. هذا ما ندعو اليه، لأننا نؤمن بدولة القانون وتحقيق العدالة.. وهذا ما ندعو الله لأن يتحقق ومن دون ذلك، أعني سيادة القانون ودولة المؤسسات، لن يشهد العراق استقرارا ولن يأمن المواطن على حياته وماله.. والله من وراء القصد.

مايرز يؤيد التقارير عن إصابة الزرقاوي بجروح وإيران تنفي نقله إليها

بغداد: إيلين كنيكمير*

أعلن رئيس الاركان الاميركي الجنرال ريتشارد مايرز ان بلاده «تميل الى الاعتقاد» بان زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق الاصولي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي، مصاب بجروح فعلا.
وافاد شخص وصف بأنه قائد كبير في صفوف المتمردين في العراق، بان الزرقاوي نقل الى بلد آخر بعد اصابته بجروح خطيرة في هجوم صاروخي أميركي. وقالت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، ان شظية استقرت في صدر الزرقاوي وانه ربما نقل الى ايران. لكن الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي نفى ذلك.

وقال آصفي للصحافيين ان «اختلاق اخبار من هذا القبيل ينم عن رعونة». واضاف ان «ايران شفافة ولا شيء عندها لتخفيه».

ونقلت الصحيفة عن «القائد الكبير» الذي لم يشأ ان ينشر اسمه قوله ان الزرقاوي جرح قبل ثلاثة اسابيع عندما اصاب صاروخ أميركي قافلته قرب مدينة القائم الواقعة غرب العراق على الحدود مع سورية. واضاف «الشظية دخلت بين كتفه الايمن وصدره وفتحته وما زالت مستقرة هناك».

وقال ان قطعة اخرى من الشظية اخترقت صدر الزرقاوي ولكنها خرجت من ظهره. واضاف «كان هناك قلق من اصابته في العمود الفقري. ولكن قدرته على الحركة بددت هذا القلق».

وقالت الصحيفة البريطانية ان الزرقاوي المتهم بتدبير كثير من اعنف الهجمات التي شنها المقاتلون في العراق، حمل من سيارته بعد الهجوم الصاروخي وأجريت له الاسعافات الاولية في احد المخابئ. واضافت انه عندما بدأ يهذي نتيجة ارتفاع درجة حرارته بعد ذلك بأربعة ايام نقل الى مستشفى في مدينة الرمادي الواقعة على بعد 110 كيلومترات غرب بغداد.

ولم تقل الصحيفة متى ادلى هذا القائد بهذه التصريحات ولكنها اضافت ان هذا المصدر اثبت صدقه في الماضي.

ويتناقض تقرير الصحيفة هذا مع بيان اصدره تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي يتزعمه الزرقاوي ونشر على الإنترنت الجمعة الماضي، وقال ان الزرقاوي ما زال يقود العمليات في العراق.

ونقل البيان عن متحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قوله «شيخنا بصحة جيدة وهو يدير العمل الجهادي بنفسه ويتابع تفاصيل العمل الى حد ساعة إعداد هذا البيان».

وكان التنظيم قد اعلن الثلاثاء الماضي إصابة الزرقاوي بجروح من دون ان يوضح كيف او متى او اين، وحث المسلمين على الدعاء له بالشفاء.

وفي واشنطن قال الجنرال مايرز لمحطة «فوكس نيوز» التلفزيونية «شاهدنا بيانات على مواقعهم (القاعدة) الإلكترونية اكدت انه مصاب». وأضاف «نميل الى الاعتقاد بأن الامر صحيح لأننا نتابع هذه المواقع ولا نعرف اكثر من ذلك راهنا».

واكد مايرز ان الزرقاوي «هدف مهم لكن التنظيم سيستمر حتى لو قبض عليه، فـ«القاعدة» تعرف كيفية استبدال الاشخاص في مواقع المسؤولية».

الى ذلك افادت وحدات المارينز العاملة في غرب العراق بأنها شهدت طوال اربعة ايام، نوعا من القتال الذي ظلت تأمل بتحققه منذ فترة طويلة بين أتباع الزرقاوي ومقاتلين عشائريين سنّة في بلدة حصيبة الواقعة على الحدود مع سورية.

وفي مواجهات انفجرت بعد اغتيال شيخ عشائري، أمر الزرقاوي بقتله، راح المسلحون الأجانب والمقاتلون العراقيون من أبناء تلك العشيرة يقصفون بعضهم بعضا بالأسلحة الخفيفة ومدافع الهاون في شوارع البلدة، بينما كان الجنود الأميركيون يراقبون من مسافة فاصلة، حسبما قال مسؤولون عسكريون أميركيون وأفراد عشائريون.

ولم يقع أي ضرر جانبي في الجانب الأميركي عدا إصابة طائرة هليكوبتر واحدة بعد أن اقترب طاقمها الأميركي كثيرا من ساحة المعركة تحت وطأة فضول شديد.

وفقدت عشيرة سليمان السنيِّة العربية أربعة من رجالها، حسبما قال سلمان رشيد سليمان أحد أبناء العشيرة في لقاء معه بعد انتهاء القتال الذي وقع خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، بينما قتل من أتباع الزرقاوي 11 مقاتلا أجنبيا.كما قتل عدد آخر من اتباع الزرقاوي من العراقيين والأجانب نتيجة قصف أميركي جرى بعد أن أعطى رجال عشائر يقيمون في المنطقة نفسها معلومات عن مواقع اتباع الزرقاوي للأميركيين.

وأمرت جماعة الزرقاوي باغتيال شيخ بني سليمان بعد أن دعا الأخير جنود المارينز الى الغداء لإظهار النية الحسنة بين أبناء عشيرته تجاه الأميركيين، حسبما قال سلمان ريشة سليمان أحد أفراد العشيرة.

والقتال في حصيبة يدل على وقوع صدع داخل تنظيم القاعدة وبينه وبين العراقيين الذين يدعمونه.

وحسبما قال معلم من حصيبة، فان عائلات في البلدة بدأت بمغادرتها منذ الشهر الماضي مع بدء أتباع الزرقاوي بتطوير عملياتهم. ويقيم أتباع الزرقاوي في البيوت التي أخلاها أصحابها حديثا. واضاف المعلم أن العناصر العربية (غير العراقية) من اتباع الزرقاوي أمروا النساء في البلدة بارتداء أغطية الرأس والجلابيب ومنعوا الشباب من ارتداء ملابس غربية، كما أغلقوا محلات بيع الموسيقى وصحون التقاط الفضائيات.

وقال علاء محمد المقيم في حصيبة «أنا مقتنع وواثق من أن الأميركيين سيكونون قادرين على التخلص من هؤلاء التعيسين بدون إزهاق أي قطرة دم من الناس الأبرياء. نحن أصبحنا سجناء وعبيدا هنا».

ولم يبق في البلدة الآن سوى الفقراء غير القادرين على مغادرتها. وقال المعلم « هرب الناس لأنهم خائفون من مواجهة بلدتهم نفس مصير الفلوجة».

لكن بالنسبة لأحد المقاتلين العراقيين من أتباع الزرقاوي فإن إجراء المقارنة هو عنصر يستحق التباهي حوله. وقال هذا الشخص الذي عرّف نفسه بأنه أبو عبيدة الكبيسي «حصيبة الآن هي الفلوجة الجديدة في كل شيء، ونحن فخورون بذلك، وإذا تحرك الأميركيون إلى حصيبة فهناك 250 مقاتلا عربيا مستعدون للقيام بهجمات انتحارية».

*خدمة «واشنطن بوست» ـ