ثورة في عالم الطب: علماء يستنسخون مرضى للحصول على خلايا منشأ

تساعد في ترميم أعضاء متضررة في الجسم وشفاء الأمراض المستعصية

أعلن علماء كوريون جنوبيون استنسخوا أول جنين بشري بغرض استخدامه في الأبحاث أمس إنهم استخدموا التقنيات نفسها في تخليق خلايا منشأ جنينية من تسعة مرضى.
وتلبي هذه الدراسة أحد الوعود الأساسية لاستخدام تقنية الاستنساخ في أبحاث خلايا المنشأ, وهي إمكانية اخذ جزء من جلد المريض واستخدامه في إنماء خلايا منشأ.

ويعتقد الباحثون أن الخلايا يمكن إعدادها للحصول على أنسجة معينة وزراعة أعضاء لعلاج داء البول السكري الذي يصيب غير البالغين والشلل الرعاش وحتى إصلاح الأحبال الشوكية المقطوعة. وبخلاف ما يسمى بخلايا المنشأ البالغة فإن خلايا المنشأ الجنينية لديها القدرة من البداية على تكوين أي خلية أو نسيج في الجسم.

وقال وو سوك هوانغ وزملاؤه في جامعة سول القومية إن العملية التي قاموا بها أكثر كفاءة بكثير مما كانوا يأملون وأنتجت 11 مجموعة من خلايا منشأ أخذت من ستة بالغين وثلاثة أطفال يعانون من إصابات في الحبل الشوكي والبول السكري الذي يصيب غير البالغين ونوع نادر من خلل المناعة.

وأضاف هوانغ "تظهر الدارسة أن خلايا المنشأ الجنينية يمكن اشتقاقها عن طريق نقل النواة من المرضى المصابين بأي أمراض... بغض النظر عن جنسهم أو أعمارهم."
وقال خبير خلايا المنشأ الذي اطلع على الدراسة الدكتور جيرالد شيتين من جامعة بيتسبرغ "لقد اندهشت من حجم الإنجاز الذي توصلوا إليه خلال عام واحد فقط ومن الكمية والجودة ودقة الدلائل."

وبينما لن يستفيد الأشخاص الذين استنسخت خلاياهم هذه المرة يأمل الباحثون في دراسة الخلايا للتعرف أكثر على حالاتها.ويقول الباحثون ايضا إن وسيلتهم ربما تكون أقل إثارة للجدل من العمل مع خلايا المنشأ الجنينية لأنه..وفق تعريفهم.. لم يتم تخليق جنين بشري بالفعل.
وأكد هوانغ إن طريقته تختلف عن تلك التي استخدمت من قبل للحصول على خلايا منشأ جنينية بشرية في عام 1998 وأنه يقترح استخدام تسمية جديدة للأجنة المستنسخة هي "بناء بالنقل النووي".

واضاف "أعتقد أن هذا البناء ليس جنينا.. حيث لايوجد تخصيب في العملية التي نقوم بها.. إننا نستخدم تقنية نقل نووي.. يمكنني أن اقول إن هذا الناتج ليس جنينا ولكنه بناء بالنقل النووي."
وتم استنساخ النعجة دوللي وهي أول حيوان بالغ مستنسخ باستخدام النقل النووي وهي عملية يتم خلالها إزالة النواة من بويضة ووضع نواة الحيوان أو الشخص المراد استنساخه بدلا منها. وتبدأ البويضة بعد ذلك في الانقسام كما لو كانت مخصبة وأحيانا تصبح جنينا.
وقال شيتين إنه عندما حصل العلماء لأول مرة على خلايا منشأ من أجنة بشرية في عام 1998 قاموا بفتح كرة الخلايا البالغة من العمر عدة أيام.

واضاف أنه في الدراسة الحالية وضع العلماء بكل بساطة كرة الخلايا في طبق بالمختبر مملوء "بخلايا مغذية" بشرية.

واتفق ديفيد ماجنوس وميلارد شو من مركز الأخلاقيات البيولوجية الطبية التابع لجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا مع شيتين.
وقال ماجنوس الذي كتب مع شو تعليقا على الدراسة "لا يوجد ما يدعو على الإطلاق للاعتقاد بأن أحد هذه الأشياء يمكن أن يصبح كائنا بشريا.