أهكذا يولد الإنسان ؟ 15-5-2005

سؤال عن طبيعة الإنسان الفكرية خامر عقول المفكرين منذ القدم، أي في زمن قيام الفلسفة الرواقية. والسؤال هو:

الإنسان عندما يولد ، هل يولد وهو صفحة بيضاء خالية من أية أفكار، أي أنه يولد بلا فكر ، لم ينقش على صفحته من قبل أي شيء ، ثم تملي عليه الحياة دروسها وتفرض عليه أفكارها؟ أهكذا يولد الإنسان ؟

أم أنه يولد وهو مزود بالأفكار ، وهذه الأفكار تعتبر فطرية تولد في عقله منذ الولادة؟

لقد اختلف أهل الفكر في هذه المسألة ، فكانوا على رأيين ، ومضى لكل رعيل . فالأولون النافون ركزوا على ثلاثة أمور هي :
1- إننا نرى الأطفال لا يعون ولا يعرفون المبادئ المنطقيه، ولا يدركونالمعاني العلمية الأصيلة كالهوية والتناقض وغير ذلك من الأفكار .

2- البدائيين من الناس تراهم في عالم آخر لا علاقة له بالمعارف ، فهم ، لا يتوجهون إلى المعاني العميقة والمباني الدقيقة . ولا يقدرون على صياغة مبادئ العلوم .

3- لو كان هناك أفكار فطرية لما اختلف الناس في المباديء الأساسية في المنطق والأخلاق والدين والعلم بين مختلف الشعوب .

أما الآخرون المثبتون فقالوا أن هناك أفكارا ضرورية فطرية تولد بإذن الله مع ميلادنا بحيث ندركها ، ولسنا بحاجة إلى معلم لدراستها وتحصيلها ولا لقراءتها في كتب بل هي بديهية يشعر بها المرء قبل التجربة .


فإذا شاهدنا أن الأطفال أو البدائيين لا يتوجهون إليها فذلك لأنها توجد في العقل ضمنا أي على هيئة إمكان فإذا قمنا بالتجربة تراها تنبثق وتظهر للعيان ويؤمن بها الإنسان إيمانا فطريا بدون أن يعلمه معلم فالتجربة تخرجها منعالم الامكان إلى عالم الفعلية ! .

إن هذه الأفكار تسمى الأوليات الضرورية ، وتسمى مبادئ العقل الأولى .وضربوا الأمثال في هذا المقال لهذه المبادئ بمعان نذكر منها :

1- مبدأ الهوية ومشتقاته .

2- مبدأ العلة الكافية ومشتقاته .


ما هو مبدأ الهوية ؟

يتبع..........