ميزان الحرارة الزئبقي نحو التقاعد

طلال سلامة

سيذهب عمود زئبق ميزان الحرارة القديم الى التقاعد. هذا ما أكدته المفوضية الأوروبية التي شنت مؤخرا حملة لمكافحة التلوث من معدن الزئبق، ويتوقّع بذلك الاختفاء الكلي لميزان الحرارة الكلاسيكي، الذي يعتمد على الزئبق، تدريجيا خلال السنوات الأربع القادمة. وسيلي هذه الخطوة قانونا جديدا لإلغاء كل الصادرات الأوروبية الخاصة بمعدن الزئبق، قبل عام 2011، بالتناغم مع الحظر المستقبلي على استخدام هذا المعدن، على المستوى العالمي. وبحسب سترافروس دياماس، المفوض الأوروبي لشؤون البيئة والمروٌج التنفيذي للقانون الجديد، هناك كمية زئبق جديرة بالاعتبار موجودة في البيئة ويمكن أن تكون مميتة. وأُثبت أيضاً أنه حتى الكميات المحدودة منها يمكن أن تؤول الى تأثيرات سلبية جدّية على تطوٌر الجهاز الجسماني العصبي.

ومعدن الزئبق خطر إذا ما تسرب جراء انكسار زجاج ميزان الحرارة(يعود ذلك بالأخص الى الحوادث البيتية). وفي حال تسرٌبه تحت الجلد أو في العضلات، عندئذ يسبب ردة فعل التهابية محلية وربما أيضاً مضاعفات جرثومية، يجب أن تعالج فورا من قبل الطبيب بواسطة المضادات الحيوية. وفي حالات نادرة، يمكن للزئبق أن يتسرب عبر الأوعية المفتوحة الى مجرى الدم لتشكيل السدادة في وعاء دموي ما (Embolus) التي تعتبر في غاية الخطورة على شرايين القلب. الى جانب ذلك، يؤدي بقاء الزئبق لمدة طويلة في أنسجة الجسم الداخلية الى درجة عالية من التسمّم. ولذا، ينصح باستشارة أقرب مركز لمكافحة السموم، في حال جرح الأطفال أيديهم وأقدموا على الاحتكاك بمعدن الزئبق في أعقاب الحادث.