تقديس الأولياء من شعائر الإسلام

عبدالهادي الصالح


كتب داود العسعوسي في مقالة ص 40 «احذروا جرثومة التصوف الخبيثة» في عدد الجريدة صباح الثلاثاء 3/5/2005م ما نصه:

«... جرثومة الشرك وتقديس الاولياء والتعلق بالاضرحة وتعظيم المشاهد والدعوة الى الخرافة والابتداع، تلك الجرثومة التي بدأت..»الخ وهو ما يمثل مساسا وتسفيها لشعيرة من شعائر الاسلام في تقديس واحترام اولياء الله الصالحين. فقد امر الله تعالى ان نتخذ من موطن موطىء قدم خليله ابراهيم عليه السلام مصلى (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) 125 ـ البقرة.
واتخاذ مضاجع اهل الكهف مسجدا (إذ يتنازعون بينهم امرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم اعلم بهم قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا) 21 الكهف.

وقد طاف الرسول صلى الله عليه وسلم واهل بيته «عليهم السلام» واصحابه الابرار والمسلمون حتى يومنا هذا حول حجر اسماعيل «عليه السلام» الذي هو مكان لقبور نبي الله اسماعيل عليه السلام وامه هاجر وبناته ،سائر الانبياء الذين دفنوا في هذا المكان.

مثلما يعظم المسلمون كذلك مشاهد قبور النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» واولياء الله الصالحين بالمدينة المنورة، مثلما يتشرف المؤمنون بزيارة مراقد ابطال الاسلام امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) في النجف الاشرف وسيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين «عليه السلام» في كربلاء المقدسة. كتعبير عن حبهم وولائهم لله تعالى وتبارك لا شريك له منطلقين من الاحاديث الشريفة وما اجمع عليه المسلمون. ومن لم يطبق هذه الزيارات الشريفة فهذا شأنه ولكن دون لمز شعائر الاسلام والمسلمين. يؤسفنا ان نشتمّ من هذا المقال رائحة «التكفير» التي ابتلي بها المسلمون اليوم في ديارهم. ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم.